هآرتس: حكومة نتنياهو عصابة خبيثة وإسرائيل دخلت المرحلة الأخطر
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
نشرت صحيفة هآرتس مقالا للكاتب تسفي برئيل حاول فيه تشخيص الأوضاع النفسية التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي في ضوء التوترات الناجمة عن تورط قادتها في مواجهات عسكرية تهدد وجود الدولة نفسها.
وعمد الكاتب إلى إسقاط نظرية الطبيبة النفسية الأميركية السويسرية إليزابيث كوبلر روس حول مراحل الصدمة النفسية الخمس -التي ضمنتها كتابها الأكثر مبيعا عن الموت- على الحالة الإسرائيلية.
ولفهم ما يرمي إليه الصحفي الإسرائيلي الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مقاله، يتعين علينا أن نشرح ما تسمى نظرية أو "نموذج كوبلر روس".
تقول الطبيبة النفسية إن المرء يمر بخمس مراحل من الصدمة النفسية في حال تعرضه لمصيبة ما، وهي على الترتيب: مرحلة الإنكار، والغضب، والمساومة، ثم الاكتئاب، وآخرها تقبل ما يحدث له.
وقال إن إسرائيل مرت على مدى العام الماضي بجميع تلك المراحل التي ذكرتها إليزابيث كوبلر روس؛ "فقد حلَّ الإنكار والذهول والصدمة مما حدث لنا محل الغضب الذي يميز المرحلة الثانية".
"وفي نهاية المطاف، خفّت تلك المرحلة أيضا وأفسحت المجال لمرحلة المساومة التي اعتقدنا أنه من الممكن إجراء مفاوضات مع الحكومة على الأقل حول إعادة الأسرى، ليس جميعهم ولكن ربما بعضهم -أي نوع من التنازل- حتى نتمكن من التعايش مع أنفسنا ونعرف أننا فعلنا حقا كل ما بوسعنا".
لكن برئيل يرى أن شيئا من ذلك لم يحدث، إذ تبع مرحلة المساومة المرحلتان الأخيريان، وهما الاكتئاب والتقبل، والتي يدرك العارفون بنظرية كوبلر روس جيدا أنها تضمن للحكومة البقاء على قيد الحياة. والعارفون أو الهاجرون مصطلح يراد به الأشخاص الذين يتخلون عن قضية أو واجب، وهو بذلك يشير -على ما يبدو- إلى حكام إسرائيل اليوم.
ويتناول الكاتب بشيء من التفصيل المرحلتين الأخيريين من مراحل الصدمة النفسية، فيقول إن المجتمع الإسرائيلي في حالة اكتئاب عميق مصحوب بمشاعر الخجل والذنب، وهي المرحلة التي يصعب فيها مواساة ضحايا الكارثة، الذين -وفقا لنموذج كوبلر روس- يستحوذ عليهم شعور بأنه لا جدوى من أي شيء. وأخيرا، إذا تمكنوا من تحرير أنفسهم من قيود الاكتئاب، سينتقلون إلى مرحلة التقبّل، حيث يبدأ الناس في تفهم أن الوضع الجديد جزء من الحياة.
وعلى الرغم من أن نظرية كوبلر روس ليست علما دقيقا، بل هي نظرية مثيرة للجدل، فإن الحالة الإسرائيلية تدعمها من وجهة نظر برئيل، الذي يعتقد أن الأمة "الحزينة" ليست مستثناة من مراحل الصدمة النفسية التي تحدد سلوكها، بل تحدد هويتها أيضا.
ويقول إن إسرائيل تعيش الآن بالفعل التقبل، وهي المرحلة الأخطر، حسب وصفه، "حيث علينا أن نعتاد على العيش" من دون الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف أن التقبل مرحلة يترسخ فيها الشعور بأنه لا جدوى حتى من الانزعاج من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته، "فهم أيضا، مثل الرهائن، وكأنهم قضاء وقدر لا يمكن تغييره على ما يبدو".
إسرائيل ستظل تُحكم بأيدي "عصابة خبيثة" تمكّنت من تحويل أسوأ كارثة في تاريخ البلاد إلى دواء منقذ لها.
وزاد أن الإسرائيليين لطالما صُدموا مما سماها "سلبية" الفلسطينيين "الذين تأقلموا مع الحياة تحت حكم حماس دون أن يبدر منهم تمرد أو ثورة، وكنا نتساءل عن الأسباب التي تحول دون خروج اللبنانيين ضد حزب الله".
ومضى مسترسلا في حديثه قائلا "لقد وصلنا إلى اليوم التالي، والكارثة تكمن في أننا سنبدأ في الاعتياد على ذلك. والخوف الذي تقشعر له الأبدان يتسلل إلى عمودي الفقري وينذر بخنقي".
لكنه يستدرك بأن الخوف ليس مردُّه إلى الخوف من الحرب القادمة مع إيران، أو إدراك أن حرب لبنان الثالثة لم تعد عملية قصيرة، بل هو الإقرار بأن إسرائيل ستظل تُحكم بأيدي "عصابة خبيثة" تمكنت من تحويل أسوأ كارثة في تاريخ البلاد إلى دواء منقذ لها.
وختم بالقول إن جرائم العصبة الحاكمة في إسرائيل والتي أدت إلى "كارثة" طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هي التي ستمنحها عمرا جديدا تستطيع به قيادة البلاد "بذكاء" إلى مزيد من الكوارث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات الصدمة النفسیة
إقرأ أيضاً:
غالانت: حكومة نتنياهو تسعى لحكم عسكري بغزة يدفع جنودنا ثمنه
انتقد وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف غالانت اليوم الأربعاء سعي حكومة بنيامين نتنياهو، للاستعانة بشركات خاصة تحت ذرائع توزيع المساعدات الإنسانية بقطاع غزة، معتبرا أن ذلك يعني "حكما عسكريا سيدفع الجنود حياتهم ثمنا له".
وقال غالانت عبر حسابه على منصة إكس إن "الحديث الذي يتناول توزيع الغذاء على سكان غزة من قبل شركات خاصة تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، كلام منمق لبداية حكم عسكري".
وأضاف أن ما سماه "ثمن الدم" سيدفعه جنود الجيش الإسرائيلي، وستدفعه إسرائيل، "في ظل ترتيب سيئ للأولويات سيؤدي إلى إهمال مهام أمنية أكثر أهمية"، وفق ما نقلته عنه وكالة الأناضول.
واعتبر غالانت، أن على إسرائيل تجهيز ما وصفه بكيان بديل يحل محل الجيش الإسرائيلي في السيطرة على المنطقة، و"إلا فإننا في الطريق إلى حكم عسكري"، مشددا على أن الحكم العسكري في غزة ليس جزءا من أهداف الحرب، وإنما عمل سياسي خطير وغير مسؤول.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أقال نتنياهو، غالانت، وعيّن بدلا منه وزير الخارجية السابق يسرائيل كاتس، على وقع خلافات تتعلق بطريقة إدارة الحرب في غزة.
وبعد إحداثها أزمة تجويع كبرى في غزة بقرارها حظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، تزعم إسرائيل أنها تبحث إحلال كيانات بديلة لتوزيع المساعدات في القطاع، في مقدمتها شركة أمنية أميركية.
وقد ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، أن نتنياهو، ووزير دفاعه كاتس، أجريا أمس نقاشا لـ4 ساعات بخصوص غزة مع مختصين، تناول خطة لجلب شركة أمن أميريكية خاصة إلى غزة، دون الإشارة إلى هويتها.
كما كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن اجتماع أجراه وزير الدفاع الجديد، بكبار قادة الجيش لبحث إمكانية استخدام شركة أمن أميركية لتوزيع المساعدات الإنسانية بقطاع غزة.
وطُرح خلال الاجتماع إمكانية دخول شركة أمن أميركية خاصة إلى أحياء معينة في غزة وتحمّل مسؤولية الجانب المدني وتوزيع المساعدات الإنسانية، على أن يمنحهم الجيش الإسرائيلي الغطاء الأمني فقط، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
ويأتي ذلك في حين تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربها المدمرة على غزة، مخلّفة أكثر من 148 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.