ثلاثة أشهر فاصلة.. تعديل لـ1701 وانتخاب رئيس توافقي
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
لا تجوز المقارنة بين عدوان تموز العام 2006 وعدوان أيلول 2024 من حيث الدمار والشهداء والنازحين والوضع الاقتصادي والمساعدات العربية والغربية، أما القرار الدولي الرقم 1701 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي في العام 2006، فلم يعد صالحاً كما هو، وفق أكثر من مصدر سياسي مطلع على السياسة الأميركية والغربية لـ"لبنان24" وأن هذا القرار سوف يتم تعديله بما يتناسب مع الوقائع التي سيفرضها الميدان في الجنوب.
فإسرائيل التي تحاول التوغل برياً تريد أن تفرض واقعا جديداً في الجنوب من خلال تمركز عدد من قواتها وألويتها في بعض النقاط وإنشاء الحزام الأمني.
مجدداً نجح العدو الإسرائيلي في عملية استغلال للإنتخابات التي ستجري في الولايات المتحدة الأميركية في 5 تشرين الثاني المقبل كما حصل في العام 1948 في محاولة لتوريط إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن بحرب شاملة في المنطقة بدأها الاسرائيلي في غزة ثم الضفة فلبنان ويسعى للتوسع نحو سوريا والعراق وإيران. ففي العام 1948 كان الشرق الأوسط حاضراً في الحملات الانتخابية بين المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين إذ شهد عام 1948 تأسيس ما يسمى بدولة إسرائيل، والحرب العربية-الإسرائيلية الأولى. واليوم يحاول العدو استغلال هذه الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لتعزيز وضعه في الشرق الأوسط قبل وصول إدارة أميركية جديدة قد تتبنى سياسات جديدة، علماً أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، قدم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خريطة جديدة للشرق الأوسط تكشف عن نيته إعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع مصالح كيانه. في حين أن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل وضوحاً حول خططها لمهاجمة إيران، لأن من شأن أي هجوم أن يؤثر على القوات والمصالح الأميركية في المنطقة.
لكن ماذا عن المفاوضات الجارية لوقف اطلاق النار محلياً ودولياً؟
تقول الخارجية الأميركية إن ما تسعى إليه واشنطن هو التطبيق التام لقرار مجلس الأمن 1701 في جنوب لبنان، وبينما تم تأجيل زيارة وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة، فإن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي سيزور عددا من دول الشرق الأوسط لمواصلة الجهود الرامية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في كلّ من قطاع غزة ولبنان.
لم يحن الوقت بعد لانتهاء الحرب في لبنان، فإسرائيل توسع وتكثف من عملياتها العسكرية وتدعي أنها تحقق تقدماً في البر، في حين أن حزب الله نجح حتى الساعة في التصدي لمحاولة القوات الإسرائيلية التقدم من اكثر من منطقة في جنوب لبنان، ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال: "إذا تابع العدو حربه فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلًا. وهذه الحرب هي حرب من يصرخ أولًا ونحن لن نصرخ سنستمر وسنضحي وسنقدم وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو."
ولا شك أن ضغوطاً دولية تمارس على لبنان من أجل تراجع حزب الله وتسليمه بالشروط الدولية المطروحة في الوقت الراهن، والخارجية الاميركية اعتبرت أن موافقة حزب الله على وقف إطلاق النار دون ربط ذلك بحرب غزة جاءت متأخرة، علما أن هناك اتصالات تجري بين المسؤولين الاميركيين ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يفصح الاميركيون عن فحواها من أجل ايجاد حل ديبلوماسي يؤدي إلى وقف اطلاق النار.
وعليه فإن مبادرة الثلاثي( بري – ميقاتي – وليد جنبلاط) قبل اسبوع بإعلان الموافقة على عرض الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الذي قدم قبل أشهر يمكن البناء عليها، وهي استتبعت بفصل حزب الله لبنان عن غزة علماً أن الشيخ قاسم لا يبدي تأييداً لطرح لبنان الرسمي القائم على تنفيذ القرار 1701 وفصل انتخاب الرئيس عن وقف اطلاق النار، فهو يرى ان لا خطوات تسبق وقف اطلاق النار وهذا يعني ان الحزب يريد أولاً وقف اطلاق النار وبعد ذلك لكل حادث حديث.
لا يمكن تحديد توقيت لانتهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان، وإن كان بعض الجهات السياسية المطلعة على السياسة الأميركية يظن أنها قد تستغرق نحو ثلاثة أشهر، لكن في هذه الفترة الفاصلة سوف يتظهر من سيصرخ أولاً من لعبة عض الاصابع، وفيما يأمل لبنان أن تصرخ إسرائيل أولاً لا سيما مع إعلان حزب الله استعادة امكاناته القتالية وجاهزيته للقتال في البر، فإن العدو الإسرائيلي لا يزال يكابر ويريد تحقيق أهداف ميدانية تتيح له المطالبة مجدداً بتطبيق القرار 1559، إلا أن لبنان الرسمي أكد مجدداً للموفدين الدوليين والعرب أن لبنان متمسك بوقف إطلاق النار وبتطيق القرار الدولي 1701 وانتشار الجيش في الجنوب وضرورة انتخاب رئيس توافقي للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.وكان موقع "أكسيوس" أورد أن "الولايات المتحدة تسعى لاستغلال الضربة الكبيرة التي تلقاها حزب الله من إسرائيل في الدفع نحو انتخاب رئيس جديد للبنان وإنهاء الفراغ الرئاسي المستمر منذ حوالي عامين"، وهذا ما دفع القوى السياسية الداعمة لحزب الله فضلاً عن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى فتح باب النقاش حول انتخاب رئيس توافقي لا سيما وان هذه القوى لا يمكن أن تقبل بانتخاب رئيس تحت الضغط وسط همس ارتفع عن احتمال أن يسارع رئيس حزب القوات سمير جعجع للترشح لرئاسة الجمهورية. وعلى هذا الأساس سارعت القوى المحلية إلى تلقف الضغط الخارجي بطرح انتخاب رئيس توافقي لا يشكل استفزازا لأحد، وسط تلميح أكثر من مسؤول سياسي لبناني إلى امكانية انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اقتناعاً من الجميع أن قائد الجيش هو المرشح الأوفر حظاً عند الأميركيين وعدد من الدول العربية والخليجية.
ومع ذلك، لا يمكن القول إن انتخاب رئيس أصبح على الأبواب، فأوساط ديبلوماسية تشير إلى أن انتخاب الرئيس لن يسبق وقف إطلاق النار والذي سوف يستتبع بقرار جديد سوف يصدر عن مجلس الأمن قد يجمع بين القرارين 1701 و1559.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وقف اطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
رئيس دولة فلسطين: العالم مطالب بأن يتعامل بمعيار واحد للعدالة اليوم
قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، إنّ عقد جلسة فلسطين ولبنان، يؤكد حرص الدول الأعضاء على وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واللبناني الشقيق، وكذلك على سوريا الشقيقة التي أُصيبت هذه الأيام بكل المصائب، عبر الإجهاد الكامل على إمكانات الجيش العربي السوري، فضلاً عن وضع حد لجرائم الإبادة والتدمير والتجويع في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات لوقف سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من فصل قطاع غزة عن باقي أرض دولة فلسطين.
وأضاف في كلمته بالقمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، وتنقله قناة «إكسترا نيوز»: «ومنع الاحتلال الإسرائيلي من تقويض مؤسسات الدولة الفلسطينية وإنهاء النشاطات الاستيطانية وسرقة الأرض في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ومحاولات الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية».
وتابع: «العالم مطالب اليوم بأن يتعامل بمعيار واحد للعدالة وأن يخضع الجميع للمحاسبة والعقاب عندما يتم خرق القانون الدولي كما تفعل دولة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وسوريا، لذا على العالم لأول مرة أن يتعامل معنا كما يتعامل مع باقي العالم وهو أن يكون هناك معيار واحد للعدالة وليس أكثر من معيار».
وواصل: «لقد أجمع العالم مرارا وتكرارا على وجوب نهاية الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين بما فيها القدس الشرقية على حدود العام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، إذ هو الأمر الذي يتطلب إقرار الخطة السياسية التي عرضناها مؤخرا في مؤتمر القمة العربية الإسلامية بالرياض والتي تبدأ بوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل وفق القرار 2735».
واستكمل: «منذ 7 أكتوبر 2023 أول شيء طلبناه هو وقف إطلاق النار، لكن إلى الآن للأسف لم يحدث؛ لأن أمريكا تستخدم الفيتو وتمنع وقف إطلاق النار، وحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، فضلا عن تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية التي أصبحت قرارا للجمعية العامة يقضي بإنهاء الاحتلال وتفكيك المستوطنات وعدد كبير من الطلبات حوالي 8 مطالب مطلوبة من إسرائيل وعليها أن تتم كل هذا في عام واحد، هذا ما نصت عليه فتوى الأمم المتحدة».
واختتم: «ثم بعد إتمام هذا يجرى عقد مؤتمر دولي للسلام في يونيو المقبل وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة».