أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات لوسائل إعلام عربية، أن إيران مستعدة لأي تطور محتمل في ظل التوترات الإقليمية الراهنة، مشددًا في الوقت نفسه على أن بلاده لا تسعى للحرب أو التصعيد. 

 

وقال عراقجي: "الإسرائيليون بإمكانهم اختبار إرادتنا، وسنرى كيف سيكون الهجوم، وبناءً على ذلك سنحدد طبيعة ردنا بدقة"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى لجر دول أخرى إلى حرب واسعة.

 

وأضاف الوزير الإيراني أن الكارثة المحتملة لهذه الحرب ليست خافية على أحد، قائلاً: "إيران ليست الدولة الوحيدة التي ترفض حربًا واسعة، بل الجميع يدرك مدى كارثية مثل هذا الصراع". وأكد عراقجي أن المقاومة في المنطقة قادرة على الرد على إسرائيل، ووجه انتقادًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "نتنياهو لم يحقق هدفه في القضاء على حماس خلال حربه في غزة، وسيواجه نفس المصير في لبنان".

 

وفي سياق تصريحاته، شدد عراقجي على أن دعم إيران للمقاومة لن يقتصر على الجانب السياسي والدبلوماسي، قائلاً: "سندعم المقاومة بكل ما تحتاجه، مهما كان نوع الدعم". وأضاف: "إيران لم تتخل يومًا عن المقاومة، وقد أعلنت سابقًا من بيروت أن هذا الالتزام لا يتزعزع".

 

وأوضح عراقجي أن لقاءاته الأخيرة في بيروت كانت "جدية وجيدة" ولم تشهد أي توترات، مؤكدًا دعم بلاده للحكومة اللبنانية والمقاومة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

 

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن بلاده أجرت مشاورات حول كيفية وقف إطلاق النار ووقف المجازر التي تحدث في غزة ولبنان. وقال إن الدول الكبرى في المنطقة بإمكانها لعب دور رئيسي في الحد من التصعيد. وخص بالذكر السعودية وقطر، مؤكدًا أن هناك مشاورات جارية معهما لوقف الحرب.

 

وأضاف عراقجي أن القنوات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ما زالت مفتوحة، لكن عبر وساطات دولية، حيث يجري تبادل وجهات النظر بشكل غير مباشر. وأكد أن الاهتمام الدولي بما يحدث في غزة ولبنان هو "النتيجة الأهم لهذه الاتصالات".

 

واختتم عراقجي تصريحاته بالتأكيد على وجود توافق دولي حول ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الراهنة، مشيرًا إلى أن المشاورات مستمرة مع دول مختلفة للوصول إلى وقف التصعيد وحل شامل

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إيران التصعيد

إقرأ أيضاً:

محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين

يرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول المناورة بالنيران واستخدام سلاح التجويع للانقلاب على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن المقاومة الفلسطينية لن ترضخ لابتزازاته وستواصل تمسكها بالاتفاق.

وأمر نتنياهو بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة اعتبارا من صباح اليوم الأحد، بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي).

وطلب نتنياهو -كما كشفت تفاصيل المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والوسطاء- إفراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات، وهو ما رفضته حماس مؤكدة تمسكها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الأخرس إن نتنياهو يحاول بقراراته ابتزاز أهالي قطاع غزة والمجتمع الفلسطيني عبر المساعدات الإنسانية والعودة للقتل، ويحاول أن يناور بالنيران وبالتجويع كي ينقلب على الاتفاق، ولكنه سيعود إلى سكة العمل الدبلوماسي، لأنه لا يملك خيارات أخرى من أجل استعادة الأسرى في غزة وأيضا من أجل الحفاظ على الدعم الأميركي.

إعلان

وفي المقابل، تؤكد حماس والمقاومة أن استعادة الأسرى يكون عبر استمرار عملية التبادل كما بدأت، ويقول الأخرس إن العودة إلى الحرب ليس خيار المقاومة، بل إن خيارها الأول هو الحفاظ على الاتفاق ومنع نتنياهو من اختراقه، وهو ما سعت وتسعى إليه عبر التزامها الكامل بما نص عليه هذا الاتفاق.

وللعلم، فقد رفضت حركة حماس خطة اقترحها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف لهدنة خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان) وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.

وبنظر الصحفي والخبير بالشأن الإسرائيلي وديع عواودة، فإن "نتنياهو لديه غايات خبيثة" ويريد التخلص من الاتفاق الذي يتضمن استحقاقات، مثل إنهاء الحرب في غزة والانسحاب من محور فيلادلفيا والانسحاب الكامل من غزة، وهذا يهدد مصيره في التاريخ وفي الحكم.

كما يسعى عبر المناورات التي يقوم بها -يضيف المتحدث- إلى محاولة استعداء الإدارة الأميركية على حركة حماس والفلسطينيين، من خلال إظهار أن حماس تستخف بهذه الإدارة، بالإضافة إلى سعيه إلى تهدئة الشارع الإسرائيلي الذي يتظاهر ضد استئناف الحرب وتعطيل الصفقة.

وحسب عواودة، فإن نتنياهو يقوم بالتهديد والوعيد بالعودة إلى الحرب، لكنه لن يفعل ذلك، لأن الشارع الإسرائيلي يرفض الأمر لخطورة الحرب على الأسرى المتبقين لدى المقاومة في غزة، فضلا على أن استئناف الحرب سيعني سقوط المزيد من الجنود القتلى، خاصة وأن حماس تمكنت من تجهيز نفسها لأي سيناريو.

ويقترح المتحدث نفسه أن يتخذ الوسطاء موقفا حازما لمنع محاولة نتنياهو وحكومته العبث بالاتفاق، وأن يكون هناك موقف عربي لمنع تجويع أهالي غزة من جديد، وهو التجويع الذي يشكل -حسبه- انتهاكا للقانون الدولي والمواثيق الدولية بهذا الشأن.

تفويض أميركي

وفي السياق نفسه، يلفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية شادي الشرفا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول استخدام كل الأساليب الممكنة من أجل تحقيق منجزات لها علاقة بالمصلحة الذاتية والشخصية له.

إعلان

وفي تقدير الشرفا، فإن ما يجري غير مسبوق عبر التاريخ، حيث يفرض الحصار والتجويع على شعب من أجل مصلحة ذاتية لشخص واحد وهو نتنياهو لكي يبقى على سدة الحكم. وقال "إن هناك تفويضا أميركيا لإسرائيل باستخدام عصا التجويع والحصار والمساعدات الإنسانية على قطاع غزة" وأشار إلى أن هذا الأمر لم يكن سابقا في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

وأوضح -في مداخلة سابقة على قناة الجزيرة- أن "التجويع بالشكل الذي يؤدي إلى قتل النساء والأطفال استخدم فقط خلال الحقبة النازية" مشيرا إلى أن الاحتلال سيواصل سياسة الحصار والتجويع حتى لو قامت المقاومة بتسليمه جميع الأسرى لديها.

ودعا الشرفا إلى ضرورة العودة إلى القانون الدولي الذي يقول بوضوح إن "استخدام التجويع ضد فئة أو جماعة معينة بشكل متعمد يعتبر جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية". وقال إن محكمة العدل الدولية عليها أن تتخذ القرار بوضوح.

مقالات مشابهة

  • جماعة الحوثي تلوّح باستهداف مصالح أمريكا في السعودية والمنطقة
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين
  • ستسيطر على دول في ناتو..قطع الدعم الأمريكي لأوكرانيا يقلب الموازين لصالح روسيا
  • اليمن ضمن نطاق التصعيد العسكري الأمريكي بعد قرار ترامب تخفيف قيود الضربات الجوية خارج مناطق الحرب
  • «سأرتدي بدلة عندما تنتهي الحرب»!
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • إيران:العراق سيحصل على إعفاء وقتي لإستيراد الغاز الإيراني!
  • نائب أمريكي يطالب إدارة ترامب بتحرير العراق من النفوذ الإيراني