كتب نبيه البرجي في" الديار": أمس، كان يوماً بالغ الأهمية على مسار الاتصالات المكوكية والمتشابكة لوقف النار بين لبنان و «اسرائيل». محادثات وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي في الرياض، وقبل الاتصال الهاتفي بين واشنطن و «تل ابيب»، الذي تردد أنه ينتظر نتيجة تلك المحادثات، ومع اعتبار أن نقطة التقاطع في بيروت هي «غرفة العمليات» في عين التينة.

 
وكان اعلان نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تفويض الحزب لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، قد أدى الى توضيح الصورة التي شابتها بعض الضبابية في الآونة الأخيرة. استطراداً اطلاق يد بري ان في ما يتعلق بالحراك السياسي الخاص بالاستحقاق الدستوري، وتحديداً حول اختيار المرشح التوافقي، أو في ما يتعلق بالحراك الديبلوماسي الخاص بالسعي الى وقف الـنار. 
ولقد بدا واضحاً من كلام الشيخ قاسم، أن الحزب الذي استكمل ترتيب أوضاعه بانتظار تسمية الأمين العام، قد استكمل ترتيب أوراقه، بعد تلك السلسلة من الأحداث الدرامية على مدى الأسابيع الأخيرة، بدلالاتها الزلزالية على المشهد السياسي والوطني العام، ليتأكد الاتجاه الى الفصل بين مساري غزة ولبنان، بعدما ذكرت المعلومات أن قيادة حركة «حماس» تمنت على قيادة الحزب التركيز على معالجة المشكلات اللبنانية، وذلك في ضوء تصريحات رئيس
الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو، والتي أعقبتها تصريحات وزير دفاعه يوآف غالانت، حول تغيير الشرق الأوسط انطلاقاً من البوابة اللبنانية، وبالصورة التي تمثل تهديداً حقيقياً حتى لوجود الدولة اللبنانية.
المعلومات تشير الى أن القطريين الذين دأبوا، ومنذ أن بدأت التطورات الميدانية تأخذ ذلك الشكل التصاعدي، على فتح قنوات التواصل بين واشنطن وطهران، كانوا يطلعون السعوديين على تفاصيل ما يجري، حتى اذا توجه وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الى الرياض، كانت الأجواء مهيأة لمباحثات ذات أهمية استثنائية.
وكانت معلومات طهران قد اشارت الى أن الزائر الايراني حمل معه مواقف وصفت بـ «الايجابية جداً»، يمكن ان تحمل المملكة، بما لها من ثقل سياسي على بعض مراكز القرار في واشنطن، على الدخول على خط الجهود الخاصة بوقف النار، وقبل اجراء الاتصال الهاتفي بين الرئيس جو بايدن وبنيامين نتياهو.
وكانت معلومات سابقة قد ذكرت أن القيادة السعودية، أخذت على القيادة الايرانية تباطؤها في القيام باي خطوة مؤثرة من أجل التفكيك التدريجي للأزمة في اليمن، سنداً لاتفاق بكين في 10 آذار 2023، ودون الاكتفاء بالهدنة التي أرست نوعاً من الستاتيكو الغامض، حتى اذا ما بدأ الهجوم الحوثي على ناقلات النفط، ازدادت تساؤلات السعوديين لما يشكله باب المندب من أهمية، بالنسبة الى أمن المعابر النفطية التي تنطلق من مرافئ الخليج.
المحادثات التي لم يغب عنها الموضوع اليمني، مع تعهدات ايرانية «اشد وضوحاً»، تركزت على حماية الأمن الاستراتيجي للمنطقة، مع التركيز على وقف النيران على الجبهة اللبنانية ـ «الاسرائيلية». المعلومات الأولوية تشير الى «انطلاقة ديبلوماسية» سعودية في هذا الاتجاه.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر سياسية موثوق بها لـ «الديار» أن السعوديين والايرانيين يتشاركون الرأي حول جدية وصدقية البيان الذي صدر عن اللقاء الثلاثي، الذي عقد في عين التينة الأسبوع الفائت، بين بري وميقاتي وجنبلاط، لاسيما حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 كمدخل الى وقف النار، وارساء اسس واضحة لخط الحدود بين لبنان و «اسرائيل»، على اساس اتفاق الهدنة في رودس في آذار 1949.
تفويض حزب الله لبري هو نقطة الانطلاق، وبعدما بات التصعيد على الأرض ينذر بعواقب خطرة على المنطقة باسرها، حتى اذا تمكنت الادارة الاميركية من «احتواء» رئيس الحكومة «الاسرائيلية»، وخصوصاً أن هذه الادارة حددت طبيعة الخطوات العسكرية التي يفترض أن يقوم بها، والتي تتلخص بتدمير البنى التحتية لحزب الله، وهو ما يبدو مستحيلاً، لا أن يتجاوز ذلك الى اطلاق ذلك الشعار الفضفاض «تغيير الشرق الأوسط»، الأمر الذي عجزت عن تحقيقه أكثر من ادارة أميركية، ومنذ عهد الرئيس جورج دبليو بوش التي أطلقت عنواناً لاستراتيجيتها «صناعة الشرق الأوسط الكبير»، وصف آنذاك، حتى داخل الأوساط السياسية الأميركي بـ «المشروع العبثي»

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حكومة سلام تنطلق في عملها اليوم بعد امتحان الثقة.. استنفار ديبلوماسي لوقف الخروقات الإسرائيلية

اختتم مجلس النواب جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، حيث قدّمت مداخلات 48 نائباً باسم الكتل النيابية أو تعبيراً عن آراء نواب مستقلين، خلال يومين وأربع جلسات. ومساء أمس، صوّت النواب على منح الحكومة الثقة فنالت الحكومة 95 صوتاً منحوها الثقة وحجب الثقة 12 نائباً هم نواب التيار الوطني الحر والنائبة سينتيا زرازير، مع امتناع 4 نواب عن التصويت وغياب 17 نائباً، وتنطلق الحكومة بهذه الثقة لتبدأ اليوم أول أيام حكمها المكتمل الأركان.
في جلسة الأمس المسائية تحدّث رئيس الحكومة نواف سلام فرد على مداخلات النواب وتساؤلاتهم، وحدد أولويات العمل الحكومي، فقال: "حان الوقت أن نعود إلى الممارسة السليمة لهذا النظام فتكون هناك أكثرية داعمة للحكومة وأقلية معارضة، وسنكون مستعدّين للمشاركة في جلسات المساءلة وسنصغي للانتقادات البناءة".
وعن أولويات الحكومة قال "ملتزمون بالعمل على تحرير الأراضي اللبنانية من العدو "الإسرائيليّ" وسنستمر في حشد التأييد العربي والدولي لإلزام "إسرائيل" بوقف خرقها للسيادة اللبنانية. وباشرنا منذ تأليف الحكومة بحملة دبلوماسية واسعة وسنعمل على حشد الدعم لإلزام "إسرائيل" بوقف خرقها للسيادة والانسحاب من أراضينا وتطبيق القرار 1701، وأكّدنا في البيان الوزاري حق لبنان الدفاع عن نفسه في حال الاعتداء عليه". وأضاف: "سنقوم خلال أسابيع معدودة بملء التعيينات بأشخاص ذوي كفاءة، وسنسير في إقرار اللامركزية وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية". وتابع: "سنعمل على حوار جدّي مع السلطات السورية ونؤكد على أساس عودة النازحين السوريين إلى بلادهم".
ديبلوماسيا تحدّثت مصادر رسمية عن استنفار ديبلوماسي لوقف الإعتداءات الإسرائيلية وخروقاتها المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار. مشيرة إلى أنّ لبنان على تواصل مباشر مع رئاسة لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، طالباً القِيام بما توجبه عليها مهمّتها لردع إسرائيل عن خروقاتها واعتداءاتها، وإلزامها إنهاء الاحتلال للنقاط الخمس على الحدود. كما جرى تواصل رسمي مماثل مع رعاة اتفاق وقف النار لإلزام إسرائيل باحترام الاتفاق والقرار 1701 .ربطاً بالاعتداءات والخروقات الإسرائيلية، تخوّف مصدر مسؤول ممّا سمّاها "مخاطر " تحاول إسرائيل أن تُعمِّمها على كل المنطقة.
يبرز في سياق متصل، موقف أميركي لافت في مضمونه وتوقيته عبّر عنه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي قال : "هناك الكثير من التغييرات العميقة التي تحدث ." ولفت إلى إمكانية التطبيع بين لبنان وسوريا، بعد الانتكاسات الأخيرة التي تعرّضت لها القوات في البلدَين المرتبطَين بالحكومة الدينية الإيرانية، قائلاً: "بالمناسبة، يمكنللبنان أن يحشد قواه وينضمّ إلى اتفاقات إبراهيم للسلام، كما هو الحال مع سوريا.   لبنان يمكن أن يتحرّك قريباً للانضمام إلى اتفاقات السلام، وسوريا قد تكون أيضاً في الطريق نفسه، ممّا يُشير إلى تغييرات عميقة تحدث في المنطقة ."
وتلقّى لبنان تأكيداً فرنسياً متجدّداً لتوفير كل مساعدة للبنان في المستويات السياسية والتقنية، وسعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إنشاء صندوق لدعم عملية إعادة الإعمار، على حدّ ما أبلغ السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو إلى وزير المال ياسين جابر.
وكشفت مصادر ديبلوماسية فرنسية عن برنامج تحرّك فرنسيفي هذا السياق إلى ما سمّتها قنوات التواصل المفتوحة مع مساعد للبنان، مشيرة الجانب الإسرائيلي لتحقيق الإلتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس اللبنانية التي أبقت على وجود جيشها فيها. ولفتت المصادر إلى أنّ باريس التي تنتظر إنجازات لحكومة نواف سلام في ما خصّ الخطوات الإصلاحية ومكافحة الفساد، ملتزمة بتوفير المساعدة للبنان لتمكينه من تخطّي أزمته، وضمن هذا السياق تندرج مبادرة الرئيس ماكرون لإنشاء صندوق دعم للبنان، بالتواصل المباشر مع أصدقاء لبنان الدوليِّين، ويُرجّح أن تكون العاصمة الفرنسية حاضنة لمؤتمر دولي حول لبنان في المدى المنظور. ورداً على سؤال أضافت المصادر، أنّ الرئيس جوزاف عون سيزور باريس بالتأكيد، وموعد هذه الزيارة يتحدّد بالتنسيق بين الرئاستَين اللبنانية والفرنسية. علماً أنّ الرئيس ماكرون، في زيارته الأخيرة إلى بيروت لتهنئة الرئيس عون بعد انتخابه، عبّر عن رغبته في استقبال الرئيس عون في الإيليزيه.


المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • هذا موعد زيارة رئيس الجمهورية للمملكة العربية السعوديّة
  • ما الدروس التي استخلصتها شعبة الاستخبارات الإسرائيلية من فشل السابع من أكتوبر؟
  • حكومة سلام تنطلق في عملها اليوم بعد امتحان الثقة.. استنفار ديبلوماسي لوقف الخروقات الإسرائيلية
  • الجيش اللبناني يعثر على جهازي تجسس إسرائيليين جنوبي البلاد
  • مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: ???? نرفض أي دعوات لوقف إطلاق النار ما لم يتم رفع الحصار عن الفاشر
  • محافظ المهرة بن ياسر يستعرض مع التنفيذيين نتائج زيارته إلى الرياض ودعم الأشقاء المستمر
  • وقف إطلاق النار الذي لم يُنفَّذ في غزة ولبنان
  • أكسيوس: زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط
  • مجلس النواب يدعو الاتّحاد البرلماني الدولي للتدخل لوقف العبث الأمريكي السعودي الإماراتي في اليمن
  • واشنطن تكشف عن تحركات عدائية جديدة ضد اليمن بالتعاون مع الرياض