الثورة نت:
2025-03-04@03:50:17 GMT

وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

وما عليَّ إذا لم تفهم البقرُ

 

يبدو أن الشاعر الذي أطلق بيت الشعر المعنون به هذا المقال كان قد تعب في إقناع من حوله رغم أنه على صواب إلا أنهم كانوا يجادلون ويعاندون كما هو حالنُا اليوم مع المرتزقة والعملاء في الداخل اليمني والدول أو الجماعات التي لا تزال تعاند وتعتبر أن ما قامت به حماس وبعد ذلك حزب الله مغامرات غير محسوبة، كما وصفها في 2006م سعود الفيصل، وهي حالة مُشينة جداً تجعلُنا نعود بالذاكرة إلى تلك الأيام الخالدة حينما كانت قضية الشعب الفلسطيني تتصدر كل القضايا العربية وتحتل صدارة اهتمامات كل الأقطار، لكن يبدو أن أمريكا وبريطانيا بالذات استطاعتا خلخلة مبدأ الانتماء إلى العروبة والدين، فأصبحا مجرد شعارات موضوعة في الرفوف يتباهون بها دون أن يعرفوا معناها، وهذا ما يجري الآن من قبل قنوات الزيف والبهتان وعقول وأفئدة المزايدين من أبناء جلدتنا العرب والمسلمين، لأن هذه النفوس أصبحت مريضة بشيء اسمه الوهم الذي يوحي لهم أن أمريكا والكيان الصهيوني دول لا تُغلب، لذلك تعتبران أي فعل ضد هذا الكيان وتلك الدويلة مصدراً لعواقب وخيمة على الفاعل، وبالتالي يتندرون على الأعمال الأسطورية البطولية التي قام ويقوم بها الفلسطينيون في غزة والمجاهدون الأبطال في لبنان من أتباع أعظم وأقدس الشهداء في الزمن الحاضر، السيد حسن نصر الله طيب الله ثراه والأبطال من أبناء اليمن الميامين ، فالشهيد حسن نصر الله أصبح محفوراً في أذهان وأدمغة الصهاينة وصورة تفزع كل من في الغرب وفي المقدمة الصهاينة العرب، مع أنه ظل دائماً مدافعاً عن الحق كل همه أن ينتصر لقضية الأمة الأساسية قضية فلسطين التي في الأخير قدم روحه العظيمة رخيصة في سبيلها ومعه كوكبة من الشهداء الذين استهدفتهم دويلة الكيان الصهيوني، أقول الكيان الصهيوني وأرددها عشرات المرات كي يفهمها بقية الإعلاميين العرب والمسلمين، فهذه الثوابت اتفق عليها وزراء الإعلام العرب في دمشق عقب انتصارات أكتوبر 1973م، فلقد عقدوا اجتماع خاص وحددوا فيه المصطلحات التي يجب أن تُطلق على كل ما يتعلق بهذا الكيان الغاصب، ومنها عدم ذكر دولة إسرائيل في أي مناسبة من المناسبات وتُستبدل بكلمة الكيان الصهيوني الغاصب، إلى غير ذلك من المصطلحات التي وزعت في تلك الأيام على عدد من مؤسسات الإعلام العربية باستثناء دول الخليج والسعودية، وكان الموزع مُصيباً في ذلك، فهاهي هذه الدول تستبسل في الدفاع عن ما يُسمى دولة إسرائيل، وتبالغ في انتصاراتها الوهمية بشكل يفوق كلياً ما يقوم به الإعلام الصهيوني أو الأمريكي، فلو عدنا قليلاً فقط لمتابعة قناة الحدث الأكبر أو العبرية “العربية” كما يسمونها زوراً وبهتاناً لعرفنا حقيقة هذا الإعلام ودوره الخبيث في تثبيط الهمم والإمعان في تمزيق أشلاء الأمة مذهبياً أو مناطقياً أو حزبياً وبكل الوسائل غير الشريفة فقط خدمة لدويلة الكيان الصهيوني، لو عدنا كذلك لعرفنا أين مصدر الخطر القائم الآن على الأمة ولوجدنا أن الصهاينة العرب هم الأكثر خطراً على هذه الأمة ومستقبل أجيالها الصاعدة، مهما تحدثنا عن هذه القنوات الزائفة فإننا لن نصل إلى وصف ما تقوم به من أعمال خبيثة وما تكنّه من حقد للأمة، وكيف تحولت إلى مصادر دعم وإسناد لدويلة الكيان الصهيوني وهو ما يجعلنا نحذّر من دور هذه القنوات والأخرى التي تسير على نهجها وتُسمي نفسها بالعربية .

يا إخوة.. الصراع همجي والأمة أمام مُنزلق خطير تُريد من خلاله أمريكا ودول الغرب أن تطوع كل ما هو عربي وإسلامي ليصبح أسيراً لها وطوع بنانها، مع ذلك لا تزال أفكار الكثيرين محنطة وغير قابلة للفهم ومعرفة المخططات الإجرامية الخبيثة وهو ما يجعل شطر بيت الشعر السابق ينطبق عليهم كل الانطباق، بل إن البقر أحياناً تفهم حركات المشرف عليها، أما هؤلاء فلقد بات الفهم عصياً على أذهانهم، ولم يعُد هناك مجال لإعادتهم إلى الصواب، لكن ضربات الأبطال وقوة بأسهم ستجعل كل شيء يعود إلى طبيعته وتؤكد فوز الأمة أخيراً باستعادة مكانتها وقوتها بتحرير الأرض المغتصبة من قبل الصهاينة الأشرار .

وفي الأخير.. أقول لقادة حزب الله ما قاله المتنبي العظيم قبل مئات السنين:

ومن الروم خلف ظهرك رومٌ فعلى أي جانبيك تميلُ

والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد جلسة من جلسات ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية عقب صلاة التراويح بالجامع الأزهر تحت عنوان «الشائعات»، بحضور نخبة من علماء الأزهر، حيث شارك في الملتقى الدكتور محمد أبو زيد الأمير، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.

وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري أن الشائعات تمثل خطرًا داهمًا يهدد وحدة الأمة وتماسكها، ولذلك وضعت الشريعة الإسلامية سياجًا حصينًا لمنع انتشارها، وجاء الأمر الإلهي واضحًا في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾، حيث لم تأتِ كلمة أخرى تغني عن «فَتَبَيَّنُوا»، لأن ديننا قائم على التبين والتثبت، ورسولنا ﷺ مكلف بالتبيين، كما قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾. فالشائعة قد تقتل بريئًا، أو تهدم بيتًا، أو تؤجج فتنةً، لذلك كان التثبت أمرًا إلهيا لا يقبل التساهل.

وأوضح أن الشائعات لها آثار مدمرة لا يمكن الاستهانة بها، فقد تسببت عبر التاريخ في إزهاق أرواح وسفك دماء دون وجه حق. ويكفي أن نرى كيف تنتشر بعض الأخبار الكاذبة فتثير الفوضى والاضطراب، مما يؤكد أن الشائعة ليست مجرد كلمة تُقال، بل سهم قاتل يُطلق بلا تفكير. فالمسلم مسؤول عن الكلمة التي ينطق بها، وعليه أن يكون عونًا على نشر الحق لا وسيلةً لترويج الباطل والفتن.

من جانبه، شدد الدكتور محمد أبو زيد الأمير على أن الشائعة جريمة ضد الإنسانية، فهي تهدد أمن المجتمع، وتزعزع استقرار الأسرة، وتثير الفتن بين الأفراد. ومروجها مجرم في حق دينه وأمته، إذ يسهم في نشر الفوضى وبث الرعب وإشاعة الفساد. ولذا حذرنا الله سبحانه من أمثال هؤلاء بقوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُۥ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ﴾. فالشائعات قد تكون مغلفة بكلام معسول، لكن حقيقتها مريرة ومدمرة.

وأضاف أن مروج الشائعة شخص ضعيف الدين، خبيث النفس، منحرف التفكير، عديم المروءة، تتقاطر من كلماته الخسة والدناءة. فتراه ينشر الأخبار المغلوطة دون وازع من ضمير، متلذذًا بتخريب العلاقات وإثارة البلبلة. ولذا علينا جميعًا أن نكون حائط صد ضد الشائعات، فلا نردد كل ما نسمع، بل نتحرى الدقة ونتثبت قبل نشر أي خبر، حمايةً للمجتمع من الفتن والمخاطر.

و أوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد أن الشائعات سلاح خطير يهدد استقرار المجتمعات، فقد تسببت في القطيعة بين الأحبة، وأثارت الفتن بين الأشقاء، بل وزعزعت استقرار الدول والأسر. ولذا عالجها الإسلام بحكمة من خلال صيدلية التثبت، حيث أمرنا الله سبحانه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾. فالمسلم لا يأخذ الأمور بالظن، لأن الظن أكذب الحديث، ومن ينشر الشائعات دون تحقق يقطع أواصر المحبة ويشيع الفوضى في المجتمع.

وأشار إلى أن الشائعات طالت حتى النبي ﷺ في حادثة الإفك، لكنه واجهها بالصبر والحكمة، حتى أنزل الله القرآن ليبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها ويضع منهجًا للتعامل مع الأخبار الكاذبة. لذلك، على كل مسلم أن يكون مسؤولًا عن كلمته، فلا ينشر إلا ما تأكد من صحته، حتى نحفظ مجتمعاتنا من الانقسام والاضطراب.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: ندعو الله أن يوفِّق القادة العرب في القمة العربية ووضع حدٍّ للغطرسة والفوضى التي يتعامل بهما الداعمون للكيان المحتل
  • ألمانيا تطالب الكيان الصهيوني برفع القيود على دخول المساعدات لغزة
  • المحاضرات الرمضانية.. تزكية النفس ومواجهة التحديات الخارجية
  • رسالة إلى القمة العربية في القاهرة: التاريخ لا يرحم!
  • المحاضرات الرمضانية .. نحو تزكية النفس ومواجهة التحديات الخارجية
  • ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • شيخ الأزهر: الأمة الإٍسلامية في أشد الحاجة إلى الوحدة لمجابهة تحديات العصر
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا