موقع 24:
2024-10-10@07:19:43 GMT

حان وقت إعادة لبنان إلى مواطنيه

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

حان وقت إعادة لبنان إلى مواطنيه

تناقل مراسلو الوكالات الأجنبية في طهران أخباراً عن تحركات غير مألوفة في شوارع طهران تنم عن أمور خطرة تحدث في المدينة. كان ذلك في فجر الثامن والعشرين من الشهر الماضي، وتحديداً بعد بث نبأ مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لـ«حزب الله»، من وكالات الأنباء الإيرانية، وتحدثت التقارير عن نصب وحدات من الجيش نقاطَ تفتيش في مناطق عدة بالعاصمة، خصوصاً حول منزل المرشد الأعلى، علي خامنئي، ومكتبه المعروف باسم «البيت الرهبري»، وسرى كثير من الإشاعات؛ منها أن المرشد قد تُوفي، وأخرى تقول إن هناك هجوماً إسرائيلياً وأخباراً عن انقلاب الجيش على النظام و«الحرس الثوري».


المؤكد أن اغتيال حسن نصر الله وقيادات الصفوف الأول والثاني والثالث من «الحزب»، وتدمير المنشآت والبنية التحتية، وتشتيت البيئة الحاضنة من الناس التي أضحت تفترش الأرصفة وتلتحف السماء بعد تدمير بيوتها وتهجيرها من قراها... كشفت عن وهن «حزب الله» وضعف إمكاناته في مواجهة العدو، وأنه فقدَ حجة وجوده على أنه رادع تهابه إسرائيل، كما كان حسن نصر الله يصدح عالياً. والمؤكد أيضاً أن الوجود الإيراني في لبنان، الذي شكّل «حزبُ الله» جسرَ عبوره، اختل وتصدع وأصبح آيلاً للسقوط بفعل الضربات الإسرائيلية، التي ربما تستمر مدةً طويلة وإلى حين استسلام قوى الممانعة الموالية لإيران. فمما لا شك فيه أن الوجود الإيراني النافذ في لبنان مرتبط، حُكماً، بسيطرة «حزب الله» على البلد، فإذا فقدوا هذا، فستفقد إيران قدرة وجودها في البلد المترامي على شاطئ البحر المتوسط، الذي دفعت غالياً للسيطرة عليه على مدى ثلاثة عقود ونيف.
وقد وردت أخبار من العاصمة الإيرانية عن تكليف المرشد الأعلى ابنَه مُجتبَى إجراء تحقيقات دقيقة في اختراقات من قِبل الاستخبارات الإسرائيلية للداخل الإيراني؛ وعلى أعلى المستويات.
وكانت هذه الاختراقات أدت إلى مجموعة نجاحات؛ منها اغتيال رئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية، وجميع القيادات في «حزب الله»، وأهمهم حسن نصر الله، الذي كان توجه إلى الاجتماع مع نائب قائد «فيلق القدس»، عباس نيلفروشان، الموفد من خامنئي سراً، فنالت منه صواريخ إسرائيل مع نصر الله ومَن كان في المكان.
لقد تحولت استراتيجية نصر الله «مساندة لبنان لغزة» إلى خطأ استراتيجي. يجب على اللبنانيين أن يتحرروا الآن من سبب احتجازهم رهائن من قِبل حزب تُوجّهه إيران... ففي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن بلاده «ملتزمة القرار 1701» (خطة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار عام 2006)، وأن القوات المسلحة اللبنانية مستعدة لـ«تنفيذه».
يبدو أن نصر الله ومؤيديه الإيرانيين بالغوا بجدية في تقدير قدراتهم على مواجهة الإسرائيليين، وقللوا من شأن استعداد إسرائيل للرد. وفي الوقت نفسه، فإن فشل إيران في اتخاذ إجراءات مهمة للدفاع عن «حزب الله» يجب أن يثير شكوكاً جدية بين كثير من جماعاتها في المنطقة. علينا أن نتنبه إلى أن تراجع «حزب الله» سيؤدي إلى خلق فراغ في السلطة بلبنان، حيث ستتنافس مجموعات واسعة من الكيانات لملئه؛ بما فيها النظام السوري، والجماعات الفلسطينية المتطرفة، و«داعش»... والجريمة المنظمة ليست مستبعدة.
قد تحل إسرائيل مؤقتاً محل نفوذ «حزب الله» في جنوب لبنان، لكن المحاولات السابقة من قِبل تل أبيب لاحتلال الأراضي اللبنانية كانت مكلفة للغاية. كما فشلت التدخلات العسكرية السابقة من الولايات المتحدة في لبنان، ويبدو مستبعداً جداً أن تكون أي قوة أوروبية على استعداد لنشر قوات لتحقيق استقرار الوضع.
أما روسيا، التي حاولت في السنوات الأخيرة توسيع نفوذها في لبنان عبر وجودها في سوريا، فليست في وضع يمكّنها من ملء فراغ السلطة أيضاً.
لقد حان وقت إعادة السيطرة على الشؤون الداخلية والخارجية اللبنانية إلى الشعب اللبناني، فالبديل الشرعي الوحيد لـ«حزب الله» هو الجيش، خصوصاً إذا التزم ميقاتي بقراره وليس بقرار إيران، وإذا كان الجيش مستعداً للسيطرة على المناطق التي يهيمن عليها «الحزب» حالياً، مما يدفع بواشنطن والدول الأوروبية إلى إقناع إسرائيل بعدم شن غزو بري واسع النطاق للبنان.
في النهاية، يقول دبلوماسي بريطاني خبير في منطقة الشرق الأوسط إن مستقبل المنطقة يُكتب اليوم، وإنها تمر بمخاض عسير، وربما لمدة طويلة، وإنه سيولد من بعده شرق أوسط جديد خالٍ من الإرهاب والعنف والأنظمة المستبدة والميليشيات التابعة، وستُحل القضية المركزية بقيام الدولتين برعاية أميركية وأوروبية. قد يبدو ما يقوله هذا الدبلوماسي أقرب إلى «أمل غير واقعي» بينما تتساقط الصواريخ، ويعم الدمار والموت، ويتبين حجم الكارثة الإنسانية... ولكن يبقى أنه لولا التفاؤل والأمل في الغد لما عاش مظلوم حتى اليوم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل حسن نصر الله حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الدويري: إسرائيل تسعى لموطئ قدم بغزو جنوب لبنان

#سواليف

قال الخبير العسكري #اللواء_المتقاعد_فايز_الدويري إن #الجيش_الإسرائيلي وسع من خط #العمليات و #القتال في منطقة التماس على الحدود مع لبنان بعد الدفع بفرقة عسكرية جديدة.

وأوضح الدويري للجزيرة أن هناك إصرارا إسرائيليا على منطقة التماس، مبينا أن عمقها مختلف حسب البلدات والواقع الجغرافي.

وبيّن أن خط العمليات كان ينحصر سابقا بإصبع الجليل ومنطقة #مارون_الراس، لكن الوضع تغير بعد الدفع بالفرقة الإسرائيلية 146حيث أصبح طول #خط_التماس والقتال 80 كيلومترا من كفر كلا حتى #الناقورة.

مقالات ذات صلة “حزب الله” يوجه رسالة غير مباشرة إلى إسرائيل عبر الفيديو 2024/10/08

وكشف أن الجيش الإسرائيلي دفع بـ”لواء زائد من كل فرقة لتنفيذ المرحلة الأولى لتحقيق موطئ القدم”، وقال إنها “مساحة من الأرض تسيطر على أراض تعبوية وتسمح للقوات بالدخول والتحشد للانطلاق لمرحلة قادمة”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بدء الفرقة 146-أمس الاثنين- “عملية برية محددة الأهداف ومحدودة في القطاع الغربي لجنوب لبنان ضد أهداف لحزب الله”.

وبيّن الخبير العسكري أن حزب الله قبل بدء #الهجوم_البري الإسرائيلي “كان لديه القدرة على إطلاق ألف #صاروخ يوميا بما يعادل 30 ألف صاروخ في الشهر الأول”، كاشفا أنه يطلق حاليا 100 صاروخ يوميا.

ويعتقد أن صواريخ #حزب_الله الأخيرة مرتبطة بكلمة نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب، والتي قال فيها إن الحزب “لديه القدرة والإرادة ولكن الأمر منوط بدائرة اتخاذ القرار التي تقرر العدد والمدى”.

وخلص إلى أن هناك “زيادة في عدد الصواريخ ومداها بحيث يغطي شمال فلسطين المحتلة من بحيرة طبريا حتى مدينة يافا”.

وشن حزب الله اليوم الثلاثاء أكبر هجوم صاروخي من جنوب لبنان على #حيفا وخليجها بعشرات الصواريخ من مناطق يُجري الجيش الإسرائيلي فيها عملياته البرية، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار بمناطق عديدة في الوقت نفسه.

مقالات مشابهة

  • قائدان في الحزب استهدفتهما إسرائيل في لبنان وسوريا.. من هما؟
  • طهران تعيد التقاط أوراقها اللبنانية
  • رسالة مهمة من الموساد لـ CIA بخصوص لبنان.. هذه شروط إسرائيل
  • الصحة اللبنانية تعلن ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية
  • حزب الله يصدم إسرائيل باختراق الأراضي المحتلة.. ماذا فعل؟
  • الدويري: إسرائيل تسعى لموطئ قدم بغزو جنوب لبنان
  • ‏وزارة الصحة اللبنانية: 2083 قتيلا و9869 جريحا منذ بدء التصعيد مع إسرائيل
  • اليونيفيل: القوات الأممية مستمرة في مواقعها على الحدود اللبنانية
  • مقتل جندي إسرائيلي قرب الحدود اللبنانية و«حزب الله» يقصف حيفا وطبريا