ربما كانت بداية التحالف العملي بين الحركة الاسلامية والجيش قد بدأ فعلا في نهاية سبعينات القرن الماضي بتدشين ما عرف بالمصالحة الوطنية بين الدكتاتور نميري والحركة الإسلامية، اذ يبدو أن الحركة المسلحة في ٧٦ كانت قد افزعت النميري رغم انتصار الجيش فيها.
كذلك، ما زلت اعتقد، أن المصالحة بين الاسلاميين والجيش لم تكن تتم لولا مباركة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، او بالاحري، بإيعاز منه حتي يتسنى له أن يستخدهم كترياق مضاد لليسار بشقيه القومي والماركسي والذي كان معارضا لاتفاقيات السلام مع إسرائيل.



يعتقد البعض، وأنا منهم، ان وحدة اللغة والجغرافيا مع الجارة الشمالية مصر قد جلبت مشاكل عديدة علي السودان اهمها هذه الحرب الوجودية اللعينة باعتبار إنها الثمار المرة لأفكار حسن البنا وسيد قطب، إضافة إلي سوء تقدير القيادة المصرية وتخبط سياساتها تجاه السودان وذلك بدءا من تاييدها لانقلاب الانقاذ وتوفير غطاء من الشرعية الدولية له، رغم أنه كان انقلابا علي حكومة مدنية منتخبة.
كانت أحداث العنف في جامعة الخرطوم في مارس ١٩٨٠م تعد من أول مظاهر التنسيق بين الجيش والقوات النظامية مع الحركة الاسلامية في قمع المعارضين السياسيين حين ادخل الكيزان السيخ في الجامعة. كان واضحا منذ ذلك الزمان أن الجيش قد بدأ ينحرف عن دوره في حماية دافع الضرائب والنظام العام والقانون. كان إعفاء البنوك الإسلامية من الضرائب وتسهيل نشاط الاسلاميين داخل الحيش، كان ايضا يبدو واضحا ، إلي أن جاء إنقلاب الانقاذ وفصله لعشرات الالاف من المعارضين واستبدالهم بكوادر اسلامية ، ثم التعذيب في بيوت الاشباح وتصعيد ما عرف بالحرب المقدسة في الجنوب.
كذلك كانت كل أحداث العنف والموت في دارفور وجبال النوبة مرورا باحداث العيلفون وكجبار ومناطق اخري في شمال البلاد واستمرار العنف في الجامعات الخ ، وحتي قتل المتظاهرين في أحداث سبتمبر ٢٠١٣. ثم ما تلي ثورة ديسمبر من دخول كتائب الظل إلي ساحة الاعتصام وقتل اكثر من مائة إنسان أعزل وإغتصاب الفتيات ، إضافة إلي ما كان يفعله القناصة من كتائب البراء والبنيان المرصوص من استهداف الناشطين وقتلهم ، كل ذلك يجب أن يفهم بأنه ياتي في إطار التنسيق بين الجيش والحركة الإسلامية والذي كان قد دشنه نميري واستمر فيه حتي قبيل انقلابه علي الاسلاميين بأشهر قليله من عزله. وقد أصبح هذا التنسيق وذلك التعاون هو النموذج المتبع في سياسات الحيش والاجهزة الأمنية في السودان .
اواصل

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قائد الجيش الثاني: تلاحم الجيش والشعب في أحداث 2011 أفشلت محاولات الوقيعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال اللواء ممدوح جعفر، قائد الجيش الثاني الميداني، إنَّ حرب أكتوبر شهدت تقديرًا كاملًا من الجميع للمسؤولية الوطنية، إذ نجحوا في العبور بالوطن من وطن يملؤه اليأس والتشاؤم إلى مرحلة جديدة تملؤها الثقة والأمل نحو مستقبل أفضل.

وقال قائد الجيش الثاني الميداني خلال كلمة ألقاها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بفعاليات تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية، ونقلتها فضائية "القاهرة الإخبارية"، إنَّ حرب 6 أكتوبر أفرزت أجيالًا من المجتمع لديها من الإرادة ما تتحدى به الصعاب وتحقق المستحيل، وقد تجلت هذه الإرادة وهذا التلاحم بين الجيش والشعب خلال أحداث عام 2011 وما تلاها وأفشلت كل محاولات الوقيعة أو الفصل بينهم.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن العثور على شحنة أسلحة إماراتية كانت في طريقها للمتمردين (تفاصيل)
  • المحكمة الإدارية تلغي قرار ” الفصل النهائي” الذي أصدرته جامعة العلوم الإسلامية بحق ثلاثة من الطلبة
  • أنين “التكايا” .. العنف يعرقل “شريان حياة” السودانيين
  • جنبلاط: لا بد من إعادة تنفيذ القرار 1701 بسرعة وأن يتولى الجيش دوره الشرعي
  • أنين "التكايا" .. العنف يعرفل "شريان حياة" السودانيين
  • عاجل - الرئيس السيسي: أحداث 2011 و2013 كانت اختبارا حقيقيا للقوات المسلحة
  • قائد الجيش الثاني: تلاحم الجيش والشعب في أحداث 2011 أفشل محاولات الوقيعة
  • قائد الجيش الثاني: تلاحم الجيش والشعب في أحداث 2011 أفشلت محاولات الوقيعة
  • يونيسف تشدد على ضرورة إنهاء العنف ضد الأطفال فى السودان