ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "في الوقت الذي يستذكر فيه الإسرائيليون هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023، وسع الجيش الإسرائيلي نطاق عملياته في لبنان.والهدف من هذه العمليات هو إضعاف حزب الله المدعوم من إيران. وفي حين تقصف القوات الجوية الإسرائيلية أهدافاً محددة في عمق لبنان، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت التي يسيطر عليها حزب الله، كانت القوات البرية تشتبك مع عناصر الحزب بالقرب من الحدود.

والإثنين، انضمت قوات إضافية إلى القتال، وركزت على المنطقة الجنوبية الغربية، حيث لا يزال هناك عدد كبير من عناصر الحزب. وتشير التقديرات إلى أن هناك الآن أكثر من 15 ألف جندي إسرائيلي في لبنان. وكجزء من العملية، كشف الجيش الإسرائيلي عن مخابئ كبيرة للأسلحة، وأنفاق تستخدم للتهريب والهجمات، وأماكن أخرى للاختباء تستخدم لمهاجمة إسرائيل".
وبحسب الصحيفة، "إن وقف إطلاق النار الآن لن يؤدي إلا إلى تعزيز قوة حزب الله. ولكن في الوقت الحالي، لا يشكل هذا انحرافاً عن الهدف الأصلي الذي حددته إسرائيل لتطهير المنطقة القريبة من الحدود من عناصر حزب الله. ويتلخص الهدف في السماح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم في البلدات القريبة من الحدود، بعد أن أمضوا عاماً كاملاً في العيش في مساكن مؤقتة. وفي خطاب علني يوم الثلاثاء، قال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب لا يزال يتمتع بقدرات عسكرية كبيرة. كما اقترح أن الحزب قد يكون منفتحًا على التفاوض على هدنة، إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار أولاً. وفور إلقائه لخطابه، تم إطلاق وابل من أكثر من 100 صاروخ على مدينة حيفا في شمال إسرائيل، وكان هذا أكبر هجوم منفرد يشنه حزب الله على إسرائيل. وفي وقت سابق من ذلك اليوم، أطلق حزب الله 24 صاروخًا على طبريا، وهي مدينة تقع على ضفاف بحيرة طبريا".
وتابعت الصحيفة، "لا عجب أن يكون حزب الله منفتحاً على مفاوضات وقف إطلاق النار، خاصة وأنه تعرض لضربة كبيرة زعزعت قدراته. فقد أصيب الآلاف من عناصره بجروح نتيجة لانفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية وأجهزة النداء، كما اغتالت إسرائيل عدداً كبيراً من أهم قادته. كما أن حزب الله يفتقر إلى زعيم في الوقت الحالي، بعد أن اغتالت إسرائيل الأمين العام للحزب حسن نصرالله وخليفته هاشم صفي الدين. ويحتاج حزب الله إلى الوقت لإعادة تجميع صفوفه وإعادة بناء نفسه قبل أن يتعرض لإطلاق النار، لذلك لن يؤدي وقف إطلاق النار الآن إلا إلى تعزيز قوة حزب الله".
وأضافت الصحيفة، "لقد اعتمد حزب الله على مساعدة إيران. فقد كانت للجمهورية الإسلامية علاقات وثيقة للغاية مع حزب الله منذ نشأته، حيث قدمت له الدعم والتدريب والأسلحة، وكان الحزب هو وكيل إيران الأكثر ثقة وقوة. من جانبها، أطلقت إيران، الأسبوع الماضي، وابلًا هائلاً من حوالي 200 صاروخ باليستي ضد إسرائيل، وعلى الرغم من المعلومات المضللة التي نشرتها إيران، والتي زعمت أنها تمكنت من ضرب أهداف استراتيجية في إسرائيل وتدمير طائرات مقاتلة إسرائيلية، إلا أن الهجوم انتهى بالفشل. فقد أسقطت إسرائيل، بمساعدة من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، كل الصواريخ تقريبًا، والآن تنتظر إيران رد إسرائيل، بينما تزن الأخيرة خياراتها".
وبحسب الصحيفة، "حتى الآن، حظيت إسرائيل بمستوى معين من الدعم من حلفائها للعملية، وذلك بفضل الفهم بأن حزب الله يشكل تهديداً كبيراً لا يمكن أن يوجد على مقربة من حدود إسرائيل، ولكن مع استمرار إسرائيل في قتال حزب الله، يرتفع عدد اللاجئين الذين يغادرون جنوب لبنان، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تحول الرأي العام الدولي ضد تصرفات إسرائيل في لبنان. كما أن ارتفاع عدد الضحايا بين جنود الجيش الإسرائيلي من شأنه أن يؤدي إلى تآكل الدعم الشعبي في إسرائيل. سيكون من الحكمة أن تُبقي إسرائيل العملية محدودة النطاق والوقت، وسحب قواتها عندما تنجح في تعطيل قدرات حزب الله".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد الضربات القاصمة..هل ينجو حزب الله من الإعصار؟

أثارت الضربات الإسرائيلية القاصمة لحزب الله اللبناني، وعلى رأسها مقتل أمينه العام، حسن نصرالله، تساؤلات عن مستقبل الجماعة المدعومة إيرانياً، التي يرى محللون سياسيون، أنها قد تعيد تشكيل الداخل السياسي في لبنان بعد سنوات من سيطةة الحزب على مفاصل الدولة.

ويشتبك حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي منذ  عام في أعقاب اندلاع الحرب في غزة. غير أن إسرائيل كثفت غاراتها المدمرة على أهداف له في لبنان أسفرت عن مئات القتلى، وأكثر من مليون نازح، منذ 23 سبتمبر (أيلول) فضلاً عن الدمار الواسع الذي ألحقته بالحزب، وبلبنان.
واغتالت إسرائل أمين عام حزب الله حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد خسائر فادحة مني بها الحزب، بعد تفجيرات البيجر، واللاسلكي التي قتلت أو شوهت الآلاف من عناصر الحزب. وجاء التصعيد على وقع أزمة اقتصادية خانقة في لبنان منذ سنوات.  سقوط ورقة حزب الله

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أمين بشير، أن "مستقبل الحزب يتحدد حسب الدور الذي ستكلفه به إيران"، قائلا إن اغتيال نصرالله ورد فعل طهران عليه "صدم الكثيرين بمن فيهم المؤيدون لمحور الممانعة".
ويعتقد بشير في حديث لـ24 أن إسرائيل لم تقدم على اغتيال نصرالله دون "ضوء أخضر و تأكدها من غياب أي رد فعل إيراني".
وقال :" مقربون من المحور قالوا إن الاغتيال سيحدث زلزالاً في المنطقة. لم يردوا حتى نصرالله لم يحصل على حقه في تشييع جثمانه".
وأكد أن تصريحات وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب عن موافقة نصرالله على وقف إطلاق النار قبل مقتله "يثير تساؤلات"، خاصة بعد "مجيء وزير خارجية إيران الذي أنيب رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على تصريحاتهما عن ضرورة وقف إطلاق النار، وفصل جنوب لبنان عن غزة".

هذه التطورات "تعطي إشارات"، حسب بشير، الذي ذهب في قراءته إلى أن طهران ربما ضحت بـ "نصرالله الذي وافق على وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن "إسرائيل لم تكن لتجرؤ على ذلك دون ضوء أخضر إيراني ودولي".
ويشير الكاتب والمحلل اللبناني، إلى أن ما حدث يشير إلى "سقوط ورقة حزب الله الإقليمية على الأقل".
وعلى الساحة الداخلية، يؤكد الكاتب أن "سلاح حزب الله مرفوض، ولم يتبق أمامه إلا التحول إلى جماعة سياسية طبيعية مثل الأحزاب اللبنانية الأخرى".
ومن جهته، عبر المحلل العسكري، العميد اللبناني المتقاعد سعيد قزح، عن أمله في أن يبادر حزب الله بعد الحرب إلى الانخراط في "مشروع الدولة العادلة".
وقال قزح لـ24 : "ندعو كل اللبنانيين إلى الانخراط في مشروع الدولة العادلة، والحاضنة لكل أبنائها، ونتمنى أن يبادر حزب الله إلى ذلك، من أجل مستقبل زاهر وآمن لأبنائنا".
وبدوره، قال المفكر اللبناني رضوان السيد، إن "أكبر محطم في العقود الأخيرة للدولة الوطنية، دولة التنمية والاستقرار، هو المشروع الإيراني. كل الوقت يقولون لنا إنهم يتحرشون بنا ويفككون دولنا ساعة لمواجهة الولايات المتحدة، وساعة لإنصاف قضية فلسطين".

 وأضاف السيد في تصريحات صحافية" لا فلسطين استفادت، ولا الولايات المتحدة تضررت". وأشار إلى وجود مشروعين في المنطقة "أحدهما للتصديع والزعزعة، والآخر تقوده أمريكا".

مقالات مشابهة

  • ميقاتي: يجب إلزام إسرائيل بوقف هجومها المدمر على لبنان
  • لوقف إطلاق النار مع حزب الله.. إسرائيل قررت فرض الشروط!
  • رسالة مهمة من الموساد لـ CIA بخصوص لبنان.. هذه شروط إسرائيل
  • نعيم قاسم يؤكد دعم جهود تحقيق وقف إطلاق النار في لبنان
  • حزب الله يدعم الهدنة في لبنان: موقف جديد من نعيم قاسم
  • إعلان من إسرائيل بشأن تقارير تخلي حزب الله عن شرط هدنة غزة لوقف النار بلبنان
  • حزب الله اللبناني يوافق على وقف إطلاق النار دون شروط.. (تفاصيل)
  • إسرائيل تستهدف الحسيني.. وتل أبيب تصعد عملياتها ضد حزب الله المدعوم من إيران
  • بعد الضربات القاصمة..هل ينجو حزب الله من الإعصار؟