نيويورك – حذر أعضاء مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء إسرائيل من المضي قدما في إقرار تشريعات تكبح نشاط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في قطاع غزة . 

في حين انتقدت الولايات المتحدة الأميركية حليفتها إسرائيل وقالت إن عليها التعامل بشكل عاجل مع “الأوضاع الكارثية” في القطاع والكف عن “مفاقمة المعاناة” بالحد من تسليم المساعدات.

ووافقت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الأحد الماضي على مشروعي قانونين يهدفان إلى “إنهاء أنشطة وكالة الأونروا ومزاياها في إسرائيل”، في خطوة سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التنديد بها.

وأجمع كل أعضاء مجلس الأمن الذين تحدثوا على دعوة إسرائيل إلى احترام عمل الأونروا وحماية موظفي هذه الوكالة.

فمن ناحيته، حذّر رئيس الأونروا فيليب لازاريني مجلس الأمن الدولي من أن “كبار المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تدمير الأونروا بأنه هدف حرب”، مشيرًا إلى أن 226 من موظفي الأونروا قُتلوا خلال 12 شهرا.

وأكد أنه “إذا تم إقرار مشروعي القانون، فإن العواقب ستكون وخيمة”. وقال إنه “من الناحية العملية، قد تتفكّك الاستجابة الإنسانية بأكملها التي تعتمد على البنية التحتية للأونروا في غزة”.

كما انتقد لازاريني الأوامر الإسرائيلية للمدنيين بإخلاء شمال غزة مرة أخرى وقال إن “مئات الآلاف يُدفعون مرة أخرى للانتقال إلى الجنوب، حيث الظروف المعيشية لا تطاق”. وأضاف “مرة أخرى، يتأرجح سكان غزة على حافة مجاعة من صنع الإنسان”.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء إنه بعث برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحذر فيها من أن هذا التشريع “قد يمنع الأونروا من مواصلة عملها الأساسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد وجهت انتقادا قويا لإسرائيل في مجلس الأمن

بدورها، قالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة “تتابع بقلق عميق المقترح التشريعي الإسرائيلي الذي قد يغيّر الوضع القانوني للأونروا”.

وأضافت أن من شأن هذين التشريعين إذا ما أُقرّا أن “يعرقلا القدرة على التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين ويلغيا الامتيازات والحصانات الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة وموظفيها في جميع أنحاء العالم”.

وأشارت المندوبة الأميركية إلى الأوضاع في قطاع غزة وقالت إن “هذه الأوضاع الكارثية كانت متوقعة منذ شهور. ومع ذلك، لم يتم التعامل معها.. يجب أن يتغير هذا.. والآن”. وأضافت في تصريح قوي “ندعو إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عاجلة لفعل ذلك”.

وتطرقت غرينفيلد كذلك إلى أوامر إسرائيل للمدنيين بإخلاء شمال غزة، مؤكدة أنهم يجب أن يتمكنوا من العودة إلى المناطق السكنية لإعادة بنائها. وأضافت أنه “يجب ألا يكون هناك تغيير في الطبيعة السكانية لقطاع غزة أو أراضيه، وهو ما يشمل أي إجراء من شأنه تقليص مساحة غزة”.

وإلى جانب الولايات المتحدة، تعرضت إسرائيل لانتقاد شديد كذلك من سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، والسفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير، وسفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع الذي تشغل بلاده حاليا مقعدا غير دائم في مجلس الأمن.

مبنى الأونروا قبل (أعلى) وبعد (أسفل) الهجمات الإسرائيلية على غزة

في المقابل، دافع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون عن بلاده زاعما أن “إسرائيل لا تفرض أي قيود على المساعدات الإنسانية”، وقال إن إسرائيل “وافقت في الواقع على 82% من جميع الطلبات الخاصة بتنسيق الشؤون الإنسانية وتنفيذها”، متهما حركة المقاومة الفلسطينية بتحويل مسار المساعدات عن أولئك الذين يحتاجون إليها في غزة، على حد زعمه.

وأضاف “قارنوا جهودنا بإخفاقات الأونروا، لقد سمحت الأونروا في غزة الفصائل الفلسطينية بالتسلل إلى صفوفها”، واعتبر سفير إسرائيل أن “المنظمة لا يمكن إصلاحها”.

يذكر أن إسرائيل كانت اتهمت بعضا من موظفي الوكالة الأممية بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم أنه لم يثبت أي شيء من تلك الاتهامات حتى الآن، في حين استشهد أكثر من 300 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، معظمهم من موظفي الأونروا.

المصدر : وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

الأونروا: أوامر التهجير لا تترك للفلسطينيين سوى مساحة غير آمنة في غزة

أعلنت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين “الأونروا” أن نحو نصف مليون شخص نزحوا خلال الشهر الماضي في غزة.

وقالت الوكالة في بيان لها، إن أوامر التهجير المتكررة لا تترك للفلسطينيين سوى أقل من ثلث مساحة غزة للعيش وهي مساحة مجزأة وغير آمنة.

وختمت الأونروا بيانها بالقول: “الملاجئ المكتظة بغزة في حالة مزرية ومقدمو الخدمات يكافحون للعمل والموارد المتبقية في طريقها للنضوب”.

وفي وقت سابق، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الغالبية الساحقة من سكان قطاع غزة هم من الأطفال والنساء والمدنيين، ويواجهون أوضاعًا إنسانية صعبة لا يمكن وصفها.

وأوضحت الوكالة في منشور عبر حسابها على منصة "إكس"، أن العقاب الجماعي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لا يمكن تبريره تحت أي ظرف، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.

وتدير "أونروا" حاليًا 115 مركزًا للإيواء موزعة في أنحاء غزة، تأوي فيها أكثر من 90 ألف نازح.

وأشارت إلى أن الوضع الإنساني المتفاقم يزداد سوءًا بسبب القصف المستمر والحصار الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية.

ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 420 ألف شخص اضطروا للنزوح مجددًا منذ أن استأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها على غزة في 18 مارس الماضي.

الأونروا: لا مبرر للعقاب الجماعي ضد الفلسطينيينالأونروا: مراكزنا في غزة تؤوي أكثر من 90 ألف نازحالأونروا: الحصار الإسرائيلي الراهن على غزة الأشد منذ بدء الحربالأونروا: 69% من قطاع غزة خاضع لأوامر التهجير الإسرائيليةالأونروا: الكثير من الخدمات في غزة منهارة ونقترب من المجاعةالأونروا: مخازننا في قطاع غزة باتت فارغة طباعة شارك الأونروا اللاجئين الفلسطينين غزة الأمم المتحدة الشعب الفلسطيني قوات الاحتلال الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • دعماً لإسرائيل.. واشنطن تهدد “الأونروا” بـ”ملاحقات قضائية”
  • سوريا تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها  
  • تطورات مهمة.. مجلس الأمن الدولي يناقش الأوضاع في سوريا
  • الأونروا: أوامر التهجير لا تترك للفلسطينيين سوى مساحة غير آمنة في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بمسؤوليته عن مقتل موظف أممي
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بقتل موظف أممي بنيران دبابة في غزة
  • نداء أممي عاجل لإنقاذ اليمن من كارثة إنسانية
  • تقرير أممي: مياه الصرف الصحي والقمامة والأمراض تثقل كاهل النازحين في غزة
  • مكتب أممي: منع دخول إسرائيل للمساعدات يهدد حياة سكان غزة
  • الأمم المتحدة: غزة تواجه أسوأ أزمة إنسانية