الأسبوع:
2025-02-03@12:01:53 GMT

الشرق الأوسط الكبير ومسار طريق سيدنا إبراهيم ‏

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

الشرق الأوسط الكبير ومسار طريق سيدنا إبراهيم ‏

ما بين الماضي البعيد والحاضر الذي يحاول أن يتمخض عن مستقبل كما خطط له ذلك الماضي، تدور الحرب الحالية التي تقودها إسرائيل في الشرق الأوسط لتنفيذ ما تم التخطيط له علي يد الأب الروحي لذلك المخطط وهو برنارد لويس الذي يحمل الجنسية البريطانية الأمريكية والديانة اليهودية.. ولد عام 1916 وتوفي عام 2018 تخصص في تاريخ بلاد الشرق الأوسط، وتكلم العديد من اللغات منها العربية والعبرانية والفارسية والإنجليزية والفرنسية والآرامية.

وانتقل في السبعينيات إلى أمريكا، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1982.

وتتلخص رؤيته عن "الشرق الأوسط الجديد» إن سكان تلك الدول قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم، واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان.. إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم، أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال لديهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك: إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع من أن تكون مهمتنا المعلنة هي: تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، ويجب أن تقوم أمريكا بالضغط على قياداتهم (دون مجاملة ولا لين ولا هوادة) ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الفاسدة، ولذلك، يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا وتدمر الحضارة فيهما.

ومن هنا نلاحظ إن مخطط برنارد لويس قد حقق العديد من أهدافه في دول المنطقة بعد أن سخرت الولايات المتحدة ومن ورائها دول الغرب كثير من الإمكانيات والأدوات عبر عشرات السنوات، ومن أهم الأدوات التي تم استخدامها هي العولمة الثقافية التي رمت إلي تهجين ثقافي لشعوب المنطقة أدت إلى توطين ثقافة مغتربة مرتبطة بالأيدولوجيات الدينية أو الأثنية أو القبلية التي حلت مكان الثقافة القومية الوطنية وفكت الكثير من ارتباط شعوب المنطقة بعمق هويتهم وتاريخ أوطانهم.

وطبقا للمتغيرات السياسية يتم تحديث مسميات مختلفة جميعها ترتبط ارتباطا كليا بأهداف المخطط ففي عام 1992 أصدر شيمو بيربز كتاب " الشرق الأوسط الجديد" والذي يعتبر امتداد لمخطط برنارد لويس فهو يجعل إسرائيل المحرك، والقائد، والموجه عن طريق التعاون الفيدرالي في مشروعات تنموية، وإقامة نظام إقليمي متكامل في المنطقة.

وإلحاقا لرؤية برنارد وشيمون هناك وثيقة صدرت في جامعة هارفارد عام 2013 سميت "مسار إبراهيم"، ووثيقة رسمية أخري صدرت عن جامعة فلوريدا الأميركية عام 2015 تتحدث عن "الاتحاد الفدرالي الإبراهيمي".، ففي عهد إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن عام 2004 تم طرح مصطلح "يهودية الدولة الإسرائيلية"، ثم إدارة سلفه باراك أوباما التي تحدثت عن دور القادة الروحانيين في المنطقة العربية، وظهرت حينها وثائق ومستندات عن "الديانة الإبراهيمية"، ثم جاء دونالد ترامب ليضع الأسس التطبيقية والعملية في إطار أوسع سمي "صفقة القرن"، وبعده جاء الرئيس الحالي جو بادين ليؤكد مثل هذه التوجهات.

وما بين مخطط الشرق الأوسط الجديد أو المسار الإبراهيمي والديانة الإبراهيمية وصفقة القرن، يأتي المسمى الحقيقي للمخطط وهو " مملكة داوود من النهر للفرات" وبالنظر إلي الدول التي نجح فيها مخطط برنارد لويس ومسار طريق سيدنا إبراهيم ارتباط وثيق جدا بتحقيق الحلم المزعوم لمملكة داوود، فمسار سيدنا إبراهيم جاء عبر العديد من الدول، التي نجح فيها المخطط، والآن الحرب بدأت منذ عام من غزة، ومن ثم في لبنان.. فهل تمتد إلي باقي دول مسار طريق سيدنا إبراهيم؟ لتحدث التغيير الديموغرافي والثقافي، والسياسي، والاقتصادي لكي تكون إسرائيل القائد والمحرك، ونربط ذلك كله بطريق الحرير الصيني الذي يمر ببعض دول مسار سيدنا إبراهيم ويكون مرتكزه الأهم في مصر على سواحل البحرين وقناة السويس، وهنا الصراع ما بين النظام العالمي القائم والتي تمثله إسرائيل ومخطط برنارد لويس، والنظام العالمي القادم والذي يمثله طريق الحرير الصيني وتمطيه روسيا والصين ومجموعة دول البريكس، وفي كل ذلك ما زالت مصر تمثل حجر الزاوية لذلك الصراع القوي، وستكون كلمة السر في تحديد الكثير من مما هو قادم لدول المنطقة.

مصطفى بكري: ما يحدث في السودان الحلقة الثانية لمخطط الشرق الأوسط الكبير

رغم ضعف الطلب.. أسعار النفط العالمية ترتفع بفعل توترات الشرق الأوسط

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: صفقة القرن دول البريكس الشرق الأوسط الكبير سیدنا إبراهیم الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

ترامب: تقدم في المحادثات حول الشرق الأوسط

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد أن هناك "تقدما" في المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى، وذلك قبيل بدء مناقشات في واشنطن بشأن المرحلة التالية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال ترامب للصحفيين قبل مغادرته مقر إقامته في مارالاجو بولاية فلوريدا: "المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ومختلف الدول الأخرى تتقدم. بيبي (بنيامين) نتنياهو سيأتي الثلاثاء، وأعتقد أن لدينا بعض الاجتماعات الكبيرة جدا المقرر عقدها"، في إشارة منه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وكان نتنياهو قد قال يوم الأحد قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة إنه يعتزم بحث "قضايا مهمة" تواجه إسرائيل والشرق الأوسط في اجتماعه مع ترامب في واشنطن، بما في ذلك ما أسماه "الانتصار على حماس".

وأضاف نتنياهو أنه من بين قضايا أخرى سيتم مناقشتها "تحقيق إطلاق سراح جميع الأسرى (الإسرائيليين) والتعامل مع محور الإرهاب الإيراني بكل مكوناته".

وشدد نتنياهو على أن المحور الإيراني "يهدد السلام في إسرائيل والشرق الأوسط والعالم بأسره".

وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني يوم الأحد، أهمية التزام الأطراف بتنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبدء المرحلة الثانية من المفاوضات.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد، أن إسرائيل تستعد لاستئناف الحرب على قطاع غزة حال فشلت المفاوضات حول المرحلة التالية من صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصدر سياسي مطلع قوله إن إسرائيل تستعد لسيناريو استئناف الحرب إذا فشلت المفاوضات، مع تغيير استراتيجية الهجوم لتصبح أكثر شراسة مقارنة بأساليب الهجمات المحدودة السابقة.

وأضافت الصحيفة أنه في هذه الحالة، سيتولى اللواء رومان جوفمان قيادة العمليات لتنفيذ رؤيته العسكرية الرامية إلى "تدمير حماس".

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إنه من المقرر أن يعين دوفمان، الأمين العسكري لنتنياهو، قائدا جديدا لقيادة الجنوب، استعدادا لتجديد العمليات العسكرية واستئناف الحرب حال فشل المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • طرح Meta AI في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا رسميًا
  • ترامب: هناك تقدم في المحادثات حول الشرق الأوسط
  • جولة مكوكية للرئيس الألماني في الشرق الأوسط
  • مفاجأة قطرية تقلب الموازين في غزة
  • ترامب: تقدم في المحادثات حول الشرق الأوسط
  • وفد كبير من حماس يزور روسيا غدا
  • البيت الأبيض: ترامب أكد خلال اتصاله بالرئيس السيسي أهمية تحقيق السلام بالمنطقة
  • الإمارات لاعب رئيسي في المشهد الإعلامي العالمي
  • الإمارات تعزز مكانتها لاعباً رئيسياً في المشهد الإعلامي العالمي
  • حامد فارس: القاهرة تعمل على إيجاد ظهير حقيقي لصناعة السلام في الشرق الأوسط