كتب عماد الدين أديب في" الشرق": إذا كانت هناك جائزة للصبر السياسي يمكن منحها هذا العام، فإنني أعتقد أن الرئيس نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في بيروت يستحقها. يحكم الرجل، بلا أي أدوات ممكنة للحكم ويقود وزارة منقسمة سياسياً، في دولة طائفية بامتياز، في اقتصاد منهار عالمياً أمام المؤسسات الدولية، وفي نظام مصرفي مأزوم لشعب يعيش جهنم معيشية ليل نهار منذ سنوات.
كل يوم يواجه الرجل مشاكل تزيد وحلولاً تقل! كل يوم كلما تغلب على مشكلة تولدت أمامه مئة مشكلة جديدة! كل يوم يطفئ ناراً فيجد نفسه يواجه ألف حريق إضافية غير متوقعة! هكذا يجد ميقاتي نفسه يرتدي خوذة الإطفائي، ويدير ملف المصرفي، ويحاور ويهادن هذه الكتل السياسية المتناحرة المتنافرة. يتحمل يومياً ما لا يطيقه بشر من شائعات وتسريبات كاذبة وادعاءات مدمرة. الرجل ليس بحاجة إلى وظيفة أو مدخول مالي شهري، ولكن الوطنية هي التي بحاجة ماسة إليه الآن كي يقوم بلملمة شظايا تفجير الوضع الأمني، وإعادة هندسة الاقتصاد، وتحقيق توافق سياسي لإنقاذ بلد بلا رئيس، وبلا حكومة ثابتة قادرة، وبلا برلمان قادر على الانعقاد وعمل نصاب قانوني لاختيار رئيس توافقي. الآن تبدو فرصة لتضميد الجروح ورفع أنقاض الوطن، ووجود حد أدنى لإعادة البناء للضاحية، وللحياة السياسية، وللاقتصاد المأزوموإعادة أكثر من مليون نازح إلى بيوتهم.
فعلاً الرجل يستحق جائزة الصبر على الابتلاءات السياسية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
محمد الأبيدي: الصبر على الابتلاء دليل على قوة الإيمان
قال الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الصبر هو عنوان الإيمان، وعندما نذكر الصبر، نذكر نبي الله أيوب عليه السلام، الذي يُعد شيخ الصابرين، لافتا إلى أن صبر سيدنا أيوب على المرض طويلًا حتى سمع بعض الناس يتحدثون عن خطأ ارتكبه، وأنه يُبتلى بسبب ذنب عظيم، ما دفعه إلى اللجوء إلى ربه بالدعاء قائلاً: 'إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين'، فاستجاب الله له ورفع عنه البلاء."
وأضاف الدكتور محمود الأبيدي، خلال تصريح اليوم الاثنين: "والمؤمن عندما يبتليه الله، يجب أن يتذكر ما قاله الخليل إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: 'فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين'، هنا نرى أن الابتلاءات التي يمر بها الإنسان هي امتحانات من الله سبحانه وتعالى، وهو في كل حال يُختبر."
وأوضح أن القرآن الكريم يذكر في سورة التغابن: "لَا بُلْوِنَّكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَتَسْمَعُونَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"، لافتا إلى أن الصبر على المرض له جزاء عظيم عند الله، حيث يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
وأشار إلى أن الابتلاء هو نوع من الاصطفاء من الله، وابتلاء المؤمن يقربه إلى ربه، وأن الصبر على المرض أو أي بلاء، حتى وإن كان بسيطًا كالدور البرد أو تعب خفيف، هو اختبار لله وإشارة لعلامة الإيمان في قلب المؤمن.
وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، مضيفا أن الاختبار الحقيقي يكمن في كيفية تعامل الإنسان مع البلاء، سواء كان في السراء أو في الضراء، فالصبر والشكر هما دليل الإيمان والتقوى.