نيوزويك: هكذا تحوّل بايدن إلى آلة دعائية لترامب
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
بينما يقضي الرئيس الأميركي جو بايدن أشهره الأخيرة في البيت الأبيض متفاخرا بإنجازات إدارته خلال جولاته الوداعية فإن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب بات أكثر اقتناعا بأن هذه الجولات لن تكون في مصلحة حملة منافسته كامالا هاريس.
وفي مقال بمجلة نيوزويك الأميركية ذكّرت الكاتبة كاثرين فونغ بالتحذير الذي أطلقه زميلها بالمجلة كارل روف -في مقال رأي له الشهر الماضي- قال فيه إن جولات بايدن أصبحت بمثابة الخدعة التي تسحب الانتباه بعيدا من نائبته هاريس.
وفي هذا السياق، قال مسؤول في حملة ترامب لنيوزويك بنبرة ساخرة "هذا جيد، المزيد من بايدن جيد لنا"، بمعنى أن المزيد من ظهور بايدن في جولاته الوداعية لاستعراض إنجازاته خلال سنوات ولايته الأربع يصب في مصلحة المرشح الجمهوري.
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك تكهنات بأن ظهور بايدن في بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان -وهي 3 من أكثر الولايات أهمية في الانتخابات الرئاسية– كان نتيجة قرار اتخذ مبكرا من قبل حملة هاريس.
والأسبوع الماضي، بعد حضور بايدن أول إفادة له من البيت الأبيض في الوقت نفسه الذي كانت فيه هاريس في ديترويت أرسلت حملة ترامب بيانا صحفيا تشكر فيه بايدن على "تجاوز" هاريس و"ضمان أن ينصب اهتمام العالم عليه، وليس على كامالا".
وخلال تلك الإفادة قال بايدن للصحفيين إنه وهاريس "يغنيان على النوتة الموسيقية نفسها"، ووصف نائبته بأنها "لاعب رئيسي في كل ما فعلناه".
في المقابل، قالت حملة ترامب إن بايدن "أراد أن يكون واضحا تماما بأن كامالا مرتبطة بكل فشل له، ونجح في ذلك".
وكان عنوان البريد الإلكتروني الذي أرسلته حملة ترامب إلى بايدن "شكرا، جو، بايدن يتجاوز كامالا ويربطها بسجلهم الكارثي".
وقالت الكاتبة إن بايدن عانى من تدني معدلات الدعم على مدى السنوات الثلاث الماضية رغم أنه تمتع بنسب عالية عندما تم تنصيبه لأول مرة، إذ رفض 30% فقط من الأميركيين عمله.
وحسب نيوزويك، تراجعت مكانة بايدن بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان في أغسطس/آب 2021.
وتظهر أرقام وكالة الاستطلاعات "فايف ثورتي أيت" أنه خلال العام الماضي كافح بايدن لرفع نسبة قبوله فوق 20%، واعتبارا من أول أمس الثلاثاء عبر 54% من الأميركيين عن رفضهم طريقة تعامله مع منصب الرئيس.
خطأ ذاتيوقال مسؤول في حملة ترامب إن ظهور بايدن الأخير في وسائل الإعلام كان "خطأ ذاتيا" ناتجا عن قرار حملة هاريس "إخفاء" المرشحة الديمقراطية ورفيقها في الانتخابات الحاكم تيم والز عن الصحافة.
وقال مصدر لنيوزويك إن غيابهما خلق فجوة إعلامية ملأها بايدن، مضيفا أنه "إذا كان بايدن لا يزال الرئيس فإن هناك أحداثا وطنية كبرى وكوارث تحدث في عهده ستحتاج إلى معالجة".
وفي أغسطس/آب الماضي ذكرت صحيفة بوليتيكو أن بايدن كان يشعر بالإحباط من الرئيس السابق باراك أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي والسيناتور تشاك شومر، واعترفت بيلوسي نفسها بأنه بعد 5 عقود من الصداقة مع الرئيس لم تكن هي وبايدن على تواصل.
وقال مصدر من الحملة الانتخابية إن "هناك توترا حقيقيا بين الحملة والبيت الأبيض في الوقت الحالي، وأعتقد أن ذلك يتفاقم".
بايدن خلال إفادة صحفية بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي (رويترز) صيحة لطلب الانتباهوقال روف إنه نظرا لعدم شعبية بايدن اللافتة سيكون من الصعب على الرئيس تعزيز موقف نائبته، مضيفا "تبدو هذه الجولة وكأنها صيحة طلب انتباه من مسؤول غير محبوب".
وأكد الناقد السياسي والمؤلف ستيف شير أن المزيد من ظهور بايدن لن يساعد هاريس، قائلا لنيوزويك إن "زيادة ظهوره العام تعقّد وتخلط رسائل هاريس ومحاولاتها لـ"قلب الصفحة" واقتراح أنها "بداية جديدة".
وقال روف إن حديث بايدن "السعيد" أزعج الجمهور في المرة الماضية، ويبدو أنه في "جولته الوداعية" الجديدة التي ستركز على إنجازاته لن يتمكن من كبح نفسه عن "المبالغة في بيع سجله، مما سيثير غضب الناخبين من جديد".
وأضاف الخبير الإستراتيجي الجمهوري أنه "مع قرب موعد الانتخابات يقاتل المتنافسون من أجل الحصول على مساحة إضافية في السباق، وقد يعطي السيد بايدن إلى السيد ترامب بضعا من هذه المساحة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حملة ترامب ظهور بایدن
إقرأ أيضاً:
ترامب يكشف تفاصيل لقائه مع بايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لصحيفة "واشنطن بوست" إنه والرئيس جو بايدن "استمتعا حقا برؤية أحدهما الآخر" عندما جلسا في اجتماع تاريخي بعد الانتخابات في المكتب البيضاوي.
وناقش آخر رئيسين للولايات المتحدة انتقال السلطة في 20 يناير المقبل، حيث أخبر ترامب بايدن أمام الصحافة العالمية أنه سيكون "سلسا قدر الإمكان" بعد محاولة الجمهوري الطعن في النتائج قبل أربع سنوات والتي بلغت ذروتها في أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير 2021.
وقال ترامب لصحيفة "واشنطن بوست" عن عملية اختيار المسؤولين لولايته الثانية: "إنها تسير بسلاسة كبيرة"، مضيفا أن "فريق الانتقال الجمهوري والبيت الأبيض بقيادة بايدن يتمتعان بعلاقة جيدة للغاية".
وأضاف الرئيس المنتخب أنه وبايدن ناقشا قضيتين اختلفا بشأنهما في الماضي: "الحرب في أوكرانيا، التي وعد ترامب بإنهائها فور توليه منصبه، والحرب المستمرة في الشرق الأوسط".
وقال ترامب: "أردت أن أعرف آراءه، كما تحدثنا كثيرا عن الشرق الأوسط أيضا. أردت أن أعرف آراءه حول مكاننا الحالي وما يفكر فيه. وقد أعطاني إياها، وكان لطيفًا للغاية".
وكشف الرئيس المنتخب أيضا أنه وبايدن يتوقعان الالتقاء مرة أخرى قبيل حفل تنصيبه مباشرة، والذي قال الرئيس الديمقراطي الحالي إنه سيحضره.
وقال ترامب في نهاية كلامه للصحيفة: "المكتب البيضاوي جميل للغاية وأنا أتطلع بالتأكيد [للعودة]".
يشار إلى أن هذا اللقاء هو الأول بين بايدن وترامب منذ فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفاز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 5 نوفمبر الجاري، بعد أن كان قد تولى الرئاسة الأمريكية بعد انتخابات 2016، ليصبح أول سياسي أمريكي منذ القرن الـ19 يعود إلى البيت الأبيض، بعد انقطاع دام 4 أعوام.
وبينما تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ترامب وهنأه، خاطبت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، مؤيديها وأقرت بهزيمتها أمام ترامب.
ومن المقرر أن يصوت المجمع الانتخابي ممثلا الولايات للمرشحين وفقا لإرادة الناخبين، وسيصادق الكونغرس، على نتائج التصويت في 6 يناير، وسيتم التنصيب في 20 يناير.