الجزيرة:
2025-02-19@20:37:56 GMT

أحمد سامح الخالدي أبو التربية الحديثة في فلسطين

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

أحمد سامح الخالدي أبو التربية الحديثة في فلسطين

أحمد سامح الخالدي (1896-1951) من أبرز التربويين في فلسطين وأحد كبار المربين العرب في العصر الحديث، أدار الكلية العربية -التي تسمى أيضا دار المعلمين- في القدس سنوات طويلة حتى غدت بإشرافه أهم صرح تربوي في الوطن.

كرس حياته من أجل بناء أمة متعلمة، وكان مؤمنا بأن التعليم أساس تقدم الأمم وبنائها، أجبرته النكبة على الهجرة إلى لبنان، حيث اهتم بمساعدة اللاجئين هناك إلى أن توفي سنة 1951.

المولد والنشأة

ولد أحمد سامح الحاج راغب الخالدي سنة 1896 في مدينة القدس، واسمه أحمد سامح، وكنيته أبو الوليد.

والده اسمه الحاج راغب، وينتمي إلى عائلة الخالدي، وهي عائلة مقدسية عريقة.

تزوج أحمد سامح الخالدي مرتين، ولديه 6 أبناء، 5 منهم من زوجته الثانية، وابنه وليد من زوجته الأولى.

كتاب "إدارة الصفوف" لأحمد سامح الخالدي (الجزيرة) الدراسة والتكوين

تلقى أحمد سامح الخالدي قدرا متميزا من التعليم، فأتم تعليمه الأساسي في المدرسة الكولونية الأميركية، والثانوية بمدرسة المطران الإنجليزية في القدس (مدرسة سان جورج).

التحق بالجامعة الأميركية في بيروت، ولكنه لم يستكمل السنة الرابعة العلمية لنيل شهادة البكالوريوس بالتاريخ في هذه الجامعة، وذلك لأنه اُستدعي إلى الخدمة في الجيش العثماني سنة 1915.

التحق الخالدي بالكلية العثمانية الطبية في بيروت سنة 1916، وتخرج فيها بشهادة الصيدلة برتبة ملازم ثان "صيدلي" في الجيش العثماني سنة 1918، وحصل على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من الجامعة الأميركية سنة 1919.

كما حصل في صيف سنة 1923 على درجة الماجستير (أستاذ علوم) من الجامعة الأميركية في بيروت بعد أن أعد رسالة عن أنظمة التعليم بفلسطين في أواخر العهد العثماني.

الوظائف والمسؤوليات

خدم في صحراء سيناء خلال الحرب العالمية الأولى، وعيّن رئيسا للصيدلة في مستشفى حمص في الأشهر الأخيرة من الحرب.

ومع وقوع فلسطين تحت الانتداب البريطاني عاد أحمد حسام الخالدي إلى وطنه، ولكنه لم يمارس الصيدلة، بل وهب حياته للتعليم والعمل في الحقل التربوي.

عُيّن أحمد سامح خلال السنوات 1919-1923 مفتشا للمعارف في أقضية يافا وغزة وطولكرم، وكان له نشاط كبير في إنشاء المدارس وتحديثها في مدن فلسطين وقراها، وكان أول من طرح فكرة تبرع أهالي القرى بالأراضي والعمل دون أجر من أجل بناء المدارس مقابل قيام الدولة بتعيين المعلمين ودفع رواتبهم، مما ساهم في تحديث النظام التربوي بريف فلسطين وفي حرص الأهالي على تعليم أبنائهم.

وعُيّن سنة 1923 مفتشا عاما للمعارف في لواء القدس ومحاضرا في التربية بدار المعلمين في المدينة نفسها، كما اختير مديرا لتلك الدار خلفا للمربي خليل طوطح، وأطلق عليها اسم الكلية العربية عام 1925، وبقي في هذا المنصب حتى انتهاء الانتداب البريطاني في مايو/أيار 1948.

شغل الخالدي منصب مساعد مدير المعارف العام في فلسطين عام 1941، واهتم بأبناء شهداء الثورة الفلسطينية الكبرى، فأنشأ سنة 1939 مشروع اليتيم العربي، وشكّل لجنة سماها لجنة اليتيم العربية العامة وتولى رئاستها، وأنشأ مع أعضائها معهد أبناء الشهداء في دير عمرو غربي القدس، وهو عبارة عن مشروع نموذجي لقرية منتجة.

وقد كلف المشروع نحو 150 ألف جنيه فلسطيني، وتولى تنظيم جمعها بنفسه، كما شغل منصب رئيس لجنة التعليم العالي بين المسلمين.

تولى الخالدي عمادة الكلية العربية في الفترة من 1930-1948، وألقى على طلبة الكلية العربية محاضراته في التربية وعلم النفس، وألّف وترجم عددا من الكتب التربوية التي تعالج طرق التدريس وأركانه وأفضل المناهج الحديثة، مما جعله الفارس المعلم في هذا الميدان حتى أطلق عليه أبو التربية الحديثة في فلسطين، وأصبح علما مشهورا بين كبار المربين العرب في العصر الحديث.

وبعد النكبة غادر فلسطين إلى لبنان سنة 1948 بعد أن وُضع حرم الكلية العربية تحت حماية اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوقوعها في منطقة القتال، ووجّه نشاطه في لبنان للتأليف ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتعليم أبنائهم، فأسس في جنوب لبنان مدرسة نموذجية شبيهة بمعهد دير عمرو.

عُيّن الخالدي في شركة "بان أميركان" للطيران في يناير/كانون الثاني 1951، وكان مديرا معاونا لصائب سلام، إضافة إلى أنه كان عضوا في الجمعية الملكية للفنون بإنجلترا وعضو الجمعية الملكية لآسيا الوسطى في لندن.

كتاب "رجال الحكم والإدارة في فلسطين" لأحمد سامح الخالدي (الجزيرة) المؤلفات والإنجازات

وقد اهتم الخالدي بالمؤلفات الأدبية العربية القديمة من باب خدمة قضايا وطنه وأمته العربية، وله مؤلفات عديدة في مختلف حقول المعرفة والتربية، كما نشر العديد من المقالات في دوريات فلسطينية وعربية.

ومن مؤلفاته في ميدان التربية:

إدارة الصفوف. أنظمة التعليم. أركان التدريس. رسالة اختبار الذكاء، القدس.

وفي مجال التاريخ كتب مؤلفات عدة، من أبرزها:

رجال الحكم والإدارة في فلسطين. أهل العلم بين مصر وفلسطين. المعاهد المصرية في بيت المقدس.

كما حقق عددا من المخطوطات، وترجم العديد من الكتب والمؤلفات، من أهمها:

الحياة العقلية.. دروس في علم النفس. أقنعة الحب.

يحمل أحمد سامح الخالدي وسام عضو في الإمبراطورية البريطانية، ومنح وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من منظمة التحرير الفلسطينية في ديسمبر/كانون الأول 1990.

وفاته

توفي أحمد سامح الخالدي إثر تعرضه لسكتة قلبية في بلدة بيت مري ببيروت عام 1951 عن عمر لم يتجاوز الـ54، ودُفن في العاصمة اللبنانية بجوار الإمام الأوزاعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الکلیة العربیة فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

الصحف العربية.. محادثات الرياض للتقريب بين واشنطن وموسكو تتصدر العناوين. وآمال كبرى على القمة العربية المنتظرة لصالح فلسطين

تناولت الصحف العربية عدد من القضايا التي تشغل بال المنطقة والقارئ العربي والعالمي والتي تصدرها تسليط الضوء على المباحثات الروسية الأمريكية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، والقمة العربية الطارئة التي من المنتظر ان تستضيفها القاهرة لصالح القضية الفلسطينية.

«محادثات الرياض» للتقريب بين واشنطن وموسكو

سلطت صحيفة الشرق الأوسط الضوء على انطلاق المحادثات الأمريكية الروسية في العاصمة السعودية الرياض وكتبت تحت عنوان "«محادثات الرياض» للتقريب بين واشنطن وموسكو" أنهرتنعقد في العاصمة السعودية الرياض، اليوم، اجتماعات أميركية - روسية، تهدف إلى إحداث تقارب بين البلدين ومناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا، والترتيب لملفات القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في الرياض أيضاً.

ويشارك في هذه الاجتماعات من الجانب الأميركي، وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، فيما يشارك من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس بوتين، يوري أوشاكو.

أوروبا وأميركا: لحظة الافتراق وتغير العالم

كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتب احمد محمود عجاج تحت عنوان "أوروبا وأميركا: لحظة الافتراق وتغير العالم" قال فيه ان  الراسخ هو  أن الغرب هو أوروبا وأميركا، وأنهما متطابقان حضارياً، وفي النظرة إلى العالم الآخر. هذه البديهية تفسخت مؤخراً بإعلان نائب الرئيس الأميركي، في «مؤتمر ميونيخ للأمن»، السبت الماضي، أنه لا مصلحة لأميركا في أن تدافع عن القيم الأوروبية؛ لأنها لا تشبه القيم الأميركية؛ فأوروبا، في رأيه، لم تعد تؤمن بالديمقراطية، ولا تُصغي لأصوات مواطنيها، وتمنع الأحزاب الرئيسية من تشكيل حكومات مع اليمين المتشدد (المتطرف)، وتؤمن بالهجرة.

وتابع الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط ان نائب الرئيس الأميركي بات يؤمن بأن أوروبا ترى خطأً الخطرَ من روسيا والصين، بينما هو يتأتى من داخلها. وهذا الخطاب (الغريب) هز قادة أوروبا، وشعروا، لأول مرة، بأن أميركا في مسار، وأوروبا في مسار آخر. وكان قد سبقه خطاب من وزير الدفاع الأميركي، بمقر «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، أبلغ فيه الأوروبيين أن أولويات أميركا لم تعد حماية الأمن الأوروبي، وبأن عليهم أن يحموا أمنهم بأنفسهم؛ لأن أميركا تواجه خطراً وجودياً على أمنها، وعليها أن تتفرغ له.

إفريقيا قالت كلمتها

أما صحيفة الخليج الإماراتية جعلت افتتاحيتها تحت عنون "إفريقيا قالت كلمتها" قالت إنه لم تكن القارة الإفريقية يوماً غائبة عن فلسطين، فقد كانت دائماً تشكل الرصيد السياسي للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية منذ ستينات القرن الماضي، يوم كانت مصر تقود حركات التحرر العالمية، وخصوصاً الإفريقية، ثم وهن هذا الدور بعد اتفاقات كامب ديفيد، حيث تمكنت إسرائيل من تحقيق اختراقات في القارة السمراء وإقامة علاقات دبلوماسية وأمنية واقتصادية مع العديد من الدول، إلى درجة المطالبة بعضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي، حيث تمكنت عام 2021 من الحصول على هذه الصفة، لكن تم طردها لاحقاً بسبب مخالفة شروط عضويتها كمراقب لشروط ميثاق الاتحاد الإفريقي بسبب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية

وتابعت الصحيفة أنه: لأن القارة الإفريقية تشكل عمق الأمن القومي العالم العربي فقد كان لا بد من لجم الاندفاعة الإسرائيلية والحول دون تمدد نفوذها بما يشكله ذلك من خطر على المصالح العربية. وقد كانت القرارات التي صدرت عن القمة تمثل ترجمة للمواقف الإفريقية التاريخية تجاه القضايا الفلسطينية، إذ أكد القادة الأفارقة رفضهم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعوا إلى إنهاء جميع أشكال التعامل مع إسرائيل، ومحاكمتها دولياً «لأنها ترتكب إبادة جماعية في حق الفلسطينيين».

قمة العرب ومستقبل القضية الفلسطينية

كما نشرت الصحيفة مقالات للكاتب خالد راشد الزيودي تحت عنوان "قمة العرب ومستقبل القضية الفلسطينية" قال فيه: تستعدّ جمهورية مصر العربية لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة يوم 27 فبراير/ شباط 2025، بعد تنسيق وثيق مع مملكة البحرين، التي تتولى الرئاسة حالياً، وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. يأتي هذا التحرك استجابةً للتطورات الحرجة التي يشهدها الوضع في القضية الفلسطينية، إذ تقدّمت السلطة الفلسطينية بطلب عقد القمة، وسط مشاورات مكثفة على أعلى المستويات مع الدول العربية. وتهدف هذه المبادرة إلى إيجاد حلول عاجلة ومستدامة، في ظل التقلبات الجذرية التي تطرأ على الموازين الاستراتيجية في المنطقة، بما يحافظ على الحقوق التاريخية ومكتسبات السلام التي طالما عملت عليها الدول العربية.

واختتم الكاتب مقاله: يبقى الأمل قائماً في تحقيق حل شامل وعادل يحفظ كرامة الشعب الفلسطيني وغيره من شعوب المنطقة، من هنا، تتجلى أهمية القمة العربية الطارئة كخطوة جادة نحو بناء مستقبل يسوده السلام والعدالة، حيث تتضافر الجهود لتحقيق توافق شامل يستند إلى أسس القانون الدولي والشرعية التاريخية، مما يعزز فرص تحقيق استقرار دائم يُسهم في رفاهية الشعوب وتقدم المنطقة بأسرها.

أبعاد استضافة المملكة للقمة الأمريكية الروسية

أما صحيفة الجزيرة السعودية فقد نشرت مقالا للكاتب السعودي الكبير خالد بن حمد المالك تحت عنوان "أبعاد استضافة المملكة للقمة الأمريكية الروسية" قال فيه: هي الرياض، المدينة الملهمة لمن يريد وساطتها لإنهاء الفتن والصراعات والحروب، وهي من تزيل أسباب التوترات بحكمة قادتها، ووسطية سياساتها، وعمق علاقاتها مع الدول الأخرى، وانها من تطبع علامات المحبة، وتقود الإخاء بين الدول والشعوب، وتنزع فتيل الخلافات، وترمم العلاقات، وتضع يدها على الجروح النازفة، فيكون العلاج.

وقال الكاتب في مقاله إن الاجتماع سيركز بين الجانبين على إيجابيات تقريب وجهات النظر، وعلى تعزيز الأمن والاستقرار الدولي، بعد أن تركت الحرب الأوكرانية الروسية خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن شروخاً في العلاقات بين الدولتين، فكان لا بد من هذا اللقاء لتحسين العلاقات، والنظر إلى المصالح الدولية والثنائية بعين الاعتبار.

مقالات مشابهة

  • مشيدا بـ السعودية.. العاهل الأردني: دعمها ثابت للقضايا العربية وعلى رأسها فلسطين
  • خطة ترامب لغزة خيار مستحيل.. الغارديان: تسخر من موقف الدول العربية بسبب ضعفها التاريخي بشأن فلسطين
  • الخارجية الفلسطينية: قرارات الشرعية الدولية تؤكد أن القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين
  • عماد الدين حسين: القمة العربية رسالة حاسمة للعالم عن قضية فلسطين
  • إعلان القدس عاصمة المرأة العربية 2025-2026
  • بشأن فلسطين.. مصر تستضيف القمة العربية الطارئة 4 مارس المقبل
  • الكلية الحديثة للتجارة والعلوم تعزز حضورها الدولي بالمشاركة في "ICEF للمنح الدراسية"
  • اختيار القدس عاصمة للمرأة العربية لعامي 2025- 2026
  • مصر تستضيف القمة العربية الطارئة حول فلسطين 4 مارس
  • الصحف العربية.. محادثات الرياض للتقريب بين واشنطن وموسكو تتصدر العناوين. وآمال كبرى على القمة العربية المنتظرة لصالح فلسطين