نشرت وكالة "بلومبيرغ" تقريرا يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها أوروبا في مجال بطاريات السيارات الكهربائية، خاصة مع هيمنة الصين على السوق، مشيرًا إلى أن الطموحات الأوروبية في مجال التكنولوجيا الخضراء تواجه خطر الفشل، مما يؤكد على ضرورة تحسين الإستراتيجيات الأوروبية لمواجهة التحديات العالمية.

وقالت الوكالة في التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إن طموحات أوروبا في مجال التقنيات الخضراء في العالم مهددة بالفشل أمام هيمنة الصين؛ حيث لا تبدو التوقعات مبشرة خاصة فيما ببطاريات السيارات الكهربائية، وهي محرك مهم للاقتصاد منخفض الكربون.



وكانت شركة "نورثفولت إيه بي" السويدية المنافس الأوروبي المحتمل للشركات الصينية العملاقة التي تصنع معظم خلايا الطاقة للسيارات الكهربائية في العالم، لكنها تعاني الآن للاستمرار بعد سلسلة من الأخطاء التشغيلية الفادحة التي دمرت خطط نموها.



كيف انهارت خطط نورثفولت؟
وكانت شركة نورثفولت تحتاج إلى النمو بسرعة حتى يكون لديها فرصة للمنافسة مع عمالقة البطاريات الصينيين.

وقد جمعت الشركة مليارات الدولارات من الديون والأسهم التي بلغت قيمتها مليارات الدولارات، وتم تأمينها باستخدام عقود بقيمة 55 مليار دولار من بعض أكبر شركات صناعة السيارات والشاحنات في أوروبا، وفي أوائل سنة 2022، وقبل أن يبدأ أول موقع لها في السويد في الإنتاج التجاري، كان مديرو الشركة يخططون بالفعل لإنشاء مصنع جديد في ألمانيا، وتم الإعلان عن إنشاء مصنع آخر في كندا في السنة التالية وفق التقرير.

وذكر أن جعل هذه الإستراتيجية عالية المخاطر تؤتي ثمارها يتطلب تنفيذًا مثاليًا، لكن المصنع السويدي الرائد عانى من انتكاسات تشغيلية وتحديات في محاولة زيادة الإنتاج مع الحفاظ على التكاليف.

وتضاعفت خسائر الشركة ثلاث مرات لتصل إلى 1.03 مليار دولار بعد سنة من بيع أول خلايا بطارياتها في سنة 2022، وحاولت الشركة استمالة المستثمرين في تلك السنة بخطط لإدراج أسهمها في سوق الأسهم بتقييم قدره 20 مليار دولار، لكن استراتيجية النمو الخاصة بها كانت تتداعى بالفعل.

وأعلنت شركة نورثفولت عن تقليص حجم أعمالها في تلك السنة؛ حيث أوقفت منشأتين لإنتاج مواد الكاثود في السويد، وأغلقت شركة تابعة لها في كاليفورنيا، وبحثت عن مستثمرين جدد لمشروع في بولندا.

وأشارت بلومبرغ إلى أن ذلك لم يكن كافيًا لطمأنة مستثمريها؛ حيث أعلنت الشركة بعد أسبوعين أنها ستستغني عن 20 بالمئة من قوتها العاملة، وستحد من عمليات البحث والتطوير، كما خفضت أيضا من أعمالها الأساسية المدرة للإيرادات من خلال إيقاف توسعة المصنع السويدي الرئيسي مؤقتًا وإعلان إفلاس تلك الوحدة، ويواجه المصنعان الألماني والكندي تأخيرات أيضاً.

كيف حدث هذا الخطأ؟
وأشار الموقع إلى أن قرار شركة نورثفولت بالنمو بسرعة أدى إلى ظهور عدد مذهل من العقبات التشغيلية، ولم تقتصر الخطط على التوسع السريع في تصنيع الخلايا المعقدة فحسب، بل شملت أيضاً إنتاج مكونات مثل مواد الكاثود، وبناء مصانع جديدة ومشروع مشترك مع شركة فولفو للسيارات، حتى أن الشركة كانت تعمل على تطوير بطاريات الليثيوم المعدنية للطائرات الكهربائية.

ولعب سوء الحظ دورُا في ذلك؛ فقد وردت تقارير عن وجود مشاكل في الآلات المستوردة من الصين، ويبدو أن سرعة النمو جعل الشركة تتنازل عن الجودة، مما أدى إلى وجود عدد كبير من الخلايا المعيبة التي لا يمكن استخدامها، وفي حزيران/يونيو الماضي، ألغت شركة "إم دبليو إيه جي" طلبية بقيمة 2 مليار يورو بسبب مشاكل في الجودة، كما اشتكت وحدة صناعة الشاحنات التابعة لشركة فولكس فاجن  من بطء عمليات التسليم من قبل شركة نورثفولت في بداية سنة 2024.

وواجهت شركة نورثفولت أيضًا سلسلة من المشكلات المتعلقة بالصحة والسلامة، بما في ذلك إصابات العمال وتقارير عن تسرب مواد كيميائية سامة.



هل يتحمل مديرو شركة نورثفولت المسؤولية الكاملة؟
وأفاد الموقع أنه يمكن القول إن هذه الأزمة من صنع شركة نورثفولت نفسها، إلا أن الرئيس التنفيذي بيتر كارلسون ألقى باللوم على حالة القطاع الأوسع نطاقًا.

ومن المؤكد أن هناك فائض في الطاقة الإنتاجية العالمية في هذا القطاع: فقد أعلنت الشركات عن استثمارات بقيمة 1.1 تريليون دولار في إنتاج خلايا البطاريات ومكوناتها بين سنتي 2024 و2030، وهذا المبلغ يتجاوز أربعة أضعاف المبلغ المطلوب لتلبية الطلب المتوقع.

ويشير هذا التفاوت إلى أن الأسعار ستنخفض بالنسبة للموردين ذوي التكلفة الأقل، ويؤدي الفائض في الطاقة التصنيعية إلى انخفاض الأسعار إلى مستويات قياسية في السوق المحلية الصينية؛ حيث يمكن شراء خلايا بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم بما يقارب نصف متوسط السعر العالمي البالغ 95 دولارًا للكيلوواط/ساعة، وهناك أيضًا وفرة في المعروض من المواد المستخدمة في تصنيع البطاريات.

ما أهمية نورثفولت بالنسبة للسياسة الصناعية الأوروبية؟
وأوضح الموقع أن شركة نورثفولت ليست المنتِج الوحيد للبطاريات في أوروبا، فالشركات الكورية الجنوبية والصينية لديها مصانع لخدمة مصانع التجميع الأوروبية التي يتم إعادة تجهيزها لتصنيع السيارات الكهربائية، لكن القادة الأوروبيين أوضحوا أنهم يريدون أن تكون المنطقة مركزًا للتقنيات النظيفة، وليس مركزًا للشركات التي تعيد الأرباح إلى سيئول وشنغهاي.

وقد كانت شركة نورثفولت أفضل فرصة لهم لبناء شركة كبيرة ومزدهرة للبطاريات الكهربائية مقرها في أوروبا.

وقالت بلومبرغ إن فشل الشركة يجعل التقدم المستمر في تكنولوجيا البطاريات صعبًا على أي شركة أوروبية أخرى؛ حيث توظف شركة كاتل الصينية 21,000 مهندس في مجال البحث والتطوير وحده، وهذا الرقم أكبر بثلاث مرات من القوى العاملة في شركة نورثفولت بأكملها.

وتوفر الصين حوالي 80 بالمائة من بطاريات الليثيوم في العالم، وهي موطن لستة من أكبر 10 شركات مصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، كما تهيمن الشركات الصينية على مكونات البطاريات، مثل الكاثودات والأنودات والفواصل والإلكتروليتات بحسب التقرير.

وذكرت الوكالة في تقريرها، أن الصين لا تعد هي المشكلة الوحيدة التي تواجه أوروبا؛ فالولايات المتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا يتطلعون أيضًا إلى جذب الاستثمارات لتطوير صناعات البطاريات لديهم.



ماذا عن شركات تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية الأوروبية الأخرى؟
وأكد الموقع أن صناعة بطاريات السيارات الكهربائية الأوروبية بأكملها تواجه لحظة حساسة بعد أن بدأت الحكومات في تقليص الحوافز المالية التي قدمتها لتشجيع السائقين على شراء أول سيارة كهربائية.

وقد أدى ذلك إلى تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية، وبدأت صناعة السيارات تعيد التفكير في بعض الخطط الاستثمارية التي كانت تعتمد على التحول السريع نحو السيارات الكهربائية.

فقد توقفت شركة بريتيش فولت البريطانية الناشئة للبطاريات عن العمل في سنة 2023 قبل أن تتمكن من افتتاح موقع لها بقيمة 3.8 مليارات جنيه إسترليني، وخفضت إيطاليا مؤخرًا تمويل مصنع بطاريات مدعوم من شركة ستيلانتيس إن في ومجموعة مرسيدس-بنز إيه جي بسبب تراجع الطلب على السيارات الكهربائية.

واختتم الموقع التقرير بالقول إنه إذا لم تتمكن شركة نورثفولت من استعادة مكانتها، فستتعرض حكومات الاتحاد الأوروبي لضغوط للإقرار بالهزيمة وفتح الباب أمام الشركات الصينية لإنشاء المزيد من المصانع في أوروبا من أجل الحفاظ على التحول في المنطقة في مجال السيارات الكهربائية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي أوروبا بطاريات السيارات الكهربائية الصين اقتصاد الصين أوروبا بطاريات السيارات الكهربائية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بطاریات السیارات الکهربائیة فی العالم فی أوروبا فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

نواب “العمل الإسلامي” يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة

#سواليف

التقى صباح اليوم وفد يمثل كتلة #نواب #حزب_جبهة_العمل_الإسلامي مع #تجار و #مستوردي #السيارات_الكهربائية في المنطقة الحرة في محافظة الزرقاء للتباحث حول قرار الحكومة برفع #الضريبة_الخاصة على #السيارات_الكهربائية وأثر ذلك على هذا القطاع.

وضم وفد الكتلة كل من النواب الدكتور أيمن أبو الرب والدكتور نبيل الشيشاني والمهندس خضر بني خالد والمهندس رائد القطامين و النائب باسم الروابدة ومدير مكتب نواب الكتلة خالد الجهني، وكان في استقبال الوفد نائب رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنية شرف الدين الرفاعي وجمع من المستثمرين في قطاع تجارة السيارات الكهربائية.

واستعرض نائب رئيس هيئة المستثمرين خلال اللقاء الآثار السلبية لقرار الحكومة برفع الضريبة الخاصة على السيارات الكهربائية على خزينة الدولة وعلى المواطنين وعلى قطاع المستثمرين في تجارة السيارات الكهربائية، مؤكدا أن القرار جاء دون دراسة مسبقة، ودون أن تستمع الحكومة أو تجتمع مع المعنيين والعاملين في هذا القطاع قبل اتخاذ القرار الذي جاء مفاجئا بعد سلسلة قرارات سبقته أضرت بهذا القطاع وتسببت بخسائر مالية كبيرة وبما يخالف التعهد الذي قطعه وزير المالية بأنه لن تكون هناك أي ضرائب خلال العام 2024، مما أدى لعزوف المواطنين عن شراء الفئات التي ارتفع سعرها من السيارات الكهربائية التي شملها قرار الحكومة برفع الضريبة، الأمر الذي انعكس أيضا على انخفاض واردات خزانة الدولة بشكل كبير.

مقالات ذات صلة إعلان نتائج ترشيح الدورة الثالثة للمنح الخارجية 2024/10/02

فيما أكد نواب حزب جبهة العمل الإسلامي وقوفهم إلى صف كل صاحب مظلمة ومع تحقيق المصلحة الوطنية دون إضرار بأي قطاع تجاري وبعيداً عن الاعتماد على جيب المواطن، وبما يجنب المستثمرين والمواطنين الخسائر التي ترتبت عليها، مشيرين إلى أن موضوع هذه الضريبة سيكون أحد الشروط خلال نقاش بيان الحكومة لنيل الثقة من مجلس النواب، وأنهم سيبذلون الجهد مع زملائهم في مجلس النواب من كتل حزبية ونواب مستقلين لاتخاذ موقف مشترك مؤثر تجاه هذا القرار الحكومي، وعقد لقاء قريب وعاجل بين رئيس الوزراء والوزراء المعنيين مع ممثلي قطاع المستثمرين في المناطق الحرة الأردنية لبحث هذا الملف.

وقال نواب كتلة الحزب أن الاستقرار في التشريعات وانضباط القرارات وتوازنها أحد عوامل جذب الاستثمار وتوفير بيئة آمنة له، وأن القرارات الحكومية الأخيرة خالفت التوجيهات الملكية بالتشاركية بين القطاعات المختلفة في الدولة وتوفير بيئة جاذبة لرؤوس الأموال، كما أن هذه القرارات تتناقض ومشاريع الحفاظ على البيئة، وأن المتضرر من هذه القرارات هو الوطن والمواطن.

ودار حوار موسع بين كتلة نواب كتلة العمل الاسلامي والحضور أكد فيه المستثمرون أن خسائرهم ستكون بالملايين وأن قرار زيادة الضريبة الخاصة على السيارات سبب أزمة ستنهي أعمال الكثيرين منهم بسبب الركود والخسائر المالية والمشاكل القانونية التي نتجت عنه، كما أشاروا لوقف الحكومة معاملات السيارات المؤهلة للشطب ما أدى لتضرر آلاف التجار ممن دفعوا رسوم الشطب وكانت معاملاتهم قيد الاستكمال.

نواب "العمل الإسلامي" يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة pic.twitter.com/9yW0z025P6

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) October 8, 2024

نواب "العمل الإسلامي" يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة pic.twitter.com/uEImmIqPfV

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) October 8, 2024

نواب "العمل الإسلامي" يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة pic.twitter.com/khxLTLNwEY

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) October 8, 2024

نواب "العمل الإسلامي" يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة pic.twitter.com/4PrPg6vdes

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) October 8, 2024

نواب "العمل الإسلامي" يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة pic.twitter.com/iTpFB8yWh9

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) October 8, 2024

نواب "العمل الإسلامي" يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة pic.twitter.com/cDxKoDQeJH

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) October 8, 2024

نواب "العمل الإسلامي" يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة pic.twitter.com/HU5p97xonp

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) October 8, 2024

مقالات مشابهة

  • حرائق السيارات الكهربائية تمتد إلى “توغ” التركية.. والبطارية “بريئة” (فيديو)
  • تقرير.. سائقو السيارات الكهربائية أكثر عرضة للحوادث.. كيف ذلك؟
  • مؤسسة النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركة “الليبية للأسمدة”
  • نواب “العمل الإسلامي” يبحثون مع تجار السيارات الكهربائية في المنطقة الحرة ملف زيادة الضريبة
  • الصين تشكو تركيا في منظمة التجارة بسبب السيارات الكهربائية
  • ‏الصين تشكو تركيا في منظمة التجارة العالمية بسبب رسوم السيارات الكهربائية
  • فيتش سوليوشنز تتوقع انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية في الأردن
  • الصين تفرض تدابير مؤقتة ضد البراندي الأوروبي ردًا على رسوم السيارات الكهربائية
  • «القاهرة الإخبارية»: أوروبا توجه ضربة اقتصادية موجعة للصين بسبب السيارات الكهربائية