«الإخوان» يناطحون بحربھم صخرة القدر؟!
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
عين علي الحرب
الجميل الفاضل
“الإخوان” يناطحون بحربھم صخرة القدر؟!
الأقَدَّارُ بطبيعة حالها لا تصنعها الصُدف، إذ هي في الحقيقة أصدق تُرجمان لأقضية مكتوبة وموقوتة، أقضية تظلُ عالقة بلوح الأزل لا تتقدم أجلها الموقوت، ولا تتأخر عن ميقاتها المضروب.
لا يحول بينها والتنزُّل الي حيِّز الفعل، وعلى أرض الواقع، سوي حجاب واحد، دقيق وسميك، هو “حجاب الوقت”، إذ لكل أجل في النهاية كتاب.
أنظر كيف قال تعالى: “مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”.
وبطبيعة حالھا تكتب الأقدار ھكذا بمداد الأحبار السرية، التي لن تبدي خطوطها ومنعرجاتها الدقيقة، سوي بسطوع شمس نفاذها.
إذ ان ميكانزمات القدر الداخلية، تدفع علي شاكلة ما سيرد، كل مقدور إلى احضان القدر الذي ينتظره، “تسليما وتسلما”، في موعد لا يتقدم ولا يتأخر، كما يمكن ان يستنبط من قول رب العزة:
“إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم، ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد، ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم”.
ثم على قرار لمحة أخرى ذات مغزي مختلف، يقول سبحانه وتعالى: “إذ يريكهم الله في منامك قليلا، ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر، ولكن الله سلم ۗ إنه عليم بذات الصدور”.
ولكي يقضي الله امرا كان مفعولا بالحتم والضرورة، فانه يعرض كذلك نموذجا ثالثا، مغايرا ومحفزا، للمواجهة في ذات الوقت: “وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا، ويقللكم في أعينهم، ليقضي الله أمرا كان مفعولا، وإلى الله ترجع الأمور”.
فكل “مُخْتَالٍ فَخُورٍ”، مِن الذين كَذَّبَوا بآيات هذا النَزعِ الرباني لمُلك الحركة المسماة إسلامية، الذي جري في الحادي عشر من أبريل سنة (2019).
لكي يشعل أتباعھا الآن فتيل حرب للعودة الي الحكم من جديد، ولتصبح من ثّم ھي حرب ما نازعوا بھا في الحقيقة سوي “مالك الملك” في مضمار الإتيان والنزع، الذي ھو من شأنه وحده سبحانه وتعالي، بلا شريك وبلا منازع.. مضمار حصري، يؤتي الله فيه الملك لمن يشاء، وينزعه ممن يشاء، متي شاء.
إذاً ھي حرب يناطح بھا “الإخوان المسلمين” علي أرض الواقع والي يومنا ھذا، صخرة أقدار ونواميس “النزع” الالھي للملك، مُستخفين في ذلك بسنن التغيير الكونية، ومُسفهين لثورة ديسمبر الشعبية المباركة، التي وضع الله سره فيھا، قبل أن يجري سنة النزع علي أذرعھا ويديھا، ثم بإتخذھا سببا مباشرا لعزل “الرئيس البشير” عن سلطانه، ومن بعد بإذنه تعالي ستصبح ھذه الثورة المباركة نفسھا، مدخلا حقيقيا للتغيير، ولإعادة بناء وتأسيس، دولة السودان علي قواعد وأسس جديدة، وما ذلك علي الله بعزيز.
الوسومالاخوان المسلمين البشير السودان ثورة ديسمبر
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الاخوان المسلمين البشير السودان ثورة ديسمبر
إقرأ أيضاً:
"فايق عزب: مسيرة فنية خالدة تحطمت على صخرة الجائحة في ذكراه السنوية"
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان القدير فايق عزب، الذي استطاع على مدار عقود أن يكون أحد أبرز الوجوه في السينما والمسرح والدراما المصرية. مسيرة استثنائية تزخر بالأعمال الفنية التي تركت بصمة لا تُنسى في قلوب الجماهير، ورحيل مفاجئ كان صدمة لعشاقه وأصدقائه في الوسط الفني.
ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أبرز المحطات الفنية ل فايق عزب
وُلد فايق عزب في مدينة الإسماعيلية، حيث بدأ رحلته مع التمثيل مبكرًا من خلال فرقة التمثيل بمدرسة ابن حزم الأولية. هذه الموهبة الشابة دفعته إلى الانتقال إلى القاهرة لاستكمال دراسته بكلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1960، وهناك أثبت نفسه كأحد ألمع الوجوه بفوزه بكأس أفضل ممثل في الجامعة.
الوجه المميز في السينما والدراما
مع بداية السبعينيات، أصبح فايق عزب وجهًا لا يمكن تجاهله في الساحة الفنية. تألق في عدد من المسلسلات مثل "الدوامة"، "النديم"، و"سلسال الدم"، بالإضافة إلى مشاركته في أفلام بارزة مثل "مدينة الصمت"، "الشيطان امرأة"، و"المطلقات". ورغم أنه اشتهر أكثر بأدوار الشخصيات الثانوية، إلا أن أداءه كان محوريًا في نجاح هذه الأعمال.
لم يقتصر تأثير فايق عزب على أدواره فحسب، بل امتد لدعم الشباب في مسيرتهم الفنية، ومن أبرزهم هاني رمزي في أفلام مثل "غبي منه فيه" و"الباشا تلميذ". هذا التواضع الفني جعله قريبًا من قلوب زملائه والجماهير على حد سواء.
نهاية حزينة ومفاجئةرغم عطائه الفني المستمر، لم يسلم فايق عزب من عواقب الجائحة العالمية. أثناء تصوير مشاهده في فيلم "ميني بار"، أصيب بفيروس كورونا، ما أدى إلى دخوله المستشفى لفترة قصيرة قبل أن يرحل عن عالمنا في 19 نوفمبر 2020. كان رحيله خسارة فادحة للوسط الفني ولعشاق أعماله الذين فقدوا أحد أعمدة الفن المصري.
إرث خالداليوم، ونحن نستذكر فايق عزب، تظل أعماله حية في ذاكرة الفن المصري. هو نموذج للفنان الملتزم الذي أضاء الشاشة وأثرى المسرح والدراما. ورغم النهاية المأساوية، يبقى اسمه خالدًا كأيقونة للعطاء الفني والإنسانية.