الجزيرة:
2024-10-10@09:30:42 GMT

أحمد سامح الخالدي أبو التربية الحديثة في فلسطين

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

أحمد سامح الخالدي أبو التربية الحديثة في فلسطين

أحمد سامح الخالدي (1896-1951) من أبرز التربويين في فلسطين وأحد كبار المربين العرب في العصر الحديث، أدار الكلية العربية -التي تسمى أيضا دار المعلمين- في القدس سنوات طويلة حتى غدت بإشرافه أهم صرح تربوي في الوطن.

كرس حياته من أجل بناء أمة متعلمة، وكان مؤمنا بأن التعليم أساس تقدم الأمم وبنائها، أجبرته النكبة على الهجرة إلى لبنان، حيث اهتم بمساعدة اللاجئين هناك إلى أن توفي سنة 1951.

المولد والنشأة

ولد أحمد سامح الحاج راغب الخالدي سنة 1896 في مدينة القدس، واسمه أحمد سامح، وكنيته أبو الوليد.

والده اسمه الحاج راغب، وينتمي إلى عائلة الخالدي، وهي عائلة مقدسية عريقة.

تزوج أحمد سامح الخالدي مرتين، ولديه 6 أبناء، 5 منهم من زوجته الثانية، وابنه وليد من زوجته الأولى.

كتاب "إدارة الصفوف" لأحمد سامح الخالدي (الجزيرة) الدراسة والتكوين

تلقى أحمد سامح الخالدي قدرا متميزا من التعليم، فأتم تعليمه الأساسي في المدرسة الكولونية الأميركية، والثانوية بمدرسة المطران الإنجليزية في القدس (مدرسة سان جورج).

التحق بالجامعة الأميركية في بيروت، ولكنه لم يستكمل السنة الرابعة العلمية لنيل شهادة البكالوريوس بالتاريخ في هذه الجامعة، وذلك لأنه اُستدعي إلى الخدمة في الجيش العثماني سنة 1915.

التحق الخالدي بالكلية العثمانية الطبية في بيروت سنة 1916، وتخرج فيها بشهادة الصيدلة برتبة ملازم ثان "صيدلي" في الجيش العثماني سنة 1918، وحصل على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من الجامعة الأميركية سنة 1919.

كما حصل في صيف سنة 1923 على درجة الماجستير (أستاذ علوم) من الجامعة الأميركية في بيروت بعد أن أعد رسالة عن أنظمة التعليم بفلسطين في أواخر العهد العثماني.

الوظائف والمسؤوليات

خدم في صحراء سيناء خلال الحرب العالمية الأولى، وعيّن رئيسا للصيدلة في مستشفى حمص في الأشهر الأخيرة من الحرب.

ومع وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني عاد أحمد حسام الخالدي إلى وطنه، ولكنه لم يمارس الصيدلة، بل وهب حياته للتعليم والعمل في الحقل التربوي.

عُيّن أحمد سامح خلال السنوات 1919-1923 مفتشا للمعارف في أقضية يافا وغزة وطولكرم، وكان له نشاط كبير في إنشاء المدارس وتحديثها في مدن فلسطين وقراها، وكان أول من طرح فكرة تبرع أهالي القرى بالأراضي والعمل دون أجر من أجل بناء المدارس مقابل قيام الدولة بتعيين المعلمين ودفع رواتبهم، مما ساهم في تحديث النظام التربوي بريف فلسطين وفي حرص الأهالي على تعليم أبنائهم.

وعُيّن سنة 1923 مفتشا عاما للمعارف في لواء القدس ومحاضرا في التربية بدار المعلمين في المدينة نفسها، كما اختير مديرا لتلك الدار خلفا للمربي خليل طوطح، وأطلق عليها اسم الكلية العربية عام 1925، وبقي في هذا المنصب حتى انتهاء الانتداب البريطاني في مايو/أيار 1948.

شغل الخالدي منصب مساعد مدير المعارف العام في فلسطين عام 1941، واهتم بأبناء شهداء الثورة الفلسطينية الكبرى، فأنشأ سنة 1939 مشروع اليتيم العربي، وشكّل لجنة سماها لجنة اليتيم العربية العامة وتولى رئاستها، وأنشأ مع أعضائها معهد أبناء الشهداء في دير عمرو غربي القدس، وهو عبارة عن مشروع نموذجي لقرية منتجة.

وقد كلف المشروع نحو 150 ألف جنيه فلسطيني، وتولى تنظيم جمعها بنفسه، كما شغل منصب رئيس لجنة التعليم العالي بين المسلمين.

تولى الخالدي عمادة الكلية العربية في الفترة من 1930-1948، وألقى على طلبة الكلية العربية محاضراته في التربية وعلم النفس، وألّف وترجم عددا من الكتب التربوية التي تعالج طرق التدريس وأركانه وأفضل المناهج الحديثة، مما جعله الفارس المعلم في هذا الميدان حتى أطلق عليه أبو التربية الحديثة في فلسطين، وأصبح علما مشهورا بين كبار المربين العرب في العصر الحديث.

وبعد النكبة غادر فلسطين إلى لبنان سنة 1948 بعد أن وُضع حرم الكلية العربية تحت حماية اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوقوعها في منطقة القتال، ووجّه نشاطه في لبنان للتأليف ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتعليم أبنائهم، فأسس في جنوب لبنان مدرسة نموذجية شبيهة بمعهد دير عمرو.

عُيّن الخالدي في شركة "بان أميركان" للطيران في يناير/كانون الثاني 1951، وكان مديرا معاونا لصائب سلام، إضافة إلى أنه كان عضوا في الجمعية الملكية للفنون بإنجلترا وعضو الجمعية الملكية لآسيا الوسطى في لندن.

كتاب "رجال الحكم والإدارة في فلسطين" لأحمد سامح الخالدي (الجزيرة) المؤلفات والإنجازات

وقد اهتم الخالدي بالمؤلفات الأدبية العربية القديمة من باب خدمة قضايا وطنه وأمته العربية، وله مؤلفات عديدة في مختلف حقول المعرفة والتربية، كما نشر العديد من المقالات في دوريات فلسطينية وعربية.

ومن مؤلفاته في ميدان التربية:

إدارة الصفوف. أنظمة التعليم. أركان التدريس. رسالة اختبار الذكاء، القدس.

وفي مجال التاريخ كتب مؤلفات عدة، من أبرزها:

رجال الحكم والإدارة في فلسطين. أهل العلم بين مصر وفلسطين. المعاهد المصرية في بيت المقدس.

كما حقق عددا من المخطوطات، وترجم العديد من الكتب والمؤلفات، من أهمها:

الحياة العقلية.. دروس في علم النفس. أقنعة الحب.

يحمل أحمد سامح الخالدي وسام عضو في الإمبراطورية البريطانية، ومنح وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من منظمة التحرير الفلسطينية في ديسمبر/كانون الأول 1990.

وفاته

توفي أحمد سامح الخالدي إثر تعرضه لسكتة قلبية في بلدة بيت مري ببيروت عام 1951 عن عمر لم يتجاوز الـ54، ودُفن في العاصمة اللبنانية بجوار الإمام الأوزاعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الکلیة العربیة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

البلشي: نقابة الصحفيين تدعم فلسطين في مواجهة حرب الإبادة

أكد خالد البلشي، نقيب الصحفيين، دعم النقابة الكامل للشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرض له من حرب إبادة منذ عام.

جاء ذلك خلال كلمته في المائدة المستديرة التي عُقدت اليوم الثلاثاء بنقابة الصحفيين، حيث أشار إلى أن المجلس نظم أكثر من 30 فعالية في ظل صمت وتواطؤ عربي.

وأضاف البلشي: "في الذكرى الـ51 لانتصار أكتوبر، وذكرى 7 أكتوبر، نحاول من خلال هذا اللقاء الموسع استشراف المشهد الراهن، بالإضافة إلى عقد عدة فعاليات ضمن اليوم التضامني لتوثيق جرائم الاحتلال ضد الصحفيين والشعب الفلسطيني".

عُقدت المائدة المستديرة تحت عنوان "أكتوبر من النصر إلى الطوفان: دروس الماضي والحاضر وآفاق المستقبل"، بمشاركة عدد من الكتّاب والخبراء مثل عبد الله السناوي، مدحت الزاهد، د. رفعت سيد أحمد، د. محمد السعيد إدريس من مركز الأهرام للدراسات، والباحث السياسي أحمد كامل البحيري، بالإضافة إلى عصام يونس، نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما أدار النقاش الإعلامي حسين عبد الغني.

تناولت الندوة تطورات القضية الفلسطينية منذ حرب أكتوبر 1973 وحتى العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة ولبنان، مع مناقشة تأثير ذلك على المنطقة ومستقبل المقاومة في ظل تهديدات نشوب حرب إقليمية.

جاءت الفعالية ضمن اليوم التضامني الذي نظمته النقابة تحت شعار "أكتوبر من الانتصار إلى الطوفان"، بمناسبة مرور 51 عامًا على نصر أكتوبر، وذكرى عام على "طوفان الأقصى".

ويتخلل اليوم العديد من الفعاليات، بما فيها تكريم الصحافة الفلسطينية التي كانت هدفًا للاعتداءات، إلى جانب مؤتمر تضامني مع الشعبين الفلسطيني واللبناني.

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ القيوم يشهد احتفال مديرية التربية والتعليم بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة
  • بحثها عن عمل عرض مستمر.. عفاف مصطفى لامت السبكي وعاتبت سامح عبد العزيز
  • رئيس جامعة جنوب الوادي يشهد حفل استقبال الطلاب الجدد بكلية التربية الرياضية
  • أحمد رزق مدير مكتب الـ«هابيتات» بالقاهرة: نفخر بالشراكة الجادة مع مصر في مجالات التنمية الحضرية.. والمنتدى الحضري العالمي فرصة لاستعراض التجربة العمرانية الحديثة
  • تعاون بين "الكلية الحديثة للتجارة والعلوم" ومكتب للاستشارات القانونية
  • البلشي: نقابة الصحفيين تدعم فلسطين في مواجهة حرب الإبادة
  • منظمة العمل العربية تدين جرائم العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وتطالب بوقفها
  • أحمد موسى: الأحياء الراقية في غزة تحولت إلى أنقاض نتيجة القصف الإسرائيلي
  • "الكلية الحديثة للتجارة والعلوم" تشارك في "القمة العالمية للفضاء الجوي"