شاهد.. حضر الحزن وغابت الاحتفالات المتوارثة في موسم قطف الزيتون بغزة
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
غزة- متوشحة بالكوفية الفلسطينية تشارك ريهان شراب أسرتها في قطف الزيتون من أرضها في منطقة "معن" شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
لكن هذه المرأة التي تنحدر من أسرة تتوارث مهنة الزراعة وتمتلك مساحات من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، تفتقد للعام الثاني على التوالي عادات وطقوس متوارثة عبر الأجيال وتضفي الكثير من البهجة على موسم قطف الزيتون، الذي يجله الفلسطينيون ويستقبلوه بفعاليات احتفالية رسمية وشعبية.
وتغيب هذه الطقوس عن أسرة ريهان، وتقول للجزيرة نت إن "الموسم بلا طعم" مع غياب كثير من الأعمام والأقارب والجيران الذين شردتهم الحرب، فمنهم الشهيد والجريح، وغالبيتهم نازحون، وللعام الثاني على التوالي "لا يجمعنا موسم الزيتون".
ولشجرة الزيتون قيمة كبيرة لدى الفلسطينيين وينظرون إليها كرمز لتجذرهم بهذه الأرض وارتباطهم بها، ويستقبلون محصولها سنويا باحتفالات تعلو فيها الأهازيج والأغاني التراثية على وقع الدبكة الشعبية، في حين تنشغل النساء بإعداد وجبة الإفطار التقليدية من زيت الزيتون والزعتر والشاي، ومن ثم يذهبن للمشاركة في القطف قبل تحضير "المقلوبة" على نار الحطب كوجبة غذاء.
لم يتبق من كل الطقوس سوى هذه، تشير ريهان إلى كوفية توشحت بها، وتقول إن شجرة الزيتون كانت أحد أهداف الاحتلال خلال الحرب، وقد تعرضت مساحات واسعة للتجريف والتدمير، وتشرد المزارعون وتشتت شملهم بين شهيد وجريح ونازح.
"في مثل هذه الأوقات من كل عام نقضي أيامنا من الصباح الباكر وحتى ساعات المساء بين أشجار الزيتون، نتشارك الغناء والضحكات، فأين من كانوا يشاركونا هذه الأفراح؟"، تتساءل ريهان وتجيب في الوقت نفسه "الحرب دمرتنا وفرقت شملنا".
وبفعل هذه الحرب التي توشك على إتمام عامها الأول في السابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تبدلت أفراح المزارعين لخوف شديد وقلق على مدار اللحظة وهم يعملون في أراضيهم، وغالبيتها متاخمة أو قريبة من السياج الأمني الإسرائيلي على امتداد الحدود الشرقية للقطاع.
وتضيف ريهان "بكرنا (سارعنا) في قطف الزيتون خشية أي تطورات تفسد علينا الموسم مثلما حدث الموسم الماضي"، في إشارة منها إلى تزامنه مع اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويبدأ موسم قطف الزيتون في فلسطين سنويا من مطلع أكتوبر/تشرين الأول وحتى ما بعد منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، غير أن مزارعين في جنوب قطاع غزة فضلوا التبكير في قطفه بالثلث الأخير من سبتمبر/أيلول الجاري توجسا من فشله وخسارة الثمار.
وفشل الموسم الماضي بالنسبة لغالبية المزارعين الغزيين، خاصة في شمال القطاع، بينما استغل مزارعون في جنوبه هدنة مؤقتة امتدت 7 أيام في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي وقطفوا ثمار الزيتون من أراضيهم التي لم تطلها أعمال التجريف والتدمير الإسرائيلية.
وبالنسبة لريهان وأسرتها فإنهم يخشون من خسارة الموسم، أو حدوث ما يحول دون وصولهم إلى أرضهم في واحدة من مناطق شرق خان يونس التي دأبت قوات الاحتلال على إجبار سكانها على النزوح المتكرر، ولذلك فضلوا القطف المبكر للزيتون.
وتشكو ريهام من أن الموسم الحالي ليس وفيرا، وحبات الزيتون صغيرة وليست كما كانت عليه في أعوام سابقة، وتُرجع السبب إلى تعذر وصول المزارعين إلى أراضيهم والاهتمام بها.
وبرأيها، فإن الموسم الحالي "سيئ جدا" من حيث جودة الثمار وكميتها، وتفيد بأن كثيرا من أقاربها والمعارف والجيران إما خسروا أشجارهم التي جرفتها ودمرتها آليات الاحتلال وغاراته، أو أنهم أهملوها بسبب الخوف وعدم توفر المواد والمعدات الزراعية والمياه وكان إنتاجها سيئا وضعيفا.
ومن بين أصناف كثيرة من السلع والمواد، تمنع سلطات الاحتلال الأدوية والأسمدة والمستلزمات الزراعية من دخول القطاع عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد الخاضع لسيطرتها، وتفرض عليه قيودا مشددة، في وقت تواصل فيه إغلاق معبر رفح البري مع مصر منذ اجتياحها مدينة رفح في السادس من مايو/أيار الماضي.
ويتفق المزارع يوسف شراب مع ريهان في وصفها للموسم بأنه "سيئ"، ويقول للجزيرة نت إن قوة الانفجارات الناجمة عن الغارات الجوية والمدفعية تسببت في تساقط محصول الزيتون عن الأشجار المتبقية، في حين تعرضت مساحات واسعة مزروعة بالزيتون للتجريف والتدمير.
ويجزم أن الموسمين الحالي والماضي هما الأسوأ في حياته كمزارع توارث هذه المهنة عن أبيه وأجداده، ويشرف على مساحات واسعة من الأراضي الشجرية في منطقة "القرارة" شمال شرقي مدينة خان يونس، وقد تعرضت لتجريف ودمار واسعين.
وبينما كانت زوجة شراب وأطفالهما يعملون على فرز حبات الزيتون من بقايا أشجار سلمت من التدمير، وتجهيزها سواء للعصر وإنتاج الزيت أو تخليلها وتخزينها وتناولها كمقبلات، يضيف أن القليل من المعاصر لا تزال تعمل في جنوب القطاع جراء أزمة انقطاع الكهرباء الدائمة منذ اندلاع الحرب أو لشح الوقود.
بدوره، فرغ المزارع محمد قديح من قطف الزيتون من أرضه الزراعية في بلدة عبسان التي تبعد بضع مئات من الأمتار عن السياج الأمني الإسرائيلي شرق خان يونس، ويشعر بحسرة شديدة لتدني جودة الثمار وقلتها، ويتساءل في حديثه للجزيرة نت "هل يعقل أن هذا إنتاج 50 شجرة زيتون؟".
ويقدر قديح أن هذه الكمية "لا تزيد على 50 كيلوغراما من الزيتون حباته صغيرة ويابسة ولونها يميل للسواد، ولا تصلح للعصر وإنتاج الزيت، وسيئة في حال تخليلها ولا تكفي لأسرته و6 أسر من عائلته".
وحسب وزارة الزراعة في غزة، فإن 50 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) كانت مزروعة بمليوني شجرة زيتون قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية التي أتت بالتجريف والتدمير على مساحة 40 ألفا و500 دونم.
وقال مدير عام دائرة البستنة الشجرية بالوزارة المهندس محمد أبو عودة -للجزيرة نت- إن هذه المساحة كانت تمثل 50% من مساحة البستنة الشجرية على مستوى القطاع، تنتج 15 ألف طن زيتون للتخليل و35 ألف طن للعصر، و5 آلاف طن زيت زيتون، وبفعل الحرب هناك عجز بـ2500 طن من زيتون التخليل و4 آلاف طن من زيت الزيتون.
وبخصوص أثر الحرب على معاصر الزيتون، أوضح أبو عودة أن 40 معصرة كانت تعمل على مستوى القطاع قبل اندلاع الحرب، خرجت غالبيتها عن الخدمة ولم يتبق سوى 6 معاصر فقط: واحدة في شمال القطاع، و4 بالمحافظة الوسطى، وواحدة في خان يونس.
وإضافة إلى التدمير، يحدد المتحدث أسبابا لخروج المعاصر عن الخدمة، أبرزها ارتفاع التكاليف الإنتاجية، وانقطاع الكهرباء وشح الوقود اللازم للتشغيل، وعدم توفر كميات من ثمار الزيتون بسبب التدمير والتجريف، وعدم توفر عبوات التعبئة للزيت وثمار الزيتون.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات مساحات واسعة اندلاع الحرب قطف الزیتون للجزیرة نت الزیتون من خان یونس
إقرأ أيضاً:
فودين: الفوز بكأس إنجلترا والمربع الذهبي بالدوري الإنجليزي يمكن أن ينقذا موسم مانشستر سيتي السييء
يعتقد فيل فودين، مهاجم فريق مانشستر سيتي، أن الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى بترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز "سينقذ موسما سيئا" ويؤهل فريقه للمنافسة على الألقاب الكبرى مجددا.
ويعاني مانشستر سيتي من النتائج السيئة خلال الموسم الحالي، حيث تكبد 9 هزائم تسببت في ابتعاده مبكرا عن صراع المنافسة على لقب الدوري المحلي، الذي توج به في المواسم الأربعة الأخيرة، في ظل ابتعاده بفارق 22 نقطة كاملة خلف ليفربول (المتصدر).
كما ودع الفريق السماوي بطولة دوري أبطال أوروبا مبكرا أيضا، حيث خسر أمام ريال مدريد الإسباني في الدور المؤهل للأدوار الإقصائية في المسابقة القارية.
ويسعى مانشستر ستي للتتويج بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي وكذلك كأس العالم للأندية، الذي يقام بالولايات المتحدة صيف العام الحالي، لتجنب الخروج دون ألقاب خلال الموسم الحالي.
ورغم أن تلك المسابقتين لم يتصدرا أولويات مانشستر سيتي في أغسطس الماضي، فإن فودين شدد على ضرورة الفوز بهما، أملا في الاستفادة من الموسم المخيب الذي يعاني منه الفريق، الذي يحتل المركز الخامس بترتيب الدوري الإنجليزي حاليا.
وقال فودين لوكالة أنباء (بي أيه) البريطانية، اليوم الاثنين "إنه أمر بالغ الأهمية. أشعر أن فوزنا بكأس الاتحاد الإنجليزي وإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى سينقذ موسما سيئا بالنسبة لنا".
أضاف فودين "من أهم أهدافنا الآن ضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. الأمر بين أيدينا إذا فزنا بمبارياتنا المتبقية، وينبغي علينا أن نؤمن بقدرتنا على تحقيق ذلك".
أوضح فودين "سيكون الأمر إيجابيا للغاية، وربما ندخل الموسم المقبل بثقة أكبر. لم يكن هدفنا أن نكون هنا في بداية الموسم، ولكن هكذا هي كرة القدم أحيانا، فلا أحد يعلم ما يخبئه لنا المستقبل".
وتابع "دائما ما تتطور الفرق وتشكل تحديا لنا، صحيح أننا واجهنا بعض التراجع هذا الموسم، لكن لا يزال بإمكاننا إنهاء الموسم بقوة وإنقاذه إن شئت".
وخلال 8 سنوات قضاها في صفوف مانشستر سيتي، فاز فودين /24 عاما/ بستة ألقاب في الدوري الإنجليزي، ولقب وحيد بدوري أبطال أوروبا، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين، وأربعة ألقاب في كأس الرابطة، وذلك في فترة ذهبية غير مسبوقة تقريبا لأحد خريجي أكاديمية النادي، .