دراسة تكتشف كيف استغل النمل الكويكب “قاتل الديناصورات” قبل 66 مليون سنة
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
الولايات المتحدة – توصلت دراسة جديدة إلى أن النمل بدأ في الزراعة منذ 66 مليون سنة في أعقاب الكويكب الذي قضى على الديناصورات.
وعلى الرغم من التسبب في انقراض جماعي عالمي، خلق الكويكب “القاتل للديناصورات” الظروف المثالية لازدهار الفطريات، التي شهدت “عصرها الذهبي”.
فقد ساعدت البيئة منخفضة الإضاءة الناجمة عن اصطدام الكويكب قبل نحو 66 مليون عام على انتشار الفطريات التي تتغذى على المواد العضوية، والتي كانت وفيرة في ذلك الوقت حيث كانت النباتات والحيوانات تموت بأعداد كبيرة.
وأشار العلماء إلى أن العديد من الحيوانات كانت تزرع طعامها منذ فترة طويلة قبل وجود البشر.
وقال تيد شولتز، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة سميثسونيان بالولايات المتحدة الأمريكية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “كان النمل يمارس الفلاحة وزراعة الفطريات منذ فترة أطول بكثير من وجود البشر. وربما يمكننا أن نتعلم شيئا من النجاح الزراعي لهذا النمل على مدى الـ 66 مليون سنة الماضية”.
وأضاف: “يمكن أن تكون أحداث الانقراض كوارث ضخمة لمعظم الكائنات الحية، لكنها يمكن أن تكون إيجابية في الواقع للآخرين”.
وقد أدى اصطدام الكويكب بالأرض إلى ملء الغلاف الجوي بالغبار والحطام، ما حجب الشمس ومنع عملية التمثيل الضوئي لسنوات، وهو ما نتج عنه القضاء على ما يقارب نصف جميع أنواع النباتات على الكوكب.
ومع ذلك، كان هذا الوقت مثاليا للفطريات، حيث ازدهر بعضها لأنها استهلكت المواد النباتية الميتة الوفيرة المتناثرة على الأرض.
ووفقا للعلماء، فإن العديد من الفطريات التي نمت خلال هذا الوقت ربما كانت تتغذى على نفايات الأوراق المتحللة، ما جعلها على اتصال وثيق بالنمل.
واستغلت هذه الحشرات الفطريات الوفيرة كغذاء واستمرت في الاعتماد عليها مع تعافي الحياة من حدث الانقراض.
ووجدت الدراسة أن الأمر استغرق نحو 40 مليون عام أخرى حتى يطور النمل الزراعة.
وعندما أخرج النمل الفطريات من الغابات الرطبة إلى المناطق الأكثر جفافا، أصبحت الفطريات المعزولة تعتمد بشكل كامل على النمل للبقاء على قيد الحياة في الظروف القاحلة، حيث استأنس النمل هذه الفطريات بنفس الطريقة التي استأنس بها البشر المحاصيل.
ويعد النمل المعروف باسم “النمل قاطع الأوراق” (leafcutter ants) من بين أفضل أنواع النمل التي تمارس الاستراتيجية الأكثر تقدما للزراعة.
ويحصد هذا النوع من النمل أجزاء من النباتات الطازجة لتوفير الغذاء للفطريات، والتي بدورها تنتج الغذاء للنمل.
وأمضى الدكتور شولتز 35 عاما في دراسة العلاقة التطورية بين النمل والفطريات، وعلى مر السنين جمع فريقه آلاف العينات الجينية للنمل والفطريات من جميع أنحاء المناطق الاستوائية.
وفي الدراسة، استخدم العلماء عينات لجمع البيانات الجينية لـ 475 نوعا مختلفا من الفطريات، 288 منها يزرعها النمل، و 276 نوعا مختلفا من النمل، 208 منه يزرع الفطريات.
وباستخدام هذه البيانات، تمكن العلماء من تحديد متى بدأ النمل في استخدام فطريات معينة. ووجدت الدراسة أن النمل والفطريات متشابكان منذ 66 مليون عام، منذ الوقت الذي ضرب فيه كويكب الأرض في نهاية العصر الطباشيري.
المصدر: إنديبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
دراسة: الرضع يفضلون الأطعمة التي تناولتها أمهاتهم في أثناء الحمل
أوصى باحثون الأمهات الحوامل اللواتي يرغبن في أن يتناول أطفالهن الخضروات الخضراء بتضمين هذه الأطعمة في نظامهن الغذائي خلال المراحل الأخيرة من الحمل.
جاء ذلك بعد دراسة كشفت عن أن حديثي الولادة أظهروا استجابة إيجابية لرائحة الأطعمة التي تعرضوا لها في أثناء وجودهم في الرحم.
قاد البحث جامعة دورهام، إذ تم تحليل تعبيرات الوجه لدى الرضع الذين تبلغ أعمارهم 3 أسابيع، وكانت أمهاتهم يتناولن بانتظام الكرنب الأجعد (الكالي) أو الجزر خلال الحمل.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا لمذاق الجزر في أثناء الحمل أبدوا استجابة إيجابية لرائحته بعد الولادة. وبالمثل، فإن الأطفال الذين تناولت أمهاتهم كبسولات مسحوق الكالي في أثناء الحمل أظهروا تفاعلا إيجابيا مع رائحة هذا الخضار.
البروفيسورة ناديا رايسلاند، الخبيرة في أبحاث الأجنة وحديثي الولادة، والتي اشتهرت دراستها عن تأثير التدخين على الأجنة عام 2015، كانت من المؤلفين الرئيسيين لهذه الدراسة.
وقالت: "تحليلنا لتعبيرات وجوه الرضع يشير إلى أنهم يبدون استجابة أكثر إيجابية لرائحة الأطعمة التي تناولتها أمهاتهم خلال الأشهر الأخيرة من الحمل. وهذا يعني أنه من المحتمل أن نشجع الأطفال على التفاعل بشكل أكثر تقبلًا مع الخضروات الخضراء من خلال تعريضهم لهذه الأطعمة في أثناء الحمل".
إعلانوأوضحت رايسلاند أن هناك ميلا لإعطاء الأطفال الرضع أطعمة ذات مذاق أكثر حلاوة عند الفطام، مثل الجزر المهروس أو الكمثرى أو الموز، لكن الأطفال الذين تعرضوا لمذاق الخضروات الأكثر مرارة في أثناء الحمل قد يطورون تفضيلًا لهذه الأطعمة الصحية لاحقًا.
وأضافت: "إذا تناولت الأم الخضروات الخضراء المرة والصحية، فقد يساعد ذلك أطفالها على تفضيلها وتقبلها في المستقبل". وأكدت أن الأجنة يتمتعون بحاسة شم شديدة الحساسية.
وشملت الدراسة 32 رضيعا من شمال شرق إنجلترا، وهي متابعة لبحث نُشر عام 2022 استخدم مسوحات الموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد (4D) التي أظهرت أن الأجنة يبتسمون عند تناول أمهاتهم للجزر، بينما يعبسون عند تعرضهم لمذاق الكالي.
وفي الدراسة الجديدة، لم يتم إعطاء الأطفال سوى مسحات مشبعة برائحة الجزر أو الكالي، دون إدخال أي شيء في أفواههم، نظرا لصغر سنهم وعدم استعدادهم لتجربة الأطعمة الصلبة بعد.
قام العلماء بعد ذلك بتحليل مقاطع الفيديو لمراقبة ردود فعل الأطفال، ومقارنتها بالتفاعلات التي أظهروها قبل الولادة، لفهم تأثير التعرض المتكرر للنكهات المختلفة خلال الثلث الأخير من الحمل.
ووجد فريق البحث أنه من مرحلة الجنين إلى مرحلة حديثي الولادة، زادت استجابات "وجه الضحك" بينما انخفضت استجابات "وجه البكاء" تجاه الروائح التي تعرضوا لها في الرحم.
وقالت الدكتورة بيزا أوستون-إليان، المؤلفة المشاركة في البحث: "أظهرت دراستنا أن الأجنة لا يستطيعون فقط الإحساس وتمييز النكهات المختلفة داخل الرحم، بل يمكنهم أيضًا التعلم وتكوين ذاكرة لبعض النكهات عند التعرض لها بشكل متكرر".
وأضافت: "هذا يدل على أن عملية تكوين تفضيلات الطعام تبدأ في وقت أبكر مما كنا نعتقد، منذ فترة الحمل نفسها. من خلال تقديم هذه النكهات في وقت مبكر، قد نتمكن من تشكيل عادات غذائية صحية لدى الأطفال منذ البداية".
إعلان