الجزيرة:
2024-11-21@16:45:30 GMT

هذا ما فعله رئيس أميركا الذي دعم فلسطين طوال حياته

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

هذا ما فعله رئيس أميركا الذي دعم فلسطين طوال حياته

جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الذي بلغ المئة هذا الشهر، بنى إرثًا من الشجاعة والوضوح الأخلاقي خلال عقود من الخدمة العامة، حيث كافح بلا كلل من أجل السلام وكرامة الإنسان في الداخل وحول العالم.

الآن، بينما يقترب من نهاية حياته، يجب أن نأخذ الوقت للتأمل في أحد أكثر مواقفه شجاعة: التزامه الثابت بكرامة الفلسطينيين، وحقهم في تقرير المصير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مشروع هدنة إسرائيلي يتيم تبناه بايدن وأسقطه نتنياهوlist 2 of 2هكذا غيرت حرب غزة خريطة التضامن البريطاني على مدى عامend of list

في عام 1996، وقف الرئيس كارتر معنا، نحن الشعب الفلسطيني، ونحن نصوت لأول مرة لقادتنا. وعلى الرغم من أن عملية السلام في أوسلو فشلت في تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة التي كنا نأملها، فإنّ كارتر كان يؤمن بأن فعل الإدلاء بأصواتنا كان لا يزال مهمًا، وأنه كان فرصة لبناء مستقبل قائم على السلام والعدالة.

وجوده في فلسطين خلال تلك الانتخابات الأولى أكد آمالنا في غدٍ مشرق، رغم ظلال الاحتلال والنزوح الثقيلة.

في عام 2003، حين بدأت جدران الفصل العنصري تلتف حول الضفة الغربية، التقيت بالرئيس كارتر مرة أخرى في منتدى المدافعين عن حقوق الإنسان الأول الذي نظمه مركز كارتر في أتلانتا، جورجيا.

هناك، أخبرته عن الواقع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية: 40,000 شخص محاصرون بالخرسانة، مع بوابة واحدة فقط تتيح لهم الوصول إلى المزارع والرعاية الطبية والعالم الخارجي. بوابة واحدة يفتحها ويغلقها الجنود الإسرائيليون حسب رغبتهم، وأحيانًا تبقى مغلقة لأيام. حين أخبرته عن الوضع في فلسطين، وصفته بما هو عليه: نظام فصل عنصري، حيث يُفصل شعبانِ بناءً على العرق، ويتحكم أحدهما بالآخر من خلال ظلم منهجي. استمع كارتر بانتباه، دون إصدار أحكام.

بعد عامين فقط، في 2005، أتيحت له الفرصة لرؤية الحقيقة بنفسه عندما عاد إلى فلسطين لمراقبة الانتخابات الرئاسية، حيث كنت أنا المرشح المستقل الأبرز ضد مرشح فتح، محمود عباس.

خلال تلك الفترة، شاهد الرئيس كارتر من قرب كيف كانت إسرائيل، بدلًا من بناء الجسور لتحقيق السلام، تقوم ببناء جدران: جدران تقطع عميقًا في الأراضي الفلسطينية، جدران تضم المستوطنات وموارد المياه، جدران تعزل الفلسطينيين في جيوب صغيرة.

كما شهد كيف قامت السلطات الأمنية الإسرائيلية باعتقالي بعد اجتماع لنا في القدس، بدون سبب سوى منعي من التواصل مع الناخبين الفلسطينيين هناك. خلال هذه الزيارة، أعتقد أن كارتر أدرك أن إسرائيل لم تكن تستعد للسلام، بل كانت تعمل على تعزيز سيطرتها بطرق تجعل حل الدولتين مستحيلًا.

في عام 2006، نشر كارتر كتابًا بعنوان "فلسطين: سلام لا فصل عنصري"، وهو كتاب هز الساحة السياسية الأميركية. في هذا الكتاب، أوضح حقيقة بسيطة: بدون حرية وكرامة الفلسطينيين، لا يمكن أن يكون هناك سلام. قدم قضيته ليس كعدو لإسرائيل، بل كشخص معني بعمق ببقائها. ومع ذلك، لأنه تجرّأ على قول هذه الحقيقة، تم تشويه سمعته.

وُصف بمعاداة السامية، وتم نبذه من قبل الكثيرين في الولايات المتحدة، وحتى داخل حزبه الديمقراطي. لكن كارتر لم يتراجع أبدًا. استمر في قول الحقيقة حول الواقع في فلسطين؛ ليس بدافع الكراهية لإسرائيل، بل من إيمان عميق بالعدالة.

فهم كارتر أن الطريقة الوحيدة التي يمكن لإسرائيل أن تزدهر بها حقًا هي من خلال سلام عادل مع الفلسطينيين. أدرك أن الشعب الفلسطيني، الذي يعيش تحت احتلال وحشي منذ عام 1967 ويعاني من نزوح متكرر منذ عام 1948، له الحق في التمتع بنفس الحقوق والكرامة التي يتمتع بها أي شخص آخر. كما أدرك في كتاباته اللاحقة أن وصفه لنظام الفصل العنصري جاء بعد أن أخبرته في عام 2003 عن الوضع في قلقيلية.

ما يجعل موقف جيمي كارتر من القضية الفلسطينية فريدًا ليس فقط شجاعته الأخلاقية، بل حقيقة أنه كان ذات يوم أقوى رجل في العالم. كرئيس للولايات المتحدة، حاول أن يمهد الطريق لتحقيق السلام الدائم. لم يتمكن من تأمين تقرير المصير الفلسطيني خلال فترة رئاسته بين عامي 1977 و1981، ولكنه لم يتوقف عن المحاولة. في العقود التي تلت مغادرته المنصب، لم يترك حجرًا إلا قلبه في سعيه لتحقيق سلام عادل للفلسطينيين وكل شعوب الشرق الأوسط.

الآن، وهو يدخل عامه المئة، وتأتي التكريمات للاحتفاء بإنجازاته الإنسانية العديدة، يجب ألا ننسى أنه كان أحد أهم من قالوا الحقيقة في عصرنا. كان كارتر مستعدًا لرؤية الوحشية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ورفض أن يظل صامتًا حيالها. هذه شجاعة نادرة، خاصة بالنسبة لرئيس أميركي سابق، ويجب أن يتم التعرف عليها وتذكرها.

أفضل طريقة لتكريم جيمي كارتر وشجاعته ووضوحه الأخلاقي هي أن نحمل التزامه بحقوق الإنسان المتساوية للجميع.

النضال الفلسطيني من أجل تقرير المصير ليس مجرد قضية سياسية- إنها قضية أخلاقية. وكما كان كارتر يؤكد دائمًا، فإن للولايات المتحدة مسؤولية خاصة. بدون الدعم السياسي والعسكري الأميركي، لم تكن إسرائيل لتتمكن من مواصلة احتلالها الوحشي، وفصلها العنصري ضد الفلسطينيين، أو ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.

بينما نحتفل ونتأمل في حياة كارتر وإرثه، دعونا نُضخم دعوته لكي تكون الولايات المتحدة قوة حقيقية من أجل السلام والعدالة في العالم. دعونا ندرك، كما أراد كارتر، أن السلام في أرضنا المقدسة لن يتحقق إلا عندما يتم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وكرامتهم واحترامها. عندها فقط سنكون قادرين حقًا على تكريم إرثه والقيم التي دافع عنها بشجاعة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی عام

إقرأ أيضاً:

ترامب يختار سفير أميركا لدى حلف الناتو

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأربعاء تعيين ماثيو ويتيكر سفيراً لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعدما أكثر من تهديداته للحلف خلال حملته الانتخابية.
وقال ترامب في بيان إن ويتيكر «محارب قوي ووطني مخلص»، مؤكدا أنه «سيضمن تعزيز مصالح الولايات المتحدة والدفاع عنها».
وكان الجمهوري قد هدد في فبراير بعدم ضمان حماية الدول الأعضاء في الناتو إذا لم تخصص ميزانية كافية للدفاع.
ووعد ترامب بأن ماثيو ويتيكر «سيضع أميركا أولاً»، مضيفا أنه «سيعزز العلاقات مع حلفائنا في الناتو وسيقف بثبات في مواجهة التهديدات للسلام والاستقرار».
عمل الرجل الخمسيني وزيراً للعدل بالإنابة خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب.
وهنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته دونالد ترامب بعد انتخابه، متعهداً الحفاظ على وحدة الحلف.
وقال في بيان «ستكون قيادته مرة أخرى عنصراً رئيسياً في الحفاظ على قوة حلفنا، وإنني أتطلع إلى العمل معه مرة أخرى لتعزيز السلام من خلال تعزيز الناتو».

أخبار ذات صلة ترامب يعلن عن مرشحه لوزارة الخزانة اليوم ترامب يعين ليندا ماكمان وزيرة للتعليم المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • بالصور: الهلال الاحمر الفلسطيني يستقبل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين
  • مخزونات الخام والبنزين في أميركا ترتفع في أسبوع
  • ترامب يختار سفير أميركا لدى حلف الناتو
  • رئيس جامعة طنطا: التمريض أصبح خيارا مهنيًا آمنًا في الحاضر والمستقبل
  • ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين :"ندعم المسار السياسي الذي يستهدف تعزيز الاستقرار"
  • طفل يسمع لأول مرة في حياته بعد تركيب سماعات.. شاهد ردة فعله المؤثرة
  • شاب يفقد حياته برصاصة خاطئة خلال تصوير مشهد درامي في إب
  • نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق: الصلاة تُغير سلوك الإنسان وتؤثر في حياته
  • العاهل الأردني مفتتحا مجلس الأمة: السلام العادل والمشرف هو السبيل لرفع الظلم التاريخي عن الفلسطينيين
  • الأردن: السلام العادل سبيل رفع الظلم التاريخي عن الفلسطينيين