ما الحلول أمام عمال الداخل الفلسطيني بعد عام من الحرب على غزة؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
غزة- لم يعد المواطن ثائر نطاطرة من قرية أم صفا شمالي غرب رام الله يعرف كيف يدبر مصاريف بناته الثلاث اللواتي يدرسن في جامعة بيرزيت، وهو الذي كان يعمل في مناطق الداخل الفلسطيني قبل الحرب على غزة، ثم انقطعت به السبل بعدها ليبقى عاطلا عن العمل منذ عام، ويقول "لم ينظر إلينا أحد، ولم يساعدنا أحد، الله يعلم كيف مدبرين حالنا".
يملك نطاطرة عائلة كبيرة مكونة من 9 أفراد، وهو المعيل الوحيد لها، ويؤكد أن وزارة العمل أو أي نقابة عمالية أو مؤسسة أو جمعية لم تقدم له أي معونة، منذ أن تعطل عن عمله، رغم أنه سمع وعود كثيرين عبر وسائل الإعلام المختلفة تتحدث عن تعويض العمال وتشغيلهم، متسائلا عمن منحت لهم الأولوية للاستفادة من هذه المعونات.
تم بناء أكثر من 250 بيتا بلاستيكيا في أراضي فروش بيت دجن بعد تحول العمال للزراعة بعد اندلاع الحرب (الجزيرة) بديل الزراعةوعلى عكس نطاطرة، لم يمكث المواطن مازن أبو جيش، من منطقة فروش بيت دجن قضاء طوباس، طويلا في البيت بعد أن تعطل عن عمله في داخل الخط الأخضر، فالجد مزارع والأب مزارع، وأرض الفروش تقع في منطقة لقبت عبر التاريخ بسلة غذاء فلسطين، لخصوبة تربتها وجودة عطائها.
يقول أبو جيش "اشتغلت مقاولا في مناطق الداخل لمدة 12 سنة، وكان لدي دخل ثابت، صبرت على البطالة 3 أشهر، ثم قررت استعادة فأس جدي ومنجل أبي، وعدت للعمل في أرضي البالغ مساحتها 1.5 دونم، أنشات فيها بيتا بلاستيكيا وزرعت البندورة والفلفل الحلو، واستطعت أن أوفر مصدر دخل لعائلاتي".
ولم يكن أبو جيش الوحيد الذي عاد للعمل في الأرض بعد أن أغلق الاحتلال الحواجز أمامهم، بل مثله جيش من المزارعين عادوا للعمل في أراضي فروش بيت دجن، وبنوا أكثر من 250 بيتا بلاستيكيا، زرعوها بالخضروات التي تحتاجها الأسرة الفلسطينية.
كما دعم المجلس القروي لبيت دجن هذه الخطوة عبر توفير المياه وفتح طريق زراعي، سهل على المزارعين الوصول إلى أراضيهم، بالتعاون مع جمعية الإغاثة الزراعية في رام الله.
وبتأكيد أبو جيش على أهمية التوجه للزراعة، يبين أيضا أن هناك حاجة ماسة لتنظيم السوق وتولي أمر التنسيق بين المزارعين، حتى لا يزرعوا الخضروات ذاتها ويعانوا من كساد وخسارة لاحقا، وهذا أمر يجب أن تتسلم زمامه وزارة الزراعة الفلسطينية، التي تنفذ جولات في المنطقة بين الفينة والأخرى دون اتخاذ الخطوات المناسبة.
كما طالب أبو جيش الحكومة الفلسطينية باتخاذ بعض القرارات التي من شأنها تشجيع المزارعين على استمرار العمل في الأرض، مثل إلغاء الضريبة عن المواد الخام والأسمدة والأدوية، وتخفيض سعر المياه في المنطقة، فهذه الأمور البسيطة من شانها أن تشكل فارقا لدى المزارعين، وتزيدهم صلابة على التمسك بأرضهم أمام إغواء الاحتلال.
محاولاتبينما استطاع بعض العمال أن يجدوا مخرجا للبطالة والفقر والأزمة التي خلقتها الحرب وأثرت على العمال الفلسطينيين، لم يستطع أكثر من 200 ألف عامل إيجاد الفرصة البديلة حتى الآن، رغم مرور عام كامل من الحرب على غزة، لعدة أسباب من بينها أنهم قد لا يملكون أرضا، أو لم يأخذ أحد بيدهم ويوجههم للطريق الصحيح بعد.
ورغم محاولات الجزيرة نت التواصل مع وزارة العمل الفلسطينية لمعرفة الخطوات التي اتخذتها لإنقاذ العمال الذين خسروا مصادر رزقهم، أو لفهم خطتها الإستراتيجية التي تنفذها للنجاة من هذه الأزمة، فإنها اكتفت بتأكيد صدور بيان من الوزارة بخصوص هذا الأمر قريبا، في حين رفض صندوق التشغيل الفلسطيني إعطاء أي تصريح.
وأوضح نائب الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين راسم البياري للجزيرة نت أنهم وجهوا رسائل للاتحاد العربي والاتحاد الدولي للعمال ولمنظمة العمل الدولية لوضع إسرائيل أمام مسؤولياتها لتعويض العمال الفلسطينيين، كونهم فصلوا بشكل تعسفي ولم تدفع لهم أجورهم خلال هذه الفترة، على الرغم من أنهم يحملون تصاريح عمل رسمية.
وأكد البياري أن هناك 25 رجل قانون في العالم يعملون منذ شهور على جمع الأدلة والوثائق، من أجل رفع قضية لدى منظمة العمل الدولية لتحصيل حقوق العمال الفلسطينيين من إسرائيل.
وعلى الصعيد المحلي، خاطب الاتحاد الحكومة الفلسطينية، واستطاع توفير تأمين صحي مجاني لكل من كان يحمل تصريحا رسميا، وعددهم 120 ألف عامل وعاملة، كما تمكن من تأجيل الشيكات المستحقة عليهم، وإعفاء أبنائهم من دفع الرسوم المدرسية، وقال إنهم يسعون أيضا لخلق فرص تشغيلية تتراوح مدتها بين 6 أشهر إلى سنة، من خلال برامج دولية وعبر مؤسسات ودول مانحة.
وأكد البياري أن نحو 5 آلاف عامل ممن انطبقت عليهم الشروط أخذوا قرضا دون فوائد من أجل إنشاء مشاريع صغيرة تدر على أسرهم دخلا، مشيرا إلى أنه في المستقبل القريب ستوزع بعض المساعدات المالية على العمال.
وبيّن نائب الأمين العام أن هذه التدخلات جميعها عمل عليها الاتحاد بالتعاون مع وزارة العمل الفلسطينية، وأكد أن هناك أمورا أخرى يجري العمل عليها على المديين القريب والبعيد مع العديد من المانحين، لتخفيف وطأة الأزمة على العمال العاطلين عن العمل وعائلاتهم.
ظروف العملمن جهته، أوضح المستشار القانوني لنقابة العمال العرب في مدينة الناصرة وهبة بدارنة، أن العمال الذين كانوا قد حصلوا على تصاريح من قسم تشغيل العمال الأجانب في وزارة الداخلية الإسرائيلية كان عددهم 122 ألف عامل عندما اندلعت الحرب، بينهم 80 ألف عامل من غزة.
وأشار إلى أن هناك نحو 100 ألف عامل فلسطيني آخرين، إما يحملون تصاريح عمل لأغراض أخرى، أو لا يحملون تصاريح بالمطلق، ويدخلون بشكل غير قانوني للعمل في إسرائيل.
ودون احتساب فئة العمال غير المنظمين، فإن الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإسرائيلية تشير إلى أن 57% من العاملين في قطاع البناء الإسرائيلي هم عمال فلسطينيون باعتباره أكثر القطاعات تشغيلا لهم، يليه قطاع الزراعة بنسبة 18%، ومن ثم قطاع التجارة، والمطاعم والفنادق، بالإضافة للمواصلات والاتصالات.
كما أشار بدارنة إلى أن 74 ألف عامل فلسطيني اضطروا لسحب مستحقات تقاعدهم خلال عام الحرب من صندوق "بركة" المخصص للتقاعد، نتيجة لانقطاعهم عن أعمالهم وسوء حال معيشتهم.
ومن جهة أخرى، أوضح المستشار أن العديد من العمال تعرضوا للإصابة والاعتقال، وسوء المعاملة والضرب والإهانات، خاصة في بداية الحرب، وعلى وجه الخصوص عمال غزة.
وبيّن أن إسرائيل اخترقت قوانين العمل الدولية بحرمان المصابين من عمال غزة بإصابات عمل من مستحقاتهم الشهرية منذ بدء الحرب، وعددهم 47 عاملا، حيث يتابع المحامون الفلسطينيون في الداخل هذه القضية حاليا، ويبرر صندوق التأمين الوطني الإسرائيلي هذه الخطوة بمشاركة العمال الفلسطينيين في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد المستشار القانوني أن عودة العمال الفلسطينيين إلى العمل في الجانب الإسرائيلي فور انتهاء الحرب محتومة، لأن التجربة أثبتت أن لا غنى عن العمال الفلسطينيين، حيث امتد أثر هذه المشكلة إلى الكنيست الإسرائيلي نتيجة مطالبات شركات إسرائيلية بعودة العمال الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات العمال الفلسطینیین للعمل فی ألف عامل أبو جیش أن هناک إلى أن
إقرأ أيضاً:
العبودية الحديثة.. ماذا تعرف عن نظام 996 ساعة عمل؟
هل يعتمد النجاح المهني على زيادة ساعات العمل أم على الالتزام بالمهام المحددة؟ الإجابة ليست واضحة تماما. في السنوات الأخيرة، انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي نصائح ملهمة من رواد الأعمال الناجحين، عربًا وأجانب، تؤكد أهمية التفاني في العمل باعتباره فرصة لتحقيق الأحلام وصنع المستحيل في عالم ريادة الأعمال.
في المقابل، يحذر الأطباء النفسيون من مخاطر الاحتراق الوظيفي، مشددين على أهمية التوازن بين العمل والحياة الشخصية للاستمتاع بالاستقرار النفسي والعائلي. فهل تؤثر ساعات العمل فعليًا على النجاح المهني والصحة النفسية؟
الأطباء النفسيون يشددون على أهمية التوازن بين العمل والحياة الشخصية للاستمتاع بالاستقرار النفسي والعائلي (بيكسلز) كيف أصبحت 8 ساعات هي القاعدة؟ حركة "8-8-8"خلال القرن التاسع عشر، كان العمال يعملون لساعات طويلة جدا تصل إلى 12-16 ساعة يوميًا على مدى ستة أيام في الأسبوع، مما أثر سلبًا على صحتهم وحياتهم الاجتماعية. دفع ذلك الحركات العمالية والنقابات إلى المطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين ظروفه، وفقًا للمؤرخ الاقتصادي روبرت وابلس، أستاذ في جامعة ويك فورست.
في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، انتشرت حملة "8 ساعات عمل، 8 ساعات راحة، 8 ساعات للنوم"، بقيادة اتحادات العمال في بريطانيا والولايات المتحدة. كان الهدف تحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية.
إعلان العمل لساعات طويلة حتى القرن العشرينلم يكن العمل لساعات طويلة مقتصرا على القرن التاسع عشر فقط، ففي نهاية الحرب العالمية الأولى، كان عمال أفران الصهر في صناعة الصلب يعملون 84 ساعة أسبوعيًا، أي حوالي 12 ساعة يوميا. لم تكن هذه الساعات الطويلة مقبولة اجتماعيًا، بل كانت سببًا رئيسيا في إضراب عام 1919. ورغم فشل الإضراب، فإن شركة "يو إس ستيل" خفضت يوم العمل من 12 ساعة إلى 8 ساعات بعد 4 سنوات.
القوانين الدوليةفي عام 1919، اعتمدت منظمة العمل الدولية معيارا عالميا يحدد 8 ساعات عمل يوميًا، و48 ساعة أسبوعيا كحد أقصى، مما أسهم في تقنين هذا النظام عالميا.
في عام 1926، قام مؤسس شركة فورد للسيارات هنري فورد بتطبيق نظام 8 ساعات عمل يوميا، و5 أيام في الأسبوع، وهو ما كان خطوة رائدة حينها.
نظام العمل 6 ساعات خلال الكساد الكبيروخلال الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي، برزت فكرة يوم العمل المكون من 6 ساعات كحل لمكافحة البطالة، وذلك من خلال إدخال نظام العمل بست ساعات يوميا بدلًا من 8 ساعات، مع تخفيض جزئي في الأجور. هذا القرار سمح بإعادة توظيف بعض العمال الذين فقدوا وظائفهم، وكذلك بتوظيف عمال جدد.
بحلول عام 1932، بدأ العمال في كسب الأجر نفسه الذي كانوا يحصلون عليه في 8 ساعات، ولكن خلال 6 ساعات فقط، مما لفت الأنظار إلى فوائد تقليل عدد ساعات العمل دون التأثير على الإنتاجية. وسرعان ما بدأت الدعوات لتشريع قانون يجعل ساعات العمل اليومية 6 ساعات فقط، ووصل الأمر إلى مجلس الشيوخ الأميركي، حيث تم تمرير مشروع قانون لتطبيق أسبوع عمل من 30 ساعة، لكنه فشل في مجلس النواب.
الحاجة للمزيد من المال تتفوق على الرغبة في تقليل ساعات العمل لدى بعض الموظفين أحيانا (غيتي) قانون معايير العمل العادل (1938)بعد فشل مشروع قانون الأسبوع المكون من 30 ساعة، واصل المشرعون والنقابات الضغط لتحسين ظروف العمل. وفي أواخر الثلاثينيات، تم التوصل إلى حل وسط حدّد معيارًا جديدا لعدد ساعات العمل.
إعلانفي عام 1938، وقع الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على قانون معايير العمل العادل "إف إل إس إيه" (FLSA)، الذي يتضمن:
جعل العمل لمدة 8 ساعات يوميا و5 أيام أسبوعيا هو القاعدة. تحديد الحد الأدنى للأجور الفدرالي. وضع قيود على عمالة الأطفال. إقرار دفع أجور إضافية للعاملين لأكثر من 40 ساعة أسبوعيا. راحة لم تستمر.. عودة نظام 8 ساعاترغم أن نموذج 6 ساعات يوميا لاقى استحسان العديد من العمال، فإنه بدأ في التلاشي بحلول الخمسينيات. وبحلول أواخر العقد، عاد معظم العمال إلى العمل بنظام 8 ساعات يوميًا باستثناء بعض العاملات اللاتي استمررن في العمل بنظام 6 ساعات حتى منتصف الثمانينيات.
عندما سُئل العمال عن سبب عودتهم إلى اليوم المكون من 8 ساعات، أوضحوا أن الحاجة إلى المزيد من المال تفوقت على الرغبة في تقليل ساعات العمل. فقد تغيرت النظرة إلى وقت الفراغ، وأصبح يُنظر إليه على أنه أقل قيمة من الدخل الإضافي.
ما نموذج 996؟نظام 996 هو جدول عمل غير رسمي شائع في بعض الشركات، خاصة في قطاع التكنولوجيا والشركات الناشئة في الصين. يشير إلى العمل من الساعة 9 صباحًا حتى 9 مساءً، لمدة 6 أيام في الأسبوع، أي ما يعادل 72 ساعة عمل أسبوعيا، وقد وصف بنظام العبودية الحديثة.
تتبنى العديد من الشركات التكنولوجية الكبرى هذا النموذج لتعزيز الإنتاجية والتنافسية، ويُنظر إليه على أنه ضروري في بيئة الأعمال السريعة النمو مثل شركات الإنترنت والتكنولوجيا، لكنه يُستخدم بشكل غير رسمي دون إلزام قانوني، حيث تعتمده بعض الشركات كمعيار داخلي.
رغم الانتقادات والدعاوى القضائية التي رفعها بعض الموظفين ضد شركات تطبق هذا النظام، لم يتم حظره بشكل مباشر، لكن هناك دعوات لإنفاذ قوانين العمل بصرامة كبرى.
رغم الانتقادات والدعاوى القضائية التي رفعها موظفون ضد شركات تطبّق نظام 996، فإنه لم يتم حظره (بيكسلز) لماذا لا يجب أن تعمل أكثر من 8 ساعات يوميا؟لا يزال النقاش حول التوازن بين الوقت والمال قائما، لكنه أخذ بعدا جديدا بعد جائحة كورونا، حيث أعادت الأزمة النظر في مفهوم العمل والحياة، مما دفع العديد إلى التفكير في طرق أكثر مرونة للقيام بالوظائف دون استهلاك كامل حياتهم في العمل.
إعلانيؤثر الاحتراق الوظيفي الناجم عن عدم التوازن بين العمل والحياة سلبًا على الإنتاجية، حيث يؤدي إلى الإرهاق، وبالتالي فقدان التركيز والانتباه. كما يؤدي أيضًا إلى زيادة عدد أيام الإجازات المرضية، مما يقلل الإنتاجية بشكل أكبر.
يساعد تنفيذ برنامج للتوازن بين العمل والحياة، يشمل أمورا مثل النوم والنشاط البدني، الموظفين على مواجهة التوتر من خلال تشجيعهم على تخصيص وقت لأنفسهم والعثور على الأشياء التي تجلب لهم الراحة والسعادة خارج نطاق العمل، سواء من خلال العائلة أو الأهداف الشخصية.
يمكن لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة أن يؤثر تأثيرا واضحا على قدرة الموظف على التركيز والانتباه في العمل، سواء كان يعمل من المنزل أو في المكتب، كما أن التأثير الناتج على الإنتاجية يكون عميقا. فالموظف الذي يحصل على قسط كاف من الراحة ويعاني من ضغوط أقل يمكنه الحفاظ على إنتاجيته لمدة أطول، كما أن التحسن الناتج في الروح المعنوية يسمح له بتقديم خدمة أفضل.
وقد يكون لجيل الألفية والجيل "زد" توجه مختلف عن الأجيال السابقة فيما يتعلق بساعات العمل، حيث بدأ البعض يعيد النظر في أهمية التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.