محمد مغربي يكتب: العصا السحرية لشغب الملاعب!
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
منذ أيام قليلة، وتحديداً فى الدقيقة 69 من مباراة ديربى أتلتيكو مدريد وريال مدريد، اشتكى حارس مرمى الأخير كورتوا، للحكم بسبب استهدافه من قِبل جماهير أتلتيكو التى ألقت عليه العديد من المقذوفات، ما أدى إلى توقف المباراة لنحو 10 دقائق قبل أن تعود، وتفتح الشرطة الإسبانية تحقيق سرعان ما وصلت بموجبه إلى الفاعل، فتم القبض عليه بعد التبين أنه كان يحمل سلاحاً، وعلى أثر ذلك، أعلن نادى أتلتيكو إيقاف مشجعه هذا مدى الحياة.
تلك كانت الواقعة الأبرز رياضياً خلال الأيام الماضية، وهى واقعة طرحت العديد من الأسئلة، مثل كيف تم التعرّف على مرتكب هذا الفعل وسط عشرات الآلاف من المشجعين، وما دليل الإدانة الدامغ ضده، والأهم كيف حدث كل هذا فى ساعات قليلة جداً؟
هذا يقودنا إلى استراتيجية تأمين المباريات، التى أضحت علماً وتكنولوجيا وليست مجرد أفراد أمن مهمتهم تفتيش الجماهير قبل بدء المباراة ثم القبض عليهم فى حالة نزول أحدهم الملعب، وهو ما اعتدنا عليه خلال العقود الماضية، أما الآن فباتت هناك قاعدة بيانات مسجلة لكل المشجعين ويتم مطابقة تلك القاعدة مع الوجوه باستخدام تقنية «Face Recognition»، التى تتطلب أن تكون زاوية الكاميرا عمودية على الوجه لمعرفة تحديد الملامح جيداً وتحليلها إلى نقاط من خلال «خوارزميات» تسفر فى النهاية عن الشخص المرتكب لأى جريمة.
ولأننا لسنا بعيدين عن هذا، فمؤخراً تم تأمين كثير من استادات مصر بكاميرات مراقبة بقدرات تصل إلى 20 megapixels من ماركة Avigilon الكندية الصنع وVMS التى تملك قدرات «قراءة وتحليل البيانات» بل والأكثر دهشة من ذلك، أن هذه الكاميرات يمكنها التتبع والتعرف على الشخص حتى عن طريق الملابس ونوعها ولونها، بالإضافة إلى قدرة هذه الكاميرات على مراقبة كل أركان الاستاد والمدرجات وسلوك الجماهير فى نفس الوقت، ودون إهدار أى مشهد ولو لثوانٍ معدودة.
وتأكيداً لهذا النمط الذى أصبح عالمياً، قررت إدارة نادى Chicago Cubs تأمين الملعب التاريخى لرياضة البيسبول بالتعاون مع شركة Genetec، وتم تركيب 700 كاميرا فى الملعب لتأمين 42 ألف متفرج، وتم هذا بالتنسيق مع شرطة مدينة شيكاغو نظراً لوجود الملعب فى منطقة سكنية ذات كثافة عالية، كما تم استخدام Platform يستطيع تشغيل الاستاد بالكامل من خلال غرفة تحكم مركزى بإمكانيات كبيرة.
بفضل تلك التكنولوجيا الجديدة، حدث ما طالب به كثيرون خلال العقود الماضية، إذ كانت الحكومات تتبع فى تعاملها الأمنى مع المباريات مبدأ «الحسنة تخص والسيئة تعم»، وكان يكفى أن يرتكب مشجع واحد جريمة ما، ليمنع مشجعى النادى من الحضور رغم أنهم لم يرتكبوا أى جريمة وليس لديهم سوى حب الفريق الذى يشجعونه ويذهبون وراءه حيثما ذهب.
الأمر من ناحية أخرى، شجّع الأندية على اتخاذ قرارات لتؤكد أنها تشجب وتندد أى عمل عنيف، وتؤكد احترامها لأخلاق الرياضة، وهذا نراه بوضوح فى قرار أتلتيكو مدريد فى حرمان مشجعه مدى الحياة، حتى لا يحذو الآخرون حذوه.
تقنية Face Recognition لا تقتصر فقط على الملاعب وإن كان تطبيقها فى الساحرة المستديرة هو المثال الأبرز، لكنها تقنية يمكن استخدامها أيضاً فى العديد من نواحى الحياة، خاصة أن مكاسبها كبيرة، وأهدافها نبيلة، ونحن لسنا بعيدين عنها فى أى حال من الأحوال.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شغب الملاعب
إقرأ أيضاً:
لأول مرة منذ 2007.. وزير الصحة يعلن نجاح جهود تحقيق أقل معدل إنجاب خلال الـ17 عاما الماضية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، نجاح جهود وزارة الصحة والسكان، وكافة الجهود الوطنية المبذولة خلال السنوات الأخيرة في تحقيق انخفاض ملحوظ في معدلات النمو السكاني، مشيدا بنجاح الاستراتيجيات الحكومية والمبادرات الصحية التي قامت بها وزارة الصحة والسكان في تحقيق تحول إيجابي ملموس على أرض الواقع.
وكشف نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، عن عدم تجاوز أعداد المواليد حاجز الـ2 مليون مولود سنويا، لأول مرة منذ عام 2007، وفقا لإحصائيات، الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وفي إطار العمل على تحقيق رؤية «مصر 2030» والاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية (2023 - 2030).
وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار، أن تحذير الرئيس عبدالفتاح السيسي، دائما من خطورة النمو السكاني غير المنضبط وتأثيره على الموارد والخدمات، كان له أكبر الأثر في تكاتف كافة الجهود الوطنية لتحقيق هذا الإنجاز، مؤكدا عزم الوزارة على مواصلة دورها في وضع وتنفيذ السياسات الصحية والسكانية واستجابتها للتحديات السكانية المتزايدة، بما يضمن تحقيق التوازن بين النمو السكاني والنمو الاقتصادي، مع إتباع استراتيجية شاملة تستهدف تعزيز صحة المرأة والطفل، وتحسين جودة خدمات الصحة الإنجابية، ونشر التوعية الصحية، والتي ساهمت في انخفاض معدل الوفيات من 6 حالات وفاة لكل ألف نسمة عام 2014 إلى 5.7 حالة وفاة لكل ألف نسمة عام 2024.
وأوضح نائب رئيس الوزراء، أن أعداد المواليد خلال عام 2024، انخفضت إلى 1.968 مليون مولود، مقارنة بـ2.045 مليون مولود في 2023 بمعدل انخفاض قدره 77 ألف مولود بنسبة 3.8% وهو أقل معدل إنجاب منذ عام 2007، حيث انخفض معدل الإنجاب الكلى عام 2024 إلى 2.41 مولود لكل سيدة، مقارنة بـ2.54 مولود في 2023، مما يعكس تحولًا مجتمعيًا نحو التخطيط الأسري الواعي.
وأشار عبدالغفار، إلى أن أعداد الزيادة الطبيعية بلغت 1.359 مليون خلال عام 2024 مقارنة بـ1.462 عام 2023 بانخفاض قدره 103 آلاف، وبنسبة 7 % مقارنة بعام 2023، حيث بلغت نسبة الزيادة الطبيعية 1.3% عام 2024، مقارنة بـ 1.4% عام 2023، وهو ما يترجم نجاح السياسات الصحية في ضبط معدلات النمو السكاني غير المنضبط.
وأضاف أنه وفقًا لبيانات الإحصاءات الحيوية (مواليد، وفيات) خلال الفترة من (2014 – 2024) فإن معدل المواليد في مصر انخفض من 30.7 لكل ألف نسمة عام 2014 إلى 18.5 لكل ألف نسمة عام 2024، مما يعني انخفاض عدد المواليد من 2.720 مليون نسمة عام 2014 إلى 1.968 مليون نسمة عام 2024، كما انخفض معدل الإنجاب الكلى من 3.5 طفل لكل سيدة عام 2014 إلى 2.41 طفل لكل سيدة عام 2024.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان،، مواصلة العمل وفق نهج استراتيجي يستند إلى العلم والتخطيط الدقيق، من أجل تحقيق مجتمع أكثر وعيًا وصحةً واستدامة، مؤكدا أن هذه الإنجازات تعد خطوة محورية في مسيرة الدولة نحو تحقيق التنمية الشاملة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وضمان مستقبل أكثر ازدهارًا للأجيال القادمة.