لم يعد وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان يمثل أي أولوية بالنسبة لإسرائيل، إذ تعتبر هذه الحرب مرحلة أولى في استراتيجية مرتفعة السقف لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الإسرائيلي الذي تحمله حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وبات يحظى بتأييد أغلبية المجتمع الإسرائيلي الذي يميل بشدة نحو التطرف.
الولايات المتحدة ترى أن إسرائيل تخوض هذه الحرب دفاعاً عن النفس، ومن حقها أن تستخدم ما تراه مناسباً من وسائل العنف حتى لو ارتكبت جرائم حرب وإبادة، وحديثها عن السعي لوقف إطلاق النار هدفه إعطاء إسرائيل المزيد من الوقت لاستكمال أهدافها التي أعلنتها في بداية الحرب، ضد عدو مشترك في غزة ولبنان ترى أنه يمثل أذرعاً إيرانية تهدد مصالحهما، ويجب التخلص منها.لذلك فإن الولايات المتحدة وهي تحاول الظهور بمظهر من لا يريد توسيع رقعة الحرب، فإنها من جهة أخرى تقوم بإمداد إسرائيل بكل وسائل التدمير، وتسد الطريق على جهود الدول الأخرى التي تريد وقف الحرب، وترى أن إسرائيل تجاوزت كل الحدود في حربها التدميرية، ما يعني أن الاستراتيجية الإسرائيلية المدعومة أمريكياً مفتوحة في الزمان والمكان، وبذلك فإن عنصر الوقت الممنوح لإسرائيل من جانب الإدارة الأمريكية يوفر لها القدرة على المزيد من التقتيل والتدمير، ويزيد مخاطر انزلاق المنطقة إلى حرب أوسع.
تراهن إسرائيل من خلال حروب الإبادة على تحقيق «نصر مطلق» يعتبره نتنياهو فرصة لإقامة نظام إقليمي جديد يستند إلى نتائج الحرب، ومن المفترض أن يخدم رؤيته في ما يتعلق بموازين قوى إقليمية، تحتل فيه إسرائيل موقع الدينامو والمحرك، ويستبعد أي قوة إقليمية أخرى، أو يضعها في أحسن الأحوال تحت رحمته. أيضاً، فإن نتنياهو يستقوي في موقفه بسيطرة اليمين الإسرائيلي الديني المتطرف على المفاصل السياسية والأمنية، وبالمجتمع الإسرائيلي في المضي بحربه إلى ما لا نهاية من أجل استكمال تحقيق هدف «إسرائيل الكبرى».
إذا حقق نتنياهو أهدافه فلا مكان لحل الدولتين، ولا ضمانات لانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وما من قوة تمنعه من التوسع في كل الاتجاهات.. لكن أيضاً لن تنعم إسرائيل والمنطقة بالهدوء والسلام. لهذا لا بد من موقف عربي ودولي مختلف يوقف الحرب، ويضع حداً لأهداف نتنياهو المجنونة، وإطلاق مسار سلام جديد ينقذ المنطقة من حريق كبير قد تكون له تداعيات كارثية على السلام العالمي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
نتنياهو ينتظر الوقت المناسب لتنفيذ مخطط تهجير سكان غزة
قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، لوسائل إعلام إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ، "يُبدي انفتاحا لدفع الهجرة من غزة "، لكن تقريرا نُشر اليوم، الإثنين الثاني من ديسمبر 2024، أكد أن نتنياهو هو أول من وضع فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وحاول تنفيذها منذ سنة.
وأعلن نتنياهو خلال اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست ، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، أنه يعمل على تنفيذ "هجرة طوعية" لسكان قطاع غزة إلى دول أخرى، واعتبر أن "مشكلتنا هي (إيجاد) الدول المستعدة لاستقبالهم، ونحن نعمل على هذا الأمر"، وفق ما ذكر تقرير نشره موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري، اليوم.
وأضاف التقرير أن نتنياهو بدأ يعمل على تهجير سكان غزة، ووزير الخارجية في حينه، إيلي كوهين، الذي كان في نهاية ولايته في المنصب، شكل طاقما مهمته محاولة إجراء اتصالات مع دول إفريقية يمكن أن توافق على استقبال مهجرين من غزة، وبين هذه الدول الكونغو ورواندا.
وفشلت هذه المحاولات في أعقاب ضغوط دولية بعد النشر عن الخطوات الإسرائيلية، وعبرت الدول عن غضبها لمجرد التوجه إليها في هذا الموضوع. كذلك كان تعقيب الولايات المتحدة شديدا، الأمر دفع نتنياهو إلى الادعاء أن "هذه ليست سياسة الحكومة"، خلافا للمخططات التي وضعها قبل ذلك بأسبوع.
وأفاد التقرير بأن نتنياهو صمت منذئذ، "لكنه لم يتراجع عن فكرة الهجرة الطواعية، حسب أقوال بن غفير، التي لم يتم نفيها". كما أن "وزراء في الليكود، مثل غيلا غمليئيل التي تحمست لخطة الهجرة وادعت أنها الحل الوحيد، قرروا التحدث بشكل معتدل أكثر".
ونشر عضو الكنيست داني دانون، الذي يشغل حاليا منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، مع عضو الكنيست من حزب "ييش عتيد"، رام بن باراك، مقالا في صحيفة "وول ستريت جورنال"، عبرا فيه عن تأييدهما لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول في أنحاء العالم.
لكن وزراء حزبي الصهيونية الدينية و"عوتسما يهوديت" الفاشيين استمروا بإطلاق تصريحات حول الموضوع، والمنافسة في هذه التصريحات بين رئيسي الحزبين، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، كانت أكثر تطرفا. وسموتريتش يتحدث حاليا عن تقليص عدد السكان في غزة إلى النصف على الأقل، وبن غفير يعتبر أنه لن يكتفي باحتلال غزة، وإنما يجب تهجير سكانها.
وأعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ووزير الأمن الأسبق، موشيه يعالون، في اليومين الماضيين أن هذه التصريحات تدل على تطهير عرقي وجريمة حرب.
ولفت التقرير إلى أن "الشقيق التوأم للهجرة الطوعية هو الاستيطان في غزة، وهنا يوجد تفوق لسموتريتش على بن غفير. فسموتريتش هو وزير المالية، وأعضاء الصهيونية الدينية هم الذين يديرون المشروع (الاستيطاني في غزة)، الذي يحظى أيضا بتأييد صامت، وليس علنيا، من جانب نتنياهو ووزراء الليكود. وقد شارك 12 وزيرا و15 عضو كنيست من اليمين في المؤتمر التأسيسي للاستيطان في غزة الذي عقد في مباني الأمة (في القدس )، في كانون الثاني/ يناير الماضي".
وأضاف التقرير أن نتنياهو وجميع وزراء الليكود يؤيدون تهجير أكبر عدد ممكن من سكان غزة، "ولا فرق بينهم وبين بن غفير".
ونقل التقرير عن وزير في الكابينيت السياسي – الأمني، ويعتبر معتدلا، قوله "ليت هذا يحدث. سيفرح بذلك معظم مواطني الدولة. وحاليا لا يوجد لخطة الهجرة ولا للاستيطان في غزة احتمال واقعي. ولا يمكننا تنفيذ شيء فيما توجد مذكرة اعتقال ضد رئيس الحكومة صادرة عن المحكمة في لاهاي".
وقدر الوزير نفسه أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لن يوافق على تهجير الفلسطينيين والاستيطان في غزة، لكن تعامله وتعامل وزراء إدارته بشكل عام مع إسرائيل سيكون مختلفا.
وحسب الوزير الإسرائيلي، فإن التهجير والاستيطان في غزة لن يحدث، لكنه أضاف أن إسرائيل لن تنسحب من غزة مقابل تحرير الرهائن الإسرائيليين، "ولن يكون هناك وضعا تبقى فيه حماس في الحكم. ولن نسمح بضخ مليارات لإعادة إعمار غزة فيما حماس هناك، تستولي على المال وتضع يدها مجددا على مواد مزدوجة الاستخدام. ولن نبدأ كل شيء من جديد".
وخلص التقرير إلى أن "حكومة اليمين كلها تؤيد الهجرة الطوعية والاستيطان في غزة، والأغلبية صامتة بأمر من نتنياهو وينتظرون الوقت المناسب للخروج بتصريحات وأفعال، وفي هذه الأثناء لا توجد صفقة مخطوفين مقرونة بانسحاب من غزة إلى حدود العام 1967".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48