تقرير: العلاقة بين بايدن ونتانياهو في أدنى مستوياتها
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
رأى الكاتب في الشؤون الدفاعية مايكل إيفانز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سلك مساراً لا يحتمل أي انحراف، فهو يريد النصر ضد حماس وضد حزب الله، وفي نهاية المطاف ضد إيران.
تانياهو وإدارة بايدن يسيران على خطوط متوازية لا تلتقي أبداً
وعلى مدار العام الذي انقضى منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لعب نتانياهو اللعبة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة: استقبل زيارات مستمرة لمسؤولين أمريكيين من وزارة الخارجية والبنتاغون، واستمع إلى مناشدات الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل عمل عسكري محدود وحماية المدنيين، وأحدث ضجيجاً مشجعاً بشأن وقف إطلاق النار.
وكتب إيفانز في مجلة "سبكتيتور" أنه بالرغم من كل ذلك، ركز الزعيم الإسرائيلي طوال الوقت وبشكل لا هوادة فيه على أهدافه الرئيسية، ثم توسيعها. فهو يريد الانتقام من أحداث السابع من أكتوبر، وتوليد بيئة أمنية جديدة يتم فيها تدمير أعداء إسرائيل أو إلحاق الضرر بهم إلى حد لا يمكن إصلاحه.
Binyamin Netanyahu long ago established what military analysts call 'escalation dominance' over whoever sits in the Oval Office – none more so than Joe Biden, writes Edward Luce, via @IrishTimesWorld https://t.co/ct0pwHZd8Q
— The Irish Times (@IrishTimes) October 7, 2024
مع تواصل الحرب مع حماس ثم مع حزب الله بقوة، على الرغم من المناشدات اليومية من واشنطن لتجنب التصعيد، أصبح نتانياهو أكثر ثقة بأفعاله وأقواله. وقال إنه لا يمكن التراجع عن ذلك. والآن هو الوقت المناسب لضرب كل أعداء إسرائيل.
في محادثات مليئة بالشتائم مع نتانياهو، وفق أحدث ما كشف عنه الصحافي بوب وودوارد، اتهم بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدم امتلاكه استراتيجية. لكنه مخطئ. امتلك نتانياهو ولا يزال يمتلك استراتيجية، لكن كل ما في الأمر أن الرئيس الأمريكي لا يحبها. يريد بايدن وقف إطلاق نار دائماً، وشرق أوسط مستقراً، ودولة مستقلة مستقبلية للشعب الفلسطيني.
Biden told confidants in New York this week that he was livid at Netanyahu and did not believe the Israeli leader wanted to reach peace
He was frustrated about how often Netanyahu had humiliated Blinken and the president himself https://t.co/XHuevBOVNX
أضاف الكاتب أن الأهداف التي ترعاها واشنطن، وتلك التي تنفذها تل أبيب، متباعدة للغاية إلى درجة أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل أصبحت مفككة تماماً. في حين يظل الالتزام الأمريكي تجاه إسرائيل "حديدياً"، فإن العلاقة بين بايدن ونتانياهو في أدنى مستوياتها. إن كتاب "الحرب" للكاتب وود وارد، والذي سيُنشر قريباً، يقتبس عن مصادر تَذكّرها تعليقاً خاصاً أدلى به بايدن في إحدى المناسبات عن الزعيم الإسرائيلي بأنه "رجل سيء للغاية"، كما يُفترض أنه قال. هذا يلخص إلى حد كبير إحباط بايدن الكامل من نتانياهو.
لم يتم منح أمريكا أي إشعار يذكر بشأن الغارة الجوية على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق أبريل (نيسان) والتي قتلت 7 من ضباط الحرس الثوري، بمن فيهم جنرالان. ولم يخطر أحد في تل أبيب واشنطن بأن الموساد كان على وشك اغتنام الفرصة لاغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي تم تصويره في طهران بمناسبة تنصيب الرئيس الإيراني الجديد في يوليو (تموز). كما ظلت واشنطن غير مطلعة بشكل مسبق على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله.
لا بد من أن نتانياهو كان يعلم أنه إذا أبلغ بايدن بوقوع أي من هذه الهجمات قبل ساعات قليلة، فسيوبخه الرئيس الأمريكي ويطلب منه التوقف عن إطلاق النار أو على الأقل تأجيل العمليات. الموقف الإسرائيلي نفسه عندما تنهار الثقة بين حليفين مهمين، لا يمكن أن يكون الفائزون سوى خصوم إسرائيل. لقد جاءت الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل، كما فعلت بريطانيا وشركاء أوروبيون آخرون، من خلال الدفاع عنها ضد هجوم كارثي محتمل. عندما أطلقت إيران 300 صاروخ باليستي وصواريخ كروز وطائرات دون طيار على إسرائيل في أبريل، كانت بحرية الولايات المتحدة وغيرها من القوات البحرية المسلحة بأنظمة مضادة للصواريخ موجودة هناك لتؤدي دورها في إسقاطها.
الآن يضع نتانياهو وحكومته خططاً للرد على إيران في أعقاب الإطلاق الثاني لما يقرب من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل في الأول من أكتوبر. لكن مرة أخرى، تحتفظ تل أبيب برأيها وهي غير راغبة بالكشف لواشنطن تحديداً عما يدور في ذهنها. أوضح بايدن وجهات نظره: هو يقبل أن الانتقام مبرر لكنه يعارض توجيه ضربة إلى محطات الطاقة النووية أو المنشآت النفطية الإيرانية خوفاً من العواقب. ما يعرفه نتانياهو أضاف إيفانز أن الأمر يبدو وكأن نتانياهو وإدارة بايدن يسيران على خطوط متوازية لا تلتقي أبداً وتتجه إلى وجهات مختلفة. يريد نتانياهو النصر بأي ثمن. يريد بايدن ونائبته كامالا هاريس قبل كل شيء وقف إطلاق النار ووضع حد للموت والدمار المتصاعد.
ربما كان بايدن محقاً عندما تساءل عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يقيد أي احتمال لحل دبلوماسي بسبب احتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الشهر المقبل. قال ترامب مراراً إنه يجب السماح لإسرائيل بإنهاء المهمة التي بدأتها بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.
بالرغم من انهيار الثقة بين واشنطن وتل أبيب، لا يزال نتانياهو يعرف جيداً أنه إذا ردت إيران على ضربة إسرائيلية انتقاماً من هجوم طهران الصاروخي الباليستي في الأول من أكتوبر فستكون البحرية الأمريكية مستعدة للمساعدة في إسقاط أي صاروخ تطلقه طهران على إسرائيل. هذا النوع من الثقة حديدي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الولایات المتحدة من أکتوبر
إقرأ أيضاً:
إسرائيل.. انعقاد المحكمة للبت بطلب نتانياهو تأجيل شهادته في قضايا الآلاف
تنعقد، الأربعاء، في محكمة القدس، جلسة بشأن طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، تأجيل شهادته في القضايا المعروفة بـ"الآلاف"، لمدة شهرين ونصف.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان النيابة الإسرائيلية العامة، معارضتها طلب نتانياهو تأجيل مثوله أمام المحكمة، معتبرة أن ذلك يتناقض مع المصلحة العامة، ويضر بنزاهة الإجراءات القانونية.
ومن المتوقع أن يصدر حكم المحكمة بعد الجلسة اليوم.
وقدم فريق الدفاع عن نتانياهو، الأحد الماضي، طلباً إلى المحكمة لتأجيل بدء شهادته لمدة 10 أسابيع. وكان من المفترض أن يشهد نتانياهو أمام المحكمة بدءا من 2 ديسمبر، لكنه طلب التأجيل إلى منتصف فبراير 2025.
وأوضح محامي رئيس الوزراء أنه جرى بذل جهود كبيرة للوصول إلى الموعد المحدد. وكان نتانياهو قد حصل بالفعل على تأجيل لأشهر عدة من قبل، بناءً على طلب سابق له.
وجاء في الطلب الجديد، أن سلسلة من الأحداث "غير العادية" جعلت من إعداد نتانياهو لتقديم شهادته "أمراً مستحيلاً".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مقربين لنتانياهو قولهم إن شهادته لا يمكن أن تتم في الوقت المحدد لسببين، أولهما "سير الحرب"، إذ لا يسمح له بالتحضير للشهادة، وثانيهما أن "الحضور المستمر في المحكمة في هذا الوقت يُعرّض حياته وحياة كل فرد في إسرائيل للخطر في قاعة المحكمة"، وفق تعبيرهم.
"التحذيرات وردت لمكتب نتانياهو".. تحقيق إسرائيلي يكشف تفاصيل الإخفاقات الأمنية قبل هجوم 7 أكتوبر كشف تحقيق للجيش الإسرائيلي حول الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر 2023 عن سلسلة من التحذيرات الاستخباراتية، وردت إلى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من قِبل الجيش وأجهزة المخابرات في الليلة التي سبقت الهجوم.وبدأت محاكمة نتانياهو بتهمة الفساد في 2020، كما يواجه اتهامات في 3 قضايا أخرى، لا يزال النظر فيها بالمحاكم مؤجلاً. أولها القضية (رقم 1000)، وهو متهم فيها بالاحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بمزاعم تلقيه هدايا مثل السيجار والشمبانيا من رجال أعمال في الخارج.
والقضية (رقم 2000)، ونتانياهو متهم فيها بالاحتيال وخيانة الأمانة، كما اتُهم بالسعي للحصول على تغطية إيجابية في إحدى أكبر الصحف الإسرائيلية، مقابل الحد من الحديث عن أحد المنافسين الرئيسيين في الصحيفة.
بالإضافة للقضية (رقم 4000) التي تتهمه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة بزعم تقديم فوائد تنظيمية تعادل أكثر من 250 مليون دولار في ذلك الوقت لصديقه شاؤول إلوفيتش، الذي كان المساهم المسيطر في شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية (بيزك).
وتم تأجيل مثول رئيس الحكومة الإسرائيلية أمام المحكمة في هذه القضايا نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، والتصعيد العسكري في الضفة الغربية، ونظيره في لبنان، بالإضافة لتطورات إقليمية بين إسرائيل من جهة وإيران وأذرعها في اليمن والعراق، من جهة أخرى.