يمانيون:
2025-04-17@10:39:44 GMT

لبنان الكرامة وضريبة المقاومة

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

لبنان الكرامة وضريبة المقاومة

مقالات:

بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس

الحديث عن المقاومة الإسلامية اللبنانية المتمثلة في حزب الله ، هو حديث عن بنية متكاملة وأساس متين لحزب عريق تأسس في العام 1982 على يد كوكبة من القادة المجاهدين الأفذاذ الذين حملوا على عاتقهم واجب الجهاد المقدس والمقاومة المشروعة لكيان العدو الإسرائيلي المحتل ، حيث شكل الحزب إضافة نوعية للعمل السياسي والجهادي على الساحتين اللبنانية والعربية ، حيث اعتمد قادته على الأساليب الإدارية الحديثة في الإعداد والبناء والتنظيم والتخطيط ، ولم يتركوا أي شيء للمصادفة، أو بحسب ما يستجد ، ولكنهم عملوا حساب كل شيء .


ولذلك ظل وما يزال حزب الله قويا ومتماسكا وثابتا على الأرض رغم الإستهدافات الصهيونية الممنهجة لقيادته ، والتي وصلت إلى حد استهداف العمود الفقري للحزب وقائده الكبير وأمينه الأمين سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله سيد الشهداء رضوان الله عليه ، ورغم فداحة هذا المصاب ، وما سبقه من عمليات اغتيال للقادة العظماء ؛ والتي تعد بمثابة الضريبة التي يدفعها حزب الله مقابل دعمه وإسناده للقضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب أبناء قطاع غزة والضفة وبقية المدن الفلسطينية في مواجهة آلة القتل والإجرام والتوحش الصهيونية التي ترتكب في حقهم المجازر والمذابح الوحشية على مدى عام كامل ؛ إلا أن حزب الله تجاوز هذه المحنة وهذه المرحلة الخطيرة وتداعياتها ، بقوة إيمان وثبات وتوكل على الله ، بعد أن راهن العدو على إنهياره ، وروج ومعه أبواب الشقاق والنفاق، والعمالة والإرتزاق لإنشقاقات مزعومة ، وهروب للمقاتلين ، و تسليم للأسلحة ، وإعلان للإستسلام حد زعمهم ، ولكن العدو وزبانيته صعقوا وهم يتعرضون للبأس الشديد الذي عليه عناصر حزب الله ، من خلال المواجهات المباشرة في المناطق الحدودية، وإستمرار الضربات الصاروخية والمدفعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة بوتيرة عالية.
وأمام هذا التنكيل الذي يمارسه المجاهدون في جنوب لبنان يواصل كيان العدو الصهيوني عربدته وإجرامه في حق المدنيين الأبرياء ، ويتعمد تدمير البنية التحتية، وتهجير الأهالي من منازلهم بذرائع وحجج كاذبة ، ظنا منه بأن ذلك سيسهل عليه عملية الإجتياح البري الذي قوبل بمقاومة باسلة ، وجهت لجنوده ضربات حيدرية مخلفة المئات بين قتيل وجريح بالإضافة إلى إعطاب عدد من الآليات والمعدات العسكرية الصهيونية ، مما دفع بهم إلى التراجع للوراء ، بغية دراسة الموقف من جديد ، بعد أن وجد جنودهم أنفسهم في مرمى نيران أبطال حزب الله .
بشائر إخفاق الاجتياح الصهيوني البري المحدود للمناطق الحدودية اللبنانية ، جاء بالتزامن مع تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي الصهيوني على مناطق الحدود اللبنانية وجنوب لبنان ، من أجل التغطية على الفشل الميداني لما يسمى بقوات النخبة في جيش هذا الكيان ، التي وجدت نفسها صيدا سهلا للمجاهدين ، بعد أن ظنت أنها حسمت المعركة لصالحها ، وأن عمليات الاجتياح ستكون سهلة جدا ، بناء على تقديرات غرف العمليات والأجهزة الاستخباراتية الصهيونية ، التي وضعت قواتها في مأزق ، بعد أن اتضح زيف وكذب تلكم التسريبات والمعلومات التي حملها لهم الجواسيس والخونة بانهيار صفوف المقاومة اللبنانية عقب استشهاد أمينها العام ، وإذا بها تواجه ذات الرجال الأفذاذ ، الذين واجهتهم في حرب 2006.
إنها لبنان المقاومة ، إنها لبنان العزة والكرامة ، إنها لبنان سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله، إنها لبنان حزب الله ، إنها لبنان الشموخ والإباء ، والتضحية والفداء ، لبنان العصية على الصهاينة الأرجاس وكل الأعداء ، لبنان الحاضرة بمقاومتها دعما وإسنادا لغزة ومجاهديها ، ونصرة لفلسطين وأهلها ، وهم يخوضون معركة الحرية والكرامة ضد كيان العدو الصهيوني ، منذ السابع من أكتوبر 2023وحتى اليوم ، لبنان التي ضربت أروع الأمثلة في تضحيتها وجهادها على طريق القدس .
بالمختصر المفيد، لبنان المقاومة هي فخر كل الأحرار الشرفاء في العالم ، لها ترفع القبعات تقديرا وإجلالا ، بما قدمته من قرابين على طرق القدس دعما وإسنادا لغزة في معركة الحرية التي تخوضها مقاومتها الباسلة ضد الغدة السرطانية الإسرائيلية ، ولا يمكن لمقاومة قائدها وقدوتها السيد المجاهد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه ، أن تخنع أو تخضع أو تتضعضع أو تتراجع عن مبادئها ومسارها الجهادي مهما بلغت التضحيات ، حزب الله باق على العهد والوعد ، وفاء لدم السيد حسن نصر الله ورفاقه الشهداء العظماء ، ووفاء لفلسطين والقدس وللمستضعفين في المنطقة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حسن نصر الله إنها لبنان حزب الله بعد أن

إقرأ أيضاً:

دور السردية في استنهاض الوعي وتغييبه

 

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

 

وَظَّفَ الكيان الصهيوني ورعاته، في حربه الوجودية مع الوطن العربي، السرديةَ كوسيلةٍ من وسائل الحرب النفسية، في إطار استراتيجية طويلة ومُتجددة، ومتعددة الروايات والأساليب، بقصد تمرير اختراق العقل العربي المعاصر المأزوم والمُثقل بحلقات متتالية من الحروب والمؤامرات المتلاحقة، وبالنتيجة تسبب في تحريف الحقائق وتشويه الواقع، وإحلال أكاذيب انطلت على الكثير من عرب زماننا، والذين أصبحوا مُنتجين نجباء لسرديات مثيلة، تُكرِّس الهزيمة فِينا، والقوة في العدو؛ كقضاءٍ وقدرٍ!

لهذا لا نجد لدى عرب زماننا سردية واحدة موحَّدة في توصيف احتلال العدو لفلسطين، ولا توصيفاً واحدًا مُوحَّدًا لتعريف الكيان الصهيوني. وعندما غابت السردية العربية المُوحَّدة لتعريف الكيان الصهيوني، تشتت عرب زماننا في نظرتهم وتوصيفهم ومنسوب قناعتهم بالقضية الفلسطينية وعدالتها، وبماهية الكيان الصهيوني ووظيفته في قلب الأمة؛ فرأينا الخلط الفاضح بين اليهودية كديانةٍ سماويةٍ، والصهيونية كحركةٍ وضعيةٍ دنيويةٍ؛ هدفها الاستراتيجي قضم الأمة العربية قُطرًا قُطرًا؛ بدءًا من فلسطين وانطلاقًا منها، ولهذا قويت شوكة العدو وانتصر علينا بسردياته أولًا، ثم بالعُدة والعتاد ثانيًا.

من نِعَمِ الله على الأُمَّة أن العدو لم يتمكن من تطويع كامل فلسطين منذ سبعة عقود ونيف، كما لم يهنأ بالاستقرار من دول الطوق بالنسبة والتناسب عبر تاريخ احتلاله وزاده "طوفان الأقصى" طامّة كبرى اليوم، حين واجه حربًا شاملة من جغرافيات مختلفة، طالت جميع مُدنه وبلداته ومرافقه الحيوية، وشلَّت أوجه الحياة فيه، وأخرجت جيشه ووحداته وأسلحته الحرجة من الخدمة.

مُشكلة الكيان اليوم أنه يواجه فصائل تحمل ارادة شعبية عربية واسعة حطَّمت سردياته، وواجهت صلفه وجرائمه النِد للنِد، فعجَّلت بفنائه ورفعت من منسوب النضال وثقافة المقاومة وجدواها لتحرير الأرض وصون العرض.

لم يستنزف "طوفان الأقصى" العدو في ميدان المعركة فحسب؛ بل وضع وجوده على المحك، وبات مرهونًا بزمن قصير وواضح المؤشرات، وأعفى النظام الرسمي العربي من المواجهة، وكشف له حقيقة الكيان ووظيفته لمن استُشكِل عليه ذلك، وبقي أسير سرديات عفا عليها الطوفان.

لم يدخر العدو سلاحًا ولا تكتيكًا ولا حيلة طيلة أكثر من عامٍ ونصف العام، وبهذا أسقط جميع أوراقه دفعة واحدة وأحرقها، حلمًا منه في تحقيق نصر استراتيجي واحد يُلوِّحُ به في وجه المقاومة ويعيد تموضعه على الأرض مجددًا.. ففشل!

سحب العدو فرقه العسكرية من غزة وجنوب لبنان بعد الضربات النوعية التي تلقاها والخسائر الكبيرة التي مُني بها، واليوم فشل في إعادة أي منها الى قلب المعركة، بسبب الرفض والتمرد في صفوف قواته، فلجأ الى المزيد من الدمار في البُنى التحتية وقتل المدنيين لرفع منسوب الخسائر والألم؛ كي يُفقد المقاومة حاضنتها الشعبية، ويعلم ما تُعده لمواجهات الغد؛ لأن العدو يعلم أن المواجهة القادمة مع فصائل المقاومة لن تكون كسابقاتها؛ بل ستنطلق من حيث انتهى طوفان الأقصى.

ولهذا يُسوِّق العدو ورعاته اليوم لثقافة العلف في غزة ولبنان في حال تسليم المقاومة لسلاحها وتخليها عن شرف النضال والتحرر، ويُردِّد خلفهم جوقة التطبيع والمُتصهيِنِين سردية "المغامرة غير المحسوبة" لفصائل المقاومة، لتسويق انبطاحهم وخنوعهم على أنه عقلانية وواقعية، ولبرهنة أن الشعوب يُمكنها العيش بلا شرف أو كرامة.

قبل اللقاء.. ما يزال العقل العربي المُعاصر أسيرًا ومُنقسمًا حول رواية من قتل الصحابي عمَّار بن ياسر!! كما لا يزال أسيرًا لتوصيف كفار قريش للنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، قبل الرسالة وبعدها؛ حيث كان يُلقَّب بالصادق الأمين قبل الرسالة، ثم بالساحر والكذاب والمجنون بعد الرسالة!!

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الأخبار اللبنانية: اتصالات بين لبنان والعراق لتوضيح موقف الحشد الشعبي
  • القرار 1701 امام مجلس الوزراء اليوم وتهديد حزب الله بـقطع اليد يتفاعل
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • عاجل:- فصائل فلسطينية ترفض مقترح نزع سلاح المقاومة: "سلاحنا خط أحمر ولن نفاوض عليه"
  • ملتقى عشائر غزة: سلاح المقاومة خط أحمر
  • لجان المقاومة الفلسطينية: سلاح المقاومة حق غير قابل للنقاش
  • عبد المسيح: لا يبنى حسن الجوار على أنقاض الكرامة
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع نظيرتها اللبنانية ملف اللاجئين ‏السوريين في لبنان
  • دور السردية في استنهاض الوعي وتغييبه
  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام