اغتيالات إسرائيل في مواجهة خلايا المقاومة.. لمن الكلمة العليا؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
نابلس – في عملية ليست الأولى بين استهدافات كثيرة نفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومين الفلسطينيين بالضفة الغربية، اغتالت قواته الخاصة 4 مقاومين ينحدرون من مخيمات مدينة نابلس الثلاثة (بلاطة والعين وعسكر) شمالي الضفة، بعد أن استهدفت بالرصاص الحي مركبة كانوا بداخلها في منطقة السوق الشرقي بالمدينة.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطها فلسطينيون اغتيالا نفذه عناصر من وحدة إسرائيلية خاصة، واستهدف الشبان الأربعة، وأبرزهم عصام الصلاج قائد "كتائب شهداء الأقصى-شباب الثأر والتحرير" المحسوبة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والذي نجا من أربع محاولات اغتيال واعتقال، وأصيب في إحداها بجروح صعبة قبل نحو عامين.
وتشير المعطيات إلى أن الاحتلال يعمل -وبكل طاقاته- لإنهاء ظاهرة المقاومة بالضفة، وصعَّد مؤخرا من سياسة اغتيال المقاومين التي كانت ولا تزال "أنجح وسائله"، حسب مراقبين، ولكنها لن تنهيها في الوقت نفسه.
فشل إسرائيليوأعاد الاحتلال بعمليته هذه مشهدا مماثلا للفلسطينيين عامة والنابلسيين خاصة حينما نفذ أول عملية اغتيال بعد انقطاعها لسنوات بحق 3 مقاومين في 8 فبراير/شباط 2022 بحي المخفية بنابلس، ومشهدا آخرا قبل أسبوع حين اغتيال 14 مقاوما ومواطنا في مخيم طولكرم بعد قصفهم بصاروخ جوي.
وتأتي عملية نابلس لتؤكد أن الاحتلال يستمر في انتقامه من المقاومين فرادى وجماعات، وبطرقه المختلفة جوا وبرا، مسابقا الزمن في محاولته "إنهاء" ظاهرة المقاومة بالضفة. ويؤكد خبراء وسياسيون -تحدثوا للجزيرة نت- عجزه وفشله في مسعاه، وشددوا على أن محاولته لن توقف سيل المقاومة.
ويرى عضو لجنة التنسيق الفصائلي بنابلس محمد دويكات أن رسائل الاحتلال من هذه الاغتيالات واضحة، وهي إنهاء المقاومة أو حتى إخمادها وردع الحالة النضالية عامة، لكن الفلسطينيين يردون عليه بمزيد من الثبات، و"بالتالي هو واهم إن ظن أنه سيركع المقاومة أو يجرد الشعب من حقوقه الوطنية والسياسية ويجبره على الاستسلام".
ويقول للجزيرة نت إن الاغتيالات وغيرها من وسائل الاحتلال في قتل الفلسطينيين لن توقف المقاومة كونها الخيار الأول والأوحد لهم، ونتيجة لحالة الوعي التي تشكلت عند الفلسطينيين على مدى 76 عاما من الاحتلال بضرورة التصدي لمخططاته وسياساته الدموية التي تهدف لإخضاع الشعب وتشريده لفرض واقع جديد عليه.
ورغم حالة التطور التقني والاستخباراتي التي يملكها الاحتلال، يؤكد دويكات أن ما ينفذه من اغتيالات "جماعية وعشوائية" دليل فشله حتى الآن في اجتثاث المقاومة ومنع استمرارها، وهذا يتطلب مزيدا من الحيطة والحذر والتدابير الأمنية لدى المقاومين لمنعه من الوصول إليهم.
أما الباحث بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع فيرى أن هذه الاغتيالات تعكس فشلا إسرائيليا في تحييد الضفة الغربية وجعلها ساحة مواجهة ثانوية كما أراد منذ بداية الحرب، لكنها لا تزال ساحة مواجهة وقتال رئيسية.
ويقول للجزيرة نت إن إسرائيل ومنذ عام 2021 تعمل بالضفة عبر سياسة الاغتيال بهدف الحد من المقاومة ووأد المجموعات المسلحة، ولكنها فشلت في ذلك.
ويضيف مناع "يقودنا ذلك للتأكيد أنها فشلت في الفصل بين الساحات؛ أي فصل جبهة غزة عن الضفة، ولبنان عن غزة، والضفة عن جبهة الداخل، رغم أن هذا الترابط غير منظم أصلا بين تلك الساحات".
وفي تبيانه لهذا الفشل، يوضح أن الاغتيال بنابلس سبقته عملية فدائية نفذها فلسطيني في مدينة الخضيرة وطعن عددا من المستوطنين، بعضهم إصابته حرجة، إضافة لاشتعال بؤر المواجهة بكل مدن الضفة.
ولا يجد الباحث مناع تفسيرا لما تمارسه إسرائيل من "عنف" في الاغتيال غير أنه محاولة للانتقام وإظهار صورة للنصر يبحث عنها الاحتلال لإقناع الشارع والمجتمع الإسرائيلي بأنه "قادر ويفعل ويخاطر من أجل الأمن المفقود". ويقول إن "الإسرائيلي اليوم يشعر بفقدان الأمن على المستوى الشخصي، ولذا يحاول ترميم الصورة عبر عمليات الاغتيال سواء بالقصف أو الوحدات الخاصة".
ورغم ذلك، فإن إسرائيل وعبر تجربتها الطويلة مع الفلسطينيين تدرك أن العنف يؤدي إلى نتائج عكسية، وبهذا تدفع -حسب مناع- جيلا جديدا من الشباب الفلسطيني للدخول في مواجهته.
وسيلة أساسيةمن جهته، لا يرى المحلل السياسي والخبير في حركات المقاومة الفلسطينية ساري عرابي أن الاغتيالات وتعدد طرقها سلوك جديد للاحتلال، بل إنها وسيلته الأساسية "لتفكيك" فصائل المقاومة، وأنه لن يتوانى عن هذه السياسة مهما كانت التحديات التي يواجهها في ساحات المقاومة الأخرى والحرب في لبنان وغزة.
وعلى العكس، يقول عرابي للجزيرة نت إن الحرب المشتعلة ستدفع الاحتلال لتركيز جهوده على ساحة الضفة الغربية "لإنهاء التشكيلات المسلحة المنتشرة ومنع تطورها"، وهو يسابق الزمن حتى لا تتنامى وتتعاظم ولا تنتقل إلى أماكن أخرى ولا تورث تجربتها.
ويراهن الاحتلال -حسب عرابي- على الاغتيال والاعتقال كأهم الوسائل الناجعة لوقف ظاهرة المقاومة والمجموعات المسلحة بالضفة، معتمدا في ذلك على 3 مرتكزات أساسية:
أولها الظروف الأمنية الخاصة المفروضة بالضفة. وقدراته الاستخبارية العالية. وقوته العسكرية في التنفيذ.ووفقا له، فإن الاحتلال يرى أن المقاوم الذي يُعتقل أو يتم اغتياله ليس من السهولة تعويضه وبسرعة، وما يقوم به من اغتيال فهو "متوقع" كونه يأتي في سياق جهده الأمني. كما أنه غير متسامح أو متغافل عن حالة المقاومة بالضفة، ويعمل على تقليصها وإضعاف قدرتها على الانتشار والتوسع، "فهو يدرك أنه لا يمكن إنهاءها بشكل كامل".
يُشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أصدر أمرا عسكريا يقضي -حسبما نقله الإعلام العبري أمس الأربعاء- باستهداف المقاومين الفلسطينيين الذين يقيمون عروضا عسكرية أو يشاركون في تشييع الجنازات، وكأنه يوسع بذلك دائرة الاغتيالات والمستهدفين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
قناة مصرية : القاهرة سلمت حماس المقترح الإسرائيلي وتنتظر ردها بأقرب فرصة
نقلت قناة القاهرة الإخبارية ، مساء اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 ، عن مصادر قولها أن مصر تسلمت مقترحا إسرائيليا بوقف لإطلاق النار في غزة وبدء مفاوضات تقود لوقف دائم لإطلاق النار.
وأوضحت المصادر للقناة أن مصر سلمت حركة حماس المقترح الإسرائيلي وتنتظر ردها في أقرب فرصة.
أبو زهري : ما يطلبه نتنياهو اتفاق استسلاموفي ذات السياق قال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج لقناة الجزيرة مباشر أن حركته منفتحة على كل العروض التي تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني ، مبينا أن ما يطلبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو اتفاق استسلام.
وأضاف أبو زهري :" نتنياهو يعرض شروطا تعجيزية لإفشال الوصول لأي اتفاق لوقف إطلاق النار ، والطلب بنزع سلاح المقاومة غير مطروح للنقاش ولن يتحقق".
وتابع :" بقاء سلاح المقاومة مرتبط ببقاء الاحتلال وهو موجود لحماية شعبنا وحقوقنا الوطنية ، والاحتلال في مقترحه الجديد لا يعلن التزامه بوقف الحرب تماما ويريد استلام الأسرى فقط".
وأكد أبو زهري جاهزية حركة حماس لتسليم كل الأسرى دفعة واحدة مقابل وقف الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
وقال :" نتنياهو يعمل لصالح مستقبله السياسي وترامب شريكه في قتل سكان غزة".
وبين أبو زهري أنه لا يوجد أي اتصال مباشر مع الإدارة الأمريكية في الوقت الراهن.
وتابع :" المقترح المقدم إلينا هو مقترح إسرائيلي وتضمن لأول مرة نزع سلاح المقاومة كشرط لبدء مفاوضات المرحلة الثانية".
وقال أبو زهري أن الاستسلام ليس واردا أمام حركة حماس ولن نقبل بكسر إرادة شعبنا ، وحركة حماس لن تستسلم ولن ترفع الراية البيضاء وسنستخدم كل أوراق الضغط ضد الاحتلال".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين رام الله - استشهاد مالك الحطاب في مخيم الجلزون الحكومة الفلسطينية ترحب بمنح وقرض جديد من الاتحاد الأوروبي مصطفى يحذر من اتساع رقعة الجوع وتفشي الأمراض بغزة الأكثر قراءة ترامب : غزة قطعة عقارية مذهلة – نتنياهو : هناك دول مستعدة لاستقبال الغزيين سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الثلاثاء 12 شهيداً وعشرات الإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غزة اليوم حماس تعقب على حملة الاعتقالات في الضفة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025