عودة القطار لربط سيناء بالوادي والدلتا
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كان محمد على باشا هو أول من فكر فى إنشاء سكك حديد فى مصر والشرق الاوسط سنة ١٨٣٤، لربط الاسكندرية على البحر المتوسط بالسويس على البحر الاحمر. وقد تم تشغيل الخط فى عهد الخديو عباس الاول سنة ١٨٥٤.
أثناء الحرب العالمية الأولى، سنة ١٩١٤، بدأ الإنجليز فى إنشاء خط للسكك الحديدية يربط بين مصر وفلسطين، وبالفعل تم بناء الخط بين القنطرة شرق وغزة والذى اكتمل مع نهاية الحرب سنة ١٩١٨.
بعد استعادة كامل تراب شبه جزيرة سيناء بالحرب والسلام والتحكيم، كان يتم ربط سيناء مع الوادى والدلتا، من خلال المعديات العائمة، ومن خلال نفق الشهيد احمد حمدي، او من اعلى كوبرى السلام. وفى العقد الاخير، ٢٠١٤-٢٠٢٤، تم انشاء ١٠ من المعديات العائمة، و٦ من الانفاق، و٥ من الكبارى العائمة، احدها كوبرى مزدوج، اى يمر فوق الفرع الجديد لقناة السويس والفرع الاساسى للقناة. وجاء تشغيل القطار ومرور خط السكك الحديدية من اعلى كوبرى الفردان، إيذانًا ببدء حقبة جديدة من تنمية سيناء.
افتتاح خط الفردان بئر العبد، هو المرحلة الاولى فى مشروع قومى عظيم يهدف الى تنمية سيناء وزيادة عدد السكان بها. هذا المشروع الطموح يهدف الى ربط ميناء طابا على خليج العقبة، بميناء العريش على البحر المتوسط، وميناء شرق التفريعة شرق قناة السويس. المشروع يشمل إعادة تأهيل وإنشاء خط سكة حديد يربط شرق بورسعيد-الفردان-بئر العبد-العريش-طابا، مرورًا بالمنطقة الصناعية فى وسط سيناء، بطول إجمالى ٥٠٠ كم. هذا الممر اللوجيستى المهم جدا، سياسيا واقتصاديا وعسكريا (العريش/طابا/شرق التفريعة) سوف يساهم فى سهولة انتقال البشر، وتنمية الصناعة، ونقل الأليات والبضائع بين الوادى وسيناء، وسوف يساهم فى تحقيق التنمية الشاملة فى سيناء.
واذا اضفنا الى ذلك، خط السكة الحديد المخصص للقطار الكهربائى السريع، (المخطط له الافتتاح فى اكتوبر القادم باذن الله تعالى) والذى يربط ميناء العين السخنة على البحر الاحمر، بموانئ دمياط الجديدة والإسكندرية والعلمين على البحر المتوسط، ندرك مدى اهمية هذا التخطيط الاستراتيجى فى استخدام هذه الشبكة من سكك حديد مصر فى ربط سيناء وموانئ البحر الاحمر وخليج العقبة، وموانئ البحر المتوسط، مرورًا بمعظم التكتلات السكانية فى الوادى والدلتا.
اعتقد ان هذا المخطط الاستراتيجى الكبير، والمشروعات العملاقة التى اقامتها مصر فى العقد الاخير، من مدن جديدة، وطرق حديثة، وجامعات عالمية، والتى كلفت مصر مبالغ طائلة، قد بدأت فى جنى ثمارها، فى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية كبيرة. والاهم هو تحقيق تنمية مستدامة، وتعزيز الامن القومى المصري.
بارك الله فى كل من يبنى بإخلاص وتفانٍ، ويساهم فى تحقيق مستقبل أفضل للاجيال القادمة من ابناء المصريين. وكل اكتوبر وانتم بخير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خط الفردان بئر العبد البحر المتوسط على البحر
إقرأ أيضاً:
قطار لا يحابي غافلٌ أو متكاسل
كل البشر بمختلف مستوياتهم المالية والفكرية والمنصبية يخشون فوات القطار، رجال الأعمال يخشون ضياع فرص استثمارية ربما لا تتكرر، وأصحاب المناصب والوظائف بجميع مستوياتها يخشون ضياع فرص الترقيات والحوافز، وبسطاء يخشون غدر القطار بهم قبل تحقيق حلم تملّكهم منزل ” العمر” كما يطلق عليه.
الطالب الذي مازال في بداية مشواره التعليمي أيضاً يخاف أن يفوته القطار وتضيع عليه الوظيفة المأمولة، حتى الكسالى والذين هم في سبات عميق يخشون عدم تحقيق خيالات الأحلام.
إنه وجل تتوجس منه القلوب، ويقرأُ في العيون ولا تخلو منه الأحاديث.. تتحقق بعض أمنياتنا ونظنُّ أنها أتت بعد فوات الأوان، أو لم تكن كما نرغب، وربما نجاحات تحققت ولم نشعر بها، وأخرى لاحت لنا بالأفق ولم يكتبها الله فغابت خلف الأفق البعيد!.
مَنْ منا لا يخشى فوات القطار؟! حتى وإن تحققت معظم أمانينا، طالما نحن فوق الأرض فمطالبنا لا تنتهي، ولا نزال نركض، ولا نأمن القطار الذي لا يحابي مع الغفلة.. ربما تتكرر بعض الفرص، وهذه في صالح من أرادو تصحيح مسارهم ونهجهم، أما المتقاعسون فسيبقون دون تغيير، وما اكثرهم وأنا أولهم!.
للحياة مواسم: فلا تأمن علوّها الفارِه المرتفع، ولا تسحقك الهزيمة في قاعها الكئيب، وفي النهاية أملنا المنشود: أن يلقي الله بين أيدينا رجل قد أوتيَ حكمة وعلماً، وصاحب قلب نقيّاً خالياً من الطمع والحسد، خشية مكره بنا يوماً ما، على أمل أن يُرشدنا إلى ما يُثقل (مخابينا) من الكنوز.