بحوث الاقتصاد الزراعي ينظم ورشة عمل حول الدوافع المصرية للانضمام لمجموعة البريكس
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
نظم معهد بحوث الاقتصاد الزراعي التابع لمركز البحوث الزراعية ورشة: "تدوير المخلفات الزراعية وتعظيم الاستفادة منها" وحدة بحوث الاقتصاد الزراعي بالشرقية إن انضمام مصر للبريكس دلالة على أنها من الاقتصاديات المرشحة لتحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، ويعد ذلك شهادة دولية للتقدم المصري في برنامجها الاقتصادي، وذلك للدور الذي تلعبه مصر في مواجهة التحديات ومواجهة الأزمات.
في ضوء توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بضرورة تبنى بعض الاستراتيجيات التي تهدف للتقدم في كافة الأنشطة المرتبطة بالقطاع الزراعي لتعميق التبادل التجاري بين الدول الأعضاء وتشجع على الاكتفاء الذاتي من السلع، وتحت رعاية الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، نظم معهد بحوث الاقتصاد الزراعي ورشة عمل "الدوافع المصرية للانضمام لمجموعه بريكسBRICS "، و تحت إشراف الدكتور عبد الوكيل محمد ابو طالب القائم بأعمال مدير المعهد، وقد استهدفت ورشة العمل والتي ألقاها الدكتور على عاصم فؤاد الأستاذ المتفرغ بقسم الاقتصاد الزراعي جامعة القاهرة التعريف بمجموعة بريكس وأهدافها ومميزاتها، مكانة مجموعة بريكس في الاقتصاد العالمي، الأداء الاقتصادي لمجموعة بريكس، القيمة الاقتصادية لمجموعة بريكس، عرض للمعايير التراكمية الهيكلية لتحقيق التنمية الاقتصادية، المؤشرات الاقتصادية لدول مجموعة بريكس، علاقة مصر بدول مجموعة بريكس قبل الانضمام لعضويته، عرض للمزايا والتحديات لمصر كعضو في مجموعة بريكس، توسع مجموعة بريكس عالميا. وقد حضر ورشة العمل أعضاء الهيئة البحثية بالمعهد والمعاهد البحثية بمركز البحوث الزراعية، وبعض الخبراء والمختصين، ومن خلال المناقشات وتبادل الخبرات بين الحاضرين توصلت ورشة العمل إلى مجموعة من التوصيات منها التأكيد على توافق استراتيجيات مصر التصديرية لمواجهة المنافسة داخل دول البريكس.
و العمل على تنمية معدل الصادرات المصرية الي دول البريكس لتحسين وضع الميزان التجاري المصري.
و تطبيق استراتيجيات فعالة لرفع كفاءة القدرة التنافسية في القطاعات التي يعتمد عليها الاقتصاد المصري لتلبي متطلبات دول البريكس.
كما نظم معهد بحوث الاقتصاد الزراعي ورشة عمل "تدوير المخلفات الزراعية وتعظيم الاستفادة منها" إعداد الدكتورةفاتن سمير أبو اليزيد، تعقيب الدكتور ربيع على يونس، وقد استهدفت التعريف بالمخلفات الزراعية وأنواعها، والجوانب الفنية والعلمية لتدوير النواتج الثانوية الزراعية، والطرق المتبعة لدي المزارعين للتخلص منها، وأسباب ومبررات استخدام وتدوير المخلفات الزراعية، والآثار الناجمة عن استخدام المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها، المشاكل التي تواجه المزارعين عند القيام بعمليات إعادة التدوير، وأوصت الورشة بالعمل على منع حرق المخلفات النباتية بالحقول لمنع تلوث البيئة، وتحويلها إلى منتجات اقتصادية صديقة البيئة، والعمل على توفير المعدات والأدوات والآلات اللازمة لعملية التدوير، مع تشجيع القطاع الخاص وخاصة شباب الخريجين للعمل في مجال تدوير ومعالجة المخلفات الزراعية، مع زيادة التوعية بأهمية مشروعات التدوير ومدى جدواها الاقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجموعة البريكس الاقتصاد الزراعي بحوث الاقتصاد الزراعي مركز البحوث الزراعية الاقتصاد بحوث الاقتصاد الزراعی المخلفات الزراعیة مجموعة بریکس
إقرأ أيضاً:
الدوافع النفسية والاجتماعية للعنصرية
بدر بن خميس الظفري
العنصرية ظاهرة مُتجذِّرة في المجتمعات البشرية، تتغلغل في النفوس من خلال ميول نفسية واجتماعية تدفع الأفراد إلى تصنيف الآخرين وفق معايير سطحية، مما يؤدي إلى تشكل أنماط من التحيز والتمييز.
يشير عالِم النفس الاجتماعي الأمريكي جوردون ألبورت، في كتابه "طبيعة التعصب"، إلى أن العنصرية تتولَّد من الحاجة النفسية إلى التصنيف؛ حيث يسعى الإنسان إلى تبسيط الواقع من خلال وضع الأفراد في قوالب محددة، ما يقود إلى أحكام مسبقة تؤثر في طريقة التعامل مع الآخرين.
ويرى ألبورت أن هذا الميل النفسي نحو التصنيف ينبع من قدرة العقل البشري على معالجة الكم الهائل من المعلومات التي يتلقاها يوميًا. فعوضًا عن تحليل كل فرد على حدة، يميل الإنسان إلى تصنيفه ضمن مجموعة، مما يساعده على التفاعل مع بيئته بسرعة، لكنه يؤدي أيضًا إلى تكوين قوالب نمطية قد تكون غير دقيقة.
ويضيف ألبورت أن التصنيف يصبح مؤثرًا عندما يرتبط بالمشاعر السلبية تجاه المجموعات الأخرى. فالصور النمطية التي تُبنى على هذا التصنيف تسهم في تشكيل السلوك والتوقعات، إذ يبدأ الفرد في التعامل مع الآخرين بناءً على التصورات الشائعة عن تلك الفئة، وليس بناءً على شخصيتهم الفعلية. وتزداد هذه الظاهرة وضوحًا عندما تعززُ هذه التصنيفات عبر التعليم والإعلام والتنشئة الاجتماعية، مما يجعلها جزءًا من الفهم الاجتماعي السائد.
على المستوى النفسي، يرتبط التعصب العنصري بمشاعر عدم الأمان والخوف من الاختلاف. يرى عالِم النفس الكندي الأمريكي بوب ألتيماير، أن الشخصيات التسلطية تميل إلى التعصب ضد المجموعات المختلفة؛ إذ يتسم أصحابها بالخضوع للسلطة، والعدوانية تجاه الغرباء، والتشبث بالمعايير التقليدية. هذه السمات تجعل الأفراد أكثر عرضة لتبني مواقف عنصرية كوسيلة للحفاظ على إحساسهم بالسيطرة.
من جانب آخر، تشرح عالِمة النفس الأمريكية سوزان فِسك، في أبحاثها أن الصور النمطية العنصرية تتشكل نتيجة للارتباطات الوهمية، إذا يعمم سلوك سلبي صادر عن فرد واحد على المجموعة بأكملها. يؤدي هذا النوع من التعميم إلى تعزيز الاعتقادات الخاطئة حول الفئات المختلفة، مما يرسخ التمييز الاجتماعي.
في نظرية السيطرة الاجتماعية التي طوَّرها الأكاديمي وعالم النفس الأمريكي جيم سيدانيوس، تفسرُ العنصرية على أنها أداة نفسية واجتماعية تهدف إلى الحفاظ على الامتيازات الطبقية وترسيخ عدم المساواة. وفقًا لسيدانيوس، فإن المجتمعات البشرية بطبيعتها تميل إلى تشكيل هياكل هرمية؛ حيث تهيمن بعض الجماعات على غيرها من خلال موارد القوة والسلطة. وهذه السيطرة تتجذر في الاعتقادات الجماعية التي تبرر هذه الفوارق وتغذيها.
وتنص النظرية على أن الأفراد الذين ينتمون إلى الجماعات المهيمنة غالبًا ما يتبنون مواقف تبرر الوضع القائم، فيما قد تظهر بعض الفئات المستضعفة استعدادًا لقبول هذه الهياكل بسبب تعرضهم المستمر لخطاب يرسخ دونيتهم. يوضح سيدانيوس أن هذه التوجهات تعكس تفاعل العوامل الاقتصادية والاجتماعية مع العوامل النفسية؛ حيث يظهر الميل الطبيعي للبشر إلى تفضيل مجموعاتهم الخاصة، إضافةً إلى التخوف من الجماعات الأخرى.
وتعدّ هذه النظرية ذات أهمية خاصة في فهم كيف تصبح العنصرية جزءًا من بنية المجتمع. فالنظام الاجتماعي القائم على السيطرة ينتج تفسيرات وأيديولوجيات تعزز التمييز، مما يجعل مقاومتها تحديًا كبيرًا أمام الأفراد الذين يتأثرون بها سلبًا.
وتُشير الدراسات إلى أن النزعات العنصرية تزداد حدتها في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية، حينها يسعى الأفراد إلى الدفاع عن امتيازاتهم باستخدام وسائل متعددة، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات العرقية والاجتماعية، ويبحث الأفراد عن كبش فداء لتحميله مسؤولية الظروف المتدهورة.
من جهة أخرى، يرى فيدريريكو ولاكس أن التحيز العنصري ينغرس في العقل الباطن نتيجة التنشئة الاجتماعية، مما يجعل الأفراد يتصرفون وفقه دون وعي واضح. أي أن العنصرية تتشكل عبر موروثات ثقافية وتعليمية تعزز الفروقات بين الجماعات.
ومن هنا يؤكد علماء الاجتماع أن المجتمعات التي تقوم على التراتبية الطبقية تميل إلى إنتاج أنظمة تفكير عنصرية تبرر عدم المساواة. عندما يتكرر خطاب التمييز في الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام، يصبح جزءًا من الإدراك الجماعي، مما يؤدي إلى ترسيخ الفوارق بين الجماعات، ويصبح أمرًا طبيعيًا مبررًا يعد من يستنكره شاذا عن المجتمع.
ويرى الباحثون أن العنصرية تتجلى في البنى الاجتماعية التي تدعم التمييز المنهجي، فعندما تستبعد فئات معينة من فرص العمل أو التعليم بسبب خلفياتهم العرقية أو الاجتماعية، يتحول التمييز إلى جزء من النظام العام، مما يعمّق الفجوة بين الفئات المختلفة.
إنَّ الدوافع النفسية والاجتماعية للعنصرية متشابكة ومتداخلة، حيث يتأثر سلوك الأفراد ومواقفهم بمزيج من العوامل الفردية والجماعية التي تحدد نظرتهم إلى الآخرين. والتفاعل بين الحاجة النفسية إلى التصنيف والظروف الاجتماعية التي تعزز هذه النزعات يجعل من العنصرية ظاهرة مستمرة تتخذ أشكالًا مختلفة عبر الزمن والمجتمعات.