تقرير إيطالي: الردع الغربي في البحر الأحمر يواجه أزمة أمام هجمات الحوثيين
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
الجديد برس:
أكد معهد الدراسات السياسية الدولية (معهد إيطالي يتعامل مع الديناميكيات الجيوسياسية والجيواقتصادية على المستوى الدولي) أن الردع الغربي يعاني أزمة في البحر الأحمر، في إشارة إلى فشل الهجمات الأمريكية البريطانية في تأمين الملاحة من خطر ضربات الحوثيين، وتنامي حضورهم عسكرياً في مشهد التوازنات الدولية في المنطقة.
وأوضح المعهد في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني إلى أن من أسماها “جماعة الحوثي” شنت بعد أحداث السابع من أكتوبر، هجماتها على حركة الملاحة الغربية في البحر الأحمر تضامناً مع غزة، وبعد مرور عام، لم تستأنف حركة الملاحة البحرية بشكل طبيعي بعد، رغم التحالف الأمريكي البريطاني، وكذلك التحالف الأوروبي أسبيديس.
وقال التقرير: “منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جسدت موازين القوى المتغيرة في البحر الأحمر توازنات جديدة في النظام العالمي. وفي هذه الصورة، ساهمت أحداث السابع من أكتوبر والحرب بين إسرائيل وحماس بشكل كبير في رفع مستوى المنافسة في البحر الأحمر، مع قيام الحوثيين بمهاجمة الشحن “تضامناً مع غزة”. وبعد مرور عام، لم يتم استعادة الردع بعد، وانكمش حجم حركة الشحن في البحر الأحمر بأكثر من النصف مقارنة بأرقام ما قبل الأزمة.
وأكد أن الدول الغربية التي تم استهداف سفنها وأساطيلها البحرية في البحر الأحمر، لم تنجح في وقف التهديدات الحوثية، ولا تزال في إطار تقييم التهديد متعدد المجالات الذي يشكله الهجوم البحري للحوثيين، وعلى نطاق أوسع، كما أن أسئلة كيفية ردعهم بشكل فعال، ما زالت بلا إجابة.
وأوضح التقرير أن المجموعة المتنوعة من الأسلحة، التي يستخدمها الحوثيون في مهاجمة السفن التجارية الغربية التي تعبر جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب بوتيرة متقطعة، زادت درجة تعقيد أزمة الردع، خصوصاً بعد أن شملت الأسلحة الحوثية الصواريخ المضادة للسفن، علاوة على ذلك، قام الحوثيون بتوسيع منطقة الخطر الجغرافي لتشمل خليج عدن.
وأضاف التقرير، لقد حدث هذا (أي العجز الغربي) على الرغم من سلسلة من المبادرات العسكرية التي قادها الغرب، حيث تم نشر مهمتين بحريتين متعددتي الأطراف في البحر الأحمر: مهمة ” Prosperity Guardian” بقيادة الولايات المتحدة (منذ ديسمبر 2023، وتضم أيضاً المملكة المتحدة والبحرين وأستراليا وكندا وهولندا)، والتي تعمل تحت مسؤولية القوات البحرية المشتركة الحالية “فرقة العمل 153″، وعملية أسبيديس التابعة للاتحاد الأوروبي (منذ فبراير 2024، وانضمت إليها اليونان وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا والدنمارك). وتتمتع كلتا المهمتين بتفويض دفاعي، يركز على القيام بدوريات وحماية ومرافقة السفن. حسب التقرير.
ومع ذلك- حسب التقرير- فإن الهجمات الغربية (الأمريكية البريطانية) على اليمن منذ يناير 2024 لم تنجح في إضعاف القدرات الهجومية للحوثيين، مؤكداً أن أزمة قدرات الردع الغربية في مواجهة الحوثيين واضحة وضوح الشمس.
وأضاف، لقد تم تطوير مفهوم الردع تقليديا – وتطبيقه – من قبل الدول فيما يتعلق بالدول الأخرى، ولكن في حالة الهجمات في البحر الأحمر، فإن الحوثيين نوع آخر من الجهات الفاعلة، مشيراً إلى أن تهديد الحوثيين يشمل الصواريخ والطائرات بدون طيار، والسفن غير المأهولة، وحتى عمليات الاختطاف، في إشارة صريحة إلى أن تلك العوامل هي ما أربكت منظومة الردع الغربية.
المصدر: يمن إيكو
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
واشنطن من “سنستخدم القوة الساحقة” إلى “العالم تركنا وحيدون أمام اليمن”
يمانيون/ تقارير لم تمض إلا أسابيع قليلة على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن ما وصفه عمليات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد اليمن، حتى انقلب السحر على الساحر وأصبح العالم يسمع صراخاً أمريكيًّا من مرارة الهزيمة أمام صنعاء.
منتشياً بجنون العظمة وبقوة بلاده البحرية، ومتجاهلاً ما حل بها في البحر الأحمر على مدى 15 شهرًا من المواجهة مع اليمن، نزل ترامب الميدان، معلناً في منتصف مارس الفائت، عن بدء الجيش الأمريكي شن عمليات عسكرية “حاسمة وقوية” ضد اليمن.
وفي بيان رسمي ألقاه الرئيس الأمريكي، وصف رد إدارة سلفه جو بايدن على تهديدات القوات المسلحة اليمنية بأنه “ضعيف بشكل مثير للشفقة”، وشدّد ترامب على أن الولايات المتحدة لن تتهاون في الرد على هجمات اليمنيين، قائلاً: “سنستخدم قوة ساحقة وقاتلة لتحقيق أهدافنا”.
وعلى الرغم من وضوح صنعاء بتأكيدها أن عملياتها العسكرية ليست إلا إسناداً لغزة وأنها لا تستهدف إلا الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، إلا أن رئيس البيت الأبيض حاول تضليل العالم، بالادعاء أن اليمن “تسبب في شل حركة الشحن في أحد أهم الممرات المائية العالمية، مما أثر سلباً على التجارة الدولية وانتهاك مبدأ حرية الملاحة الذي تعتمد عليه الاقتصادات العالمية”.
التصريحات المتغطرسة لترامب والعدوان الأمريكي قابله تحدٍّ من قبل صنعاء، وثبات على موقف إسناد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في غزة، ومواجهة التصعيد بالتصعيد، وهي المعادلة التي لم تنكسر خلال معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” على مدى عام ونيف.
3 أسابيع من الفشل
ولم تمض إلا ثلاثة أسابيع على بدء العدوان الأمريكي على اليمن حتى بدأ العالم يسمع الصراخ الأمريكي من شراسة المواجهة مع اليمن، وبات يسمع نحيب الألم جراء فشله في تحقيق أهدافه مقابل خسائر جسيمة يتكبدها في سبيل حماية كيان العدوّ.
ففي الثالث من شهر أبريل الجاري نشرت صحيفةُ “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً مطولاً، كشف نقلًا عن مسؤولين في البنتاغون، أن العدوان على اليمن “لم يحققْ نجاحاً في تدمير ترسانة الأسلحة الضخمة في اليمن”، موضحة أن التكلفة الإجمالية للعمليات العدوانية ضد اليمن تتجاوز مليار دولار بحلول الأسبوع الرابع من العدوان.
وأكّدت الصحيفة أن “القوات المسلحة اليمنية لديها القدرة على التكيّف واستطاعت تحصين مواقعها مما أحبط القدرات الأمريكية على تعطيل الهجمات ضد سفننا في البحر الأحمر”، موضحة نقلاً عن قادة عسكريين أمريكيين، أن الولايات المتحدة تعتمد في قصف اليمن على أسلحة بعيدة المدى بسبب التهديد الذي تشكله الدفاعات الجوية اليمنية.
كما كشف التقرير، أن ادعاءات ترامب بتوجيه أمريكا ضرباتٍ قاسيةً لليمن، تُكذّبها إحاطاتُ البنتاغون والمسؤولين العسكريين للكونغرس و”الدول الحليفة سّرًا”.
وحسب التقرير فإنه في غضون 3 أسابيع فقط، استخدم البنتاغون ذخائرَ بقيمة 200 مليون دولار، مع توقع مسؤول أمريكي بأن تتجاوز التكلفة التشغيلية الإجمالية مليار دولار بحلول الأسبوع الرابع من العدوان.
وفي إحاطات مغلقة عُقدت في الأيام الأخيرة، أقرّ مسؤولو البنتاغون بأنه لم يُحرَزْ سوى “نجاح محدود” في تدمير ترسانة اليمن الهائلة، والموجودة إلى حدٍّ كبير تحت الأرض، من الصواريخ والطائرات المسيَّرة والقاذفات، وفقًا لمساعدي الكونغرس وحلفائه.
ومؤخراً خرج وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بتصريحات تعكس خيبة أمريكية ومرارة تجرح الهزيمة بشأن سير المعارك في البحر الأحمر، ملمحاً بأن العالم ترك الولايات المتحدة وحيدة في مواجه اليمن، معترفاً بأن القوات المسلحة اليمنية تمتلك أسلحة متطورة تمكنت من خلالها مهاجمة 174 سفينة حربية.
تصريحات، روبيو، عكست ضراوة المعركة، فقد هاجمت القوات المسلحة اليمنية، رمز الهيمنة البحرية الأمريكية، حاملة الطائرات “ترومان” وقطعها البحرية أكثر من 23 مرة خلال الأسابيع الفائت، وشلت معظم هجماتها، ما أفقد تلك القوة القدرة على المواجهة وباتت “ترومان” تنسحب كما انسحبت سابقاً وغيرها من حاملات الطائرات، خلال العام الماضي.
ترومان هروب مستمر
أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمة له الجمعة 5 أبريل الجاري أن “حاملة الطائرات [ترومان]، هي في حالة هروب باستمرار، والمطاردة لها مستمرَّة؛ ولـذلك اعتماد الأمريكي في تصعيده هذه الأيام، على طائرات (الشبح)، وقاذفات القنابل، التي تأتي من قواعد أخرى، من غير [ترومان]؛ لأن الحالة التي فيها حاملة الطائرات [ترومان] هي حالة مطاردة باستمرار، وهي تهرب في أقصى شمال البحر الأحمر، وفي حالة تنقُّل وتهرُّب باستمرار، العمليات لاستهدافها، والاستهداف للقطع البحرية مستمرَّة، بفاعلية عالية”.
وأوضح السيد القائد أن العدوان الأمريكي على اليمن في حالة تصعيد، وأنه يستخدم طائرات الشبح وقاذفات القنابل، ويحاول تكثيف غاراته والتي تصل في بعض الأيام إلى أكثر من 90 غارة، لكن وعلى الرغم من التصعيد إلا أن العدوان الأمريكي فشل ولا أثر له على القدرات العسكرية.
وأكّد فشل العدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه فهو “لم يتمكن من إيقاف العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ولا توفير الحماية للملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما لم يتمكن أيضاً من تنفيذ أهدافه فيما يسميه بتصفية القيادات والقضاء على أحرار اليمن”.
ويرى مراقبون أن إدارة ترامب تحاول التغطية على هزيمتها، من خلال ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين في اليمن، ومن خلال نشر جرائمها كما فعل ترامب حين نشر جريمة استهداف وقفة قبلية في زيارة عيدية، لكن جاء تأثيرها عكسيًّا، فقد افتضح الإجرام الأمريكي للعالم، حتى أن الأمريكيين أنفسهم انتقدوا ترامب على جرأته في نشره لجرائمه.
ويشير السيد القائد، إلى أن الولايات المتحدة قد تحاول توسيع العدوان على اليمن بعد فشل حاملات الطائرات، وقاذفات البي تو، من خلال استخدام القواعد الأمريكية في الخليج، أو إفريقيا، كما تفعل الآن من خلال قاعدة لها في المحيط الهندي.
واستباقاً لهذه النوايا، قطع السيد القائد الطريق على هكذا خيارات، ناصحاً ومحذراً “كلّ الأنظمة العربية، ولكل البلدان المجاورة لليمن، على المستوى الإفريقي وغيره بقوله: “لا تتورَّطوا مع الأمريكي في الإسناد للإسرائيلي”، مضيفا “يكفيكم الخزي والعار، الذي قد تحملتموه وزراً فظيعاً يبقى في الأجيال، وتحملونه يوم القيامة، في الخذلان للشعب الفلسطيني، فلا تتورطوا في الإسناد للعدو الإسرائيلي، لا تحاربوا مع العدوّ الإسرائيلي”.
بين إدارتي ترامب وسلفه لم يتغير شيء بالنسبة لليمن، “لم تنطبق السماء على الأرض” ولم يخف اليمنيون، وواجهوا ذات الأسلحة وذات الأساليب الإجرامية، وكما فشلت واشنطن إبان بايدن ستفشل مع “المعتوه” ترامب، وسيخرج اليمن من هذه المعركة ليس منتصراً فقط، بل أقوى، ممتلكاً تقنيات أكثر تطوراً في مواجهة القوى الإجرامية، كما توعدهم بذلك السيد القائد.
نقلا عن المسيرة نت