عربي21:
2025-03-18@11:26:55 GMT

غزة السماء

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون- 169 آل عمران

في الجنة، هناك مدينة تُسمى غزة، مخصصة لشهداء غزة. تشبه غزة التي نعرفها، لكنها أجمل بكثير مما يمكن للعين أن تراه أو للأذن أن تسمعه. هذه المدينة تضم مدارس، وجامعات، ودور عبادة، ومتاحف، وشواطئ محاطة بالنخيل، حيث تعيش الأرواح في سلام وجمال لا مثيل له.



في تلك المدينة، تتحول الأحلام إلى حقيقة. لا حصار ولا خوف، لا قصف ولا جنود أشرار، ولا طائرات مسيّرة تُقلق سكانها. لا أشلاء ممزقة مبعثرة، ولا صيحات أمهات مفجوعات بالألم، ولا ارتعاشات أطفال مذعورين، ولا بكاء رجال مكبوتين بالقهر. في غزة السماء، يتحقق كل ما حلم به أهلها، حيث يحتضن السلام والأمان كل روح، وينعم الجميع بالطمأنينة التي طالما تمنوها.

تقع هذه المدينة فوق غزة الأرض. مدينة هادئة وديعة، وكأن العالم كله يعتذر لأهلها عما قاسوه في الدنيا. أما على الأرض، فثمة مدينة محاصرة، مدمرة، تقف شامخة بقلوب أهلها الصامدة وابتهالاتهم المستمرة، في مواجهة جيش يمتلك أحدث الأسلحة وأشدها فتكًا. هذه المدينة الأرضية تواصل نضالها، تزرع الصمود في وجه الدمار وتغرس الأمل رغم كل الآلام.

من تحت الأنقاض، تزدهر الزهور التي سقيت بدماء الأطفال، معلنة إرادة الحياة في غزة أو الشهادة في سبيلها! تعلمنا غزة كيف نصمد رغم العواصف، وكيف نزرع الأمل وسط الخراب. في غزة، يسكن الألم في كل زاوية، وكل جدار يحكي قصة شجاعة وصمود لا ينكسر.

إنها المدينة التي فشل المجرمون في كسر إرادتها!

غزة السماء واحة من نور، منارة لكل المدن. مدينة تعكس عظمة أهلها وتضحياتهم وعزيمتهم. لا جدران مهدمة هناك ولا حدود تعزلها عن العالم، ولا أنفاق تُغمر بالمياه. هي حرة، متألقة، وصامدة بنورها الذي لا ينطفئ.

في غزة السماء، يظلهم شجر عظيم، يجتمع أهلها تحته، يذكرون أحباءهم وذكريات الصبر والثبات، ويرفعون أيديهم بالدعاء إلى الله أن يجمعهم بمن أحبوا. تلك الذكريات وهذه الدعوات كانت جواز سفرهم إلى غزة السماء، حيث لا فراق ولا ألم، بل لقاء يجمع الأرواح الخالدة في ظل الرحمة.

غزة السماء ليست مجرد مكان، بل هي شهادة على عظمة أهلها، وعزاء لأرواحهم التي صبرت واحتسبت. هي وعد من الله، إله هذا الكون، لأهلها بالسكينة التي طالما حلموا بها. في غزة السماء، لا يحتاج الأطفال إلى الاختباء من القنابل، أو كتابة أسمائهم على أجسادهم، أو تدوين وصاياهم. بل يمرحون ببراءة في حدائق لا تنتهي، ويطيرون في فضاءات خاصة لا تُفتح إلا لهم. هناك، يعانق الآباء والأمهات أطفالهم بلا فراق، في عالم لا يعرف سوى الأمان والفرح.

غزة السماء هي المدينة التي تستقبل أهل غزة الأرض، وتمنحهم الحياة الأبدية التي يستحقونها. مدينة لا تحاصرها القوانين الظالمة، ولا المصطلحات الكاذبة، ولا المنظمات الخادعة. هي المدينة التي يستحقها أهلها، حيث العدالة الحقيقية والكرامة التي لا ينالها إلا الصابرون والمضحون.

في غزة السماء، هناك أحياء تعكس عظمة ساكنيها، مثل حي الساجد وحي الأنيق، وحي آخر يُسمى حي السفير، يقطنه كل من استشهد خارج غزة ولكن من أجلها. يتربع في هذا الحي قصر منيف يسكنه الشهيد ماهر الجازي.

الدستور الأردنية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة غزة الاحتلال الإبادة الجماعية الشهداء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة السماء

إقرأ أيضاً:

كيف اكتشف سيدنا إبراهيم أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال  الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه حين نظر سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى الكواكب والنجوم والشمس، أدرك بعد تأمل عميق أنها ليست آلهة، لأنها تخضع لقوانين التغيير والتحول، فاستنتج أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير، هو الذي خلق هذه الأجرام وسائر المخلوقات".
وتابع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، مقدم برنامج اسأل المفتي، المذاع على قناة صدى البلد، أن الإنسان إذا تأمل في ملكوت السماوات والأرض سيدرك النظام البديع الذي وضعه الله في الكون، وسيكتشف الإتقان والإحكام الذي يؤكد الوجود الإلهي، مؤكدًا أن النظر في العالم العلوي والسفلي، وتأمل النفس البشرية.
وشدَّد فضيلة المفتي على أن الإسلام لم يضع العقل في مواجهة مع النصوص الدينية، بل جعله أداة لفهم هذه النصوص، مستشهدًا بما ذهب إليه العلماء من أن العقل والنقل يكمل أحدهما الآخر. وأوضح فضيلته أن بعض الناس قد يروجون لوجود تعارض بين المدرسة العقلية والمدرسة النقلية، وهذا غير صحيح، لأن الإسلام لا يقف ضد العقل، بل إن العقل يعد من مصادر التشريع الإسلامي، ويتجلى ذلك في القياس، وهو عمل عقلي يستند إلى أسس شرعية.
وأضاف فضيلة المفتي أن الفيلسوف الإسلامي ابن رشد أكَّد على العلاقة القوية بين النصوص الدينية والأدلة العقلية، موضحًا أن أي ادعاء بوجود تعارض بينهما يرجع إما إلى سوء الفهم، أو ضعف التأمل، أو الأهواء الشخصية. كما أشار فضيلته إلى أن العلماء اعتبروا أن الله تعالى أرسل نوعين من الرسل للبشرية: الأول هو الرسول الظاهر وهو النبي، والثاني هو العقل الذي يعد أداة داخلية للوصول إلى الحق، ولا يمكن أن يستقيم أحدهما دون الآخر، فكما أن اتباع النبي واجب، فإن استقامة العقل ضرورية لفهم الدين بشكل صحيح.

وأشار إلى أن بعض المغرضين قد يحاولون إحداث قطيعة بين العقل والنقل، عبر اجتزاء القراءة للنصوص الدينية، أو إخراجها عن سياقها، أو الترويج لشبهات قائمة على مغالطات، مستدلًّا بقوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71]، مؤكدًا أن التأمل المنهجي في النصوص الدينية وَفْقَ الضوابط المعروفة يقود إلى إدراك أنها لا تتعارض مع العقل السليم، بل تتناغم معه.
 

مقالات مشابهة

  • بهمة أهلها وأيادي مزارعيها.. غوطة دمشق تزهر من جديد
  • كيف تكون السماء في ليلة القدر؟ وما هي علاماتها؟
  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا
  • يُشاهد بالعين المجردة.. رصد اقتران قمر رمضان بنجم السمّاك الليلة
  • نجم الجدي
  • قيثارة السماء في شهر رمضان «الشيخ محمد رفعت»
  • في قلب دمشق.. أهازيج الحرية تصدح وفرحة الأهالي تعانق السماء
  • عون: لا استقرار بلبنان ما دام هناك احتلال في الجنوب
  • كيف اكتشف سيدنا إبراهيم أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير؟
  • قصة الوادي الصغير (27)