لوفيغارو: حرب الموساد الخفية على الأراضي الإيرانية
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
قالت صحيفة لوفيغارو إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية عززت قدراتها في المراقبة والهجوم على مدى عشرين عاما الأخيرة، لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، ولا أدل على ذلك من قدرتها بعد أسبوعين من انفجار أجهزة النداء لدى حزب الله ثم تصفية زعيمه حسن نصر الله بعد 72 ساعة من ذلك.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم سيريل لويس- إلى ما أكده الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد على قناة سي إن إن التركية من ضعف بلاده أمام وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، إذ كشف عن تجنيد تل أبيب قبل عدة سنوات، رئيس وحدة تم إنشاؤها خصيصا لطرد جواسيس الموساد.
وبعد الفشل المدوي الذي حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وجهت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ضربات قوية لإيران وأعوانها قبل تقطيع أوصال حزب الله في لبنان ثم قطع رأسه، ولعل ضرب رادارات الدفاع المضاد للطائرات الذي من المفترض أن يحمي محطة التخصيب في نطنز بقلب البرنامج النووي الإيراني، كان ردا قويا على إطلاق إيران 300 طائرة مسيرة وصاروخ في اتجاه تل أبيب، حسب الصحيفة.
ويقول الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان -الذي ألف مع زميله دان رافيف كتابا بعنوان "جواسيس ضد هرمجدون داخل حروب إسرائيل السرية" به معلومات غزيرة للغاية عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية،- إن "الأحداث الأخيرة تؤكد أن مستوى اختراق إيران ووكلائها من قبل أجهزتنا لا يزال مثيرا للإعجاب".
عمل طويل الأمد
وهذا "الانتقام" -حسب الصحيفة- ثمرة عمل طويل الأمد بدأ في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تحت قيادة رئيس الموساد آنذاك مئير داغان الذي كان مقتنعا بأن القادة الإيرانيين يعملون لصنع قنبلة ذرية، وكان مصرا على منعهم من ذلك.
وهذا ما دفع مختلف الأجهزة الإسرائيلية لاتخاذ تدابير شاملة، وعملت في الظل -حسب الصحيفة- على إحباط توريد قطع الغيار لإيران وإثناء العلماء الأجانب عن تقديم مساعدتهم، وتخريب الإمدادات الكهربائية لبعض المنشآت، وكذلك رفع مستوى الوعي بين الغربيين حول هذا التهديد، ولكن سرعان ما أدركت تل ابيب أن هذه الجهود، رغم قدرتها على إبطاء مشاريع طهران النووية، لن تكون كافية لإقناع قادتها بالتخلي عن هذه المشاريع إلى الأبد، وفقا للكاتب.
ولذلك كان من الضروري الاعتماد على وسائل الاعتراض ووسائل الحرب الإلكترونية وعلى الخبرة الفنية لهيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية، ثم الاعتماد على عملاء داخل إسرائيل، حيث يمتلك الموساد بنية تحتية بدائية لهذا الغرض منذ عهد الشاه، وقد قام بتوسيعها بالتجنيد بين الأقليات كالأكراد والأذريين والعرب والبلوش.
وحسب يوسي ميلمان كان لا بد من إعادة تشكيل شبكة المخابئ وأماكن تخزين المتفجرات والأسلحة والمركبات، وإدخال وكلاء للقيام ببعض المهام الحساسة جدا بحيث لا يمكن التعاقد عليها من الباطن مع المجندين من الأقليات، وللقيام بذلك، اعتمدوا بشكل خاص على المجتمع الكبير من اليهود الإيرانيين الذين هاجروا إلى إسرائيل بعد الثورة.
وكلاء لمصلحة إسرائيل
وسرد الكاتب عددا من الحوادث وقعت في إيران بين عامي 2007 و2011، بعد إقامة بنية الموساد التحتية، من ضمنها مقتل 5 علماء إيرانيين يعملون في الصناعة النووية، ونشر فيروس الكمبيوتر ستوكسنت الذي حيد ألف جهاز طرد مركزي في موقع نطنز، ثم انفجار كبير أدى إلى مقتل العشرات، وسرقة 55 ألف صفحة من الوثائق و183 قرصا مضغوطا، إلى عير ذلك.
ومع أن هذه القائمة ليست شاملة، ومن الممكن أن تكون بعض هذه الهجمات منسوبة بشكل غير صحيح للأجهزة الإسرائيلية -كما تقول الصحيفة- فإن لتلك الأجهزة كل المصلحة في الإشارة إلى أن قدراتهم على التسلل لا حدود لها، يقول يوسي ميلمان "هذا جزء من الحرب النفسية"، مضيفا "على نحو مماثل يؤكد الحرس الثوري بانتظام أنه اعتقل أو أدان أو حتى أعدم عملاء مقابل أجر لإسرائيل".
وعلى الرغم من هذا الضباب الكثيف في كثير من الأحيان، فإن كل شيء يشير إلى أن الأجهزة الإسرائيلية لا تتورع عن فعل شيء مهما قل عندما يتعلق الأمر بضرب إيران، وبالفعل قدموا -حسب مسؤول عسكري سابق- معلومات استخباراتية أساسية لنظرائهم الأمريكيين عندما اغتالوا أحد كبار قادة الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني في يناير/كانون الأول 2020، وكذلك في مناسبات أخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات
إقرأ أيضاً:
لا مياه لا أسماك لا حياة.. قطر تحذر من تدمير المنشآت النووية الإيرانية
كشف رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، اليوم السبت عن المخاطر التي يمكن أن تنجم عن مهاجمة وتدمير المنشآت النووية الإيرانية.
المنشآت النووية الإيرانيةوقال رئيس الوزراء القطري خلال مقابلة مع الإعلامي الأمريكي اليميني تاكر كارلسون، إن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية المقامة على سواحل الخليج من شأنه أن يحرم المنطقة من المياه.
وأضاف المسئول القطري، أن الدوحة أجرت محاكاة لتداعيات هجوم من هذا النوع، مشيرا إلى أن البحر سيصبح "ملوثا بالكامل" وقطر ستشهد "نفادا للمياه خلال ثلاثة أيام". ولفت إلى أن بناء الخزانات عزّز الموارد المائية لكن الخطر يبقى قائما بالنسبة للجميع في المنطقة، مضيفا "لا مياه، لا أسماك، لا شيء... لا حياة".
ترامب يحذر إيرانويأتي ذلك بعد توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، سعيا إلى إبرام اتفاق جديد مع طهران لكبح جماح برنامجها النووي المتقدم بسرعة واستبدال البرنامج الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في ولايته الأولى.
كانت إسرائيل والولايات المتحدة، قد أعلنا أنهما لن تسمحا لإيران بالحصول على سلاح نووي، ما أدى إلى مخاوف من مواجهة عسكرية مع قيام طهران بتخصيب اليورانيوم بمستويات قريبة من مستويات الأسلحة - وهي درجة النقاء التي تسعى إليها الدول المسلحة نوويًا فقط.
وقال ترامب: "لقد كتبت لهم رسالة أقول فيها، آمل أن تتفاوضوا لأنه إذا كان علينا أن نتدخل عسكريًا، فسيكون ذلك شيئًا فظيعًا ". وأضاف لاحقًا أنه أرسل الرسالة "أمس" في المقابلة التي تم تصويرها يوم الخميس.
وأضاف ترامب: "أفضل التفاوض على صفقة لست متأكدًا من أن الجميع يتفق معي، لكن يمكننا إبرام صفقة ستكون جيدة تمامًا كما لو فزت عسكريًا".
وأعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في أن تتفاوض إيران لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لها وأعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة، والبديل الآخر هو أن نفعل شيئًا لأنك لا تستطيع السماح لهم بالحصول على سلاح نووي.