عربي21:
2025-04-01@05:59:35 GMT

كغزاوي ما إحساسك يوم السابع من أكتوبر؟!

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

سؤال كتبه أحد الفلسطينيين على صفحته على الفيس بوك: كغزاوي ما إحساسك يوم السابع من أكتوبر؟ وانبرى أشخاص من داخل وخارج فلسطين يكتبون  الجواب، كل بما يشعر به، وما يعانيه، ومثل هذه الأسئلة تعتمد في الجواب عليها على عدة عوامل، لا بد من مراعاتها، حتى تعتمد هذه الأجوبة كتعبير عن جواب حقيقي، من أهمها: ألا يكون الجواب متأثرا بحالة مزاجية معينة، سواء من حيث الفرح أو الحزن، وبخاصة في ظل هذه المعاناة الكبيرة التي يعيشها أهل غزة.



فليس من المنطقي ولا الصواب أن تحصر الجواب في لحظة السابع من أكتوبر في ذكراه الأولى فقط، لأن الحالة المزاجية كما أسلفنا مرتبطة ومرتهنة بالحال البائس الذي تعيشه الأمة، فنفس السؤال حين يسأل في السابع من أكتوبر 2024م، غير لو سألناه قبل عام، ولو رجعت لمنشورات أهل غزة أنفسهم في نفس التاريخ قبل عام، ستجد إجابات مختلفة تماما.

لذا ليس من الإنصاف ولا الدقة، أن تقف عند وضع معين، فرحا أو حزنا، كي تضع تقييما لحادث أو حرب، فلو أن شخصا جمع كلمات أهل غزة يوم السابع من أكتوبر سنة 2023، وحديث الناس عن سهولة سوق الأسرى الإسرائيليين، وكيف تم اختراق مستعمرات غلاف غزة بسهولة، والحالة الفكاهية التي عاشتها الأمة العربية كلها في هذا اليوم، والطموح الذي ذهب بالكثيرين أنها فرصة سوف تنتهي لا محالة بتبييض السجون الإسرائيلية من جميع الأسرى الفلسطينيين.

أرجع لكل المنتقدين الآن لهذا الإجراء وهذه الخطوة، ليس دفاعا عنها أو هجوما عليها، بل إنصافا للحقيقة التي تغيب في كثير من مواقفنا، وتحكمنا العواطف مع أو ضد، لو رجعت لجل من يرتدون الآن لباس الحكمة بأثر رجعي، ستجد كلاما عكس ما يقولون الآن، لأن هناك حالة من النشوة غمرت الجميع آنذاك، فلأول مرة يكسر أنف المتغطرسين من الكيان بهذا الشكل، ولو قال يومها أحد: تمهلموا فإن الكيان لن يمرر الموقف بسهولة، لردوا عليه: نعرف، لكن دعنا نفرح قليلا، لا تقتل الفرحة في نفوسنا.

لست مع الذهاب للتشكيك في أصحاب هذه المنشورات، كمنشور: كغزاوي ما إحساسك يوم السابع من أكتوبر، وإن بدا أن هناك من ركب التريند، ووظفه، لتكون فرصة لصنع مسار خبيث في المجال العام ينتقد فيه المقاومة وأهلها، وهو ملحظ عام رأيناه في كثير من الإعلام المصري السيساوي، والإعلام الخليجي المدعوم من الإمارات والسعودية، بل رأينا فنانين مصريين ومشاهير دخلوا على الخط، فيسألهم الإعلامي عن شعوره في ذكرى السادس من أكتوبر، فيتكلم بالذكرى عنه، ثم يعرج بالحديث المسيء للسابع من أكتوبر، رغم أن كل موضوع مختلف عن الآخر تماما، ولم يسأل عنه الضيف بالأساس!!

لم يكن السؤال عن شعور الغزاوي وإحساسه يوم السابع من أكتوبر غريبا في أصله، فهو مشروع، ومن أصحاب نوايا حسنة، لكن التوظيف السيء من البعض، وحرف السؤال عن مجراه الطبيعي، هو المستنكر، لأنه جاء في ظل حملة ممنهجة وذات ضجيج ضد طوفان الأقصى. كما أنه ليس من المنطقي أن تسأل الناس في حالة حرب، وقد دمر العدو بيوتهم، ولم يخل بيت من شهداء، فتذهب في هذه الحالة من المأساة لتسأل الناس، وهو ما يدركه الكثيرون منهم، حيث عبر بعضهم عن تراجعه عما كتبه لحظة نزوحه إلى رفح، عندما التقط أفيخاي أدرعي الفيديو الذي أصدره، ووظفه لصالح روايتهم الصهيونية، قام نفس الشخص، بالتراجع عما قال، معتبرا أنها لحظة تنفيس عن حالة من الغضب، ولا يقبل من ألسنة وأذرع الكيان توظيفه لصالح روايتهم ورؤيتهم.

وهي حالة بلا شك طبيعية، وواردة جدا، فالناس بطبيعتها تميل للاستقرار، لكن في حالات الاحتلال لا استقرار في ظله، كما أن كمية الفقد ليست قليلة، وهي حالة تخرج أي إنسان عن صمته، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"، وذلك عندما رأى امرأة تبكي عند قبر ابنها، فلما قال لها: اصبري يا أمة الله، لم تكن تعرفه، فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي!

وارتفاع الأصوات المنادية الآن، بمراجعة يوم السابع من أكتوبر، وما جاء بعده، كلام ليس منكورا، لكنه ليس وقته، وهو سلوك مارسه الصحابة والمسلمون، فقد نزل القرآن الكريم يتحدث عن غزوة أحد قائلا: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا؟ قل: هو من عند أنفسكم)، فقد بادر المسلمون بالسؤال: كيف هزمنا؟ لكن المراجعة والحساب كانت بعد المعركة، وليست أثناءها، وكانت من باب نقد الذات، لا جلد الذات.

وكانت من أصوات مخلصة، ترجو النجاة، وعدم تكرار الهزيمة، وهو ما يبدر من أصوات مخلصة فعلا، لكن هناك بلا شك أصوات أخرى متصهينة، باتت تدندن على هذه النغمة بشكل نشاز ملحوظ، سواء كانت أصوات سياسية أم دينية، فقد قام حزب النور المصري بعقد ندوة الأربعاء التاسع من أكتوبر، بحجة نقاش حالة المنطقة العربية بين المشروع الصهيوني والمشروع الشيعي، والمقصود هنا المقاومة ولو كانت منتمية للشيعة، فحزب النور صامت منذ طوفان الأقصى، فلو كان مهموما خائفا من المشروع الصهيوني فقد مر على الحرب عام كامل، لم يقم الحزب بعقد هذا المؤتمر، فلماذا عندما دخلت المقاومة الشيعية على الخط، قام بعقد المؤتمر؟ من بعث هذه الجثث الهامدة من مرقدها؟ إنها الأجهزة التي تخطط وترسم، وعلى أفرادها التنفيذ.

لذا لم يكن السؤال عن شعور الغزاوي وإحساسه يوم السابع من أكتوبر غريبا في أصله، فهو مشروع، ومن أصحاب نوايا حسنة، لكن التوظيف السيء من البعض، وحرف السؤال عن مجراه الطبيعي، هو المستنكر، لأنه جاء في ظل حملة ممنهجة وذات ضجيج ضد طوفان الأقصى.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين غزة الاحتلال طوفان احتلال فلسطين غزة مواقف طوفان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یوم السابع من أکتوبر السؤال عن لیس من

إقرأ أيضاً:

صحة غزة: إسرائيل قتلت 50 ألفا و277 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر 2023

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية إلى « 50 ألفا و277 شهيدا و114 ألفا و95 إصابة » منذ 7 أكتوبر 2023.

وقالت الوزارة في تقرير إحصائي يومي: « وصل مستشفيات قطاع غزة 26 شهيدا بينهم حالة تم انتشالها من تحت الأنقاض، و70 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية ».

وأضافت أن « حصيلة الشهداء والإصابات منذ (استئناف الإبادة في) 18 مارس (آذار) 2025 بلغت 921 شهيدا 2054 إصابة ».

الوزارة أفادت بـ »ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50.277 شهيدا و114.095 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023″.

وشددت على أنه « لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم ».

وكثفت إسرائيل منذ 18 مارس جرائم إبادتها الجماعية بغزة عبر غارات عنيفة على نطاق واسع استهدفت في معظمها مدنيين فلسطينيين في منازل وخيام تؤوي نازحين.

ومطلع مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة « حماس » وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.

وبينما التزمت « حماس » ببنود المرحلة الأولى، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 164 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

كلمات دلالية غزة، طوفان الأقصى، فلسطين، العدوان الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • أب يقتل ابنه بسبب "الزهايمر" في حدائق أكتوبر
  • إعلام عبري: خلاف حاد بين الشرطة والجيش اثر تحقيقات 7 أكتوبر
  • القبض على لص الشقق بحدائق أكتوبر
  • إصابة طالب في حريق شقة سكنية بحدائق أكتوبر
  • روما يخطف انتصارًا ثمينًا من أنياب ليتشي بالدوري الإيطالي
  • فيلم الصرخة 7 هل ينجح في الحفاظ على سحره بعد أكثر من عقدين؟
  • صحة غزة: إسرائيل قتلت 50 ألفا و277 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر 2023
  • الاحتلال الإسرائيلي يستولي على 52 ألف دونم في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
  • تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص فى حدائق أكتوبر
  • ليون تحت تهديد «السابع»