عمليات إسرائيل المكثفة في شمالي غزة.. ما الهدف؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
تثار تساؤلات بشأن أهداف إسرائيل من تكثيف جيشها عملياته البرية والجوية في شمال غزة مجددا، وما إذا كانت تسعى إلى إفراغ المنطقة من سكانها، حيث طوقت قواتها مدينة جباليا وبعض المناطق المحيطة بها.
والاثنين، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تحذيرا على وسائل التواصل الاجتماعي طلب من سكان بلدات بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون في شمال غزة وأحياء أخرى إخلائها والانتقال إلى جنوب غزة.
ويرى الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية الإسرائيلية، أمير أورن، في مقابلة مع قناة "الحرة" من تل أبيب، أن "هناك حاجة للتمييز بين الأبعاد العملياتية والتكتيكية والاستراتيجية".
وبشان التكتيكات، يقول أورن إن الجيش الإسرائيلي كان قد دخل إلى شمال غزة في أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر، وعندما تمت السيطرة على مناطق مثل بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، انتقل الجيش إلى الجنوب في مدينة رفح.
وأضاف أنه "مع بقاء جيوب المقاومة في الشمال، كان على إسرائيل أن تعود لضرب هذه المواقع، وهذا ما يحدث اليوم".
سكان قطاع غزةأما من الناحية الاستراتيجية، فأكد أورن أن "المبدأ الدفاعي الإسرائيلي يعتمد دائما على القيام بحملات سريعة أو قصيرة".
ولفت إلى أن إسرائيل "لا تمتلك القدرة على الاستمرار في حرب طويلة"، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يسعى شخصيا لـ "إطالة أمد الصراع، نظرا لتبعاته السياسية، حيث يمكن أن يستخدمه كوسيلة لصرف الأنظار عن مشاكله القانونية".
وقال أرون إن "نتانياهو يريد شخصيا أطول حرب ممكنة، وعندما لا تكون هناك حرب، فَعَليه أن يواجه القضاة في محاكماته الخاصة بالفساد وربما الحكومة تنهار وبالتالي المصلحة القومية الإسرائيلية ومصلحة نتانياهو الشخصية تتعارضان".
"تغيير المسار أو وقف الخدمة".. عشرات الجنود الإسرائيليين يحذرون الحكومة وجه 130 جنديا إسرائيليا رسالة تحذيرية، أعلنوا فيها عزمهم على التوقف عن الخدمة العسكرية ما لم تبادر الحكومة بالعمل على إبرام صفقة لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار.واستمر القصف المكثف، الأربعاء، وإغلاق الطرق ما حال دون وصول المساعدات، وفق ما أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة.
والهدف المعلن للجيش هو "تدمير القدرات العملاتية لحماس" بعدما تحدث الجيش الاسرائيلي عن مؤشرات تدل على أن الحركة "تعيد تجميع قواتها" بعد قصف ومعارك متواصلة منذ سنة، ولذلك طلب الجيش من السكان إخلاء المنطقة.
وقال العميد في الاحتياط، أمير أفيفي، إن "ما سنراه في المناطق التي تم إخلاء المواطنين منها إلى الجنوب هو أن جيش الدفاع الإسرائيلي سيكون قادرا على فرض حصار على المنطقة".
وأضاف أن الحصار سيشمل "التأكد من عدم وصول أي مساعدات إنسانية إلى هذه المنطقة"، لإجبار المقاتلين على الاستسلام.
وبشأن موقف واشنطن مما يحدث، قال مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، لاري كورب، في مقابلة مع قناة "الحرة" إن الولايات المتحدة تحاول أن تقنع الحكومة الإسرائيلية أنه "لا يمكن الفوز في الحرب في غزة عسكريا".
وأضاف أنه "لا يمكن أن تقتل كل شخص في الطرف الآخر، يجب أن تصل إلى نوع من وقف إطلاق النار ثم الحديث عن ما سيحدث بعد الحرب"، مستشهدا بالتجارب التاريخية مثل حرب فيتنام.
ويقول كورب: "تعلمت شيئا عندما كنت شابا في فيتنام، نحن فزنا في كل المعارك ولم نفز في الحرب. غالانت (وزير الدفاع الإسرائيلي) يعرف ذلك، وهو الذي قال إن هناك تهديدا أكبر من حزب الله، دعونا نذهب ونصل إلى اتفاق سلام في غزة".
View this post on InstagramA post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)
وأشار إلى أن من مصلحة إسرائيل الاستراتيجية أن توقف الحرب، معتبرا أن إسرائيل "تحول الرأي العام العالمي ضدها" عندما على سبيل المثال لا تترك وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" توفر المساعدات للمحتاجين".
والأربعاء، حذر أعضاء مجلس الأمن الدولي إسرائيل من المضي قدما في إقرار تشريعات تكبح نشاط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وإسرائيل على خلاف مع الأونروا إذ تتّهم بعضا من موظفي الوكالة الأممية بالمشاركة في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 وأشعل الحرب في غزة.
ووافقت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الأحد على مشروعي قانونين يهدفان إلى "إنهاء أنشطة وكالة الأونروا ومزاياها في إسرائيل"، في خطوة سارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التنديد بها.
وقالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الأربعاء، إن الولايات المتحدة "تتابع بقلق عميق المقترح التشريعي الإسرائيلي الذي قد يغيّر الوضع القانوني للأونروا".
وأضافت أنّ من شأن هذين التشريعين إذا ما أُقرّا أن "يعرقلا القدرة على التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين ويلغي الامتيازات والحصانات الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة وموظفيها في جميع أنحاء العالم".
وقالت الجزائر التي دعت مع سلوفينيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الأزمة في الأراضي الفلسطينية، إنّ "السلطات الإسرائيلية أعربت منذ سنوات عن رغبتها واستعدادها لتفكيك الأونروا".
وأجمع كل أعضاء مجلس الأمن الذين تحدثوا على دعوة إسرائيل إلى احترام عمل الأونروا وحماية موظفي هذه الوكالة.
وحذّر رئيس الأونروا فيليب لازاريني مجلس الأمن الدولي من أنّ "كبار المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تدمير الأونروا بأنه هدف حرب"، مشيراً إلى أنّ 226 من موظفي الأونروا قُتلوا خلال 12 شهرا.
View this post on InstagramA post shared by قناة الحرة | Alhurra (@alhurranews)
لكن كورب أشار إلى أن واشنطن حتى الآن لم تنجح في مسعاها من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ويحمل كورب المسؤولية لنتانياهو في عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد عام من الحرب.
ويؤكد كوري أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يقولون إن ما يحدث في غزة يجب أن يؤدي إلى دولة فلسطينية تشمل الضفة وغزة، "هذا موقفنا وموقف العالم كله ولكن هذا ليس موقف نتانياهو، وأعتقد أن علينا في مرحلة ما أن نستخدم النفوذ الرئيسي لدينا.
وأضاف: "جربنا كل شيء.. ولكن في حقيقة الأمر، أنه وإلى أن نهدد بحجب بعض الأسلحة التي نعطيها لإسرائيل، فلن يكون لنا أي تأثير، وإلى أن نفعل ذلك، فإن إسرائيل ستستمر في القتال، ونتانياهو سيبقى في منصبه".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: نتابع بترقب ونحبس أنفاسنا قبل وقف إطلاق النار في غزة
قالت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، في منشور على منصة إكس (تويتر سابقا): "من المتوقع أن يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ خلال ساعات قليلة.. نحن نتابع بترقب ونحبس أنفاسنا".
وكانت قناة القاهرة نيوز التابعة قد ذكرت أن مئات شاحنات المساعدات التي تحمل المواد الغذائية والملابس والإمدادات الطبية ومواد الإغاثة الأخرى تصطف بالفعل عند معبر رفح الحدودي.
وخلال الهدنة، سيكون بمقدور 600 شاحنة مساعدات الدخول إلى غزة يومياً بموجب الاتفاق – وهي زيادة كبيرة عما كان مسموحاً به حتى هذه اللحظة.
ومع ذلك، حذرت الأمم المتحدة من أن زيادة مخصصات المساعدات ستكون “مجرد بداية” في معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع.
وبعد مرور أكثر من عام على هذه الحرب الوحشية، يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد، وذلك بعد أن أعطت الحكومة الإسرائيلية موافقتها النهائية على هذا الاتفاق.
خلال المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر ستة أسابيع، سوف يُطلق سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين من بين 98 لا يزالون أحياء، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون، وستفرج إسرائيل عن نحو ألفي فلسطيني من سجونها.
وتتضمن هذه القائمة 737 محتجزًا من الذكور والإناث والقصر، بالإضافة إلى 1167 فلسطينيًا من غزة محتجزين في إسرائيل منذ بداية الحرب.