في السنوات الأخيرة، تعمقت العلاقات الثنائية بين مصر وإريتريا بشكل كبير، لا سيما في مجالات التعاون العسكري والأمن الإقليمي، ما يعزز الروابط بين البلدين. 

وتدرك مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأهمية الاستراتيجية لإريتريا، خاصة فيما يتعلق بالبحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي بشكل أوسع.

وأحد أبرز التطورات في هذه الشراكة هو استكشاف اتفاقية محتملة للتعاون العسكري.

 

هذه الاتفاقية لن تعزز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين فحسب، بل ستتركز أيضًا على تأمين طرق التجارة البحرية، لا سيما تلك التي تمر عبر مضيق باب المندب الحيوي. 

وتعرض هذا المضيق، الذي يربط بين البحر الأحمر وبحر العرب، إلى اضطرابات نتيجة النزاعات الإقليمية، ما جعل تأمينه أمرًا بالغ الأهمية للتجارة والشحن الدوليين.

 وبما أن مصر وإريتريا تشتركان في سواحل واسعة على طول البحر الأحمر، فإن تعاونهما يعد أساسيًا للحفاظ على أمن هذه المياه.

يأتي هذا التعاون العسكري ضمن استراتيجية مصر الإقليمية الأوسع، التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي. 

وقام مسئولون مصريون، بمن فيهم وزير الخارجية بدر عبد العاطي ورئيس المخابرات العامة اللواء كمال عباس، بزيارة إلى العاصمة الإريترية أسمرا مؤخرًا للتباحث مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي. 

وخلال هذه المباحثات، استعرض القادة التطورات الإقليمية وناقشوا وسائل تعزيز الأمن، خاصة في البحر الأحمر.

وجعل الرئيس السيسي تعزيز العلاقات مع إريتريا أولوية في إطار الهيكل الأمني الإقليمي لمصر.

وتعززت هذه العلاقة بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، مع عقد العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى بين الزعيمين. 

وركزت هذه الاجتماعات على تعزيز التعاون في مختلف القطاعات، بما في ذلك الأمن والتجارة والدبلوماسية الإقليمية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لإريتريا بالقرب من باب المندب وسيطرتها على 355 جزيرة في البحر الأحمر يعزز من قيمتها كشريك إقليمي. 

وبما أن مصر تسيطر على المناطق الشمالية من البحر الأحمر، بما في ذلك قناة السويس الحيوية، فإن الشراكة مع إريتريا تعزز من نفوذ مصر على طرق التجارة البحرية الرئيسية.

إن تحرك مصر نحو إريتريا يعكس أيضًا جهودها الأوسع لضمان الاستقرار الإقليمي، فإلى جانب التركيز على الأمن البحري، يتماشى التعاون بين البلدين مع مصالحهما المشتركة في معالجة التحديات التي تواجه منطقة القرن الأفريقي. 

وتظهر هذه الجهود التزامًا مشتركًا بتعزيز السلام والأمن والتعاون في منطقة تعاني من التوترات والنزاعات المستمرة.

باختصار، تمثل العلاقة المتنامية بين مصر وإريتريا في ظل قيادة الرئيس السيسي شراكة استراتيجية تعزز الأمن الإقليمي وتضع البلدين كلاعبين أساسيين في تحقيق الاستقرار في البحر الأحمر والمناطق المحيطة به. 

يعكس هذا التعاون المتطور التزام مصر بحماية مصالحها البحرية وتعزيز السلام في منطقة القرن الأفريقي، مع تعزيز علاقاتها بإريتريا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي مصر أسمرة فی البحر الأحمر القرن الأفریقی

إقرأ أيضاً:

مصر والاتحاد الأوروبي يبحثان تعزيز الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي

استقبل الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اليوم الثلاثاء، أنيت فيبر مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي، وذلك في إطار تعزيز التشاور والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول سبل دعم ركائز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

أكد الوزير عبد العاطي على أهمية الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي في دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، مشيرًا إلى حرص مصر على تعزيز الحلول السلمية وتسوية النزاعات الإقليمية من خلال الحوار والتعاون المشترك. وشدد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة التحديات الأمنية التي تواجه دول المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف. كما استعرض الوزير الجهود التي تبذلها مصر لدعم الاستقرار في القرن الأفريقي، بما يشمل الوساطات الدبلوماسية التي تقوم بها القاهرة لحل النزاعات الإقليمية، مؤكدًا أن مصر تولي أهمية استراتيجية لتعزيز علاقاتها مع دول المنطقة باعتبارها ركيزة أساسية للأمن الإقليمي والقاري.

وفيما يخص الأوضاع في السودان، رحب الوزير بزيارة المبعوثة الأوروبية إلى بورسودان مؤخرًا، وحرص على التعرف على انطباعاتها بشأن تطورات الأوضاع هناك، وأكد في هذا الإطار على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها. وأوضح أن مصر تدعم المبادرات الدولية والإقليمية الهادفة إلى إنهاء النزاع والتوصل إلى حل سياسي شامل، مستعرضًا الجهود المصرية المكثفة للتنسيق مع مختلف الأطراف الدولية وممثلي القوى السياسية السودانية، لدعم جهود التسوية ووقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء السودانيين.

كما تم تبادل الرؤى حول عدد من القضايا والتحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها منطقة القرن الأفريقي، حيث حرص الوزير عبد العاطي على الاستماع إلى تقييم شامل من جانب المبعوثة الأوروبية للأوضاع في المنطقة. وفي هذا السياق، شدد الوزير على أهمية دعم استقرار الصومال، وضرورة احترام سيادته ووحدة أراضيه، مؤكدًا حرص مصر على مواصلة جهودها في دعم مؤسسات الدولة الصومالية.

وأشار وزير الخارجية إلى أن التحديات الأمنية المتصاعدة في البحر الأحمر تتطلب تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن للحفاظ على استقرار الممرات الملاحية الدولية. وأكد أن أمن البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة الدولية يمثلان أولوية استراتيجية لمصر، مشددًا على أن أي تهديد لأمن البحر الأحمر ينعكس بشكل مباشرة على الاقتصاد العالمي، لاسيما في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة.

من جانبها، أعربت مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي عن تقدير الاتحاد الأوروبي للدور المصري الفاعل في القضايا الإفريقية، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية كبيرة لأمن البحر الأحمر واستقرار منطقة القرن الأفريقي. كما أكدت على تطلعها إلى تعزيز التعاون مع مصر في إطار الجهود الدولية لدعم الاستقرار في القرن الأفريقي، مشيرةً إلى الدور المصري المحوري كركيزة أساسية للأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية يتطلع لاستمرار التنسيق المشترك لدفع علاقات التعاون الثنائي بين مصر وألبانيا

وزير الخارجية يشدد على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لإنهاء الكارثة الإنسانية بغزة

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد: الإمارات حريصة على تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع فرنسا
  • عبدالله بن زايد يلتقي في باريس وزير الخارجية الفرنسي ويبحثان تعزيز العلاقات الإستراتيجية
  • مصر والاتحاد الأوروبي يبحثان تعزيز الأمن والاستقرار في القرن الأفريقي
  • وزير الخارجية: ندعم استقرار السودان والصومال.. وأمن البحر الأحمر أولوية
  • وزير الخارجية: ندعم استقرار السودان والصومال وأمن البحر الأحمر أولوية
  • بحثا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ومساعي تحقيق الأمن والاستقرار.. ولي العهد ووزير الخارجية الأمريكي يستعرضان تعزيز العلاقات الثنائية
  • السيسي وقيس سعيد يؤكدان تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري
  • عبر اتصال هاتفي.. الرئيسان السيسي وقيس سعيد يبحثان تعزيز التعاون والأوضاع في غزة
  • الخارجية تفتتح برنامجاً تدريبياً حول مكافحة التهديدات العابرة للحدود: نحو تعزيز الأمن البحري
  • تهديدات الحوثيين لـ”إسرائيل”.. هل هي بداية لمرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية؟