دبي (الاتحاد)
تسهم التمارين الرياضية المنتظمة، التي يشجع عليها تحدي دبي للياقة، من خلال ممارسة 30 دقيقة من النشاط البدني يومياً لمدة 30 يوماً، في تخفيف التوتر والشعور بالراحة بشكل كبير، ما يساهم في خلق مجتمع أكثر سعادة وحيوية. وبمناسبة شهر التوعية بالصحة النفسية، يستعرض سكوت أرمسترونج، خبير الصحة النفسية ومؤسس منصة «mentl space»، وهي منصة مختصة باستشارات الصحة النفسية، كيف يدعم تحدي دبي للياقة الصحة النفسية.


ووفقاً لكتاب «تشريح القلق» للكاتبة إلين فورا، والحاصلة على شهادة الدكتوراه في الطب، فإن صحتنا الجسدية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمشاعرنا، وأن المحافظة على صحة الجسم تعتبر مفتاحاً مهماً لتحقيق الصحة النفسية. وأثبتت الدراسات مراراً وتكراراً أن النشاط البدني يحسن المزاج العام للأفراد من جميع الأعمار، والخبر السار هو أن أي تمرين بسيط مثل المشي لمدة 30 دقيقة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي ملحوظ.
ويسهم الالتزام بالتمرين اليومي في تعزيز ثقة المرء بنفسه قبل أن يبدأ به، حيث يعتبر وقوداً رائعاً لتحسين الحالة النفسية.
وما يبعث على التفاؤل هو أن التمرين الرياضي لا يتطلب دائماً جهداً كبيراً ليكون له تأثير. فقد أظهرت الدراسات أن التركيز على وظائف الجسم أثناء ممارسة أنشطة مثل، التنفس العميق، أو التأمل يمكن أن يحسن تدفق الدم ويُرخي العضلات، ما يساعد على الوصول إلى حالة من الاسترخاء، ويُعزز الصحة النفسية.


العلم يفسر الفوائد الجسدية والنفسية


لقد عاش الكثيرون ذلك الشعور الرائع بعد الجري، أو الخروج من حصة رياضية، وهم مشحونون بطاقة الإندورفين المعروف باسم هرمون السعادة، لكن ما هي الأسس العلمية التي تفسر هذا التأثير السحري الذي نطلق عليه الحركة؟
ممارسة الرياضة بانتظام تؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية للإنسان، من خلال تعزيز أداء المحور الوطائي- النخامي- الكظري (HPA)، وهو نظام يتكون من الوطاء والغدة النخامية والغدتين الكظريتين، وله دور أساسي في تنظيم تفاعل الجسم مع الضغوط النفسية والحالة المزاجية، ووظائف المناعة، والهضم، وتوازن الطاقة، ودورة النوم والاستيقاظ.
ويساعد التمرين البدني الجسم على التعامل مع التوتر بشكل أكثر فعالية، ويقلل من فرط نشاط المحور الوطائي- النخامي- الكظري. فبمعنى آخر، تسهم التمارين الرياضية بتدريب هذا المحور ليعمل بشكل أكثر كفاءة، مما يساعد على إدارة التوتر بشكل أفضل، ويعزز الصحة العامة.


بلسم لتهدئة التوتر الذهني

أخبار ذات صلة الزعابي يحرز فضية العالم للقوة البدنية دراجات جبلية وسط 70 ألف شجرة في دبي


تساعد ممارسة التمارين البدنية على تدريب أجسامنا للتكيف مع التحديات التي تحدث في حالات التوتر أو القلق، وجعلها أكثر قدرة على التعامل مع الأعراض الجسدية المرتبطة بالمشاعر. وتسهم التمارين المنتظمة التي ترفع معدل ضربات القلب في تخفيف القلق عن طريق جعل الجسم أقل استجابة للمواقف المسببة للتوتر. ويمكن للأشخاص الذين يعانون القلق، تحسين قدرتهم على التعامل مع مشاعر الخوف، مثل تسارع ضربات القلب، من خلال ممارسة الرياضة بانتظام.

 تعزيز للياقة وفرصة للتواصل
عند ممارسة التمارين مع صديق، تكون الأجواء تفاعلية، وتعزز الالتزام للاستمرار بها، وتحقق أيضاً فوائد أخرى. وتشير الأبحاث إلى أن ممارسة النشاط الرياضي مع شخص آخر يمكن أن يعزز من تقدير الذات. وليس المقصود هنا التمارين المعقدة، فالأنشطة الرياضية البسيطة مثل ثني الذراعين يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي. وأظهرت دراسة أن التمارين الجماعية المتناسقة تعزز مشاعر التواصل الاجتماعي وتقوي الروابط بين الناس، مما يزيد من شعورهم بالسعادة - وهذا يفسر لماذا يسعى البشر من مختلف الثقافات منذ زمن بعيد إلى مشاركة التجارب من خلال الاحتفالات الجماعية، والأنشطة الحركية، والمناسبات المتنوعة.


تحسين الصحة والرفاهية
إن المشاعر الإيجابية المكتسبة من ممارسة التمارين الرياضية تعمل بمثابة قوة دفع قوية لمواصلة روتين اللياقة البدنية الجديد باستمرار، حيث يؤدي تحسن المزاج إلى نظرة أكثر تفاؤلاً وثقة أكبر بالنفس، والذي بدوره يخلق سلسلة من المشاعر المحفزة. 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: تحدي دبي للياقة اللياقة البدنية الجري سباقات الدراجات هرمون السعادة الصحة النفسیة من خلال یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تفاصيل إطلاق مبادرة صحتك سعادة لدعم الصحة النفسية.. ما محاورها؟

كتب- أحمد جمعة:

أطلق الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، المبادرة الرئاسية لدعم الصحة النفسية "صحتك سعادة".

وأوضحت وزارة الصحة أن هذه المبادرة تأتي في إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالصحة العامة للمواطنين وحرص الدولة المصرية على دعم الصحة النفسية، باعتبارها جزءًا أساسيًا في تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار المجتمعي.

جاء ذلك خلال فعالية أقيمت في متحف قصر عابدين، بحضور الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى جانب سفراء دول تركيا، فنزويلا، مالطا، الفلبين، فرنسا، النيجر، الولايات المتحدة الأمريكية، ورومانيا، ونخبة من المسؤولين في مجال الرعاية الصحية وممثلين عن الهيئات المعنية.

وذكر عبد الغفار أن المبادرة تضم عدة محاور أساسية تهدف إلى تلبية احتياجات فئات مختلفة من المواطنين، وتشمل الاكتشاف والتدخل المبكر لاضطراب طيف التوحد، لتمكين الأطفال وأسرهم من الحصول على التشخيص المبكر والرعاية اللازمة. وأوضح أن الوزارة تتعاون مع الولايات المتحدة لتحليل الرنين المغناطيسي للفحص والتشخيص المبكر للتوحد في مصر.

وتشمل المبادرة محاور أخرى، منها مكافحة وعلاج الإدمان بجميع أشكاله، بما في ذلك إدمان المواد المخدرة والألعاب الإلكترونية، وتقديم الدعم النفسي للمرأة الحامل، وللمرضى من أصحاب الأمراض المزمنة ومرضى الأورام وكبار السن. وتغطي المبادرة أيضًا الكشف عن الاكتئاب وسُبل علاجه.

وأضاف الوزير أن المبادرة توفر نظام إحالة للرعاية المتخصصة للحالات المتقدمة، وتطبق برامج التدخل المبكر لدعم الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد، مع المتابعة المستمرة للحالات لضمان استمرارية الرعاية وتحسين جودة الحياة.

وأشار إلى أن وزارة الصحة والسكان اتخذت خطوات عملية، حيث تم تدريب 22 مركزًا صحيًا في محافظة القاهرة على محاور هذه المبادرة ضمن المرحلة الأولى، وسيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي تتضمن تدريبًا متخصصًا حول الإحالة إلى الرعاية المتقدمة، وفق برنامج تدريبي خاص بمنظمة الصحة العالمية يهدف إلى تعزيز مهارات مقدمي الرعاية في تقديم الدعم لأسر الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النمو أو تأخر التطور.

وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار أن دمج خدمات الصحة النفسية ضمن مراكز الرعاية الصحية الأولية يسهم في الوقاية والعلاج المبكر، ويخفف الضغط على المستشفيات التخصصية والمواطنين، مما يضمن وصول الأفراد إلى الدعم والعلاج في مرحلة مبكرة تعزز جودة حياتهم، ويشمل ذلك المنصة الإلكترونية للصحة النفسية هنا.

كما لفت إلى تصديق رئيس الجمهورية على إنشاء مجمع طبي كبير لمكافحة الأمراض النفسية والإدمان بمنطقة العلمين.

وذكر الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن أهداف مبادرة "صحتك سعادة" تستند إلى رؤية مصر 2030، التي تسعى إلى الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته في مختلف نواحي الحياة. وتهدف هذه الرؤية إلى تمتع المصريين بحياة صحية آمنة ضمن منظومة رعاية صحية متكاملة ومتاحة للجميع وعالية الجودة، بما يعزز الوقاية ويوفر حماية للفئات الضعيفة، ويحقق رضا المواطنين والعاملين في القطاع الصحي، مما يسهم في الرخاء والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ويجعل مصر رائدة في مجال خدمات وأبحاث الرعاية الصحية في العالم العربي وأفريقيا.

وفي كلمتها، أعربت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن تشرفها بالمشاركة في هذا الحدث المهم، الذي يأتي استجابة مباشرة لرؤية رئيس الجمهورية لتعزيز رفاهة المصريين في كافة مراحل حياتهم، ويجسد التزام الدولة بتحقيق الأمان النفسي والاجتماعي لجميع مواطنيها. وأكدت أن الدولة المصرية تواكب في سياساتها الاجتماعية والتنموية أحدث الاتجاهات الدولية؛ فوفق تقرير منظمة الصحة العالمية الأخير بعنوان "تحول الصحة النفسية لصالح الجميع"، هناك ثلاثة أسباب تدعو للاستثمار في الصحة النفسية: الصحة العامة، وحقوق الإنسان، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي الشكر للدكتورة منن عبد المقصود، الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، على جهودها. وأكدت أن وزارة التضامن الاجتماعي تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان لتقديم خدمات شاملة، وتستند في عملها إلى إيمان راسخ بأن دعم الصحة النفسية يبدأ من الأسرة. وأكدت على أهمية بناء أسرة متماسكة ومستقرة، حيث تعد الأسرة الحاضنة الأولى للطفل، والمصدر الأساسي للدعم النفسي لأفرادها، مما يجعل الروابط الأسرية والعلاقات بين الأفراد أساسًا جوهريًا للصحة النفسية.

وأضافت وزيرة التضامن أنه لتعزيز تماسك الأسرة وبناء مجتمع أكثر استقرارًا، تم إطلاق البرنامج القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية "مودة" في عام 2019 برعاية رئيس الجمهورية. ويمثل هذا البرنامج استثمارًا استراتيجيًا لبناء مجتمعات مستقرة وسعيدة، ويهدف إلى تمكين المقبلين على الزواج وتطوير مهاراتهم الحياتية، وتزويدهم بالمعارف لبناء أسر قوية ومستقرة.

واستفاد من البرنامج على مدار السنوات الخمس الماضية ما يقرب من مليون ومائتي ألف شخص، واستقطبت منصته الرقمية حوالي خمسة ملايين مستخدم. ومؤخرًا، أطلقت "مودة" خدمة "إسأل مودة" لتقديم الاستشارات الأسرية المجانية، وقد استقبلت المنصة 10,860 استشارة منذ إطلاقها في فبراير 2024.

وذكر الدكتور إسلام عنان، الرئيس التنفيذي لشركة أكسيت للأبحاث، أن هذه المبادرة تجسد حرص الدولة على دعم الصحة النفسية للمواطن المصري، حيث تلعب الصحة النفسية دورًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض. وأشار إلى أن أكثر من 1.1 مليار شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية أو إدمان، وأن 80% منهم لا يسعون للعلاج. وأوضح أن العبء الاقتصادي العالمي للصحة النفسية يبلغ 5 تريليونات دولار، بينما يبلغ في مصر ما بين 4 و12 مليار دولار سنويًا، مما يؤثر سلبًا على الإنتاجية والنمو الاقتصادي.

وأكد أن مصر وفرت 66 مليار جنيه عبر المبادرات الصحية العامة التي أطلقتها الدولة، حيث بلغ عدد زيارات المبادرات الصحية العامة 115.6 مليون زيارة.

مبادرة صحتك سعادة دعم الصحة النفسية الدكتور خالد عبد الغفار

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: صور- الرئيس السيسي يصل إلى الرياض للمشاركة في القمة العربية الإسلامية غير العادية الأخبار المتعلقة بينها ضغوط الحياة.. وزير الصحة يكشف عن 4 عوامل أدت لزيادة الاضطرابات أخبار وزير الصحة يستقبل نظيره اللاتفي لبحث التعاون بين البلدين في القطاع أخبار وزيرا الصحة والعمل يتفقدان معرض المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية أخبار

مقالات مشابهة

  • الأمراض النفسية وتأثيرها على الصحة العامة
  • تأثير ممارسة الرياضة على صحة الشعر
  • أمريكية تعاني من حساسية نادرة عند ممارسة الرياضة
  • بتكلفة 14 مليار.. 10 مستشفيات جديدة للصحة النفسية وعلاج الإدمان
  • الهشاشة النفسية للإنسان المعاصر
  • أضرار الجلوس لفترات طويلة على الصحة العامة
  • أهمية ممارسة الرياضة لصحة القلب| 4 فوائد مذهلة للجسم
  • مقاطع الفيديو تؤدي لتدهور الصحة النفسية
  • إطلاق مبادرة "صحتك سعادة" لدعم الصحة النفسية
  • تفاصيل إطلاق مبادرة صحتك سعادة لدعم الصحة النفسية.. ما محاورها؟