شبكة اخبار العراق:
2025-03-15@05:46:37 GMT

محاكمة يزيدَ.. جفت العقول وحُنطت

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

محاكمة يزيدَ.. جفت العقول وحُنطت

آخر تحديث: 10 أكتوبر 2024 - 10:08 صبقلم:رشيد الخيّون كي نميز ما يحدث ببلاد الرّافدين، مِن عجائبَ وغرائبَ، نؤكد أنْ ما جاء في أهلها: «أهل العقول الصّحيحة والشّهوات الممدوحة، والشّمائل الموزونة، والبراعة في كلِّ صناعة»(المسعودي، التنبيه والإشراف)، قصد نخبة الأمس؛ النُخبة التي طفت ورسبت في بحر الزّمن، وعلى قلتها- طبيعة النخب ضئيلة العدد فائقة العِدة- كانت عنوان البلاد الأبرز، واليوم مع وجود أماثل، مِمَن قصدهم المسعودي(تـ: 346هـ) وغيره، إلا أنَّ عنوانها صار الرَّثاثة، وكأنَّ العِراق عَقم عن ولادة نخبة، يُنتصر بها للعقل؛ كالتي ذَكرنا.

نقول ما تقدم قصد النّخبة، الغائبة المغيبة اليوم، وإلا نجد في خطبة عبد الملك بن مروان(حكم: 65-86هـ)، وهو يستعد لمنازلة الأزارقة (فرقة متطرفة أباحت قتل أطفال المخالفين)، ما يعكس الصُّورة، في أزمنة الثَّورات والاضطرابات: «أيها النَّاس! إنَّ العِراق، قد تكدر ماؤها(وهي أم الرَّافدين)، وظهر جدبها، ملح عذبها، وبدا وميضها، وأشتد ضرامها، وكثر لهبها، وثار قتامها (السواد الحالك)، وعظم شررها، وعلا أمرها، وأبرق رعودها، وكثر وقودها، بحطبٍ حيٍّ، وجمر ذكي، ودخان وهي، وهؤلاء الأزارقة، الطُّغاة المارقة، قد أشتدت شوكتهم، وتفرقت جرثومتهم(أصلهم)»(ابن أعثم، كتاب الفتوح). هنا، لا يحسبني القارئ اللَّبيب، بأنني مع عبد الملك، وضد الأزارقة، فاعلمُ أنَّ كلاً منهما «يُغنَّي على ليلاه»، إنَّما تعاملتُ مع النَّص شاهداً، مثله مثل بيت الشّعر، بعد عزله عن مناسبته، ومع الحدث كونه منسجماً مع ما نعيشه؛ هذا، ولا أرى الأزارقة لو استولوا، سيصلحون فساداً، والمثال أزارقة اليوم بماذا هتفوا، وماذا صنعوا؟ ما يحصل مِن طائفيّة غريبة، على التّاريخ الطائفيّ نفسه، لم تكن مِن أفعال السّلطة، فرؤساء الوزراء، ورؤساء الجمهوريَّة كافة، مِن 2003 حتّى يومنا- إلا ما تورط به أمين الدَّعوة الإسلاميَّة- لم يمارسوا خِطاب الكهوف، لكنَّ قوى الأزارقة وهي المتنفذه بسلاحها، صَبت جهودها لهدم الدّولة، ومازال الخارج فراشها ودثارها، فكم مِن قائد أزرقيّ، هدد رئيس وزراء ورئيس جمهوريّة، بعزل واغتيال. نُفذت أحكام إعدام، بقتلة الحُسين(61هـ)، ثم نبش العباسيون الهاشميون قبور الأمويين(المسعوديّ، مروج الذَّهب) ثأراً له، وجاء البويهيون، وحكم الفاطميون، والصَّفويون، فالقاجاريون، والخمينيون، لم يبدع هؤلاء نصب محاكمات بأثر تاريخيّ؛ فمَن يُحكم عليه، مِن التّاريخ، لديه أدلته لإقامة محاكمات مضادة، فالزَّمن مبارزة بين غالب ومغلوب، وشاهدنا المحاكمات الثّوريّة، التي ينصبها المنتصرون، وبعد إزاحتهم تُنصب لهم. لكنّ الأفظع جهلاً أنْ تكون واحدة مِن المحاكمات درساً تطبيقاً في كلية مِن كليات القانون؛ بينما كان العراق مِن أول بلدان المنطقة بتعليم الحقوق(1908)، ثم تجددت بمحاكمة يزيد بن معاوية(تـ: 64هـ). إذا كان مصدر نص الاتهام التاريخ المدون، وليس سواه، فالتاريخ دَونَ أيضاً: ابن الحُسين اقتنع أنَّ يزيدَ لم يتخذ قرار القتل، كذلك اقتنع أخو الحُسين محمد بن الحنفية(تـ: 81هـ)، بما كان بينه وبين يزيدَ من مراسلات مدونة(كتاب الفتوح). نعتمد في ما تقدم على مؤرخ يبغض الأمويين، أحمد بن أعثم الكوفيّ( تـ: نحو314 هـ)، وكتابه «الفتوح»، تحدث عن منزلة ابن الحُسين السّجاد(تـ: 95هـ) عند يزيد، ففي اجتياح المدينة، حيث وقعة «الحَرة»(63هـ)، صارت داره ملجأً للمطلوبين، وبينهم أمويون كبار، حتى ولنا تشبيهها بدار أبي سفيان عند فتح مكة، وكذلك الحال مع ابن الحنفيَّة. يثور السُّؤال: لماذا يحدث هذا بالعِراق اليوم، والمحاكمات تقصد مَن، إذا لم تقصد حرق الجيل الحاضر؟ والفعل فعل أمثال الأزارقة، الذين يتعاظم نفوذهم كلما جفت العقول وتحنطت، فليس مِن مصلحتهم مغادرة الماضي، لأنَّ في حوادثه أسواقاً وأرزاقاً.أقول: ليت السُّلطة تأخذ بحماسة شاعر بني تميم: «اذَا الجَهلُ أَمسَى قاعِدًا لَم نَقُم بهِ/ ونَضرِبُ رأسَ الجَهلِ حِينَ يقُومُ»(كتاب الفتوح، والدُّر الفريد)، لا تنسحب هذا الانسحاب المريب.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الح سین

إقرأ أيضاً:

"جريمة منتصف الليل" الحلقة 13: تهديدات وابتزاز وخطف غامض يزيد الأحداث تعقيدًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت الحلقة الثالثة عشرة من مسلسل "جريمة منتصف الليل" تصاعدًا في الأحداث الدرامية، حيث انكشف المزيد من الخبايا حول فساد دكتور ناجح (أحمد عبد العزيز) وعلاقته بتجارة المخدرات، وسط استمرار تحقيقات المقدم شكري (محمد عز) التي تقترب أكثر من كشف الحقيقة، بينما تواجه سهيلة (نوف) مصيرًا مجهولًا بعد تعرضها للاختطاف في مشهد مفاجئ.

تبدأ الحلقة باتصال هاتفي غامض يتلقاه دكتور ناجح من شخص مجهول يهدده بكشف علاقته ببضاعة غير مشروعة، مطالبًا منه نصف مليون جنيه مقابل الصمت. يزداد توتر ناجح ويطرد سكرتيرته كوثر من مكتبه، بينما تجتمع سهيلة بصديقتها روكا وتكشف لها عن شخص يمتلك أسرارًا خطيرة عن ناجح، ما يفتح بابًا جديدًا للمواجهة.

في سياق متصل، يواصل المقدم شكري تحقيقاته حول قضية التلاعب في الامتحانات، ويواجه تامر (محمد مهران) بمعلومات تكشف محاولته الحصول على نسخة من الأسئلة عبر ميرفت (ملك قورة)، وعند سؤاله عن رسالة تهديد بالقتل تلقتها ميرفت، يتضح أن بصماته موجودة في شقتها، مما يزيد من الشكوك حوله.

يكشف طارق (حسني شتا) عن تفاصيل مؤامرة دبرتها شيرويت (وفاء سالم) ضد ريناد (إلهام عبد البديع)، فقد طلبت من ميرفت وضع مخدرات وتصويرها، ثم تسميمها لإنهاء حياتها مقابل 100 ألف جنيه، إلا أن ميرفت قررت إبلاغ ريناد بدلاً من تنفيذ المخطط.

بعد الكشف عن هذه المعلومات، يأمر الضابط شكري بالقبض على شيرويت، كما يستدعي طلعت بيه (صلاح عبد الله) لسؤاله عن تورط طليقته في جرائم القتل الأخيرة.

طلعت يكشف أسرار طليقته والتحقيقات تقترب من الحقيقة
أمام ضغوط التحقيقات، يعترف طلعت بأن شيرويت مارست السحر وحاولت قتل بناتها، لكنه يشكك في تورطها المباشر في مقتل ميرفت وميسون، مرجحًا أن يكون شقيقها المسجون متورطًا في الجريمة. يطلب الضابط تفتيش غرفة ريناد بحثًا عن أي أدلة جديدة قد تساعد في فك لغز الجريمة.

في تطور آخر، تحاول سهيلة إقناع صديقتها روكا بالابتعاد عن الأمر، لكنها تصر على إسقاط دكتور ناجح بأي طريقة، تلتقي بشريك له في مكان شعبي، طالبةً منه فيديو يثبت تورطه في تجارة المخدرات، وهو دليل قد يؤدي إلى سقوطه نهائيًا.

يلجأ دكتور ناجح إلى رئيسة الجامعة، دكتورة مها (ليلى سلمان)، ليخبرها بأن سلامة يبتز الجامعة بمبلغ مليون دولار مقابل عدم نشر فيديو يظهر ابنها يتعاطى المخدرات.

تصاب مها بالصدمة، لكن الأحداث تتخذ منعطفًا أكثر خطورة عندما يتلقى ناجح رسالة على هاتفه تُظهر أحد شركائه في تجارة المخدرات مقيدًا ومختطفًا في مكان مجهول.

يدرك ناجح أنه في خطر، فيأخذ كوثر إلى مكان مهجور داخل الجامعة، حيث يقيدها ويهددها بالاعتراف،.تنهار كوثر وتكشف أن سهيلة هي التي طلبت منها التجسس عليه، ليقوم ناجح بصفعها ويجبرها على كشف كل المعلومات حول كيفية تسريب أسراره. بعدها، يتصل بزوجته طالبًا منها إعداد أطفاله لمغادرة المنزل فورًا.

بينما تخرج سهيلة برفقة روكا من المنزل، يظهر فجأة ميكروباص مجهول، يتوقف أمامهما بسرعة، ويقوم مجموعة من الرجال بخطف سهيلة بالقوة، تحاول روكا اللحاق بالخاطفين لكنها تفشل، فتتوجه إلى منزل والدة سهيلة (عفاف شعيب)، وتخبرها بانهيار: "سهيلة اتخطفت!"، مما يضع الجميع في صدمة كبيرة.

مع تصاعد الأحداث، تزداد تعقيدات القصة، حيث بات مصير سهيلة مجهولًا، بينما تواجه الشخصيات الأخرى تحديات أكبر في ظل تصاعد الصراعات والمؤامرات التي قد تقلب موازين اللعبة.

الحلقة 13 من "جريمة منتصف الليل" حملت العديد من المفاجآت الصادمة، حيث تواصلت لعبة الابتزاز، وتكشفت جرائم لم يكن أحد يتوقعها، ومع اختطاف سهيلة، يبدو أن الحلقات القادمة ستشهد تصاعدًا أكبر في التوتر والغموض.

مقالات مشابهة

  • اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله يكشف مراحل نشأة وتطور قوات الصاعقة المصرية
  • النمر: أفضل سائل يزيد من الرطوبة ويحتاجه الجسم هو الماء.. فيديو
  • أخصائي: التلوث الهوائي يزيد من خطر جفاف العين
  • اختبار بسيط يزيد فرصة الحمل
  • ولي العهد يستقبل يزيد الراجحي بمناسبة تتويجه برالي داكار 2025 .. صور
  • ولي العهد يستقبل يزيد الراجحي بمناسبة تحقيقه لقب رالي داكار السعودية
  • سمو ولي العهد يستقبل يزيد الراجحي بمناسبة تحقيقه لقب رالي داكار السعودية 2025
  • "جريمة منتصف الليل" الحلقة 13: تهديدات وابتزاز وخطف غامض يزيد الأحداث تعقيدًا
  • جمعية تجار جونية كسروان الفتوح تزور دير سيدة اللويزة
  • العملُ الإعلامي بين الحجّـة والقول السديد