الاحتلال يواصل حصار مخيم جباليا وينفذ عمليات قتل وتهجير قسري
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
يتعرض المواطنون بمخيم جباليا شمال قطاع غزة ، لعملية "إبادة وتطهير عرقي"، لليوم الخامس على التوالي، حيث يفرض الاحتلال حصارا بريا، وينفذ عمليات قتل ونسف للمنازل، وتهجير قسري.
ويصرّ المواطنون على عدم النزوح إلى جنوب القطاع، رغم حرب الإبادة والضغط الكثيف اللذين يمارسهما الاحتلال، وعمله على إخراج المنظومة الصحية بشمال القطاع عن الخدمة، بعد طلبه من مستشفيات "كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة"، بالإخلاء خلال 24 ساعة، إذ تنتهي المهلة اليوم.
وهذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023.
والأحد الماضي، أعلن جيش الاحتلال البدء بعملية عسكرية برية في جباليا، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمال القطاع، منها في جباليا، التي هي الأعنف منذ مايو/ أيار الماضي.
والاثنين، أنذر الاحتلال المواطنين بإخلاء منازلهم في جباليا، وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، والتوجه جنوبا.
كما تتعرض مناطق في بيت لاهيا ومحيط منطقة التوام، والعطاطرة، لقصف متواصل برا وبحرا وجوا.
ومن أصل 1.2 مليون نسمة كانوا يقطنون في محافظتي غزة والشمال، يوجد حاليا نحو 700 ألف نسمة رفضوا النزوح إلى جنوب القطاع، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
وتشهد معظم المحاور المحيطة بمخيم جباليا توغلا من قوات الاحتلال، التي أطبقت حصارها على المنطقة صباح اليوم الخميس، وفق شهود عيان.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى نحو 42,010 شهداء، و97,720 مصابا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وآلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث لا يمكن الوصول إليهم.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الدويري: انسحاب قوات إسرائيلية من جباليا سابقة لأنه جاء دون أوامر
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن انسحاب قوات لواء غفعاتي الإسرائيلي من منطقة جباليا شمال قطاع غزة يعد سابقة في العرف العسكري، حيث جاء دون تلقي أوامر من رئاسة الأركان أو المستوى السياسي.
وأوضح -في تحليل للمشهد العسكري في القطاع الفلسطيني بالتزامن مع موعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار- أن هذه الخطوة قد تعكس رغبة القيادة الميدانية في تقليل الخسائر وضمان الأمان لعناصرها، خاصة في ظل الفشل في تحقيق أهداف عسكرية بارزة.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد أفادت بسحب لواء غفعاتي من منطقة جباليا بعد 470 يومًا من القتال، دون أوامر بالعودة.
ومن جانبها ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن الانسحاب يأتي ضمن تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل إعادة انتشار القوات الإسرائيلية تمهيدًا للانسحاب الكامل بعد إتمام جميع مراحل الصفقة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الانسحاب تم في إطار خطة شاملة لإعادة التمركز على حدود القطاع، حيث تنص الاتفاقية على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود المنطقة العازلة.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أي إنجازات عسكرية ملموسة منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين أول 2023، مشيرًا إلى أن العمليات الميدانية لم تحقق التفوق المتوقع رغم القوة النارية والتكنولوجيا المتقدمة التي يمتلكها جيش الاحتلال.
إعلانوأوضح الخبير الإستراتيجي أن توقيت الانسحاب وغياب الأوامر العليا يعكسان إشكالية واضحة في التنسيق بين المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل.
حالات سابقةولفت الدويري إلى أن هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان حالات سابقة، مثل انسحاب كتيبة من لواء غولاني من حي الشجاعية عام 2014، حيث أظهرت مشاهد الاحتفال بالانسحاب شعورًا بالارتياح لدى الجنود، رغم أنه جاء تحت ضغط ميداني.
كما أشار إلى أن الانسحاب من جباليا يتزامن مع تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الذي أعلن أن الجيش يستعد لخطة دفاعية معززة على حدود غزة تشمل إنشاء منطقة عازلة وتعزيز القوات العسكرية في مناطق حساسة مثل رفح.
وأكد الدويري أن هذه التطورات تشير إلى تغير في أولويات الاحتلال، مع التركيز على تقليل الخسائر وتجنب التصعيد في ظل ضغوط داخلية وخارجية.
كما اعتبر أن الانسحاب يعكس فشلا إستراتيجيا في تحقيق الأهداف العسكرية المعلنة منذ بدء الحرب، وهو ما يُظهر محدودية فعالية النهج الإسرائيلي الحالي في التعامل مع غزة.
وقد دخل الاتفاق حيز التنفيذ الساعة (14:00 بتوقيت غرينتش) وسط آمال بتوقف القصف الإسرائيلي والمجازر الدامية التي ترتكبها قوات الاحتلال منذ 470 يوما ضد سكان القطاع.
ومساء الأربعاء الماضي، أعلنت قطر النجاح في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من القطاع، مشيرة إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه (اليوم) الأحد.
ويأتي التوصل لهذا الاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.