زيارة نائب رئيسة تايوان لأمريكا.. هل تؤجج الصراع؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" ، بأن الزيارة التي أجراها، وليام لاي، نائب رئيسة تايوان، إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، اليوم الأحد، أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول أهدافها وأبعادها، لا سيما من حيث توقيتها، إذ تتزامن مع إجراء الصين مناورة عسكرية في مياه بحر الصين الجنوبي، ووصف مسؤولون تايوانيون استعداد بكين لتنفيذ تدريبات عسكرية بالقرب من تايوان الأسبوع المقبل، بأنها محاولة لترهيب مواطني بلادهم قبل انتخابات العام المقبل، وجعلهم يخشون الحرب، فهل تُعد هذه الزيارة تقاربًا لواشنطن أم تحديًا للصين؟.
تعزيز التواجد العسكري لواشنطن
لويس وونج، رئيس منصة هونج كونج للنزاعات الدولية، أكد لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ بكين دائمًا تبعث برسائل للولايات المتحدة، بأنه غير مسموح لمسؤولي تايوان زيارتها أو تشكيل علاقات رسمية معها.
ويرى أنَّ "تايوان" تحاول التقرب من واشنطن بهذه الزيارات، الأمر الذي يطرح المزيد من الشواغل لدى بكين، مع تزايد "تايبيه" في شراء السلاح الأمريكي؛ لتعزيز قدرات قواتها المسلحة.
وأكد أنَّ زيارة نائب رئيسة تايوان بمثابة خطوة تصعيدية من قبل واشنطن؛ لأنها ترغب في تعزيز وجودها العسكري بالقرب من تايوان، بعيدًا عن التحذيرات الصينية.
انفصالي ومُثير للمشكلاتونددت وزارة الخارجية الصينية، بالزيارة، ووصفت "لاي" بأنه "انفصالي ومُثير للمشكلات طوال الوقت"، حسبما أفادت "رويترز".
وقالت الخارجية الصينية، في بيان بعد وقت قصير من وصول "لاي" إلى نيويورك في طريقه إلى باراجواي، إنَّ الصين تتابع الموقف عن كثبٍ، وستتخذ إجراءات حازمة وقوية لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها.
أمريكا لا تسعى للصراعاتمن جهتها، قالت لوري واتكينز، مستشارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، إنَّ واشنطن لا تسعى لأي صراعات مع الصين.
وفي حديثها لـ"القاهرة الإخبارية" أوضحت أنَّ الصين لا يمكنها أنَّ تُملى على الولايات المتحدة ما تريده، ووصفت زيارة "لاي" بالطبيعية، والصين تبذل جهودًا كبيرة لتقويض العلاقات بين واشنطن وتايبيه.
وأكدت أنَّ هناك الكثير من الشراكات العسكرية بين تايوان وأمريكا؛ من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة ومصالح الولايات المتحدة، وحذرت واشنطن من الاستفزازات التي تمارسها بكين في المنطقة.
وترى أن الإجراءات التي تتبعها الصين الفترة الأخيرة تستهدف إظهار قوتها أمام مواطني تايوان قبل انتخابات يناير المقبلة.
ووصفت تايبيه وواشنطن هذه الزيارات بـ"الروتينية"، وليس هناك سبب يدعو الصين لاتخاذ إجراءات "استفزازية"، لكن بكين ردت بغضب على ما تعتبره علامة أخرى على دعم الولايات المتحدة لتايوان التي تعتبرها أرضًا صينية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الخارجية الصينية الولايات المتحدة الأمريكية رئيسة تايوان الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
حرب تكنولوجية بين أمريكا والصين.. من تيك توك إلى ديب سيك وأزمة رقائق تايوان
تشهد العلاقات الأمريكية الصينية تغيرات جديدة على ساحة الحرب التكنولوجية، وذلك بعد ظهور تطبيق «DeepSeek» أو «ديب سيك» الصيني، ما يشكل معركة تكنولوجية تسعى من خلالها الصين إلى تعزيز نفوذها العالمي، بينما تحاول الولايات المتحدة الحفاظ على ريادتها التكنولوجية والأمن القومي، من خلال حظر تيك توك والسيطرة على شركات تايوانية لتجنب هيمنة الصين.
لماذا ديب سيك الصيني يثير القلق الأمريكي؟وأعلن البيت الأبيض عن تحقيق في الآثار الأمنية لتطبيق «ديب سيك»، وهو مساعد ذكاء اصطناعي من شركة صينية والمنافس لشركة «Chat GPT»، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه أسواق التكنولوجيا الأمريكية هبوطًا حادًا، إذ فقدت شركات مثل «نفيديا» مئات المليارات من القيمة السوقية، وفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية.
وذلك بعدما بدأ «ديب سيك» في تصدر أعلى تنزيلات التطبيقات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وأصبح محط أنظار صناعة التكنولوجيا العالمية.
ولا تقتصر المخاوف العالمية على أنَّه مجرد أداة ذكاة اصطناعي فقط، فهناك مخاوف حول جمع البيانات الشخصية للمستخدمين، بجانب المخاوف الأمريكية التي تقول أن هناك إمكانية للحكومة الصينية للتأثير على محتوى التطبيق ما يشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
وذلك من خلال خطورة جمع البيانات من قبل الحكومة الصينية، إذ تشير تقارير إلى أنَّ التطبيق يمكن أن يشارك المعلومات الشخصية للمستخدمين مثل العناوين البريدية وعناوين IP.
هل سيواجه ديب سيك نفس مصير تيك توك؟لا يختلف موقف تيك توك عن ديب سيك، ففي الوقت الذي يظل في قضية حظر التيك توك في الولايات المتحدة معلقة، فإن المخاوف المتعلقة بجمع البيانات الحساسة تظل قائمة من قبل الإدارة الأمريكية.
وعلى الرغم من ترحيب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتطبيق تيك توك في الماضي كأداة مفيدة في حملته الانتخابية، إلا أنَّ القلق الأمني حول تأثير الحكومة الصينية في منصات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية يبقى أحد أهم المحاور في السياسة الأمريكية تجاه هذه التطبيقات.
وبالمقارنة مع تطبيق تيك توك، الذي يواجه نفس التحديات الأمريكية من حيث جمع البيانات واستخدامها لأغراض سياسية، يظهر «ديب سيك» كأداة ذات إمكانيات أكبر في التأثير على الرأي العام عبر الأنظمة الذكية.
لذلك من المتوقع أن يواجه «ديب سيك» نفس مصير تيك توك، إذ يشير النقاد إلى أن مثل هذه التطبيقات قد تكون أداة للدعاية السياسية والتلاعب في المواقف من خلال خوارزميات معتمدة من الجانب الصيني، بحسب مجلة «TIME» الأمريكية.
محاولات الولايات المتحدة للسيطرة على تكنولوجيا تايوانمن ناحية أخري، يتزايد التوتر بين الولايات المتحدة والصين حول الرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات، حيث دعا ترامب إلى فرض رسوم جمركية على أشباه الموصلات التايوانية، وذلك بهدف دفع تايوان لبناء مصانعها في الولايات المتحدة، بهدف تقليل الاعتماد على تايوان في الوقت الذي يزداد فيه الصراع مع الصين.
وذلك، لأن المخاوف الأمريكية تتعلق بشكل أساسي بالصين، فإذا استولت الصين على الجزيرة، يمكن لذلك أن يؤثر بشكل أساسي على الاقتصاد الأمريكي، بجانب إثبات قدرة الولايات المتحدة بشأن الحفاظ على ريادتها في الذكاء الاصطناعي والرقائق في ظل المنافسة المتزايدة من الصين، وفقًا لوكالة «رويترز».
ويعتبر تهديد ترامب هو تحفيز حرب تجارية عالمية، حيث سيرتفع سعر الرقائق في العديد من الصناعات بما في ذلك السيارات والأجهزة الإلكترونية، وسيكون لذلك تأثير ملحوظ على شركات كبرى مثل «نفيديا وأبل وAMD»، التي تعتمد على شركة «TSMC» التايوانية.
وفي الماضي، سعى الرئيس السابق، جو بايدن، إلى تشجيع المزيد من شركات التايوانية على إنشاء أعمال تجارية في الولايات المتحدة من خلال تقديم حوافز مثل الإعفاءات الضريبية، في حين أن ترامب اتجه نحو فرض تعريفات جمركية لتعزيز إنتاج الرقائق في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن قطاع تصنيع الرقائق في الولايات المتحدة قد يستغرق سنوات لتطوير نفس قدرة تايوان، وفقًا لوكالة «رويترز».