رئيس "جهاز الرقابة" يفتتح المؤتمر العلمي الثامن بكلية الحقوق.. ومناقشات حول "تحديات العصر الرقمي"
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
مسقط- سيف الجابري
انطلقت أمس الثلاثاء أعمال المؤتمر العلمي الثامن لكلية الحقوق بجامعة السلطان قابوس تحت عنوان "التحديات القانونية في العصر الرقمي"؛ وذلك تحت رعاية معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة.
وتضمن حفل الافتتاح كلمة اللجنة الرئيسية للمؤتمر التي قدمها الدكتور يعقوب بن محمد الوائلي رئيس قسم القانون العام ورئيس اللجنة المنظمة، وأكد خلالها أن المؤتمر يمثل تحديًا حقيقيًا للبشرية، حيث أصبح التحولُ الرقميُ جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأثر وبعمق على الإطار القانوني الذي يحكم المجتمعات.
ويستهدف المؤتمر الجهات التشريعية، والجهات القضائية والادعاء العام والمحامون، وأساتذة كليات القانون، وطلبة الدراسات العليا والباحثين في المجال القانوني، والجهات الحكومية ذات الصلة.
ويسعى المؤتمر إلى تحليل التشريعات القانونية العمانية والمقارنة فيما يتعلق بالعصر الرقمي واقتراح تطويرها. كما يسعى إلى تسليط الضوء على أهم الفرص والتحديات القانونية في ظل العصر الرقمي. كذلك يناقش المؤتمر الحلول القانونية لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة. ويوضح مدى إسهام التحول الرقمي في تقديم رؤية علمية تسهم في خدمة نظام العدالة.
وناقش المؤتمر 6 محاور توزعت على 4 جلسات، تمثلت في التكنولوجيا الرقمية وأثرها على القانون الخاص، والتكنولوجيا الرقمية وأثرها على القانون الجزائي، والتكنولوجيا الرقمية وقواعد القانون الدولي، ومجالات التكنولوجيا الرقمية في القانون الدستوري والإداري، والتكنولوجيا الحديثة والدراسات الشرعية والاقتصاد الرقمي وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي ختام أعمال المؤتمر الدولي الثامن لكلية الحقوق بالجامعة، استعرضت اللجنة المنظمة عدة توصيات بهدف مواجهة التحديات القانونية في العصر الرقمي، حيث أوصت اللجنة بضرورة استكمال سلطنة عُمان سياستها الاستراتيجية الخاصة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير البيئة التشريعية، وذلك بتنظيم قانون خاص بالذكاء الاصطناعي ينظم إنتاج وتطوير واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ لمواجهة التحديات القانونية التي تفرضها هذه التطبيقات، وإنشاء قواعد أخلاقية تحكم الذكاء الاصطناعي واختلاق عقوبات تحقق الردع وتتناسب مع هذه الكيانات الذكية، وإصدار ضوابط وشروط قانونية كخطوة تمهيدية لمن يرغب في امتلاك أحد كيانات الذكاء الاصطناعي المادية المحسوسة.
كما أوصت اللجنة بضرورة إنشاء هيئة مستقلة متخصصة قادرة على التوفيق بين أنظمة معالجة البيانات الشخصية وبين حماية خصوصية هذه البيانات من الانتهاكات وتكون قادرة على الاشراف والرقابة.
وقدمت اللجنة المنظمة توصيتها بالعمل على تهيئة البنية التحتية لقطاع المحاكم وذلك بتوفير أحدث الامكانيات التقنية والفنية لتطوير المنظومة القضائية وتجهيز المحاكم بالوسائل التقنية الحديثة والعمل على تطوير بوابات المحكمة الالكترونية في كل حين وآخر. كما أوصت بإصدار القواعد القانونية المنظمة لممارسة الطب عن بعد، وخاصة ما تتعلق بخصوصية المعطيات الطبية والسرية والأمن على اعتبار المخاطر التي قد تتعرض إليها عبر الشبكات الواسعة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مبادرة بالعربي: خطوة لإحياء اللغة العربية كمحرك للإبداع والابتكار في العصر الرقمي
أسدلت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الستار على فعاليات النسخة الافتتاحية من قمة "بالعربي"، التي استمرت يومين بمبنى "ملتقى" في المدينة التعليمية، وسط مشاركة واسعة من المفكرين والمبدعين ورواد الفكر والسياسة والثقافة من مختلف أنحاء العالم العربي.
جمعت القمة أكثر من 800 مشارك، حضروا للاستماع إلى أكثر من 20 متحدثًا ومحاضرا، في فضاء تفاعلي مكنهم من تبادل التجارب والقصص الملهمة التي تعكس غنى وعمق التجربة العربية المعاصرة. وركزت جلسات القمة وأنشطتها على استشراف آفاق جديدة للتواصل الثقافي والفكري بين المجتمعات العربية.
وفي هذا السياق، قال أحد متحدثي القمة ومؤسس أكاديمية "كاملكود عبد الواحد زينل": "إن مبادرة بالعربي تأتي لنشر الوعي بأهمية تعزيز الحضور الرقمي للغتنا"، معبرًا عن أمله في أن تكون هذه الخطوة بداية انطلاقة حقيقية نحو تحقيق هذا الهدف. وأضاف أن مشروعه يتمحور حول تعليم أطفال الجيل الجديد مهارات العصر مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والبرمجة، سعيًا لتقديم بدائل تعليمية هادفة تجعلهم منتجين ومبدعين.
وأكد رئيس معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بالإنابة وعضو مؤسسة قطر الدكتور سعيد إسماعيل،، أن مبادرة "بالعربي" تمثل محطة فارقة لإحياء اللغة العربية، ليس بوصفها تراثًا لغويًا فقط، بل كمحرك للإبداع ورافعة للابتكار في عصر التكنولوجيا. وأضاف: "لا ننظر إلى اللغة العربية كتراث جامد، بل كلغة حية قادرة على استيعاب التطورات العلمية والتكنولوجية والتعبير عنها برؤية عربية أصيلة".
مبادرة "بالعربي" تمثل محطة فارقة لإحياء اللغة العربية، ليس بوصفها تراثًا لغويًا فقط، بل كمحرك للإبداع ورافعة للابتكار في عصر التكنولوجيا. وأضاف: "لا ننظر إلى اللغة العربية كتراث جامد، بل كلغة حية قادرة على استيعاب التطورات العلمية والتكنولوجية والتعبير عنها برؤية عربية أصيلة"
وشهد اليوم الثاني من القمة تنوعًا واسعًا في الموضوعات المطروحة في جلسات فكرية ومحاضرات تحفيزية وعروض فنية تفاعلية. حيث قدّم الدكتور براء السراج من سوريا قراءة نفسية اجتماعية لمفهوم الصدمة الثقافية في جلسة "عوامل امتصاص الصدمة"، بينما استعرضت شوق العلوي من البحرين تجربتها عن علاقة المهنة بالهوية. كذلك قدمت الدكتورة عميدة شعلان من اليمن قراءة نسوية للتاريخ العربي في جلسة "إرث حفيدة ملكة سبأ"، في حين شدد الدكتور ليث علاونة من الأردن على أهمية التمسك باللغة والثقافة في مواجهة التحديات الرقمية.
وضمّت القمة جلسات نوعية بمشاركة الروائي مهند الدابي من السودان، وتيمور الحديدي من مصر، وسمية الميمني من الكويت، ناقشوا خلالها موضوعات التكنولوجيا والهوية، والثقافة الرقمية، والريادة العربية، والتعددية اللغوية، وتحديات الذكاء الاصطناعي. كما عُقدت جلسة خاصة عن "البودكاست العربي" بمشاركة محمد الرماش (بودكاست أثير) وبشر النجار (بودكاست منبت-صوت).
إعلانوشارك في القمة 10 شركاء من أنحاء العالم العربي لتعزيز التعاون المؤسسي ودعم المحتوى العربي، حيث نظّم مركز مناظرات قطر عرض "المهجور من اللغة العربية" ومناظرة شبابية عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على اللغة العربية، إضافة إلى عرض تفاعلي لمنصة الجزيرة 360 بعنوان "نحن الحكاية". وتنوعت الفعاليات التي قدمها الشركاء بين إحياء التراث اللغوي والتقنيات الحديثة، مثل عرض "مقامات الحريري" من مبادرة "قطر تقرأ"، وبرنامج "شمندر" الموجه للأطفال من إذاعة "صوت"، وعرض "مجلس أثر الشباب" من مؤسسة محمد بن سلمان "مسك"، إلى جانب تجارب الشباب السوري في التعليم والتوظيف الرقمي.
واستعرضت جامعة حمد بن خليفة تطبيق "فنار" للذكاء الاصطناعي باللغة العربية، بينما ناقشت جلسات أخرى مثل "قوة صوت الصورة" من مؤسسة قطر الدولية، وورشة "اللغة العربية والابتكار" التي قدّمها الديوان، وجلسة "حشد وتحريك المجتمعات" من منتدى الشرق، إضافةً إلى ورشة "جيل جديد وطريقة جديدة لتعلّم العربية" من "عربي كويست".
واختتمت القمة بعرض فني للخطاط كريم جباري، الذي مزج بين الخط العربي وفن الأداء، مجسدًا شعار القمة: "للأفكار صوت وصدى".
حظيت القمة بدعم من مؤسسات ثقافية وتعليمية، أبرزها مركز مناظرات قطر، مكتبة قطر الوطنية، مؤسسة قطر الدولية، مؤسسة محمد بن سلمان "مسك"، إذاعة "صوت"، الديوان، جامعة حمد بن خليفة، منتدى الشرق، عربي كويست، مجموعة سرد، والجزيرة 360.