هل يعني التصدي للجنجويد بالضرورة التقارب مع الكيزان أو الجيش؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
ظلت هذه الصفحة تقول بأولوية التصدي للجنجويد لاسباب بيناها بتكرار. لكن للأسف يعجز البعض من داخل وخارج الحلف الجنجويدى، من يسار ويمين، عن الرد علي حجتنا فيقوم بتشويهها لتسهل هزيمتها بتصويرها وكأنها دعوة لدعم الكيزان أو حتي التحالف معهم. هذا التكتيك معروف بإسم رجل القش وهي أن تحول حجة خصمك إلي همبول يسهل الهجوم عليه وصرعه.
مقولة أولوية التصدي للجنجويد لا تعني ولا حتي دعم الجيش دع عنك التحالف مع الكيزان. من يقبل المقولة يمكنه أن يمارسها بطرق مختلفة. فملوك الإشتباك وغاضبون يحاربون مع الجيش وهذا رايهم ولكنه غير ملزم لكل أعداء الجنجويد. يمكن للأخرين أن يوفروا سهامهم السياسية أو العسكرية للجنجويد ويحافظون علي مسافة ألف سنة ضوئية من الجيش في الوقت الراهن حتي يتم حل الجنجويد. التصدي للجنجويد لا يلزم صاحبه بالتقارب أو التنسيق مع الكيزان ولا حتي مع الجيش إذ بإمكان كل فرد أو مجموعة محاربة الجنجويد بالطريقة التي تروق لهم فردا أو جماعة.
وكما تقول الأستاذة نجاة طلحة في نسخة أضعف الإيمان في ختام ذهل عنه من تصدوا لنصها بالرفض السريع: “لا تحملوا السلاح مع الجيش لكن تخلوا عن الإصرار على عزلته فدونها أعراض نسائنا. إستفيقوا فهذا الإستخفاف بإنتهاك أعراض نساء السودان لن يغفره التاريخ. لن يغفر التاريخ صم الآذان عن سماع صرخات بناتنا في بيوتهن لأننا أبطال في عدائنا للكيزان.”
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتاب
في مقارنة بين حرب فيتنام (1955-1975) وحرب غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتشابه المعاناة في تفاصيلها الدقيقة: دمار شامل، حصار خانق، نزوح جماعي، وجوع يفتك بالأرواح، رغم اختلاف الزمان والسياقات.
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان أهوال التاريخ، تتقاطع مآسي حرب فيتنام مع الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة.
وعلى فيتنام، حيث شنت الولايات المتحدة حربها، رمت الطائرات آلاف الأطنان من القنابل، لتحوّل المدن والقرى إلى أطلال. ولم يكن الهدف فقط كسب معركة، بل ترك أثر لا يُمحى في ذاكرة المكان.
واليوم، في غزة المحاصرة، تبدو المشاهد مألوفة حدّ الوجع، أكثر من 60% من مباني القطاع سويت بالأرض، بما فيها مستشفيات ومدارس ومخابز، وكل ما في غزة بات هدفا مشروعا.
ما بين فيتنام التي دفعت ثمنا باهظا بحوالي مليونَي قتيل خلال عقدين، وغزة التي فقدت أكثر من 50 ألف شهيد حتى الآن، تبرز حقيقة واحدة: الإنسان هو الخاسر الأكبر في كل حرب.
ففي غزة، تحت كل الركام هناك عائلات كاملة دفنت حيّة، معظمهم من النساء والأطفال، بينما لا تزال آلاف الجثث مفقودة تحت الأنقاض تنتظر أن تعرف أسماء ذويها.
وعرفت فيتنام وجه النزوح مبكرا، حيث اضطر 12 مليونا لترك بيوتهم، تحت ضغط النيران والرصاص.
وغزة اليوم تُكرّر القصة، لكن على رقعة أصغر، وأكثر اختناقا، حيث نزح أكثر من 90% من سكانها داخل القطاع نفسه، يفترشون الأرض، بعد تدمير أكثر من 150 ألف منزل بالكامل، ليُصبح السكن حلما، والمأوى ذكرى.
ولم تكن القنابل في فيتنام وحدها وسيلة الحرب؛ بل أيضا تدمير المحاصيل وتجويع السكان.
أما في غزة، فقد أُغلقت المعابر، ومنعت الإمدادات، حتى بات الطعام دواء مفقودا، والماء قطرة ثمينة.
إعلانوحذرت الأمم المتحدة من أن جميع سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين يواجهون مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، مع خطر متزايد لحدوث مجاعة، نتيجة الحصار المفروض ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وتُظهر المقارنة بين حرب فيتنام وحرب غزة المستمرة أن معاناة المدنيين في النزاعات المسلحة تتكرر بشكل مأساوي، حيث يتعرضون للدمار، النزوح، الجوع، والحصار.
وهذه المآسي تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والعمل على إنهاء النزاعات بطرق سلمية تحترم حقوق الإنسان.