سودانايل:
2024-10-10@11:24:31 GMT

الإفك الإلكتروني

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و لقد تنامت ظاهرة الأخبار و الأحاديث الكاذبة و المفبركة (الإفك الإلكتروني) المبثوثة/المطلوقة في أسافير الشبكة العنكبوتية من و عبر الهواتف و الأجهزة الذكية بصورة مذهلة حتى صارت السمة الأساسية للعالم المعاصر...
و تشير الشواهد و الدلآئل على أن بعض/كثير من المتعاملين مع هذه النوعية من الأخبار و حين يلتقطونها/يلتقفونها/يتلقفونها فإنه سرعان ما يتغلب في أنفسهم حب الإثارة و الرغبة و العجلة في إعادة النشر و التوزيع و الإنتشار و اللهفة على المشاركات و الحصول على الإستحسانات على حكمة التفكير و التأني/التروي و الفحص و التمحيص في محتوى الخبر ، و يبدوا أنهم لا يكلفون أنفسهم بالنظر فيما قبل الخبر و محتواه و ما ورآءه ، و يبدوا أنهم لا يبذلون أي جهد في التمعن في المغزى و الهدف من نشره و إذاعته ، أو إلى ما يترتب على ذلك.

..
أما ما قد يترتب على الخبر فقد يتراوح ما بين اللاشيء و التفاعل العابر الذي لا يثير الإنتباه و الأثر الوخيم المدمر الذي يؤدي في بعض/كثير من الأحيان إلى ردود أفعال عظيمة و نتآئج بالغة الخطورة فيها من الأذى الكثير و من الضرر البليغ ، و خير مثال للنوعية الأخيرة من الأخبار ما حدث في صيف هذا العام في مدن عديدة في أنحآء متفرقة من المملكة المتحدة عندما قامت جماعات من اليمين المتطرف و الغوغآء بتظاهرات عنيفة و أقدمت على إحداث حرآئق و تخريب و مهاجمة أماكن إقامة طالبي اللجوء و المهاجرين و الإعتدآء على قوات الشرطة ، و قد طال الدمار الأسواق و متاجر مسلمين و مساجد و سيارات و ممتلكات أصحابها من ذوي البشرة السودآء ، و قد حدث كل ذلك جرآء إنتشار خبر كاذب و مفبرك في الوسآئط الإجتماعية مفاده أن شاب مهاجر أسود مسلح ، فُبرِكَ له إسمٌ ”إسلامي“ ، قد هاجم تجمع لطفلات في حصة غنآء و رقص في إستوديو للرقص في مدينة سَاوثبُورت Southport ، و قتل منهن ثلاث (٣) ، و أصاب ثماني (٨) أخريات و رَاشِدَين (٢) بإصابات بالغة ، إستعدت جراحات عاجلة و حجز و عناية في المستشفيات...
و إذا كان هذا أنموذج لما قد يترتب على نشر الأخبار الكاذبة المفبركة و المضللة فليس من المستغرب أن يزداد القلق من تفاقم ظاهرة الإفك الإلكتروني ، خصوصاً إذا علمنا أن أجهزة الإتصالات الذكية المتطورة و تقنيات أسافير الشبكة العنكبوتية الممتدة و تطبيقات الوسآئط الإجتماعية المتعددة و المتجددة قد أتاحت دقة و سرعة في التواصل ربما تقارب مهارة و سرعة عفريت سيدنا سليمان عليه السلام ، هذا إن لم تتفوق عليه!!! ، و إذا ما كان الأمر كذلك فإنه من الطبيعي أن تقفز إلى الأذهان العديد من الأسئلة مثل:
- و ما العمل حيال ظاهرة الأخبار الإلكترونية المفبركة المتنامية؟...
- و ما هي الكيفية/الطريقة التي يتم التعامل بها معها؟...
- و كيف يُحَدُّ من آثارها الضارة؟...
و ما الذي يترتب على إنتشارها الواسع و السريع؟...
- و هل بالإمكان منعها؟...
- و هل يمكن مراقبتها و ضبطها؟...
- و هل يمكن محاسبة و معاقبة مروجيها إن هي تسببت في أضرار و أذى لأخرين؟...
- و من هو الذي سوف يتكفل بأتعاب التعويضات عن الأضرار و الأذى؟...
و أسئلة أخرى عديدة...
في الأوضاع المثالية تكون بداية التعامل مع الأخبار في التقصي و معرفة مصدر الخبر (صاحب الخبر) ، و التأكد من مؤهلاته و مصداقيته ، و كذلك الإجابة على أسئلة أساسية: أهو مصدرٌ محترمٌ و موثوقٌ به؟ ، أم أنه كَشَىَٰ مَشَىَٰ ساكت و كَتَبلَاص سَاي؟ ، أم أنه و كما تقول المصارنة في شمال الوادي أَيِّ كلام؟ ، أم أنه خبرٌ صادرٌ من الجهات إياه؟!!! ، الجهات صاحبة منصات و غرف الجِدَاد (الدجاج) الإلكتروني و الصقور الأسفيرية التي تمتلك المقدرات العجيبة على التحليق و الهجرة الإسفيرية و الدخول إلى مصارين و بيوت كلاوي الأجهزة الذكية و العَشعَشَة فيها ثم الشروع في ممارسة التصنت و التجسس و اللعب بالذاكرات الإلكترونية ، الجهات التي تمتلك الإمكانيات و المؤهلات و القدرات على السيطرة من على البعد و قرآءة و سلب المحتويات و مونتاجها و إعادة إنتاجها و بثها/نشرها ، أو حجبها ، أو إدخارها و إستخدامها عند الضرورة و الحاجة في اليوم الأسود أو عند اللزوم!!!...
و إذا ما عُلِمَ/عُرِفَ المصدر سَهُلَت عملية التحري من المصداقية ، و كذلك معرفة الغرض من الفبركة و التلفيق و المغزى من البث ، و لماذا النشر في هذا التوقيت أو ذاك ، و معرفة صاحب الخبر ليست بالأمر السهل لكنها أيضاً ليست بالعسيرة ، و تبدأ في الإجابة على السؤال عن من هو المستفيد من بث و إنتشار الخبر؟ ، و من سريان أثره/مفعوله في جمهور المتلقين/المتلقفين؟ ، و هذه الإجابات تستدعي/تستلزم إجرآء الإتصالات و التحريات الأولية عن المصدر: الملكية و التمويل و الإتجاهات الفكرية/الدينية/السياسية و أي معلومات أخرى إضافية...
أما الإجابة على بقية الأسئلة أعلاه فترتكز في المقام الأول على إعمال العقل و التفكير و التدبر و التدقيق في سياق الخبر ، و التمحيص في الكيفية و البيئة التي تمت فيها صياغة الخبر و إعداده ، و من المفترض أن تقود هذه التمارين إلى معرفة المعاني و المفاهيم المصاحبة للخبر و ما حولها و ما ورآءها ، و من الواضح إن مثل هذه التمارين تتطلب زمناً و جهداً يُبذلُ في نقد الخبر نقداً حرجاً ، مما يعني تفكيك الخبر حرف حرف و كلمة كلمة و جملة جملة و سطر سطر و فقرة فقرة و تمحيصه تمحيصاً دقيقاً ، و المرجو من مثل هذه التمارين هي أن تفضي/تخلص إلى قرآءة الخبر قرآءةً صحيحةً توضح المضامين و تكشف الملابسات المحيطة بالخبر و الهدف منه و الجهات من ورآءه ، و كذلك تلك المستهدفة و الأخرى المستفيدة من نشره و إنتشاره...
الوقاية من الآثار الضآرة المترتبة من أحاديث الإفك و الأخبار المفبركة تتطلب/تستلزم التوعية الجماهيرية و تنوير جمهور المتلقين/المتلقفين و تنبيههم إلى خطورة ظاهرة الإفك الإلكتروني المتعاظمة ، و ذلك حتى تستبين لهم حقيقة أمر جماعات الأفاكين المفبركين و زيفهم و ضلالهم ، و قد تفلح عمليات التوعية في الإجابة على بعض/كثير من الأسئله المطروحة ، لكن تبقى/تظل الإجابات على أمور المراقبة و الضبط و الحساب و العقاب عسيرة و معقدة ، فقد دلت التجارب و الشواهد على أن الأفراد و الشركات و الجهات التي تمتلك: الإمكانيات و التقنيات و المهارات و المنصات و حقوق التطبيقات و العضلات لها رؤى و أهداف ربما لا تتوافق مع الأرآء و الأفكار التي تساند المصلحة العامة و حقوق و سلامة و أمن جماهير المتعاملين (الزبآئن) مع الأجهزة الذكية و تطبيقاتها...
الخلاصة:
علاج ظاهرة الإفك الإلكتروني يكمن في التفكير و التدبر و التمحيص ، و في (تَروِيق المَنقَة) ، مما يعني التروي و عدم الإندفاع في الترويج للإفك و الأكاذيب عن طريق النقل و المشاركات و إعادة النشر...
أما الإجابة النهآئية فهي ضرورة إستخدام الذكآء الشخصي عوضاً عن الإعتماد التآم و الوثوق الكامل في الهواتف و الأجهزة الذكية و الذكآء الإصطناعي...
الختام:
و سوف يجد الراغبون في معرفة و قياس قدراتهم على فحص و تمحيص الزيف و الكذب و الضلال و قرآءة و تحليل الأخبار المفبركة و دراسة ظاهرة الإفك الإلكتروني و نقدها في المنشورات الصادرة من أفراد و منصات الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و أبواقهم من الإعلاميين و أذنابهم من الناشطين و الأرزقية حقول و جبال بل كنوز من مواد الإفك يمكنهم إجرآء جميع تمارين المصداقية عليها...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأجهزة الذکیة الإجابة على یترتب على

إقرأ أيضاً:

«سحب الماماتوس» ظاهرة تنذر بكارثة حال ظهورها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع اقتراب الأعاصير، أحيانًا يظهر في السماء نوع من السحب يعرف باسم “سحب الماماتوس”، وفي الولايات المتحدة، تم رصد هذه السحب خلال العواصف الشديدة وقرب دخول بعض الأعاصير. ظهور هذه السحب غالبًا ما يثير اهتمام الناس لغرابتها وجمالها الفريد، ولكنها تحمل في طياتها إشارات جوية مهمة، وسحب الماماتوس هي نوع نادر وفريد من السحب يتسم بمظهره المميز الذي يشبه الأكياس أو الكرات المتدلية من أسفل السحابة. 

يتكون اسم “ماماتوس” من الكلمة اللاتينية “mamma”، في إشارة إلى شكلها المتدلي الذي يشبه الحويصلات أو الحبوب المتدلية من السحب، وتتميز سحب الماماتوس بمظهرها المثير، حيث تكون على شكل كتل منتفخة تتدلى من قاعدة السحب الكبيرة، تأخذ هذه الكتل شكل الحويصلات أو الفقاعات، وعادةً ما تكون متجمعة في مجموعات تغطي السماء بشكل غير متساوي، وقد تكون السحب بألوان متعددة، بدءًا من الأبيض إلى الرمادي الداكن، وأحيانًا تأخذ لونًا ذهبيًا أو برتقاليًا مع غروب الشمس أو شروقها.

على عكس معظم السحب التي تتشكل بسبب حركة الهواء الرطبة المتصاعدة إلى الأعلى، تتشكل سحب الماماتوس نتيجة حركة الهواء الهابطة من السحب العالية وهذه العملية تكون معقدة وتحدث عادة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي وعندما يتكثف الهواء الرطب، فإنه يسقط إلى أسفل، مما يؤدي إلى تشكيل تلك الفقاعات المنتفخة التي نراها، وعادةً ما تظهر سحب الماماتوس على قاعدة السحب الرعدية الكبيرة، وغالبًا ما ترتبط بالظروف الجوية الشديدة مثل العواصف الرعدية، الأعاصير، والعواصف الشديدة الأخرى.

-دلالات ظهور سحب الماماتوس:

ظهور سحب الماماتوس يرتبط غالبًا بوجود عواصف قوية أو أعاصير قادمة، وهي عادةً ما تظهر بعد مرور العاصفة الرعدية أو قبلها بقليل بالرغم من أن مظهرها لا يعني بالضرورة اقتراب إعصار، إلا أن وجودها يشير إلى أن الأجواء غير مستقرة وأن هناك نشاطًا جويًا قويًا في المنطقة.

علامات خطر محتملة
عندما تظهر سحب الماماتوس، فإنها تشير عادة إلى أن العواصف قد تكون مصحوبة برياح قوية أو حتى إعصار محتمل.

 ومن الجدير بالذكر أن هذه السحب قد تترافق مع ظواهر أخرى مثل الأمطار الغزيرة، البَرَد الكبير، وحتى العواصف الرعدية العنيفة، ورغم أن سحب الماماتوس بحد ذاتها ليست خطيرة، إلا أن ظهورها قد يكون مؤشرًا على وجود طقس قاسي في المنطقة. 

يمكن أن تظهر في نهاية العواصف القوية، مما يعني أن الجو المحيط قد يكون ما زال مضطربًا، وعادةً ما ترتبط هذه السحب بالأعاصير، العواصف الرعدية الشديدة، والرياح العاتية، لذا يُنصح باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند رؤيتها، خاصة في المناطق التي تشهد تقلبات جوية.

ارتباط سحب الماماتوس بالأعاصير

ظهور سحب الماماتوس في الولايات المتحدة عادةً ما يرتبط بأوقات اقتراب أو مرور الأعاصير وهذه السحب قد تكون إشارة إلى وجود نظام جوي قوي يتحرك في المنطقة، وهي تعكس عدم استقرار الهواء في الطبقات العليا من الغلاف الجوي وبالتالي، يعتبر وجودها مؤشرًا على ضرورة متابعة تقارير الطقس وأخذ التحذيرات بعين الاعتبار.

أمثلة على ظهور سحب الماماتوس في الأعاصير

خلال إعصار كاترينا (2005) وإعصار هارفي (2017)، ظهرت سحب الماماتوس في السماء بعد انتهاء العاصفة الرعدية الرئيسية، مما كان مؤشرًا على مدى قوة تلك الأنظمة الجوية وفي تلك الأوقات، كان الناس يشيرون إلى جمال هذه السحب ولكن في نفس الوقت كان ينظر إليها كإشارة لتحذير من تقلبات الطقس الخطيرة.

وسحب الماماتوس، بجمالها الغريب والملفت، تعتبر من الظواهر الجوية النادرة التي ترتبط عادة بالعواصف الرعدية القوية والأعاصير وعلى الرغم من أنها ليست خطرة بحد ذاتها، إلا أن ظهورها يشير غالبًا إلى وجود اضطرابات جوية قوية قد تكون مصحوبة بأعاصير أو عواصف رعدية شديدة، لذا من الضروري دائمًا أن يكون الأشخاص على علم بتقلبات الطقس وأخذ الاحتياطات اللازمة عند رؤية هذه السحب.

مقالات مشابهة

  • هل نسيان سجود السهو يؤثر في صحة الصلاة أم ينقص الثواب؟.. اعرف الإجابة
  • «الإفتاء» توضح أفضل وقت لصلاة الاستخارة.. وحكم جمعها مع السنن (فيديو)
  • «سحب الماماتوس» ظاهرة تنذر بكارثة حال ظهورها
  • المخابرات الإسرائيلية.. ليست أسطورية
  • الإجابة التي لن تسقط على رأس هذه الوهمانة كتفاحة الجاذبية… أن الثورة المصنوعة انتهت وكل (زول ساق ولدو) !!
  • دون معرفة السبب.. رائحة دخان تزعج سكان الشيخ زايد
  • الأرض على موعد مع ظاهرة فلكية نادرة
  • مستشفى الرسول الأعظم: هذا الخبر عارٍ من الصحة
  • رسالة من الحبيبة مريم المنصورة للاحباب والحبيبات