الجزيرة:
2025-01-23@16:56:02 GMT

هذا ما فعله رئيس أميركا الذي دعم فلسطين طوال حياته

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

هذا ما فعله رئيس أميركا الذي دعم فلسطين طوال حياته

جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الذي بلغ المئة هذا الشهر، بنى إرثًا من الشجاعة والوضوح الأخلاقي خلال عقود من الخدمة العامة، حيث كافح بلا كلل من أجل السلام وكرامة الإنسان في الداخل وحول العالم.

الآن، بينما يقترب من نهاية حياته، يجب أن نأخذ الوقت للتأمل في أحد أكثر مواقفه شجاعة: التزامه الثابت بكرامة الفلسطينيين، وحقهم في تقرير المصير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مشروع هدنة إسرائيلي يتيم تبناه بايدن وأسقطه نتنياهوlist 2 of 2هكذا غيرت حرب غزة خريطة التضامن البريطاني على مدى عامend of list

في عام 1996، وقف الرئيس كارتر معنا، نحن الشعب الفلسطيني، ونحن نصوت لأول مرة لقادتنا. وعلى الرغم من أن عملية السلام في أوسلو فشلت في تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة التي كنا نأملها، فإنّ كارتر كان يؤمن بأن فعل الإدلاء بأصواتنا كان لا يزال مهمًا، وأنه كان فرصة لبناء مستقبل قائم على السلام والعدالة.

وجوده في فلسطين خلال تلك الانتخابات الأولى أكد آمالنا في غدٍ مشرق، رغم ظلال الاحتلال والنزوح الثقيلة.

في عام 2003، حين بدأت جدران الفصل العنصري تلتف حول الضفة الغربية، التقيت بالرئيس كارتر مرة أخرى في منتدى المدافعين عن حقوق الإنسان الأول الذي نظمه مركز كارتر في أتلانتا، جورجيا.

هناك، أخبرته عن الواقع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية: 40,000 شخص محاصرون بالخرسانة، مع بوابة واحدة فقط تتيح لهم الوصول إلى المزارع والرعاية الطبية والعالم الخارجي. بوابة واحدة يفتحها ويغلقها الجنود الإسرائيليون حسب رغبتهم، وأحيانًا تبقى مغلقة لأيام. حين أخبرته عن الوضع في فلسطين، وصفته بما هو عليه: نظام فصل عنصري، حيث يُفصل شعبانِ بناءً على العرق، ويتحكم أحدهما بالآخر من خلال ظلم منهجي. استمع كارتر بانتباه، دون إصدار أحكام.

بعد عامين فقط، في 2005، أتيحت له الفرصة لرؤية الحقيقة بنفسه عندما عاد إلى فلسطين لمراقبة الانتخابات الرئاسية، حيث كنت أنا المرشح المستقل الأبرز ضد مرشح فتح، محمود عباس.

خلال تلك الفترة، شاهد الرئيس كارتر من قرب كيف كانت إسرائيل، بدلًا من بناء الجسور لتحقيق السلام، تقوم ببناء جدران: جدران تقطع عميقًا في الأراضي الفلسطينية، جدران تضم المستوطنات وموارد المياه، جدران تعزل الفلسطينيين في جيوب صغيرة.

كما شهد كيف قامت السلطات الأمنية الإسرائيلية باعتقالي بعد اجتماع لنا في القدس، بدون سبب سوى منعي من التواصل مع الناخبين الفلسطينيين هناك. خلال هذه الزيارة، أعتقد أن كارتر أدرك أن إسرائيل لم تكن تستعد للسلام، بل كانت تعمل على تعزيز سيطرتها بطرق تجعل حل الدولتين مستحيلًا.

في عام 2006، نشر كارتر كتابًا بعنوان "فلسطين: سلام لا فصل عنصري"، وهو كتاب هز الساحة السياسية الأميركية. في هذا الكتاب، أوضح حقيقة بسيطة: بدون حرية وكرامة الفلسطينيين، لا يمكن أن يكون هناك سلام. قدم قضيته ليس كعدو لإسرائيل، بل كشخص معني بعمق ببقائها. ومع ذلك، لأنه تجرّأ على قول هذه الحقيقة، تم تشويه سمعته.

وُصف بمعاداة السامية، وتم نبذه من قبل الكثيرين في الولايات المتحدة، وحتى داخل حزبه الديمقراطي. لكن كارتر لم يتراجع أبدًا. استمر في قول الحقيقة حول الواقع في فلسطين؛ ليس بدافع الكراهية لإسرائيل، بل من إيمان عميق بالعدالة.

فهم كارتر أن الطريقة الوحيدة التي يمكن لإسرائيل أن تزدهر بها حقًا هي من خلال سلام عادل مع الفلسطينيين. أدرك أن الشعب الفلسطيني، الذي يعيش تحت احتلال وحشي منذ عام 1967 ويعاني من نزوح متكرر منذ عام 1948، له الحق في التمتع بنفس الحقوق والكرامة التي يتمتع بها أي شخص آخر. كما أدرك في كتاباته اللاحقة أن وصفه لنظام الفصل العنصري جاء بعد أن أخبرته في عام 2003 عن الوضع في قلقيلية.

ما يجعل موقف جيمي كارتر من القضية الفلسطينية فريدًا ليس فقط شجاعته الأخلاقية، بل حقيقة أنه كان ذات يوم أقوى رجل في العالم. كرئيس للولايات المتحدة، حاول أن يمهد الطريق لتحقيق السلام الدائم. لم يتمكن من تأمين تقرير المصير الفلسطيني خلال فترة رئاسته بين عامي 1977 و1981، ولكنه لم يتوقف عن المحاولة. في العقود التي تلت مغادرته المنصب، لم يترك حجرًا إلا قلبه في سعيه لتحقيق سلام عادل للفلسطينيين وكل شعوب الشرق الأوسط.

الآن، وهو يدخل عامه المئة، وتأتي التكريمات للاحتفاء بإنجازاته الإنسانية العديدة، يجب ألا ننسى أنه كان أحد أهم من قالوا الحقيقة في عصرنا. كان كارتر مستعدًا لرؤية الوحشية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ورفض أن يظل صامتًا حيالها. هذه شجاعة نادرة، خاصة بالنسبة لرئيس أميركي سابق، ويجب أن يتم التعرف عليها وتذكرها.

أفضل طريقة لتكريم جيمي كارتر وشجاعته ووضوحه الأخلاقي هي أن نحمل التزامه بحقوق الإنسان المتساوية للجميع.

النضال الفلسطيني من أجل تقرير المصير ليس مجرد قضية سياسية- إنها قضية أخلاقية. وكما كان كارتر يؤكد دائمًا، فإن للولايات المتحدة مسؤولية خاصة. بدون الدعم السياسي والعسكري الأميركي، لم تكن إسرائيل لتتمكن من مواصلة احتلالها الوحشي، وفصلها العنصري ضد الفلسطينيين، أو ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.

بينما نحتفل ونتأمل في حياة كارتر وإرثه، دعونا نُضخم دعوته لكي تكون الولايات المتحدة قوة حقيقية من أجل السلام والعدالة في العالم. دعونا ندرك، كما أراد كارتر، أن السلام في أرضنا المقدسة لن يتحقق إلا عندما يتم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وكرامتهم واحترامها. عندها فقط سنكون قادرين حقًا على تكريم إرثه والقيم التي دافع عنها بشجاعة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی عام

إقرأ أيضاً:

«ترامب» رئيسا لأمريكا وسط الأعلام المنكسة بسبب «كارتر»

شهدت الولايات المتحدة حفل تنصيب الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وسبقه احتفال النصر فى واشنطن، حيث ألقى الرئيس الجديد أول خطاب هناك منذ خطابه فى السادس من يناير عام 2021، الذى سبق اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول.

وتعهد «ترامب» بالعمل بسرعة غير مسبوقة، وإصدار أوامر تنفيذية كثيرة فى الأيام الأولى، واتخاذ قرارات تنفيذية حاسمة وسريعة لحل المشكلات التى تواجه بلاده.

نقل المراسم إلى داخل «الكابيتول» لأول مرة منذ 40 عاماً بسبب انخفاض درجات الحرارة

شهد حفل التنصيب الرسمى حدثاً نادراً لم يحدث منذ 40 عاماً، منذ حفل تنصيب رونالد ريجان، وهو نقلُ المراسم من الهواء الطلق إلى داخل مبنى الكابيتول بسبب الصقيع الشديد، بعدما وصلت درجة الحرارة إلى -6 و-11 مع الغروب كأدنى درجة. 

وتم إقامة حفل التنصيب فى ظل تنكيس الأعلام بسبب وفاة الرئيس السابق جيمى كارتر فى 29 ديسمبر، إذ أمر الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بتنكيس الأعلام على مدى ثلاثين يوماً، وهو ما وافق يوم تنصيب «ترامب»، الذى سبق وقال إنه لا يمكن لأى أمريكى أن يكون مسروراً بالأعلام المنكسة عندما يتم تنصيبه، مشيراً إلى أن خصومه الديمقراطيين يشعرون بالسعادة حيال هذه المشهد التشاؤمى.

وشهدت مراسم التنصيب إشراف لجنة مشتركة للكونجرس بقيادة السيناتور الديمقراطية إيمى كلوبوشار، وتضمّنت مرور الموكب إلى الكابيتول، ومراسم أداء نائب الرئيس لليمين، وخطاب التنصيب، والرحيل الشرفى للرئيس المنتهية ولايته ونائبته، وحفل التوقيع الذى يوقّع خلاله الرئيس الجديد على الترشيحات والمذكرات والأوامر التنفيذية، وغداء أقامه الكونجرس بالكابيتول.

وبدأت المراسم بمقدّمة موسيقية لجوقات جامعة نبراسكا - لينكولن المشتركة، وفرقة مشاة البحرية الأمريكية، ثم قام تيموثى الكاردينال دولان، رئيس أساقفة نيويورك، والقس فرانكلين جراهام بإلقاء دعاء، وبعدها غنّى مغنى الأوبرا كريستوفر ماتشيو.

وأجرى قاضى المحكمة العليا بريت كافانو مراسم أداء القسم الخاصة بنائب الرئيس المنتخب جيه دى فانس، وأدّت المغنية الريفية كارى أندروود، بالاشتراك مع جوقة القوات المسلحة ونادى الغناء التابع للأكاديمية البحرية الأمريكية أغنية America the Beautiful.

وبعد هذا الأداء تولى رئيس المحكمة العليا جون روبرتس أداء اليمين الرئاسية الخاصة بترامب، واختتم الحفل بإلقاء رجال دين كلمات لتقديم البركة لترامب، وهم الحاخام آرى بيرمان، رئيس جامعة يشيفا، والإمام هشام الحسينى، من مركز كربلاء للتعليم الإسلامى، والقس لورينزو سويل من كنيسة 180 ديترويت، والقس الأب فرانك مان من أبرشية بروكلين الكاثوليكية الرومانية، وبعدهم غنى مغنى الأوبرا كريستوفر ماتشيو النشيد الوطنى الأمريكى.

وسبق حفل التنصيب حديث لـ«ترامب» عن الكثير من القضايا أمام تجمع حاشد من أنصاره فى العاصمة واشنطن، بحضور كبار رموز الحزب الجمهورى ومسئولى إدارته القادمة.

وبدأ «ترامب» كلمته بالهجوم على سلفه جو بايدن، وانتقد إدارته ووصفها بأنها سيئة وفاشلة، مضيفاً أن يوم تنصيبه سيسدل الستار على أربع سنوات طويلة من التراجع الأمريكى، لتبدأ أمريكا يوماً جديداً من القوة والازدهار والكرامة والفخر الأمريكى.

الرئيس الجديد يتعهد بإنهاء حكم إدارة بايدن «الفاشلة والفاسدة»

تفاخر «ترامب» بالتوقعات الاقتصادية منذ فوزه، مشيراً إلى ارتفاع سوق الأسهم وتحطيم عملة البيتكوين مستويات قياسية، قبل حتى وصوله إلى البيت الأبيض، مطلقاً وعداً، حسب «أسوشيتد برس»، بإنهاء حكم مؤسسة بايدن السياسية «الفاشلة والفاسدة».

ووسط تصفيق حار من أنصاره، أشاد «ترامب» بعودة «تيك توك»، موجّهاً الشكر لهم لمساعدته على الأداء خلال الحملة بشكل أفضل بكثير مع الناخبين الشباب، مقارنة بالجمهوريين تاريخياً، مشدّداً على أنه سيستخدم نفوذه للبحث فى مشروع مشترك تمتلك فيه الحكومة الأمريكية نصف الشركة دون دفع أي أموال.

وأكد أنه يتعين عليه إنقاذ الاقتصاد، وعدم ترك أعمال الأمريكيين فى أيدى الآخرين، وقال للجمهور: «سواء كنت تحب تيك توك أم لا، فإننا سنجنى الكثير من المال من ورائه».

ونال «ترامب» تصفيقاً كبيراً، عندما تحدث عن خطط الترحيل الجماعي، حيث كرر ادعاءه بأن الحكومات الأجنبية تفرغ سجونها أو مؤسساتها العقلية فى الولايات المتحدة، وهناك بعض المهاجرين أسوأ من شخصية هانيبال ليكتر الخيالية.

وأعلن «ترامب» عن خططه للسفر إلى لوس أنجلوس يوم الجمعة، لتفقد أضرار حرائق الغابات التي أودت بحياة 27 شخصاً على الأقل وأحرقت أكبر منطقة حضرية فى كاليفورنيا منذ 40 عاماً، مؤكداً أنه سيساعد فى إعادة بناء المدينة لتكون أكثر جمالاً من أي وقت مضى، وأشار إلى خطط لمساعدة الناجين من إعصار كارولينا الشمالية فى التعافي، لأنهم عُوملوا بشكل سيئ للغاية كولاية.

وشدّد «ترامب» على أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة لم يكن ليحدث أبداً لو لم يتم انتخابه، ناسباً إلى نفسه الفضل فى إطلاق سراح أول المحتجزين من غزة، دون أن يكون رئيساً، ومهاجماً الديمقراطيين لعدم تحقيقهم تقدماً فى المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • أبو شامة: مصر تبذل كل الجهد طوال الوقت لحماية الشعب الفلسطيني
  • خبير استراتيجي: مصر تبذل كل الجهد طوال الوقت لحماية الشعب الفلسطيني
  • أرقام صادمة لعدد الحواجز والبوابات التي تحاصر الفلسطينيين في الضفة
  • أرقام صادمة لعدد الحواجر والبوابات التي تحاصر الفلسطينيين في الضفة
  • فلسطين: تحركات على المستويات كافة لإجبار الاحتلال ومستوطنيه على وقف جرائمه
  • الشرع مهنئا ترامب: نثق أنه القائد الذي سيجلب السلام للشرق الأوسط
  • الشرع مهنئا ترامب: الزعيم الذي سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط
  • ما طبيعة السلام الذي يريده ترامب في المنطقة؟ محللان يجيبان
  • الرئيس الفلسطيني مهنئا ترامب: «مستعدون للعمل معكم ليتحقق السلام في عهدكم»
  • «ترامب» رئيسا لأمريكا وسط الأعلام المنكسة بسبب «كارتر»