10 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: وافق البرلمان العراقي على مناقشة الامتيازات الاقتصادية الممنوحة للأردن منذ عام 2019، والتي تشمل عدة بنود تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وتتمثل أبرز هذه الامتيازات في السماح للشاحنات الأردنية بالدخول إلى المدن العراقية وفق آلية “Door to Door”،

وتحدث المحلل الاقتصادي نبيل المرسومي عن  إعفاء 393 سلعة أردنية من الرسوم الكمركية بدءًا من فبراير 2019.

كما يستمر العراق في تزويد الأردن بـ 10,000 برميل يوميًا من النفط الخام، وقد ارتفعت هذه الكمية مؤخرًا إلى 15,000 برميل يوميًا بسعر أقل من سعر خام برنت بمقدار 16 دولارًا للبرميل، مع تحمل العراق تكلفة النقل بين كركوك والزرقاء، وذلك نتيجة الاختلافات في نوعية النفط الخام بين نفط كركوك ونفط برنت.

في المقابل، حصل العراق على بعض التسهيلات الاقتصادية، منها خصم بنسبة 75% على رسوم المناولة المفروضة على البضائع العراقية التي تستورد عن طريق ميناء العقبة، بالإضافة إلى اتفاقية تعاون بين شركة الطيران الأردنية والطيران العراقي. كما تم الاتفاق على إقامة مناطق صناعية مشتركة بين البلدين وربط شبكة الكهرباء.

رغم هذه الامتيازات، تبرز أصوات معارضة داخل العراق تطالب بإلغاء بعض هذه الاتفاقيات، خصوصًا مشروع مد أنبوب النفط بين البصرة والعقبة، حيث وصفه بعض السياسيين والناشطين بأنه “تحدٍ لإرادة الشعب العراقي” وهدراً للأموال في مشاريع تخدم ما وصفوه بالمصالح الصهيونية. كما أشار الناشط حسين المالكي إلى أن العراق لا يزال ملتزمًا بموجب القانون الدولي بمنح الأردن حصصًا مجانية من نفطه، وهي اتفاقية سارية حتى يومنا هذا.

المحلل الاقتصادي نبيل المرسومي سلط الضوء على هذه الامتيازات كجزء من علاقات اقتصادية أوسع بين البلدين، في حين يرى البعض أن هذه الاتفاقيات قد تحتاج إلى إعادة تقييم في ضوء التطورات السياسية والاقتصادية الراهنة.

وتواجه الامتيازات النفطية الممنوحة للأردن معارضة لعدة أسباب تتعلق بالجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حيث يرى بعض المعارضين أن بيع النفط للأردن بأسعار أقل من السعر العالمي يشكل خسارة للعراق خاصة في ظل الفروق في جودة النفط ويشعر الكثيرون بأن العراق لا يستفيد بشكل عادل من هذه الاتفاقيات التي تقدم أسعارًا تفضيلية وتغطي تكاليف النقل مما يقلل من إيرادات النفط التي يعتمد عليها الاقتصاد العراقي بشكل كبير.

وهناك أيضًا من يرى أن الفوائد التي يحصل عليها العراق مقابل هذه الامتيازات مثل تخفيض رسوم المناولة أو التعاون في الطيران ليست كافية لتعويض خسائر بيع النفط بأسعار مخفضة ويتساءل هؤلاء عن مدى جدوى تقديم هذه التسهيلات للأردن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق

من جهة أخرى يعتبر بعض المعارضين أن هذه الاتفاقيات تعزز تبعية العراق لبعض الدول الإقليمية بما في ذلك الأردن ويشعرون بالقلق من أن هذه التسهيلات قد تؤدي إلى تأثير سياسي غير مرغوب به كما أن مشروع أنبوب البصرة العقبة يثير مخاوف لدى البعض من أنه قد يخدم مصالح أطراف أخرى مثل إسرائيل بالنظر إلى التقارب الجغرافي والاقتصادي بين الأردن وإسرائيل

ويرى منتقدو المشروع أنه يمثل هدرًا لأموال العراق في مشروع قد لا يحقق فوائد ملموسة للاقتصاد العراقي بل يخدم الأردن بشكل أكبر كما يشير البعض إلى أن هذا المشروع قد يكون في مصلحة أطراف خارجية يعتبرونه نوعًا من الاستغلال الاقتصادي للعراق في الوقت الذي يواجه فيه أزمات مالية

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: هذه الاتفاقیات

إقرأ أيضاً:

سوريا.. بدء توريد «النفط» من المناطق التي يسيطر عليها «الأكراد» نحو دمشق

قال المتحدث باسم وزارة النفط السورية أحمد السليمان، إن “المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا بدأت توريد النفط من الحقول المحلية التي تديرها إلى الحكومة المركزية في دمشق”.

وأضاف السليمان لوكالة رويترز: إن “النفط من حقول في محافظتي الحسكة ودير الزور”.

يذكر أن “هذه أول عملية تسليم معروفة من شمال شرق سوريا الغني بالنفط إلى الحكومة الجديدة التي تولت السلطة بعد الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر الماضي، وكانت دخلت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في محادثات مع الإدارة السورية الجديدة بدمشق بشأن صفقة محتملة قد تفضي إلى اندماجها في سوريا موحدة”.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها “عقدت اجتماعها الدوري التنسيقي مع كل من الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، وجناحها السياسي، مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، حيث شددت على أهمية الحوار مع الحكومة بدمشق”.

وكانت أصدرت الولايات المتحدة إعفاء من العقوبات لمدة 6 أشهر في يناير، يسمح ببعض المعاملات في قطاع الطاقة، ومن المقرر أن يعلق الاتحاد الأوروبي عقوباته المتعلقة بالطاقة والنقل وإعادة الإعمار، غدا الإثنين”.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. بدء توريد «النفط» من المناطق التي يسيطر عليها «الأكراد» نحو دمشق
  • «النواب العراقي» يقدم 10 مقترحات لدعم غزة.. أبرزها نشاء صندوق لإعمار القطاع
  • ارتفاع كبير في صادرات النفط العراقي إلى أمريكا خلال أسبوع
  • وفد وزاري يصل البصرة لإكمال مشروع الربط السككي مع إيران
  • المعاهدة المينائية (الصينية الكويتية) – ماذا تعني ؟
  • معركة التأهل.. اليوم المنتخب العراقي للشباب في اختبار صعب أمام أستراليا
  • النفط العراقي يتخطى حاجز الـ79 دولارا للبرميل بختام تعاملات الأسبوع
  • النفط العراقي يحافظ على مكاسبه ويبقى اعلى من الـ78 دولارا للبرميل
  • العراق يوقع مع شركة إيطالية لإعادة تصاميم خط سكك ستراتيجي
  • قانون “البصرة عاصمة العراق الاقتصادية”.. ماذا يعني؟