إسرائيل – حذر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك من كارثة ستحل بإسرائيل إذا أقدمت على مهاجمة أهداف في إيران بشكل غير محسوب، أو إذا لم يأخذ في الاعتبار نتائج ذلك الهجوم.

وأضاف في مقال لصحيفة “معاريف”: “على إسرائيل أن تختار أهدافا لردها، قد تؤدي مهاجمة آبار النفط الإيرانية أو المنشآت النووية إلى تصعيد شديد وانتشار الحرب في المنطقة”.

وتابع بريك: “يجب أن نفهم أن هجومنا على المنشآت النووية الإيرانية لن يمنع الإيرانيين من إنتاج قنابل نووية لبضعة أشهر. وسيكون كارثيا على إسرائيل ولن يقضي على المنشآت النووية الإيرانية، فإسرائيل وحدها لا تملك القدرة على تدمير تلك المنشآت المنتشرة على عمق عشرات الأمتار أو أكثر تحت الأرض، فحتى لو جاء الأمريكيون لمساعدتنا سيظل لدينا مهمة صعبة للغاية لتحقيقها”.

وأضاف: “الأمريكيون، الذين يرون في السلاح النووي الإيراني خطرا عليهم وعلى العالم أجمع، رأوا أنه من المناسب الوقوف جانبا وعدم تدميره على أساس أن الهجوم الأمريكي قد يؤدي إلى حرب عالمية ضد محور الشر الجديد: روسيا، الصين وإيران”.

وأشار الجنرال الإسرائيلي إلى أن “في الأيام الأخيرة، اقترح ترامب أن تقوم إسرائيل بمهاجمة المنشأة النووية الإيرانية، التي تشكل خطرا على إسرائيل والعالم بأسره. وهنا أسأل ترامب: لماذا عندما كنت رئيسا للولايات المتحدة لم تهاجم وتدمر المنشآت النووية الإيرانية، وقدرات الولايات المتحدة أكبر بمئات المرات من قدرات إسرائيل؟ وأنت تنصحنا بأن نفعل شيئا لم تجرؤ أنت على فعله بنفسك؟!. وبالتالي فإن نصيحة ترامب هي نصيحة أخيتوفل (أخو الجهل) التي ستسبب ضررا فادحا لإسرائيل وقد تصل بنا إلى نقطة اللاعودة”.

وقال بريك مخاطبا بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت وهرتسي هاليفي: “ليست هذه المرة الأولى التي أقول فيها إن الثلاثة يراهنون على وجود إسرائيل ذاتها. بقرار واحد أحمق، يمكنهم إشعال حريق كبير في الشرق الأوسط بأكمله، إنهم لا يفكرون لحظة واحدة في اليوم التالي وهم في حالة نشوة دون أي اعتبار. إنهم يتلقون الدعم من الكثيرين الذين لا يفهمون الواقع الناشئ من حولهم. وقصر نظرهم يتركز في الحاضر وهذه اللحظة فقط، دون أي فهم لانعكاسات ذلك على المستقبل القريب والبعيد”.

وأضاف: “عندما تقع الكارثة، سيكون الأوان قد فات. وكما أفلت هذا الثلاثي من مسؤولية اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل، 7 أكتوبر 2023، كذلك سيهرب من مسؤولية انهيار الدولة من حرب الاستنزاف التي لا نهاية لها في الأفق”.

وأكد أن “الثلاثة المصابين بجنون العظمة يتخيل لهم أنهم قادرون على إسقاط حركة الفصائل اللبنانية والقضاء على حكم آية الله خامنئي في إيران. وهم ليسوا مستعدين للقبول بأي ترتيب سياسي لإطلاق سراح المختطفين، ومسألة إعادة النازحين من الشمال إلى ديارهم، وإنقاذ اقتصاد إسرائيل المنهار، واستعادة الاتصال المفقود بيننا وبين دول العالم، وإنقاذ المجتمع في إسرائيل الذي ينهار على نفسه. وبحسبهم، لن تكون هناك تسوية سياسية إلا بعد التدمير الكامل لحماس وحزب الله والقضاء على السلطة في إيران وهي أهداف بعيدة المنال”.

وأضاف: “سيطر هذا الثلاثي على البلاد ويسيطرون على كل شيء، وهم يفعلون كل ما في وسعهم في الحرب دون إشراف ولا سيطرة. الحكومة الفاشلة لا يهمها إلا نفسها وتقول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع: افعلوا ما تريدونه، بشرط واحد فقط: ألا توقفوا الحرب حتى النصر الكامل”.

وأكد أن رغبتهم في تحقيق كل شيء عبر الضغط العسكري لن تتحقق وأهداف الحرب أيضا لن تحقق، مشددا على أنهم يضعون إسرائيل في موقفين مستحيلين:

الأول: هو اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط حيث يكون العالم العربي بأكمله معاديا لنا. وسيأتي لمحاربتنا في ذروة قوته، وهذه المرة سيطلق جنوده أيضا المئات الصواريخ والقذائف على مدننا. هناك أيضا احتمال أنه في الوقت نفسه سيكون هناك انفلات خطير للغاية في الضفة الغربية وداخل إسرائيل من قبل العرب الذين يزيدون بالفعل من نشاطهم الإرهابي ضدنا.

ثانيا: استمرار حرب الاستنزاف في غزة ولبنان. وفي كلا الموقفين فإن دولة إسرائيل لن تصمد طويلا ولن تدوم.

المصدر: معاريف

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: النوویة الإیرانیة المنشآت النوویة على إسرائیل

إقرأ أيضاً:

التوازنات العسكرية والإستراتيجية تستعرض عضلاتها في المياة الإيرانية... رسائل مناورات إيران وروسيا والصين..

في خطوة لافتة تأتي في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة على مستوى التوازنات العسكرية والإستراتيجية، أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية عن بدء مناورات بحرية مشتركة بين روسيا والصين وإيران في ميناء تشابهار و( يعد تشابهار الذي يقع جنوب شرقي إيران أكبر ميناء بحري في إيران، ومنفذًا حيويا أساسيا )

 

الحدث لا يقتصر على بعده العسكري، بل يتداخل مع سياقات سياسية واقتصادية تعكس أولويات الدول المشاركة فيه، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الغربية على هذه القوى وسعيها لتعزيز شراكاتها الدفاعية في مواجهة التحديات المتزايدة.

 

يتزامن إجراء هذه المناورات مع مرحلة دقيقة من التوترات المتزايدة بين إيران والولايات المتحدة، حيث تواجه طهران ضغوطا متصاعدة تتعلق ببرنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، إلى جانب العقوبات الاقتصادية التي تستهدف مفاصل اقتصادها.

 

وتضفي التهديدات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن عمل عسكري ضد إيران إن استمرت برفض التفاوض، على المناورات بعدا إضافيا يتجاوز الأبعاد العسكرية التقليدية إلى رسائل سياسية واضحة.

 

موقع المناورات

 

كما يضفي الموقع الذي اختير لتنفيذ هذه المناورات بعدا إستراتيجيا خاصا، فميناء تشابهار، المطل على المحيط الهندي، لا يمثل مجرد قاعدة بحرية إيرانية، بل يعد نقطة محورية في المشروعات الاقتصادية الإقليمية، كما يتمتع بأهمية جغرافية تجعله مركزا لطرق التجارة الدولية والطموحات اللوجستية الإيرانية.

 

وفي ظل هذه الاعتبارات، يبرز تساؤل حول ما إذا كان اختيار هذا الموقع يعكس توجهًا لتعزيز النفوذ البحري الإيراني، أو أنه يحمل في طياته رسائل أوسع تتجاوز الحدود الإقليمية لتشمل موازين القوى العالمية.

 

وبالنظر إلى الظروف الدولية الراهنة، فإن هذا التطور يثير اهتمام الأوساط السياسية والعسكرية، حيث يتزامن مع عزلة دولية متزايدة تواجهها روسيا نتيجة حربها في أوكرانيا، إلى جانب التنافس الحاد بين الصين والولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

 

هذه العوامل مجتمعة تضع المناورات البحرية الثلاثية في سياق أوسع من مجرد تعاون عسكري، لتشكل حدثًا يحمل أبعادًا متعددة على المستويين الإقليمي والدولي.

 

ردا على تهديد ترامب

 

ويرى القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين كنعاني مقدم أن هذه المناورات في تشابهار تأتي ردا على تهديدات ترامب بشن هجوم على إيران، لافتا إلى أنه على ترامب أن يعلم أن إيران ليست وحيدة والدول الحليفة مثل روسيا والصين حاضرة إلى جانبها، وأن شن هجوم عسكري على إيران يعني الهجوم على الصين وروسيا، على حد قوله.

 

كما أوضح في حديثه للجزيرة نت، أنه بناء على الاتفاقيات طويلة المدى بين إيران والصين (25 سنة) وروسيا (20 سنة) والتي تتضمن بعض التعاون العسكري والأمني والمخابراتي كما تضم مناورات ثلاثية مشتركة بين البلدان الثلاثة ووفقا لجدول معين، تنظم مناورات كل فترة معينة بين هذه البلدان.

 

وأردف كنعاني "أن رسالة هذه المناورات واضحة وهي أن دول آسيا القوية ومنها الصين وروسيا وإيران وكذلك الدول الراغبة بالتعاون لتأمين أمان المنطقة قادرة على فعل ذلك".

 

أهمية جيوستراتيجية

 

من جهة أخرى، وفي حديث للجزيرة نت، أكد خبير الأمن الدولي عارف دهقاندار أن اختيار ميناء تشابهار لإجراء المناورات المشتركة بين إيران والصين وروسيا ينبع من الأهمية الجيوستراتيجية لهذه المنطقة.

 

وأوضح أن تشابهار، باعتباره الميناء الإيراني الوحيد المطل على المحيط، يوفر وصولا مباشرا إلى المياه الحرة، ويقع في موقع إستراتيجي بالقرب من المحيط الهندي، ما يجعله نقطة محورية في التحكم في طرق التجارة البحرية وبوابة حيوية للوصول إلى أسواق آسيا الوسطى.

 

وأضاف دهقاندار أن تشابهار يُعد جزءًا من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، كما يكتسب أهمية خاصة لروسيا التي تسعى إلى توسيع وجودها في المياه الدافئة، كما أشار إلى أن وجود هذه القوى الثلاث في تشابهار قد يحمل رسالة معينة إلى واشنطن وإدارة ترامب، لاسيما في ظل اعتبار الهند شريكا إستراتيجيا للولايات المتحدة في شبه القارة الهندية.

 

وفيما يتعلق بتوقيت إجراء النسخة السابعة من المناورات المشتركة "حزام الأمن البحري 2025″، أشار دهقاندار إلى أن هذا التوقيت يحمل دلالة مهمة، حيث تأتي هذه المناورات في ظل تزايد التهديدات الإسرائيلية والأميركية بشن هجوم عسكري على إيران للحد من برنامجها النووي.

 

العصا والجزرة

 

وأوضح أن هذا التصعيد الإقليمي، إلى جانب سياسة "العصا والجزرة" التي يتبعها ترامب، يزيد من تعقيد المشهد، مما يجعل هذه المناورات بمثابة إشارة إلى استعداد طهران لمواجهة أي تهديدات محتملة.

 

ومع ذلك، شدد دهقاندار على أن هذه المناورات لا ينبغي تفسيرها على أنها مؤشر على تشكل تحالف شرقي ضد الغرب، مؤكدًا أن روسيا والصين، كقوتين عالميتين، لديهما إستراتيجيات ومصالح خاصة بهما، وينبغي تحليل سلوكهما في إطار المنافسة بين القوى الكبرى.

 

وأضاف أن إيران، باعتبارها قوة إقليمية، لها دورها الخاص في المعادلات الدولية، وينبغي لها، خاصة في المجال العسكري، أن تعتمد على قدراتها الذاتية بدلًا من التعويل على القوى الكبرى.

 

وخلص دهقاندار إلى أنه رغم تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة خلال فترة حكم ترامب، فإن إقامة هذه المناورات لا تعني بالضرورة تشكيل تحالف رسمي ضد الغرب، بل تمثل نموذجًا للتعاون البراغماتي بين الدول الثلاث وفقًا لمصالحها المشتركة.

 

واعتبر أن رد الفعل الهادئ من قبل إدارة ترامب على هذه المناورات يؤكد أنها لا تُشكل تهديدًا حقيقيًا للولايات المتحدة.

  

مقالات مشابهة

  • اجتماع ثلاثي في بكين حول القضايا النووية الإيرانية
  • ضابط إسرائيلي يقر باستخدام الفلسطينيين دروعا بشرية في غزة
  • خبير زراعي يحذر من خطر الأفوكادو على البيئة
  • ترامب: روسيا قد تواجه عقوبات مالية "مدمرة" إذا واصلت الحرب ضد أوكرانيا
  • إيران تعلن تسلمها رسالة من ترامب بشأن المفاوضات النووية
  • جنرال إسرائيلي: الخطة المصرية لإدارة غزة هي الخيار الوحيد القائم
  • الحرب بين إثيوبيا وإريتريا على الأبواب.. جنرال من التغراي يحذر
  • التوازنات العسكرية والإستراتيجية تستعرض عضلاتها في المياة الإيرانية... رسائل مناورات إيران وروسيا والصين..
  • إعفاء منشآت الزراعة والصيد والرعي من رسوم رخص العمل بشروط محددة
  • مطالبات من النواب بتحديد المنشآت الحيوية التي يحظر الإضراب فيها