الوطن:
2024-10-10@04:24:29 GMT

الدكتور أشرف سنجر يكتب: إقليم على شفا الانفجار

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

الدكتور أشرف سنجر يكتب: إقليم على شفا الانفجار

الشرق الأوسط يمر بظروف غريبة، منها ما تقوم به دولة الاحتلال ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، وعلى المستوى الدولى، هناك حرب أوكرانية ـ روسية، بجانب صعود صينى، كما أن الولايات المتحدة ولأول مرة تظهر أنها فى حالة ضعف، خاصة مع دولة الاحتلال التى عادة لا تخرج عن ترتيبات أو سياسات واضحة للولايات المتحدة الأمريكية، لكن ما يحدث الآن من غزة لجنوب لبنان، بشكل تظهر فيه إسرائيل بأنها قادرة وحدها دون الاعتماد على أمريكا، وانتهى الموقف بأن واشنطن أصبحت تابعة لما يراه «نتنياهو» من إعطاء مال وسلاح، وهذه سياسة أضرت بسمعة الولايات المتحدة بشكل كبير جداً، فدورها المعروف بأنها تقود النظام الدولى سواء طوعاً أو جبراً تظل أمريكا أمام محنة حقيقية بسبب دولة الاحتلال.

فالحديث عن حقوق الإنسان التى تتحدث فيه أمريكا قد انتهى، فقد تم انتهاك حقوق الإنسان اللبنانى والفلسطينى ألف مرة، فبالتالى إعادة هذا الملف ليفتح سيكون أضحوكة بما تحمل هذه الكلمة من معنى.

أرى ضرورة وضع معايير ثابتة لإدارة النظام الدولى فيما يتعلق بانتشار السلاح النووى التى أصبح أضحوكة أيضاً؛ لأن إسرائيل طالما هددت بأنها قادرة على أن تغير شكل الشرق الأوسط بما تملكه من سلاح حديث أتى من الولايات المتحدة، بجانب ما تملكه أيضاً بدعم غير محدود من قيادة الولايات المتحدة الأمريكية فهناك دعم لوجيستى من حاملات طائرات ودعم استخباراتى، فبالتالى الحديث عن منع إيران من امتلاك السلاح النووى أو انتشار السلاح النووى فى الشرق الأوسط يصاب بفشل ذريع وسريع؛ لأن إسرائيل من تخالف القواعد التى تضعها أمريكا لأماكن مختلفة من العالم، فالدول الكبيرة لديها مسئوليات فى قيادة النظام الدولى والحفاظ على الاستقرار والسلام الإقليمى، إلا إذا كانت أمريكا راغبة فى معاقبة الشرق الأوسط بما يحدث فيه الآن.

ما يحدث فى السودان وما يحدث فى الصومال، وما يحدث فى ليبيا وما يحدث فى اليمن، وضرب التجارة العالمية وما يحدث فى العراق وما يحدث فى سوريا، وما يحدث الآن فى لبنان وغزة نقاط الانفجار والاشتعال، ما يحمل هذا الإقليم إلا فى شىء واضح تماماً انفجاراً فى كل مكان.

وجود الدولة المصرية هو صمام الأمان، والرؤية المصرية الحكيمة حول صراعات الشرق الأوسط، وربحت مصر رهانها السياسى فى التحذير المسبق من التصعيد فى إقليم مشتعل، وتظل مصر حائط الصد، فمصر لديها ارتباطها بجيشها بشعبها برئيسها بتسليحها الذى حدث فى وقت مناسب، فإقدام الرئيس عبدالفتاح السيسى على تسليح وتنويع مصادر التسليح للقوات المسلحة كان أمراً فى غاية الأهمية وكان يحمل رؤية استراتيجية مستقبلية للإقليم والمنطقة، فلولا تجهيز وتسليح الجيش المصرى لكنا فى هذا الوقت فى مكان آخر؛ فما قام به الرئيس السيسى هو رسالة واضحة ورادعة لأى تهديد مباشر للأمن القومى المصرى بل وللأمن القومى العربى.

فى رأيى أن حل أزمة الشرق الأوسط ما زال فى يد أمريكا، ويجب وقف التصعيد غير المبرر، والعنجهية الإسرائيلية وبلطجة «نتنياهو»، لأن التصعيد غير المبرر والقتل غير المبرر يفتح مئات الأقواس، الشرق الأوسط لديه تحديات كبيرة ولكن يظل الأمل منعقداً على جمهورية مصر العربية ودبلوماسيتها واتصالاتها، تستطيع هذه الدبلوماسية أن تجذب قوى دولية مثل فرنسا وهذا ما وضح بالفعل، فأصبح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يتحدث عن حملة لمنع توريد السلاح إلى إسرائيل، وهذا موقف يحترم لفرنسا، فالأمل أن يكون هناك ضغط على البيت الأبيض المنقسم إلى بيتين، بيت للحمائم وبيت للصقور، لكن يبدو أن البيت الأبيض من الصقور يظهر تماماً جلياً فى هذا الجنوب، أقصد جنوب لبنان وفى غزة، حيث القتل بدم بارد.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشرق الأوسط الاحتلال إسرائيل غزة لبنان مصر إيران الولایات المتحدة الشرق الأوسط ما یحدث فى

إقرأ أيضاً:

المصالحة المزعومة بين الإسلام واليهودية!

عن أية مصالحة بين الإسلام واليهودية يتحدث نتانياهو بينما تمرح طائراته فى أنحاء الشرق الأوسط لتدك هنا وتضرب هناك مسببة دمارا يرتقى إلى نوع من الإبادة؟ وربما لا يجد العربى أو المسلم ما يذكره أو يعلق به على الكلام الذى ذكره نتانياهو فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سوى القول بأنه ومن نكد الدنيا على الحر أن لا يجد زعيما إسرائيليا يتم معه إجراء مصالحة بين الإسلام واليهودية سوى نتانياهو؟!

ويبدو أن نتانياهو فى كلمته تلك استهدف غسل سمعة بلاده الملطخة بدماء المدنيين فى غزة والضفة ولبنان من خلال تقديم خطاب ذى كلمات رنانة عن المصالحة التاريخية بين العالم العربى وإسرائيل أو بين الإسلام واليهودية، والتى اعتبر أنها ستتم بالتطبيع بين بلاده والمملكة السعودية، وقدم مرادفا لها المصالحة بين مكة والقدس، فى مغالطة غير مقبولة، فاذا كانت مكة ترمز للإسلام فمن غير الصحيح أن القدس ترمز لليهودية، وحتى لو افترضنا انها تضم تراثا يهوديا فإنها ترمز للإسلام والمسيحية كذلك.

ولكن لأنه مزيف وهذا ليس نوعا من السباب وإنما توصيف، فقد راح نتانياهو يداعب مشاعر من يستمعوه عارضا صورة مغايرة تماما لما هو موجود على أرض الواقع، ففى حين يشتعل الموقف فى الشرق الأوسط بشكل يضعه على حافة حرب إقليمية فإن نتانياهو يسوق لنا الوضع وكأنه النعيم بعينه، فى حين أنك لو أردت أن ترى الجحيم بعينه فما عليك سوى أن تذهب إلى غزة، التى أصبحت مضرب المثل فى حجم الدمار وعملية الإبادة الممنهجة التى يمكن أن تواجه سكانا يعيشون فى إقليم جغرافى معين. فى محاولته لتزيين الصورة يعتمد نتانياهو على الإتفاقات الإبراهيمية والتى يدعى أنها جلبت النعم، ولكن لبلاده بالطبع، حيث سافر ملايين الإسرائيليين كما يقول عبر شبه الجزيرة العربية فوق سماء السعودية إلى دول الخليج، ناهيك كما قال عن التجارة والسياحة والمشاريع المشتركة والسلام.

واذا كان نتانياهو وقت الجد راح يهدد ويصول ويجول بأنه لا يوجد مكان فى الشرق الأوسط لا يمكن أن تصل اليه يد إسرائيل، فإنه على العكس فى هذه الحالة يشير إلى أن التطبيع مع الرياض سيساعد هذا الشرق الاوسط ليتحول إلى قوة عالمية كبيرة دون أن يذكر أن ذلك مرهون فى رؤيته هو بأن يكون ذلك بقيادة بلاده وتحت رحمتها، فى اعادة وتكرار لفكرة شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق بشأن الشرق الأوسط الجديد والذى ربما يمثل توجه نتانياهو محاولة لاستنساخه ولكن فى صورة أكثر قبحا.

ورغم تحفظنا على ما ذهب اليه نتانياهو إلا أن ذلك لو تم، نقصد التطبيع مع السعودية، سيكون حدثا محوريا ليس فى التاريخ كما قال وإنما فى تاريخ المنطقة. واذا كان من الصحيح أن هناك مؤشرات من السعودية على الإندماج فى تلك الخطوة إلا أن النقطة الأساسية التى يتغافل عنها نتانياهو أن سياساته التى تعزز مناخ الكراهية ربما تكون أكبر عقبة أمام مثل هذه الخطوة مهما كان انخراط النظام العربى الرسمى فيها فلا مصالحة عربية حقيقية مع إسرائيل، ولا بين الإسلام واليهودية على النحو الذى يراه نتانياهو قبل استعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة، أو على الأقل اقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو أمر أكدت عليه المملكة ذاتها فى كافة اعلاناتها بشأن التطبيع مع إسرائيل، ولعل خلو مقعد المملكة من ممثلها أثناء حديث نتانياهو عن التطبيع معها إشارة رمزية إلى حجم العقبات التى قد تحول دون تحقق تلك المصالحة المزعومة من قبل نتانياهو بين الإسلام واليهودية.

 

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: إقليم الشرق الأوسط بصدد حدوث تحولات كبرى
  • خطة إسرائيل.. «الشرق الأوسط الجديد» وهْم صهيوني وسط إقليم مشتعل
  • «الشرق الأوسط» قنبلة موقوتة على وشك الانفجار (ملف خاص)
  • المصالحة المزعومة بين الإسلام واليهودية!
  • إيران: إسرائيل تسعي لـ"التلاعب" بالانتخابات الأمريكية بإغراق الشرق الأوسط في صراع
  • إيران: إسرائيل تسعى لإغراق الشرق الأوسط في صراع مسلح للتأثير على الانتخابات الأمريكية
  • أشرف سنجر: قبرص ترى مصر دولة كبيرة ومهمة لاستقرار الشرق الأوسط
  • "البنتاجون": أمريكا تشدد على ضرورة تفادي تصعيد كبير في الشرق الأوسط
  • حرب إسرائيل ضد حزب الله تهدد مصالح الولايات المتحدة