حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، هينيس بلاسخارت، من أن لبنان يواجه أزمة إنسانية كارثية، مشيرة إلى وصول عدد النازحين داخليا إلى 600 ألف شخص.

ودعت بلاسخارت إلى تبني آليات واضحة لتطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن الصراع الإسرائيلي اللبناني، مشددة على خطورة الأوضاع الإنسانية جراء الحرب.

وقالت المنسقة الأممية الخاصة -أمس الأربعاء- إن "عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 على مدى السنوات الـ18 الماضية هو ما أدى إلى الواقع القاسي الذي نشهده اليوم".

ويحظر القرار المذكور آنفا -على جميع الأطراف- عبور ما يسمى الخط الأزرق الذي حددته الأمم المتحدة ليفصل لبنان عن إسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة.

ودعت بلاسخارت لوقف النار وإفساح المجال لإنجاح الجهود الدبلوماسية، وقالت "أعتقد أن الدعوة المشتركة لوقف إطلاق النار 21 يوما التي أطلقتها الولايات المتحدة -أو التي تقودها وفرنسا- لا تزال مطروحة ومناسبة جدا، لذلك يجب ألا نتجاهلها، لا أعتقد أن هناك مبادرات جديدة تضيف إليها".

تهديد وإنذارات

وتأتي دعوة المنسقة الأممية بعد يوم من تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبنان بمصير يشابه ما آل إليه قطاع غزة الفلسطيني.

فقد نشر نتنياهو مقطعا مصورا أول أمس، قال فيه "لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يسقط في هاوية حرب طويلة ستؤدي إلى دمار ومعاناة كاللذين تشهدهما غزة".

وأضاف "أقول لكم يا شعب لبنان حرروا بلدكم من حزب الله حتى تنتهي هذه الحرب".

وخلال عدوانها المتواصل على لبنان، أصدرت إسرائيل إنذارات عديدة للبنانيين بمغادرة منازلهم وبلداتهم بذريعة قربها من أسلحة أو مقرات لحزب الله.

وكان آخر تلك الإنذارات إنذار عاجل أصدرته إسرائيل أمس لسكان مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية بإخلائها فورا تمهيدا لقصفها، بدعوى قربها من منشآت تابعة لحزب الله.

وقد أدت مئات الغارات الإسرائيلية العنيفة، على مناطق في بيروت وشرق وجنوب لبنان، والتوغل البري بالجنوب، إلى نزوح مئات الآلاف من اللبنانيين من منازلهم وبلداتهم فرارا من ويلات العدوان الإسرائيلي.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، تشن إسرائيل حربا على لبنان عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافةً ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى توغل بري بدأته في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وقتلت إسرائيل منذ ذلك التاريخ وحتى مساء الأربعاء 1323 شخصا وأصابت 3698 آخرين، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 1.2 مليون نازح، وفق الحكومة اللبنانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»

البلاد- بيروت
فيما تواصل إسرائيل قصف الجنوب والضاحية والبقاع في محاولة لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، يراوغ الحزب في ملف تسليم السلاح، متمسكًا بشروطه، فيما تبذل الدولة اللبنانية جهودًا شاقة لبسط سيادتها دون الانزلاق إلى صدام داخلي أو استفزاز آلة القتل الإسرائيلية.
وفي أحدث تطور، زار رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، بيروت، أمس (الأربعاء)، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. اللقاء شهد تأكيدًا لبنانيًا على ضرورة تفعيل اللجنة والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من خمس تلال جنوبية لا تزال تحتلها، إضافة إلى إطلاق الأسرى اللبنانيين. كما قدم جيفرز خلفه، الجنرال مايكل جاي ليني، الذي سيتولى رئاسة اللجنة خلال المرحلة القادمة، وهو قائد قوة المهام في القيادة المركزية الأمريكية.
اللقاء جاء قبيل مغادرة عون إلى الإمارات برفقة وزير الخارجية يوسف رجّي، في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات وجذب الدعم العربي لجهود الأمن والإصلاح وإعادة الإعمار، في ظل ظرف دقيق يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا فوريًا.
بالتوازي، واصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه جنوب الليطاني، حيث أعلن الرئيس عون في لقاء مع وفد معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، الثلاثاء، أن الجيش يطبق القرار 1701 رغم العراقيل الميدانية المتمثلة ببقاء إسرائيل في خمس نقاط حدودية. وأكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه”، وأن عملية سحب السلاح ستتم بالحوار، تجنبًا لأي اضطرابات أمنية.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة فؤاد سلام أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية وسواها تشكّل “خرقًا واضحًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مطالبًا بتفعيل آلية المراقبة الدولية. كما شدد خلال استقباله وفد نقابة الصحافة على أن لبنان ملتزم بالاتفاق وعلى إسرائيل أن تلتزم أيضًا، مضيفًا أن بقاء الدعم الأمريكي والفرنسي مهم لضمان ذلك.
ورغم إعلان حزب الله دعم الدولة، بدا موقفه أكثر تصلبًا في الخطاب الأخير لأمينه العام نعيم قاسم، الذي وضع ثلاثة شروط مسبقة قبل أي حوار حول السلاح: انسحاب إسرائيل، وعودة الأسرى، وبدء إعمار ما دمرته الحرب. وهو ما رآه مراقبون تناقضًا مع موقفَي رئيس الجمهورية والحكومة، وتراجعًا عن مضمون البيان الوزاري الذي نال ثقة “الحزب” نفسه.
السلطة الرسمية اللبنانية تراوح مكانها في ملف السلاح، متسلّحة بالتهدئة والحوار كسبيل لتفادي صدام داخلي، بينما يربط الحزب مصير سلاحه بتحولات الإقليم، خصوصًا في ضوء المفاوضات بين طهران وواشنطن. وعلى الأرض، لم تتوقف إسرائيل عن شن الغارات، متذرعة بعدم تفكيك قدرات الحزب، ومتمسكة بالبقاء في نقاط حدودية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية أمريكية فرنسية أواخر نوفمبر الماضي.
وكان الاتفاق نص على وقف الأعمال العدائية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني، وتوسيع انتشار الجيش اللبناني وقوات “يونيفيل”، إلا أن التنفيذ تعثر وسط مماطلة إسرائيلية ومراوغات من حزب الله.
بين تصعيد إسرائيلي لا يهدأ، ومناورات حزب الله ومواقفه المتباينة حول حصر السلاح، تقف الدولة اللبنانية في مفترق طرق حرج. فالمضي نحو السيادة يتطلب مواجهة مزدوجة: مقاومة الضغوط الخارجية دون الخضوع لها، ومراكمة التوافق الداخلي دون الانفجار من الداخل.

 

مقالات مشابهة

  • بعد الغارتين على ميس الجبل.. هذا ما نشره الجيش الإسرائيلي (فيديو)
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية نقلًا عن مصدر أمني: الجيش الإسرائيلي قتل عنصرًا من حزب الله جنوبي لبنان
  • شهداء بقصف إسرائيلي على غزة وتحذير أممي من تفاقم المجاعة
  • عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
  • قصة أزمة داخل حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يكشفها
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على مخيمات الفلسطينيين شمال الضفة.. 40 ألف نازح
  • تحذير أممي من كارثة إنسانية في اليمن بسبب نقص التمويل
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • مسؤول أممي يدعو العالم لمنع كارثة إنسانية شاملة في غزة
  • 3 رسائل عن قصف الضاحية.. ماذا تريد إسرائيل من لبنان؟