إعصار ميلتون يدمر فلوريدا الأميركية والخسائر 175 مليار دولار
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
ومن المتوقع أن يصل ميلتون، الذي انفجر يوم الاثنين في أحد أعنف الأعاصير الأطلسية على الإطلاق، إلى اليابسة في وقت متأخر من يوم الأربعاء أو في وقت مبكر من يوم الخميس؛ ما يهدد مساحة من الساحل الغربي المكتظ بالسكان في فلوريدا والتي لا تزال تعاني من إعصار هيلين المدمر قبل أقل من أسبوعين.
ستكون الضربة المباشرة على الخليج هي الأولى منذ عام 1921، عندما كانت منطقة تامبا-سانت بطرسبرغ-كليرواتر المترامية الأطراف الآن منطقة نائية نسبياً.
قال المركز الوطني الأميركي للأعاصير إن ميلتون كان مصحوباً برياح قصوى تبلغ 165 ميلاً في الساعة (270 كيلومتراً في الساعة)؛ ما يجعلها أعلى مستوى على مقياس سفير-سيمبسون المكون من خمس درجات.
في الساعة 7 مساءً بتوقيت وسط الولايات المتحدة (00:00 بتوقيت غرينتش)، كانت عين العاصفة على بعد 440 ميلاً (710 كيلومترات) جنوب غرب تامبا، وتتحرك شرقاً إلى الشمال الشرقي بسرعة 10 أميال في الساعة (17 كيلومتراً في الساعة).
خسائر اقتصادية قال محللون في شركة جيفريز يوم الاثنين إن من المتوقع أن يتسبب إعصار ميلتون في خسائر اقتصادية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات عندما يضرب اليابسة في فلوريدا.
وقال المحللون «في حين أنه من السابق لأوانه إجراء تقديرات للخسائر المؤمنة، فإن تأثير الإعصار الكبير في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في فلوريدا قد يؤدي إلى خسائر تتراوح بين رقمين من المليارات من الدولارات».
بينما يقول أخرون في وول ستريت، إن إعصار ميلتون الذي يحدث مرة واحدة في القرن قد يتسبب في أضرار تزيد عن 50 مليار دولار، مع احتمالية دمار تقترب من 175 مليار دولار أو أكثر في أسوأ السيناريوهات.
وقال يارون كينار، محلل الأسهم في جيفريز وآخرون في مذكرة «بينما من السابق لأوانه إجراء تقديرات للخسائر المؤمنة، فإن تأثير الإعصار الكبير في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في فلوريدا قد يؤدي إلى خسارة في منتصف رقمين من المليارات من الدولارات».
ويقدر البعض أن الحدث الذي يحدث مرة واحدة في مئة عام سيؤدي إلى خسائر بقيمة 175 مليار دولار في منطقة تامبا، و70 مليار دولار في منطقة فورت مايرز”.
خسائر ديزني وورلد والمتنزهات في فلوريدا من المتوقع أن تتكبد إدارة المتنزهات في شركة والت ديزني خسائر تتراوح بين 150 مليون دولار و200 مليون دولار بسبب تأثير إعصار ميلتون، وفقاً للمحللين في غولدمان ساكس، الذين استندوا في تقديراتهم إلى العواصف السابقة بما في ذلك التأثير البالغ 100 مليون دولار من إعصار إيرما في عام 2017.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن حاكم فلوريدا رون دي سانتيس حالة الطوارئ في 51 مقاطعة، بما في ذلك تلك التي تضم كل متنزه ترفيهي رئيسي في الولاية. بالإضافة إلى والت ديزني وورلد، قد تتأثر يونيفرسال أورلاندو التابعة لشركة كومكاست، وسي وورلد أورلاندو التابعة لشركة يونايتد باركس آند ريزورتس، حيث أعلنت كل المتنزهات عن إغلاقها يوم الثلاثاء.
في حالة ديزني، تتوقع غولدمان أن تتكبد إدارة المتنزهات والتجارب خسائر في الربع الأول من السنة المالية 2025، والذي يمتد من أكتوبر تشرين الأول إلى ديسمبر كانون الأول.
وخفض البنك تقديراته لإجمالي أرباح السهم في السنة المالية 2025 إلى 5.14 دولار من 5.22 دولار، وهو لا يزال أعلى من إجماع المحللين البالغ 4.56 دولار الذي استطلعت آراءهم شركة فيزابل ألفا.
نقص الوقود ارتفع الطلب على البنزين بينما يحاول بعض السكان في طريق ميلتون التزود بالوقود قبل الإخلاء، ويحاول آخرون ممن يخططون للبقاء في أماكنهم ملء خزانات الوقود حتى يتمكنوا من تشغيل مولداتهم في حالة انقطاع الكهرباء لفترة طويلة.
وأفادت خدمة تتبع أسعار البنزين «GasBuddy» بأنه بدءاً من صباح الثلاثاء، كانت 14.5 في المئة من محطات الوقود على مستوى الولاية بدون وقود، وهو ارتفاع كبير من نسبة بلغت ثلاثة في المئة فقط يوم الاثنين، ومع وجود نحو 7500 محطة في الولاية، يعني هذا التقدير أن هناك أكثر من 1000 محطة حالياً بدون بنزين.
وكان الوضع أسوأ بكثير في المناطق التي تواجه أوامر الإخلاء الإلزامية، على سبيل المثال في فورت مايرز، الواقعة على ساحل خليج الولاية، انقطع الوقود عن 70 في المئة من المحطات بدءاً من ليلة الاثنين
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: إعصار میلتون ملیار دولار فی فلوریدا فی الساعة
إقرأ أيضاً:
الحرب كلّفت 14 مليار دولار و11 ملياراً للإعمار
كشف تقرير «التقييم السريع للأضرار والاحتياجات في لبنان»، الذي أصدره البنك الدولي أخيراً، أنّ حجم الأضرار المباشرة التي لحقت بالأصول المادية نتيجة للحرب الإسرائيلية الأخيرة بلغ 6.8 مليارات دولار، فيما بلغت الخسائر الاقتصادية 7.2 مليارات دولار، ما يعني أنّ مجمل الخسائر بلغت 14 مليار دولار.
وقدّر البنك الدولي أن تصل «احتياجات التعافي وإعادة الإعمار» إلى 11 مليار دولار، يجب تأمين 8.4 مليارات منها خلال عام 2025 حتى عام 2027. عملياً.
وكتب فؤاد بري في" الاخبار": يأتي تقرير البنك الدولي في توقيت سياسي يتناسب مع مشروع «منع إعادة الإعمار» الذي تقوده دول أجنبية وعربية في لبنان، من دون أن يلحظ الشقّ المنجز من إعادة الإعمار والبالغ حتى الآن 650 مليون دولار سدّدها حزب الله وحده.
في هذا التقرير، يقدّر البنك الدولي خسائر قطاع الإسكان، أي الوحدات السكنية المدمّرة، بـ4.6 مليارات دولار، متوقعاً أن تبلغ «احتياجات إعادة إعمار» قطاع الإسكان إلى 6.3 مليارات دولار من أصل 11 مليار دولار (الباقي يتعلق بالبنى التحتية والخدمات المرتبطة بالمؤسسات العامة)، أي ما نسبته 57% من مجمل احتياجات التعافي.
وقسّم البنك الدولي طريقة دفع هذا المبلغ زمنياً إلى 3 مراحل، 1.6 مليار دولار في المدى الفوري في عام 2025، و2.4 مليار دولار تدفع خلال عامَي 2026 و2027، و1.8 مليار دولار تسدّد من عام 2028 حتى عام 2030. جغرافياً، يعيد التقرير التأكيد بأن محافظتي النبطية ولبنان الجنوبي الأكثر تضرراً، تليهما محافظة جبل لبنان حيث تقع الضاحية الجنوبية. وتسبّب العدوان في تكبيد محافظة النبطية أعلى مستوى من الأضرار، وبلغت 3.2 مليارات دولار على مستوى الوحدات السكنية، كما أعلى الخسائر الاقتصادية، ووصلت إلى ملياري دولار. وتوقع أن تحتاج عملية إعادة الإعمار فيها 4.7 مليارات دولار. وفي محافظة لبنان الجنوبي، بلغت الأضرار على قطاع الإسكان مليار دولار، وفي الضاحية الجنوبية 973 مليون دولار، وفي محافظة بعلبك الهرمل 236 مليون دولار.
من الواضح أن تقرير البنك الدولي صدر ربطاً بأجندة سياسية تقوم على «نفخ» الخسائر والتهويل بكلفتها على اللبنانيين. فمن اللافت أنه يتحدّث عن كلفة بلغت 14 مليار دولار بعدما كان قد أصدر تقريراً أولياً يشير إلى أن الكلفة بلغت 8.5 مليارات دولار، أي بزيادة عن التقديرات السابقة نسبتها 65%. أيضاً يقدّر البنك الدولي أن تبلغ احتياجات إعادة الإعمار نحو 11 مليار دولار. لكن بحسب معطيات التقرير، يتم المزج بين إعادة الإعمار بشقّها السكني، وبين الشق المتعلق بالبنى التحتية.
والتقرير نفسه يشير إلى أن خسائر قطاع الإسكان بلغت 4.6 مليارات دولار، أي 67% من إجمالي الأضرار، لكنه لم يحسم منها الكلفة المسدّدة حتى الآن، ولا سيما في الشق المتعلق بالترميم الجزئي والترميم الإنشائي والإيواء. فقد بلغت قيمة ما سدّده حزب الله عن هذه الأضرار الجزئية والإنشائية والإيواء، نحو 650 مليون دولار.
ما يعنيه هذا الأمر، أنه يتوجب على لبنان أن يلتزم بالأجندة السياسية الخارجية التي ستؤمّن له الإصلاحات اللازمة تمهيداً لاستقطاب مساعدات وقروض لتمويل عملية إعادة الإعمار. بمعنى أوضح، فإنه مع عدم القدرة على كبح استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، يجب مجاراة المجتمع الدولي للحصول على التمويل، والانطلاق بعملية إعادة الإعمار، وإلا سيبقى الركام على الأرض.