المسلة:
2025-03-31@23:08:19 GMT

فتنة العصر واخطاء اسرائيل

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

فتنة العصر واخطاء اسرائيل

10 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: رياض الفرطوسي:

لقد اصبح واضحا ان اسرائيل في حالة من التخبط والارتباك ‘ خاصة بعد ان اجتاحت الصواريخ الايرانية حدود الكيان الصهيوني ومناطقه ‘ مما جعل المشهد اكثر ارتباكا مما كان عليه.

الان بدأت اسرائيل تدفع الثمن لانها اخطأت في حساباتها الاستراتيجية حينما فكرت بتدمير غزة وقتل الاطفال والنساء وتهجير السكان .

اعتقد العدو خطئا ان القضاء على حماس مسألة سهلة ونزهة عابرة ‘ واذا بهم يغرقون في حرب مفتوحة اصبح عمرها الان اكثر من عام . لقد قلبت احداث غزة الاولويات حينما اصبح الامر لاحقا غزة ولبنان والان جاء الدور على ايران.

اسرائيل التي خاضت حرب استنزاف طويلة تفكر الان بقطع خطوط التواصل بين ايران والمقاومة لذلك هم يبحثون عن شركاء اخرين لتوجيه ضربة الى ايران .

هذا ما طالب به نتنياهو ووزرائه واحدهم قال لدينا رسائل من بعض الحكام العرب تطالبنا بحل حاسم وسريع . اعتقدت اسرائيل انها ستعيد الرهائن بقوة السلاح والتفوق العسكري وقد فشلوا في ذلك فشلا ذريعا . لقد تجاوزت اسرائيل كل المطالبات والقرارات الدولية بضرورة وقف الحرب . لكنها تمادت ولم تتوقف عند ذلك حينما قتلت إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ( وهو الضيف لدى الجمهورية الاسلامية الايرانية ) ثم تآمرت على حزب الله في لبنان من خلال اختراق اجهزة الاتصال الحديثة التي كانوا يستعملونها ( والتي اعتقد البعض انها كاملة السرية ).

في الوقت الذي كانت اسرائيل تطور خبرات ضباطها الالكترونية والدعائية من خلال نشر الدعايات والاكاذيب على نحو لا يتوقعه احد . ولعل جريمة قتل العشرات من المواطنين من خلال تفجير اجهزة البيجر هو دليل على تلك الاساليب الملتوية التي اتصف بها العدو عبر تاريخه في المنطقة.

ثم وصلنا لمرحلة الخرق الامني لحزب الله وتصفية الكثير من قياداته الامنية وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله . لم يعد التفكير التقليدي للحرب الكلاسيكية ينفع مع تطور الاستخبارات العسكرية التي تعتمد على قراءة الواقع وفهم عقلية العدو وطريقة تفكيره واساليبه في الرد والاستفزازات.

لقد تغيرت عناصر الحرب الحديثة مع تغير وتطور التكنلوجيا من خلال اساليب التصفية والقتل والاغتيال عن بعد هذه هي فتنة العصر وليس امامنا سوى ان نطور ادواتنا العلمية من خلال البحث العلمي.

علينا ان نفهم كيف يفكر عدونا ( او كما لو اننا العدو كما قال رئيس مجلس الامن القومي السابق علي شمخاني )‘ اسرائيل تحارب وتفكر بطرق متوازية عبر جمع المعلومات وتنسيقها تنسيقا زمنيا وهم لا يحاربون الان بطريقة تقليدية عبر الاندفاع غير المدروس او بالخطط القديمة او بالتراشق بالسلاح وانما يستخدمون اساليب التكنلوجيا الحديثة.

مع ذلك فأن محور المقاومة خيب توقعات اسرائيل من خلال صمود جبهات المحور في كل من غزة ولبنان واليمن والعراق كمواقف مشرفة وشجاعة فجاءت العاصفة والصفعة الايرانية التي كسرت جبروت وقوة اسرائيل واطاحت باستعراضاتهم الاعلامية واوهامهم حين شطحت بهم الاحلام الى الاعتقاد بانهم سيرسمون شرق اوسط جديد على مقاسهم كما صرح بذلك نتنياهو في اكثر من مناسبة.

لقد كسر الهجوم الايراني الطوق الذي فرضته وسائل الدعاية العربية والغربية ضد المقاومة.

على العالم الان ان يعترف ان المقاومة اللبنانية ليست جماعات ارهابية ولكنهم صوت لشعب حر يدافع عن ارضه وكرامته وتاريخه ومستقبله.

الضربة الايرانية غيرت موازين العالم بما في ذلك العالم العربي الذي يفترض ان يتماسك بمسؤولية من اجل استعادة قوته ووحدته وارادته لدعم القضية الفلسطينية في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف . ان الصمود الذي حققه اهل غزة وتماسك حزب الله لهو دليل على ان الامة قوية ومنيعة من الداخل وصامدة.

الصراع طويل لكن هذا هو قدرنا ‘ الطريق ليس سهلا امام اجيالنا القادمة التي يجب ان نترك لها ارثا من الفخر والايمان بقضيتنا العادلة .

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

المُجدِّد.. علي عزت بيجوفيتش

 

فوزي عمار

علي عزت بيجوفيتش ليس مجرد سياسي قاد البوسنة نحو الاستقلال؛ بل هو فيلسوف ومفكر إسلامي حاول أن يجد جسرًا بين التراث الإسلامي والحداثة الغربية.

عُرف الراحل بكتاباته العميقة، مثل "الإسلام بين الشرق والغرب" و"البيان الإسلامي"، وهي مؤلفات تناقش إمكانية بناء حضارة إسلامية معاصرة دون انغلاق أو قطيعة مع العصر. زأحد أبرز أقواله المثيرة للجدل هو: "المسلمون لا يؤمنون بقداسة القرآن كمنهج بل بقداسته كشيء".

وُلد بيجوفيتش في البوسنة، وعايش تحولات القرن العشرين من الحرب العالمية الثانية إلى سقوط يوغوسلافيا. وسُجِن مرتين بسبب دفاعه عن الهوية الإسلامية في ظل النظام الشيوعي؛ مما عمَّق إيمانه بضرورة الجمع بين الفكر والممارسة. لم يكن بيجوفيتش مُفكرًا منعزلًا؛ بل رأى أن الفكر الإسلامي يجب أن يتحول إلى مشروع حضاري قادر على مواجهة تحديات العصر، وهو ما حاول تطبيقه كرئيس بعد الاستقلال.

المنهج القرآني في فكر بيجوفيتش: نحو حضارة إسلامية معاصرة

يرى بيجوفيتش أن القرآن يقدم مبادئ كلية (كالتوحيد، العدل، الشورى، المساواة) قابلة للتطبيق في كل زمان، لكن تطبيقها يحتاج إلى اجتهاد عقلي يتناسب مع ظروف العصر. وهنا يلتقي مع مفكرين إصلاحيين مثل محمد إقبال، والذين دعوا إلى إحياء "الحركة الاجتهادية" لتحويل النص إلى مشروع نهضوي.

وفي كتابه "الإسلام بين الشرق والغرب"، يُقارن بيجوفيتش بين الرؤية الإسلامية والرؤيتين المادية "الغربية" والروحية "المسيحية"، مؤكدًا أن الإسلام يجمع بين "الروح والمادة"، وبالتالي يجب أن يُنتج حضارةً متوازنة. لكن هذا لا يحدث  لأن المسلمين توقفوا عن قراءة القرآن كـمنهج تفكير،

نقد بيجوفيتش الجمود الفكري بين التقديس والتجديد.

لم يكن انتقاد بيجوفيتش للمسلمين سلبيًا؛ بل كان دعوة للصحوة؛ إذ يرى أن الجمود في فهم القرآن أدى إلى تهميش دور الإسلام في تشكيل الحضارة الإنسانية، بينما التاريخ الإسلامي المبكر شهد ازدهارًا عندما تعامل المسلمون مع القرآن كمرشدٍ للعقل والعمل.

وفي "البيان الإسلامي"، يطرح بيجوفيتش رؤيةً لإقامة نظام سياسي إسلامي حديث، يقوم على مبادئ الشورى وحقوق الإنسان، مستلهمًا القرآن كمصدر للإلهام وليس كنصوص جامدة.

وهنا، يظهر الفرق بين التمسك بالشكل دون المضمون والتقديس الفعال (استخراج القيم وتطويرها).

كانت رؤية بيجوفيتش إلى الإسلام أنه رسالة إلى المستقبل؛ إذ إن علي عزت بيجوفيتش لم يكن مجرد فيلسوف؛ بل كان صاحب مشروع أراد إثبات أن الإسلام يمكن أن يكون أساسًا لدولة عادلة وحديثة. وقولته عن القرآن تُلخص أزمة العالم الإسلامي، وأهمها الانشغال بالمظهر على حساب الجوهر. ولا شك أن دعوته إلى تحويل القرآن من "شيء مُقدس" إلى "منهج مقدس" هي إعادة تعريف للتدين نفسه، ليس طقوسًا فحسب؛ بل فعلًا أخلاقيًا وحضاريًا.

وعندما حوصرت العاصمة سراييفو،  كانت الحرب الخيار الأصعب لفلسفته، ولم يتحول بيجوفيتش إلى خطاب الكراهية؛ بل ظل يؤكد أن الحرب "ليست صراعًا بين الإسلام والمسيحية، بل بين الحضارة والهمجية".

هنا، تجلّت قدرته على تحويل المأساة إلى فرصةٍ لتعريف العالم بقضية الإسلام الوسطي، مستخدمًا المنصات الدولية لتوضيح أن المسلمين البوسنيين "يدافعون عن حق أوروبا في التنوع، لا عن تعصب ديني". لقد حوَّل المعاناة إلى رسالةٍ عالمية: الإسلام ليس عدوًا لأوروبا؛ بل جزءًا من نسيجها الإنساني.

اليوم، وفي ظل تحديات العولمة والهويات المتنازعة، تظل أفكار بيجوفيتش منارةً لكل من يبحث عن إسلام يجمع بين الأصالة والابتكار، بين الإيمان وإنجازات العصر.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مصر وايران وتركيا.. تحذير من خطر وجودي يهدد اسرائيل
  • أسرار بدلة الزنجباري التي ارتداها رامز جلال في برنامجه.. فيديو
  • الأنبا باخوميوس.. الحكيم الذي قاد الكنيسة في مرحلة انتقالية
  • صافرات الإنذار في اسرائيل بعد إطلاق صواريخ من اليمن
  • هجمات اسرائيل الجوية.. هل تتعدى الاهداف العسكرية؟
  • المجدد علي عزت بيجوفيتش
  • أول رد فعل من رمضان بعد الموقف المحرج الذي جمعه مع ياسمين صبري
  • المُجدِّد.. علي عزت بيجوفيتش
  • اسرائيل توسّع إعتداءاتها جغرافياً لتحقيق 5 اهداف
  • خبير تربوي يوضح الطريقة المثلى للتعامل مع زميل العمل الذي يقلل من أفكارك .. فيديو