الوطن:
2024-10-10@04:23:18 GMT

محمد مغربي يكتب: العصا السحرية لشغب الملاعب!

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

محمد مغربي يكتب: العصا السحرية لشغب الملاعب!

منذ أيام قليلة، وتحديداً فى الدقيقة 69 من مباراة ديربى أتلتيكو مدريد وريال مدريد، اشتكى حارس مرمى الأخير كورتوا، للحكم بسبب استهدافه من قِبل جماهير أتلتيكو التى ألقت عليه العديد من المقذوفات، ما أدى إلى توقف المباراة لنحو 10 دقائق قبل أن تعود، وتفتح الشرطة الإسبانية تحقيق سرعان ما وصلت بموجبه إلى الفاعل، فتم القبض عليه بعد التبين أنه كان يحمل سلاحاً، وعلى أثر ذلك، أعلن نادى أتلتيكو إيقاف مشجعه هذا مدى الحياة.

تلك كانت الواقعة الأبرز رياضياً خلال الأيام الماضية، وهى واقعة طرحت العديد من الأسئلة، مثل كيف تم التعرّف على مرتكب هذا الفعل وسط عشرات الآلاف من المشجعين، وما دليل الإدانة الدامغ ضده، والأهم كيف حدث كل هذا فى ساعات قليلة جداً؟

هذا يقودنا إلى استراتيجية تأمين المباريات، التى أضحت علماً وتكنولوجيا وليست مجرد أفراد أمن مهمتهم تفتيش الجماهير قبل بدء المباراة ثم القبض عليهم فى حالة نزول أحدهم الملعب، وهو ما اعتدنا عليه خلال العقود الماضية، أما الآن فباتت هناك قاعدة بيانات مسجلة لكل المشجعين ويتم مطابقة تلك القاعدة مع الوجوه باستخدام تقنية «Face Recognition»، التى تتطلب أن تكون زاوية الكاميرا عمودية على الوجه لمعرفة تحديد الملامح جيداً وتحليلها إلى نقاط من خلال «خوارزميات» تسفر فى النهاية عن الشخص المرتكب لأى جريمة.

ولأننا لسنا بعيدين عن هذا، فمؤخراً تم تأمين كثير من استادات مصر بكاميرات مراقبة بقدرات تصل إلى 20 megapixels من ماركة Avigilon الكندية الصنع وVMS التى تملك قدرات «قراءة وتحليل البيانات» بل والأكثر دهشة من ذلك، أن هذه الكاميرات يمكنها التتبع والتعرف على الشخص حتى عن طريق الملابس ونوعها ولونها، بالإضافة إلى قدرة هذه الكاميرات على مراقبة كل أركان الاستاد والمدرجات وسلوك الجماهير فى نفس الوقت، ودون إهدار أى مشهد ولو لثوانٍ معدودة.

وتأكيداً لهذا النمط الذى أصبح عالمياً، قررت إدارة نادى Chicago Cubs تأمين الملعب التاريخى لرياضة البيسبول بالتعاون مع شركة Genetec، وتم تركيب 700 كاميرا فى الملعب لتأمين 42 ألف متفرج، وتم هذا بالتنسيق مع شرطة مدينة شيكاغو نظراً لوجود الملعب فى منطقة سكنية ذات كثافة عالية، كما تم استخدام Platform يستطيع تشغيل الاستاد بالكامل من خلال غرفة تحكم مركزى بإمكانيات كبيرة.

بفضل تلك التكنولوجيا الجديدة، حدث ما طالب به كثيرون خلال العقود الماضية، إذ كانت الحكومات تتبع فى تعاملها الأمنى مع المباريات مبدأ «الحسنة تخص والسيئة تعم»، وكان يكفى أن يرتكب مشجع واحد جريمة ما، ليمنع مشجعى النادى من الحضور رغم أنهم لم يرتكبوا أى جريمة وليس لديهم سوى حب الفريق الذى يشجعونه ويذهبون وراءه حيثما ذهب.

الأمر من ناحية أخرى، شجّع الأندية على اتخاذ قرارات لتؤكد أنها تشجب وتندد أى عمل عنيف، وتؤكد احترامها لأخلاق الرياضة، وهذا نراه بوضوح فى قرار أتلتيكو مدريد فى حرمان مشجعه مدى الحياة، حتى لا يحذو الآخرون حذوه.

تقنية Face Recognition لا تقتصر فقط على الملاعب وإن كان تطبيقها فى الساحرة المستديرة هو المثال الأبرز، لكنها تقنية يمكن استخدامها أيضاً فى العديد من نواحى الحياة، خاصة أن مكاسبها كبيرة، وأهدافها نبيلة، ونحن لسنا بعيدين عنها فى أى حال من الأحوال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شغب الملاعب

إقرأ أيضاً:

محمد عبدالجواد يكتب: إيران بين عباءة «الخميني» وبدلة «الشاه»

نعيش اليوم مرحلة مخاض انتظاراً لميلاد شرق أوسط جديد تكون فيه السيطرة والسيادة للطرف الأقوى من جميع الوجوه.. فلمن تكون الغلبة؟ كل ما حدث من مقدمات فى العلاقة بين إسرائيل وإيران يقود إلى نتائج كارثية لم يتوقعها حتى أقوى المناوئين لنظام الملالى فى طهران.

مجموعة ضربات وجهتها إسرائيل لإيران نجحت من خلالها فى تقليم أظافرها وقص مخالبها وبتر أذرعها الطويلة فى الشرق الأوسط.

الضربات الإسرائيلية لإيران بدأت باغتيال قاسم سليمانى، مهندس العمليات الإيرانية فى العراق والشام والشرق الأوسط، بأيدٍ أمريكية، واصطياد مجموعة من صفوة القادة العسكريين الإيرانيين بضربات مركزة فى سوريا، ثم إسقاط طائرة الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى داخل إيران والقضاء عليه. يد إسرائيل الطويلة وصلت إلى إسماعيل هنية داخل إيران واغتالته، وجاءت اللطمة القوية باغتيال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله وأقوى رجال إيران بالمنطقة، داخل قلعته المحصنة فى الضاحية الجنوبية ببيروت وهى مكان أشبه «بقلعة ألموت»، معقل حسن الصباح.

منظومة حزب الله الحديدية فى تأمين رجاله وقيادته، التى كانت عصية على اختراقات إسرائيل بتأمين إيرانى، تهاوت سريعاً وسقطت بشكل مروع بداية من فضيحة تفجير أجهزة البيجر على مستوى لبنان فى توقيت واحد ثم تصفية حسن نصرالله، الأمين العام للحزب، واستهداف هاشم صفى الدين، المرشح الأبرز لخلافته، وكأن رجال الموساد يقولون لطهران أنتم فى مرمى نيراننا.

الآن يثور فى الأذهان تساؤل هو الأهم على الإطلاق فى رسم مستقبل الصراع بالشرق الأوسط.. وهو ماذا بقى من رجال إيران فى المنطقة؟

الإجابة واضحة، إنه عبدالملك الحوثى فى اليمن، وبات الوصول إليه مسألة وقت بعد اختراق الموساد للمخابرات الإيرانية وتجنيد عدد كبير من رجالها أبرزهم المسئول عن وحدة إسرائيل فى الجهاز، الذى أمد الموساد بمعلومات قادت إلى كل هذه الجرائم ونجح فى الفرار خارج إيران باعتراف أحمدى نجاد، رئيس إيران الأسبق.

يتهيأ المسرح لإعادة استنساخ «إيران الشاه» ومحو «إيران الخمينى» لتصبح دولة داخل بيت الطاعة الأمريكى وتلعب دور شرطى الغرب فى المنطقة كما كانت من قبل بإغراءات تتضمن السماح لها بدخول نادى الدول النووية تحت الوصاية الأمريكية، مع تقديم حزمة مالية ضخمة للاستثمار لتنشيطها اقتصادياً حتى تضمن واشنطن عدم عودتها إلى نظام ولاية الفقيه.

طموح إيران بعودة حلم الإمبراطورية الفارسية حمل داخله مقومات وأد الحلم فى المهد، فإيران لا تعنيها قضية فلسطين من قريب أو بعيد ولكنها معنية بالتمدد وبسط النفوذ فى دول الجوار، خاصة سوريا والعراق ولبنان، من خلال حزب الله فى لبنان، وفلسطين عبر حماس، واليمن من بوابة الحوثى.

التظاهر بمناوأة أمريكا طوال العقود الماضية كان مجرد غطاء لجنى المكاسب فى الخفاء، ونجحت فيه إيران إلى حد بعيد وحقق الطرفان ما اتفقا عليه، فحصدت أمريكا مكاسب لا تحصى من بلدان الخليج العربى تفوق أضعاف ما منحته لإيران لأن أمريكا أقنعت دول الخليج أن إيران وحش يتحين الفرصة لالتهامها وواشنطن هى حائط الصد الذى يحول بينها وبينهم.

إيران التى تمت إهانتها فى عقر دارها باغتيال رئيسها إبراهيم رئيسى وإسماعيل هنية الضيف، اكتفت فى ردودها بالحرب الكلامية والتهديد والوعيد، وحتى عندما حركت المسيرات وأطلقت الصواريخ على إسرائيل كان الموقف أقرب للشو السياسى لحفظ ماء الوجه فقط.

كل الأحداث الأخيرة تؤشر إلى تحويل الشرق الأوسط إلى أكثر مناطق العالم التهاباً وبؤرة للفوضى الخلاقة وقد تتغير المعادلة بشكل سريع إذا شهد الميدان دخول لاعبين جدد على الخط، خاصة الصين وروسيا، للحفاظ على حظوظهم فى المنطقة لاقتسام السيادة والنفوذ حتى لا تنفرد أمريكا ببسط نفوذها.

يستطيع العرب أن يكونوا رقماً فى المعادلة الصعبة رغم أنف أمريكا وإسرائيل والشريك الإيرانى بل والمشاركة فى إعادة رسم خريطة المنطقة من جديد وفق رؤية تحقق مصالحهم شريطة الالتزام بما لم ينجحوا فى تحقيقه طوال عدة قرون وهو «الوحدة العربية» التى لا نسمع عنها إلا فى أغانى المناسبات الوطنية فقط.

مقالات مشابهة

  • الدكتور أشرف سنجر يكتب: إقليم على شفا الانفجار
  • 1000 جنيه| مكآفأة إسقاط طائرة وأسر قائدها خلال حرب الاستنزاف.. تفاصيل
  • عادل حمودة يكتب:: الضبع الأعرج لا يخاف نار جهنم
  • "طيران الرياض" تطلق اسمها على ملعب أتلتيكو مدريد
  • د.حماد عبدالله يكتب: زمن الفن الوطنى !!
  • محمد عبدالجواد يكتب: إيران بين عباءة «الخميني» وبدلة «الشاه»
  • وزير الصحة: كل المواطنين في 2030 هيبقي لهم تأمين| تفاصيل
  • تأمين شامل للمصريين في 2030.. ماذا قال وزير الصحة أمام البرلمان؟
  • وزير الصحة : 100% من المواطنين سيكون لهم تأمين صحي بحلول عام 2030