يسري الشرقاوي سفيرا شرفيا للنسخة الثالثة لمعرض ومؤتمر التجارة البينية
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أعلنت اللجنة المنظمة للمعرض الأفريقي للتجارة البينية (IATF2023) في مصر عن اختيار جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة (EABA) شريكاً استراتيجياً للنسخة الثالثة من المعرض المقرر إقامته خلال الفترة من 9 إلى 15 نوفمبر المقبل والذي تستضيفه مصر للمرة الثانية في كل من مركز مصر للمعارض الدولية ومركز المنارة للمؤتمرات.
وتم اختيار الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة (EABA)، كسفير شرفي لهذا الحدث من أجل دفع جهود تعزيز التبادل التجاري وبناء شراكات استراتيجية بين القطاع الأفريقي والشركات المصرية، مما يؤكد أهمية تعزيز التعاون والروابط القارية لتحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
تأتي هذه الخطوة تأكيداً لدور EABA كجهة مهمة في تعزيز التجارة والتعاون الاقتصادي بين دول القارة الإفريقية. تسعى EABA إلى توطيد العلاقات وتعزيز التواصل التجاري بين الشركات المصرية والدول الأفريقية، وهذا الدور سيتعزز بشكل كبير من خلال دعمهم لمعرض ومؤتمر IATF2023.
يأتي انعقاد المعرض في إطار تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وهو موضوع اجتماعات رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي لهذا العام. ويمثل هذا الحدث منصة هامة لتعزيز التجارة بين دول القارة وتحقيق التكامل الاقتصادي.
وأعرب الدكتور يسري الشرقاوي ، عن سعادته بهذا التكريم وأكد على أهمية تعزيز التجارة البينية الإفريقية كخطوة رئيسية نحو تحقيق تطلعات القارة نحو النمو والازدهار. كما شدد على دور المبادرات القارية مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية في تحقيق هذه الأهداف.
من جانبها، ستقدم مصر بنية تحتية ومرافق ممتازة لضمان نجاح المعرض، وتضمن لجميع الحضور والعارضين تجربة استثنائية. يأتي المعرض في إطار جهود القارة الإفريقية لتعزيز التبادل التجاري وتحقيق التنمية المستدامة.
سيشهد المعرض مشاركة متميزة من العديد من الشركات والمنظمات الإفريقية والدولية، وسيكون فرصة لبناء شراكات استراتيجية وتبادل الخبرات وتسليط الضوء على إمكانيات التجارة في القارة الإفريقية.
من جهته، اكد الدكتور يسري الشرقاوي ان حجم التجارة البينية الإفريقية بين مصر ودول القارة الحالي، يشير إلى أنها بلغت 803 مليار دولار للعام حتي النصف الاول من 2023 وبزيادة تصل الي 17 ٪ عن مثيلتها في العام السابق. وتوقع الشرقاوي ان العمل والزيادة للمستقبل، وأعرب عن طموحات كبيرة في زيادة هذا الحجم بنسبة تصل إلى 300٪ خلال السنوات القليلة القادمة. وفي هذا السياق، أكد على أهمية دور جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في تحقيق هذه الأهداف، حيث تعمل الجمعية على ان تكون عنصرا فاعلا وجسرا قويا مع مجتمع القطاع الخاص الافريقي وذلك بهدف واضح هو تعزيز التجارة بين مصر وباقي دول القارة
وفي ختام تصريحه، أكد الدكتور يسري الشرقاوي سفير هذه النسخه ورئيس جمعية رجال الاعمال المصريين الافارقة ،، على أهمية هذه الجهود المشتركة في تحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، وأكد على ضرورة تعزيز التعاون وتبادل الخبرات من أجل تحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام وانه يجب علي كافة الاطراف حكومات وقطاع خاص وخدمي في القارة العمل علي رفع حجم التجارة البينية بين دول القارة من ١٥٪ من اجمالي تجارة القارة مع العالم الي ٥٠-٥٥٪ في غضون ٥ سنوات الامر الذي لن يتأتي الا بتعزيز المعرفة بقدرات القارة من سلع اولية وخامات ومنتجات تامة الصنع " ذات منشأ افريقي " وهذه لن تتحق الا بنسخ حقيقية فاعلة لمعارض ومؤتمرات داخل القارة ونحن بدورنا سنقدم كل ما لدينا لانجاح هذه النسخه الهامه التي تستضيفها مصر
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة القارة الإفریقیة التجارة البینیة تعزیز التجارة جمعیة رجال دول القارة فی القارة
إقرأ أيضاً:
منال الشرقاوي تكتب: هل النص السينمائي لبنة أولى أم كيان مكتمل؟
تُعَدُّ الكتابة السينمائية نقطة الانطلاق لأي فيلم، فهي بمكانة البنية التحتية التي ينبني عليها العمل الفني. غير أنّ هذا النص الأولي، مهما بلغ من الإحكام والإبداع، يظلّ قابلاً للتحولات الجذرية التي قد تعيد تشكيل معناه ورسائله خلال عملية الإنتاج.
إن النص السينمائي في جوهره ليس منتجاً نهائياً، بل هو أشبه بمخطط معماري مفتوح على التأويل والتطوير. حيث يبدأ الكاتب بتشكيل العالم السينمائي ورسم الشخصيات وتحديد الحبكة، إلا أنّ هذه المكونات تظلّ عرضة للتأويل من قِبَل المخرج، كما أنها تستجيب للتغيرات التي تفرضها اعتبارات الإنتاج، كذلك الأداء التمثيلي والمونتاج والمؤثرات السمعية والبصرية.
هنا يكمن السؤال المحوري: هل تُصان رسالة الفيلم كما رُسمت في النص، أم أن النص ذاته يصبح نقطة انطلاق لتحولات إبداعية مشتركة، تُعيد صياغة الرسالة بما يخدم الرؤية الجماعية للفريق السينمائي؟
في البداية دعنا نتفق؛ لا شك أن المخرج هو القائد المحوري في عملية تحويل النص المكتوب إلى عمل بصري. فالرؤية الإخراجية قد تضيف مستويات جديدة من العمق أو تُعيد صياغة رمزية العمل بأكمله. على سبيل المثال، قد يُضفي المخرج عبر اختياراته في زوايا التصوير، والإضاءة، والمونتاج، أبعاداً رمزية أو فلسفية لم تكن واضحة في النص الأصلي.
فيلم "Blade Runner" (1982)، للمخرج "ريدلي سكوت"، مثالٌ بارز على ذلك. حيث بدأ الفيلم كقصة خيال علمي مستوحاة من رواية " Do Androids Dream "of Electric Sheep? "هل تحلم الروبوتات بخرفان كهربائية؟" للكاتب "فيليب ك. ديك"، إلا أنّ سكوت أعاد تشكيله ليصبح عملاً فلسفياً يستكشف قضايا عميقة مثل الإنسانية، والهوية، والوجود. وقد تطورت رسالته بشكل ملحوظ عبر النسخ المختلفة، مثل النسخة المسرحية، ونسخة المخرج (Director's Cut)، ونسخة الإصدار النهائي (Final Cut). إلى جانب ذلك، أُدرج الفيلم في السجل الوطني للأفلام بالولايات المتحدة عام 1993، اعترافاً بأهميته الثقافية والجمالية والتاريخية. لم يقتصر تأثيره على تلك الحقبة فقط، بل أصبح بمكانة حجر أساس لأفلام الخيال العلمي التي جاءت بعده، حيث أسهم في ترسيخ توجه بصري ومعنوي جديد يتسم بالديستوبيا والتأملات الفلسفية. فمن أبرز الأعمال التي تأثرت به أفلام مثل "The Matrix" و"Ghost in the Shell".
من العناصر الأخرى، التي تسهم في تحوّل النص المكتوب إلى تجربة سينمائية حية أداء الممثلين، حيث يصبح النص أداة مرنة تتشكل بتفاعلهم معه. فالأداء العاطفي للممثل يمكن أن يعيد صياغة فهم الجمهور للشخصيات، وقد يحمل الفيلم نحو سياقات دلالية لم تكن واردة في النص الأصلي. خذ مثلاً أداء "هيث ليدجر" في دور الجوكر بفيلم "The Dark Knight"، حيث تجاوز النص ليُقدّم شخصية تحمل رؤى فلسفية واجتماعية أعمق، مما عزز الرسائل النقدية للفيلم.
وبالمثل، يبرز أداء أحمد زكي في فيلم "ناصر 56" ، الذي أخرجه محمد فاضل وكتبه محفوظ عبد الرحمن، وصدر عام 1996، كأحد الأمثلة البارزة التي توضح كيف يمكن للممثل أن يعيد صياغة النص المكتوب إلى تجربة درامية مؤثرة. في تجسيده لشخصية الرئيس "جمال عبد الناصر"، حيث تجاوز زكي حدود النص ليضفي على الشخصية بُعداً إنسانياً آخر، مكّن الجمهور من معايشة الصراعات النفسية والسياسية للقائد التاريخي في لحظة فارقة من التاريخ العربي. أداء زكي أضاف لمسات من المشاعر جعلت الفيلم يتجاوز كونه مجرد تأريخ لحدث سياسي، ليصبح تأملاً درامياً في شخصية تحمل أعباء أمة بأكملها.
بهذا، يتضح أن أداء الممثل ليس مجرد تنفيذ للنص، بل هو إعادة خلق للفيلم بما يفتح أبعادا ورؤى جديدة أمام الرسائل التي يمكن أن يحملها العمل السينمائي.
استكمالاً لما سبق عن دور التحولات الإبداعية في إعادة تشكيل النص السينمائي، نجد أمثلة تُبرز هذه الجدلية بوضوح. فيلم "Joker"، على سبيل المثال، بدأ كنص يعكس قضايا الصحة النفسية والهامشية الاجتماعية، لكنه تحوّل إلى عمل فلسفي عميق يستكشف قضايا العنف والعدالة، بفضل البنية السردية المتطورة والجوانب البصرية المؤثرة. كذلك، سلسلة "Harry Potter" شهدت تحولات لافتة خلال انتقالها من النصوص الروائية إلى الشاشة، حيث أضافت الرؤية الجماعية للعمل السينمائي أبعاداً بصرية ودرامية عززت الرسائل الأخلاقية والسحرية. كذلك، فيلم "إسماعيلية رايح جاي" (1997)،الذي كتبه أحمد البيه وأخرجه كريم ضياء الدين. بدأ كنص بسيط عن شاب بسيط يحاول تحقيق حلمه في أن يصبح مغنياً. لكن مع انتقال النص إلى الشاشة، تحوّل الفيلم إلى تجربة تمزج بين الكوميديا، الدراما، والأداء الموسيقي، مما أعطى العمل أبعاداً اجتماعية وشبابية أكثر تفاعلاً مع الجمهور.الأداء العفوي لأبطال الفيلم، مثل محمد فؤاد ومحمد هنيدي، أضفى روحاً خفيفة وجاذبية على النص، مما جعله علامة فارقة في السينما الكوميدية المصرية. كذلك، أسهمت الموسيقى والأغاني في تعزيز أبعاد درامية لم تكن واضحة بالنص الأصلي، مما جعل الفيلم يخرج عن إطار قصته الأساسية ليعكس تطلعات جيل بأكمله.
إن تحولات الكتابة ليست مجرد تغييرات عرضية؛ بل هي عملية هامة تُعيد تشكيل العمل الفني وتجعله أكثر ديناميكية وثراءً. وبينما قد تُغيّر هذه التحولات الرسائل الأصلية، فإنها في الوقت ذاته تضيف قيمة جديدة تمنح الفيلم روح تتجاوز حدود النص المكتوب. هذه الجدلية بين النص والإنتاج تظلّ واحدة من أبرز تجليات الإبداع السينمائي، وهي التي تجعل كل فيلم عملاً فريداً يستحق التحليل والتأمل.