سودانايل:
2024-10-10@11:25:34 GMT

الي متي يلد الجيش ويبارك الشعب؟!

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

من بداهة الأمور ان المؤسسة العسكرية ليست هي مجموعة جنرالات القيادة فقط، فانت لا تغفل ان هنالك صغار الضباط والجنود والشرطة والعسكر الغبش المهمشين بجميع رتبهم، وهؤلاء والمواطنون في مركب واحد ما بين الخضوع لتراتبية الجيش، وقهر الحكام! فلقد شهدناهم في هذه الحرب يقاتلون بأقدام حافية وبطون خاوية، وذهول عن عقيدة عسكرية وطنية بعد ان انقسم قادتهم من كبار الضباط الي فريقين بعضهم مع الجيش والمشتركة التي تقاتل معه والاَخر مع الدعم السريع.

. وصف الجيش أيضا تقع بين ضباطه وجنوده المفاضلة بين منسوبي الجيش والبرائين (أولاد المصارين البيض) الذين خصهم قادة المؤسسة العسكرية بالمسيرات التي تمدهم بها مصر وتركيا.. لذلك عندما تعيب الجيش تقيم الحقائق الدامغة بان الحركة الإسلامية تتامر معه ضد الشعب بسبيل السلطة منذ خديعة (اذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً)، تسوقك الحقائق وليس العاطفة للفهم السليم لنفس المؤسسة، فبدلا من ان تقوم بوظيفتها الدفاعية في حماية وأمن الوطن والمواطن، لكي تعين الحكومة علي التنمية، فتتهيأ سبل العدالة الاقتصادية والاجتماعية السياسية والتي بدورها تعين المواطنين في ممارسة الديموقراطية واعلاء شأن الوطن، انحرفت عن وظيفتها المرجوة بعد ان أصبحت هي الحائز على كامل السلطة، تتقاسم مع حكومة الاخوان المسلمين فسادها، فقد استأثرت بنسبة 83% من ميزانية الدولة ثم فشلت في الاحتفاظ بأجزاء من الوطن تعتبر محتلة بواسطة دول أخرى مثل الفشقة وحلايب وشلاتين.. بل أكثر من ذلك فإن انتساب قادتها للحركة الإسلامية، وهو ليس انتماء وليد حرب الكرامة المزعومة، وانما مسيرة من التوافق لأكثر من ثلاث عقود، جعل الجيش هو مفرخ الإرهاب وراعي مليشيات الجهاد الإسلامي، والدفاع الشعبي، التي أسهمت في انفصال الجنوب! فكانت تلك اولي بواكير انجابه.
وحين نفضوا أيديهم من تراب الجنوب وذبحوا ثوراً اسوداً فرحا بانفصاله، ظناً ان ذلك سيمكنهم من تطبيق مفهومهم الخاطئ للدين على ما تبقى من السودان، لكن لم تكتمل صرافة عراقة مشروع الحركة الاسلامية وعروبته المتوهمة، فقد وجدوا أنه لايزال السودان للسودانيين (السود) في جبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، فاستعانوا برهينتهم الجيش مجدداً، فكان القصف بالطيران، والبراميل الحارقة والمواد الكيمائية التي تسلخ جلود الأطفال والنساء والشيوخ، وتهدم الكراكير والكهوف علي رؤوسهم، ولم يكن لهم من الحظ الإعلامي مثل تباري الجيش والدعم السريع في توثيق مجازر حمرة الشيخ وسوق الكومة، الحصحيصا وثوار الحلفايا او حصار توتي، واستخدام المواطنين دروع حربيه، او اعدامات الميادين، بقانون تهمة الوجوه الغريبة، وهي ممارسة قديمة للجيش والجنجويد تأسست في عهد الرئيس المخلوع البشير وقادت لعدم المواطنة المتساوية، وانكار الاعتراف بالتنوع الاثني او العرقي.
فقد ولد الجيش من رحمه المليشيا المدللة، الجنجويد، وصيرهم دعماً سريعاً للقيام بكل مهام الجيش، (حميتي حمايتي) قدمهم للعالم الخارجي على انهم بعض من الجيش سنت له القوانين وافتتحت لهم خزائن الدولة. وجارتهم الحركة الإسلامية في منافسة الوداد والمنافع، فكانت جلاد الشعب الذي نادى بإسقاطهم ما بين انتفاضات وهبات اخمدت وتم قمعها بقنص رؤوس الثوار، وأبشع مجزرة لمعتصمين عزل سلميين، احتموا بأسوار قيادة (الجيش).. وكان الثوار يهتفون في وجه مليشيات الدعم السريع، واللجنة الأمنية، وكتائب الظل الذين اعتدوا على حرمات المنازل، واخرجوا المتظاهرين من البيوت، وروعوا ساكنيها جلدا وتهديدا بالقتل والاغتصابات، وهم ملثمو الوجوه بنفس السحن التي نشهدها في الحرب الان! يهتفون دعماً للجيش يتطلعون لشرفاء الجيش! (الجيش جيش السودان ما جيش البرهان) وللعسكري المسكين (نحن اخوانك يا بليد). ولان الاخوان المسلمين يصنعون كل ما يفوق الظن العريض في سبيل الاحتفاظ بالسلطة، هتفوا فيما اسموه بالزحف الأخضر ضد الحكومة الانتقالية، منادين بسلطة قائد الدعم السريع (حميدتي لحماية الدين)!
وللأسف جيشنا في حربه الحالية لم يعقر من ولادة المليشيات، عاود مخاواة (المتمردين) السابقين لدحر الأخيرين! يهلل جنرالاته ان انتصارات الجيش تمت بفضل الله وكتيبة البراء ابن مالك، فكيف يلام الشعب حين ينتقد الجيش! وهو الذي يحلم بان يكون لديه جيشاً قومياً، قد اعتبر من أخطائه الجسيمة في تبني ورعاية المليشيات!
فهل في ظل هذه الحرب التي كشفت عوار وعورات الجيش المستلب، يتم استفاقته لكي يتم بناؤه وتصحيحه، فيحقن دماء الأبرياء، ويحفظ البلاد من التدخلات الخارجية، ام يطالب الشعب في مواصلة مباركته لمواليد الجيش الداعشيين، خوف ان (يغضب) الجيش (المدلل)، فيقرر عقوبته بالارتماء في أحضان الحركة الإسلامية مزيد؟ والقول بتأجيل مطالب الحد من أطماع العسكر والمناداة بتصحيحه يتم بعد انتهاء الحرب مع الجنجويد، فذلك علة الامر، اذ حينها سيظل رهين لآخر مواليده..
ان هذا الجيش يجب ان يحرره الشعب من براثن مكائد الحركة الإسلامية قبل ان يحرر هو البلاد، إذ لا يفتأ الجيش في تقديم القرابين لهم بإرجاعهم للسلطة، وهم يكيلون لقادته وللمؤسسة العسكرية برمتها، كل أنواع الامتهان والذل ان لم يلتزموا بتوجيهات اللايفاتية والحملات التاديبيبة لامثال سناء حمد، والناجي مصطفي وعلي كرتي، وكل الصور التي لا يرتضيها مواطن غيور لجيشه.

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: عثرنا على أسلحة إماراتية بيد الدعم السريع (شاهد)

قال الجيش السوداني إنه عثر على أسلحة وذخائر ومستلزمات طبية إماراتية المنشأ والتصدير تركتها قوات الدعم السريع بعد فرارها من جبل موية الذي سيطرت عليه القوات المسلحة السودانية والقوات الشعبية الداعمة لها.

وأوضح الجيش عبر حسابه على موقع "فيسبوك" أنه "في كل يوم تتكشف خيوط المؤامرة وأبعادها من جديد.. القوات المسلحة في محور تقدمها في منطقة جبل موية وبعد استيلائها على عتاد حربي لمليشيا آل دقلو المتمردة التي تم دحرها ما بين قتيل وهارب.. عثرت على أسلحة وذخائر ومستلزمات طبية إماراتية المنشأ والتصدير.. !!!".

وأضافت أن "ديباجة صناديق الذخائر والأسلحة والأدوية أدلة دامغة توضح بجلاء تورط دولة الإمارات العربية في دعم مليشيا آل دقلو الإرهابية".

وختمت بقولها: "ما أنفقوه صار الآن بأيدي أبطال القوات المسلحة لينقلب السحر على الساحر وتستفيد منها قواتنا في دحر مليشيا آل دقلو العميلة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".



والأسبوع الماضي سيطر الجيش السوداني على منطقة جبل موية بالكامل.

ومنطقة جبل موية سلسلة جبلية ممتدة تحيط بها عدد من القرى شمال غرب ولاية سنار وعلى الطريق الرئيسي الذي يربط بين ولايات النيل الأبيض والجزيرة وسنار، وتعتبر منطقة استراتيجية وإحدى النقاط الحاكمة في السيطرة على عدة مدن في تلك النواحي.

ولطالما اتهم السودان الإمارات بالتدخل في شؤونه الداخلية وتقديم الدعم والسلاح لقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وفي تموز/ يوليو الماضي، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إنها حصلت على معلومات حصرية تؤكد مشاركة الإمارات في الحرب الأهلية بالسودان إلى جانب قوات "الدعم السريع" ضد القوات الحكومية.

وذكرت الصحيفة أن معلومات حصلت عليها تفيد بالعثور على جوازات سفر إماراتية داخل حطام مركبة تعود لقوات الدعم السريع في السودان.

وتتهم منظمات إغاثة الإمارات بإدارة "عملية مساعدة وهمية" لإخفاء دعمها لقوات الدعم السريع، بحسب رئيس منظمة اللاجئين الدولية جيريمي كونينديك، ومسؤول سابق في إدارة أوباما وبايدن، وفق ما نقلت عنهم صحيفة "نيويورك تايمز".

في حين كتب سفير الاتحاد الأوروبي في السودان، إيدان أوهارا، في مذكرة سرية حصلت عليها "نيويورك تايمز" في شباط/ فبراير أن "تسليم الطائرات بدون طيار ومدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ المتعددة وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة لقوات الدعم السريع من قبل الإمارات ساعدها في تحييد التفوق الجوي" للجيش السوداني.

وتضمنت المذكرة تأكيدات مذهلة أخرى، من بينها أن مرتزقة فاغنر الروسية دربوا قوات الدعم السريع على استخدام الصواريخ المضادة للطائرات التي قدمتها الإمارات.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن الفصل بين الجيش والحركة الإسلامية في السودان؟ (1-2)
  • بعد التقدم المفاجئ والسريع .. حميدتي يتهم الجيش المصري بقصف الدعم السريع ... والقاهرة ترد
  • حميدتي يتهم الجيش المصري بقصف الدعم السريع.. والقاهرة ترد (شاهد)
  • إلى متى يلد الجيش ويبارك الشعب؟!
  • كيف يتعامل الجيش وقوات الدعم السريع مع جثث قتلى الحرب بالخرطوم؟
  • الجيش السوداني يعلن بسط سيطرته وإسترداد مدينة بالكامل من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني: عثرنا على أسلحة إماراتية بيد الدعم السريع (شاهد)
  • جبل موية .. تحريرها يعني وضع قوات الدعم السريع في “كماشة ثكنات الجيش الثلات”
  • اللواء محمد عبد المنعم: الجيش السوداني و«الدعم السريع» لا يمكنهما حسم المعركة