Estimated reading time: 8 minute(s)

“الأحساء اليوم” – الأحساء

يمكن لميكروب مصمم هندسيا أن يكتشف يوما ما مكان تموضع السرطان في أمعاء جسم الإنسان.

وقد أظهر فريق دولي من الباحثين كيف أن نوعا واحدا من البكتيريا، مع بعض التعليمات، قد يعرض سرطان الأمعاء، في أثناء تكوّنه، في نماذج خلوية وحيوانية للمرض.

وعلى الرغم من أن هذا النهج لا يزال بعيدا عن التجارب السريرية، ويتطلب المزيد من الأبحاث لاختبار فعاليته وسلامته، فإن فكرة استخدام الميكروبات المعدلة كأدوات تشخيصية ليست موجودة كما قد تعتقد.

ويعرّف الجهاز الهضمي لدينا بأنه مبطن بالبكتيريا، ويحاول العلماء تسخير القدرات الطبيعية لسلالات معينة بجعلها تعمل كمستشعرات بروبيوتيك. وقد أظهرت هذه “المستشعرات الحيوية” نتائج واعدة بالفعل في مراقبة صحة الأمعاء والكشف عن نزيف الأمعاء والالتهابات وأورام الكبد – على الأقل في الفئران والخنازير.

وفي هذه الدراسة الجديدة، قام فريق بقيادة عالم الأحياء روبرت كوبر في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، بهندسة البكتيريا لجعلها تقوى على اكتشاف قصاصات الحمض النووي المتساقطة من خلايا سرطان القولون والمستقيم المزروعة في المختبر والفئران والتي تحتوي على أورام القولون والمستقيم.

وتقول عالمة الطب الحيوي ومعدة الدراسة سوزان وودز، من جامعة أديلايد في أستراليا: “توضح هذه الدراسة كيف يمكن تصميم البكتيريا لاكتشاف تسلسل الحمض النووي المحدد لتشخيص المرض في الأماكن التي يصعب الوصول إليها”.

واختار الباحثون نوع Acinetobacter baylyi، وهو نوع بكتيري معروف بقدرته على التقاط الحمض النووي من بيئته.

وعادة، يستخدم A. baylyi هذه القدرة على البحث عن الطعام (وتسمى الكفاءة الطبيعية) لدمج قطع من الحمض النووي في الجينوم الخاص به قد توفر وصفات جينية جديدة للبروتينات المفيدة.

وقام الباحثون بتزويد A. baylyi بتعليمات للبحث بدلا من ذلك عن تسلسلات محددة تحمل الطفرات وتوجد بشكل شائع في سرطانات القولون والمستقيم. ووجدوا أن A. baylyi يمكن أن تميز الفرق الأحادي القاعدة بين الطفرات المسببة للسرطان والأخطاء الجينية غير الضارة في الحمض النووي العائم المطرود من الخلايا.

وتم تصميم النظام القابل للبرمجة بحيث إذا وجد A. baylyi أي حمض نووي للورم، فإن دمج المادة في الجينوم الخاص به سيؤدي إلى تشغيل جين مقاوم لمضادات الحيوية. ومع تفعيله، يمكن أن ينمو A. baylyi المستخرج من براز المضيف على ألواح أجار تحتوي على مضادات حيوية – وهي إشارة إلى اكتشاف الخلايا السرطانية.

وتقول وودز: “يُظهر هذا أنه يمكن استخدام نظام الاستشعار الحيوي لدينا للقبض على الحمض النووي لسرطان القولون والمستقيم داخل النظام البيئي المعقد”.

وفي الوقت الحالي، تم تصميم جهاز الاستشعار البيولوجي للكشف عن بعض طفرات KRAS، التي توجد في حوالي 40% من سرطانات القولون والمستقيم، بالإضافة إلى ثلث سرطانات الرئة ومعظم سرطانات البنكرياس.

وقبل استخدامه المحتمل على البشر، سيحتاج الباحثون إلى إثبات أنه يمكن إعطاء A. baylyi بأمان عن طريق الفم وأنه يمكنه اكتشاف الخلايا السرطانية في عينات البراز بشكل موثوق.

وستحدد حساسية النظام – مستوى الورم العائم الذي يمكن لـ A. baylyi اكتشافه باستمرار – مدى فائدته في العيادة، وما إذا كان يمكن أن يتيح الكشفَ المبكر عن سرطان الأمعاء، كما يأمل الباحثون.

وسيحتاج الباحثون أيضا إلى التحقيق في كيفية مقارنة المستشعر الحيوي A. baylyi بالطرق الأخرى الأكثر توغلا للكشف عن الآفات السرطانية، مثل تنظير القولون، الذي يأخذ عينات مباشرة من الخلايا المشبوهة.

نشرت الدراسة في مجلة Science.

المصدر: الأحساء اليوم

كلمات دلالية: الأمعاء البكتريا السرطان الحمض النووی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

هل النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي عن الرجال؟.. استاذ مناعة تُجيب


كتبت- داليا الظنيني:

أكدت الدكتورة أماني الشريف، أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة الأزهر الشريف، أن مشكلات القولون يُمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الأفراد، حيث تتسبب في إزعاج يومي ومشكلات نفسية واجتماعية.

وأشارت أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "أسرار"، المذاع على فضائية "الناس"، إلى أن الكثير من الأشخاص الذين يبحثون عن علاج لأعراض مثل الألم البطني، الإسهال، الانتفاخ، والغازات المتكررة، غالبًا ما يغفلون عن تحديد الأسباب الكامنة وراء هذه العلامات.

أوضحت، أن الصحة العامة للأمعاء بالغة الأهمية لحياة صحية ومتوازنة، ويمكن أن تكون الأمراض المعوية مؤشرًا قويًا على مشكلات تحتاج إلى التعامل معها بجدية، مستشهدة بالحديث النبوي الشريف: "المعدة بيت الداء"، للإشارة إلى العلاقة الوثيقة بين صحة الأمعاء والعافية الشاملة.

وشددت على أن معدلات الإصابة بأمراض الأمعاء بين النساء تفوق تلك عند الرجال بحوالي الضعف، وذلك بسبب العوامل المؤثرة مثل الإجهاد، التقلبات الهرمونية، وردود الفعل العاطفية.

وفيما يتعلق بمتلازمة القولون العصبي، أوضحت الدكتورة أماني الشريف أنها حالة معقدة تنشأ من التفاعل الخاطئ بين الدماغ والأمعاء، مما يسبب مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، مشيرة إلى نتائج البحوث المشجعة، بما في ذلك دراسة أجريت في جامعة هارفارد، التي تقترح أنه يمكن شفاء حوالي 60٪ من حالات متلازمة القولون العصبي دون اللجوء إلى الأدوية، من خلال تغيير نمط الحياة وتدريب العقل على استقبال إشارات إيجابية.

مقالات مشابهة

  • من المسؤول عن سقوط الجهاز المناعي أمام الخلايا السرطانية الغازية؟
  • نجاح أول تجارب لقاح بتقنية المرسال ضد السرطانات الصلبة
  • دراسة تكشف العلاقة بين النظام الغذائي للآباء وصحة بناتهم مستقبلا
  • هل يمكن أن تحيي حرب غزة حظر الانتشار النووي في الشرق الأوسط؟
  • العلاج المناعي يثبت مزاياه بمواجهة عدد متزايد من السرطانات
  • كيف يمكن لبوتين أن يستخدم السلاح النووي التكتيكي في أوكرانيا؟
  • هل النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي عن الرجال؟.. استاذ مناعة تُجيب
  • «القاهرة الإخبارية» تعرض تقريرا عن «تقنية جراحية جديدة تضيء بكتيريا الجروح»
  • مشروب سحري لعلاج آلام القولون.. «موجود في كل بيت»
  • إنقاذ سائح من بكتيريا آكلة اللحم.. عنكبوت لدغه ببريطانيا واتعالج في مصر