قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ميخائيل هراري إن "الربيع العربي أحدث تغييرات دراماتيكية في المنطقة، آثارها واضحة حتى اليوم، وأبرزها ما يتعلق بالفراغ الذي نشأ عقب ضعف اللاعبين العرب التقليديين، ودخول السعودية والإمارات إليه، وذلك مع الاندماج مع السياسة الطموحة لولي العهد السعودي.

وأضاف هراري في مقال نشرته صحيفة "معاريف" أن هذا الاندماج وأحد تعابيره يتعلق بـ "التسكع" الذي جرى مع "إسرائيل" حول احتمالية التطبيع، موضحا "بالطبع كجزء من اتفاق إستراتيجي مع الولايات المتحدة هذه الإمكانية لم تشطب عن الطاولة، على الأقل ليس تماما وحتى في أثناء الحرب في غزة".



وأكد أن "التطورات في الأسابيع الأخيرة، مع التشديد على تصفية نصرالله ومعظم قيادة حزب الله، مثلما أيضا في المواجهات المباشرة غير المسبوقة، بين إسرائيل وايران، خلقت شروطا جديدة من ناحية السعوديين".


وأوضح  "تجدر الإشارة إلى عدة خطوات هامة على نحو خاص من جانبهم: تصفية نصرالله والأعمال البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان خلقت ظروفا جديدة كفيلة بأن تساعد على تقدم خطوات معينة في الساحة السياسية اللبنانية، لم تكن متاحة من قبل، وعلى رأسها، انتخاب رئيس".

وذكر "هكذا، في الأيام الأخيرة يبرز نشاط دبلوماسي مكثف في بيروت تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وبدعم حماسي من السعودية، والهدف هو استغلال ضعف حق الفيتو من جانب حزب الله لأجل الدفع قدما بانتخاب رئيس ما سيشق الطريق إلى إقامة حكومة، وربما إعادة الثقة بالتدريج بمؤسسات الدولة".

وبين أن "رئيس الحكومة المؤقتة ميقاتي أشار الى أن في نيته عمل ذلك، ونبيه بري، زعيم أمل الشيعية يحظى بمغازلات مكثفة لأجل الدفع بهذا قدما، بينما المرشح المتصدر، المقبول من الغرب والسعوديين، هو قائد الجيش جوزيف عون، ومفهوم من تلقاء ذاته بأن هذه الخطوة تتعارض مع المصلحة الإيرانية، وينبغي التوقع بأن ترد طهران الحرب الصاع بالصاع في هذا السياق".

وقال "حيال إسرائيل، أطلق السعوديون إيضاحا لا لبس فيه بالنسبة للشرط المسبق والضروري لإقامة علاقات معها، فقد أوضح وزير الخارجية السعودي بأن السعودية ستعمل بلا كلل على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس، ولن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون تحقيق هذا الشرط".

وأضاف أن "خطوة مشوقة بقدر لا يقل تلوح في مجال الطاقة، فقد ذكر تقرير مشوق في "فايننشال تايمز" أن السعودية تتوسط لزيادة إنتاج النفط بمليون برميل آخر في اليوم، وهي خطوة ستستكمل في كانون الثاني 2025".


وبيّن هراري "هكذا تغير الرياض بشكل كاسح سياستها التي تطلعت للإبقاء على سعر برميل النفط في محيط مئة دولار، وواضح من تلقاء ذاته أن هذا سيدخل مالا أقل في صندوق الدولة، لكن السعوديين يمكنهم أن يسمحوا لأنفسهم بهذا سواء في ضوء وسائل مالية من مصادر أخرى، وكما أسلفنا ربما كجزء من تغيير اتجاه إستراتيجي".

وأشار إلى أنه "فضلا عن ذلك، فإن خطوة من هذا القليل ستمس بشكل جوهري بدول أخرى مصدرة للنفط مثل إيران وروسيا، والتي لا يمكنها أن تسمح لنفسها بانخفاض بسعر النفط، ويدور الحديث عن إشارة واضحة لا مثيل لها نحو واشنطن".

وختم أن "كل هذا كفيل بأن يشير إلى الإمكانيات الجديدة التي نشأت في الرؤية السعودية لتحقيق عدة تغييرات كفيلة بأن تؤثر بشكل دراماتيكي على المنطقة، وينبغي الافتراض بأنهم في الرياض راضون عن الضربات التي تلقتها إيران وحلفائها في الأسابيع الأخيرة وإن كانوا علنا لا يعبرون عن ذلك ويدعون إلى وقف النار".

واعتبر "ليس للسعوديين مصلحة لإشعال المنطقة، إلا أنه توجد مصلحة في إضعاف إيران، ولا يمكن أن نعرف كم يمكن لهذه الخطوات أن تتوج بالنجاح، والكثير منوط بخطوات إسرائيل وأهميتها للمدى البعيد أكثر من اليوم التالي، وبالطبع بنتائج الخامس من تشرين الثاني".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي السعودية التطبيع الإيرانية إيران إسرائيل السعودية التطبيع حرب إقليمية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب: الأمور مع إيران تسير بشكل جيد وأمامهم خياران أحدهما ليس جيدا

الولايات المتحدة – صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس، بأن الأمور تسير بشكل جيد بشأن المفاوضات مع جمهورية إيران الإسلامية، مشيرا إلى أن هناك خيارين فقط أمام طهران.

وقال ترامب: “نجري محادثات جادة للغاية مع إيران، هناك خياران بشأن إيران وأحدهما ليس جيدا”، لافتا إلى أنه “قد نتخذ قرارا جيدا بشأن إيران ويتم إنقاذ حياة الكثيرين”.

يوم الاثنين الماضي، صرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن إيران مستعدة لإبرام صفقة نووية مع الولايات المتحدة على قدم المساواة إذا ما تم احترام مصالح الجمهورية الإسلامية.

وبعد الجولة الثانية من المفاوضات مع الولايات المتحدة، كرر بزشكيان الموقف الذي أعلنه المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأن طهران لا تنظر إلى المفاوضات بتشاؤم ولكنها أيضا لا تشعر بالتفاؤل. من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تقييم إيجابي للمفاوضات مع إيران.

وعقدت الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة وزير الخارجية العماني في روما يوم 19 أبريل الجاري. وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد انتهاء اجتماعه مع الوفد الأمريكي بأن الجولة الثانية من المحادثات جرت في أجواء “بناءة”.

ومن المقرر أن تعقد الجولة الثالثة يوم السبت المقبل 26 أبريل، وفقا لما ذكره المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • أسعار النفط ترتفع بشكل طفيف
  • ترامب: الأمور مع إيران تسير بشكل جيد وأمامهم خياران أحدهما ليس جيدا
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • مشيرب: الأسواق التي تنشر مقاطع عن منع بيع منتجات النسيم تمارس «العهر»
  • أبو الغيط : إسرائيل تمارس حرب إبادة على سكان غزة
  • الإعلام يُكذِّب نتنياهو بأنّه سيُهاجِم إيران دون موافقةٍ أمريكيّةٍ .. جنرالٌ إسرائيليٌّ: الاتفاق النوويّ أقرب من أيّ وقتٍ مضى
  • النفط يرتفع 1% بفعل عقوبات إيران وانخفاض مخزونات الخام الأميركية
  • الهيئة الملكية بالجبيل: الأعمال في مصافي النفط والبتروكيماويات تسير بشكل طبيعي
  • الحوثيون يتجاهلون ضربات حساسة إستهدفت مقاتليهم بشكل جماعي .. تفاصيل الضربات المنسية في الاعلام الحوثي .. عاجل