صحيفة الاتحاد:
2024-11-14@21:46:25 GMT

«مفاجأة أكتوبر» تثير مخاوف هاريس وترامب

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة هاريس وترامب يُعدّلان بوصلة الإعلانات الدعائية مع اقتراب الحسم كيف تتحكم قلة من الولايات في انتخابات الرئاسة الأميركية؟ انتخابات الرئاسة الأميركية تابع التغطية كاملة

مع تسارع العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة، دعا باحثون متخصصون في التاريخ السياسي للولايات المتحدة، حملتيْ المتنافسيْن على دخول البيت الأبيض، إلى توخي الحذر من أي تطورات غير متوقعة، قد تشهدها الأسابيع القليلة المتبقية، قبل يوم الاقتراع.


ويشير الباحثون في هذا الصدد، إلى ما يُعرف بـ «مفاجأة أكتوبر»، وهو مصطلح تبلور على الساحة السياسية الأميركية للمرة الأولى في ثمانينيات القرن الماضي، لوصف أي تطور مفاجئ قد يشهده السباق الرئاسي في مراحله الأخيرة، بما يرجح كفة أحد المشاركين فيه على الآخر.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تجدد الحديث عن هذه «المفاجأة» وإمكانية حدوثها قبل انتخابات الخامس من نوفمبر، على إثر تصريحات أدلت بها هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة.
فكلينتون حرصت على اغتنام فرصة مقابلة تليفزيونية أُجريت معها مؤخراً، للقول إنها تتوقع حدوث شيء ما في أكتوبر، كما يحدث دائماً، مُحذرةً هاريس، من أنها ستواجه «جهوداً مكثفة لتشويه» صورتها وتقليص فرصها في الفوز.
وبنظر مراقبين، تكتسب تصريحات كلينتون، أهمية خاصة، نظراً لأنها كانت هي نفسها، من بين ضحايا «مفاجأة أكتوبر».
فقبل أقل من شهر من مواجهتها الانتخابية لترامب في نوفمبر 2016، بدأ موقع «ويكيليكس»، نشر آلاف من رسائل البريد الإلكتروني، التي تم قرصنتها من جهاز كمبيوتر يخص رئيس حملتها، ما أذكى الشكوك بشأن اتهامات كانت قد وُجِهَت إليها آنذاك، حول اطلاعها مسبقاً على أسئلة وُجِهَت إليها في مناظرات خاضتها، في إطار الانتخابات التمهيدية بداخل الحزب الديمقراطي.
لكن قائمة ضحايا «مفاجأة أكتوبر» لا تضم هيلاري كلينتون وحدها، فقبل 16 عاماً، كان المرشح جون ماكين على موعد مع مفاجأته المزعجة الخاصة به، قبيل نزاله الانتخابي مع الرئيس الديمقراطي فيما بعد باراك أوباما.
ففي ذلك العام، شهد العالم بأسره أزمة مالية حادة، ما أحدث ركوداً شعر به الناخبون الأميركيون، في أكتوبر 2008، قبل الاقتراع بأسابيع معدودات.
ورغم أن الولايات المتحدة كانت تعاني في ذلك الوقت من أعلى معدل بطالة منذ سنوات، أدلى ماكين بتصريحات مثيرة للجدل، اعتبر فيها أن سياسات الإدارة الجمهورية الحاكمة وقتذاك، ذات أسس قوية، ما فتح الباب أمام أوباما لاتهامه بأنه بعيد عن التواصل مع الأميركيين العاديين، والفوز عليه في نهاية المطاف.
وفي عام 1972، استثمر الرئيس ريتشارد نيكسون مفاجأة مماثلة حتى وإن كانت زائفة، حيث، أعلن مستشاره للأمن القومي هنري كيسنجر، في حينه، عن أن «السلام بات في متناول اليد» بفيتنام، ما يسمح بإنهاء الحرب هناك، ما بدا وفاءً بتعهد كان قد قطعه نيكسون على نفسه، قبل توليه الرئاسة للمرة الأولى قبل ذلك بأعوام، بإسكات أصوات المدافع في هذا البلد الآسيوي.
ورغم أنه قد تبين لاحقاً، كما قالت صحيفة «يو إس آيه توداي» الأميركية على الموقع الإلكتروني لنسختها الأوروبية، أن هذا الإعلان سابق لأوانه بكثير، إذ استمرت الحرب لمدة عامين بعد ذلك، فقد أدت تصريحات كيسنجر إلى تعزيز تقدم نيكسون في استطلاعات الرأي، وقادت إلى فوزه بالانتخابات، عقب الإدلاء بها بأقل من أسبوعين.
ويقول الباحثون الأميركيون، إن المرة الأولى التي شهدت فيها الانتخابات الرئاسية «مفاجأة أكتوبر»، كانت في عام 1840، عندما وجه الرئيس حينذاك مارتن فان بيورين، خلال ذلك الشهر، اتهامات لخصومه السياسيين بالاحتيال وشراء الأصوات والتلاعب فيها، ولكن هذا لم يُجْدِ نفعاً، ليخسر السباق أمام ويليام هنري هاريسون، الذي أصبح تالياً الرئيس التاسع للولايات المتحدة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جي دي فانس تيم والز سباق الرئاسة الأميركية سباق البيت الأبيض الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن أميركا كامالا هاريس دونالد ترامب البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الأميركية السباق الرئاسي الأميركي الانتخابات الأميركية مفاجأة أکتوبر

إقرأ أيضاً:

تجاهلت هاريس غضب الناخبين بسبب غزة فدفع الديمقراطيون الثمن غاليا

كان يمكن أن أتشكك في تحليلات ما بعد الانتخابات في غداة النتيجة التي وصفت بالصادمة. فأنماط التصويت في كلا الجانبين في هذه المرحلة أقرب إلى اختبار رورشاخ الذي يرى الناس فيه ما هم راغبون في رؤيته. وما أطرحه هنا هو مزيج من الغريزة والتكهن (وأكاد أسمعكم تقولون: وما الجديد؟). لكن كلا الغريزة والتكهن قائم على عامل معين لا يمثل صدمة، وذهبت التنبؤات من قبل إلى أنه قد يضير بحملة كامالا. فبوسعنا أن نكون على يقين من أن الديمقراطيين خسروا الناخبين بسبب غزة. والأرقام مذهلة. وثمة يقين آخر هو أن الناخبين سيبقون غير مسموعي الصوت.

في ديربورن بولاية ميشيجان حيث توجد أكبر أغلبية عربية في مدينة أمريكية، فاز جو بايدن سنة 2020 بقرابة 70% من الأصوات وتشير أولى الإحصاءات إلى أن هاريس حصلت على شيء من قبيل 40% من الأصوات. أثيرت المخاوف من الحرب بصوت جهير ومحدد، فلم تكتف هاريس بتجاهل هذه الأصوات وعزلها، ولكن حملتها بعثت أيضا بيل كلينتن لإسكات تلك الأصوات. ولم تزر هاريس المدينة مطلقا. لكن خمنوا من الذي زارها؟ صحيح، هو دونالد ترامب. وها هو قد فاز في ديربورن وبميشيجان كلها.

قالت ناخبة أعطت صوتها لترامب «حتى لو أن احتمال استمراره في هذه الإبادة يبلغ 99%، سأقبل بمخاطر ونسبة الـ1% بأنه قد يوقفها، في مقابل احتمال بنسبة 100% بأن الإبادة سوف تستمر في ظل حكم هاريس».

يوجز هذا القول ببراعة الإحساس بانسداد الطريق السياسي، وهو الإحساس الذي تكون على مدار العام الماضي. لقد وعد الديمقراطيون بتحقيق الاستقرار وحماية الوضع القائم المهدد أمام خصم متقلب، ولكن مع هذا الوعد بالاستمرارية جاء اليقين بأن شيئا لن يتغير. ولكن بالنسبة للحرب في غزة ولبنان، لم يكن عدم تغير أي شيء خيارا مطروحا.

لقد تسببت أحداث فلسطين والشرق الأوسط الأوسع على مدى ثلاثة عشر شهرا متصلة في يأس واغتراب. فأولا، هناك الأثر النفسي للصور ومقاطع الفيديو التي تصوّر القتل، وقتل الأطفال في المقام الأكبر. وليس الموت وحده، ولكن طبيعته؛ إذ يتعرّض آلاف البشر للتشوّه والتمزق والدفن تحت الأنقاض، وتُجمع أشلاؤهم في أكياس لتدفن. ولسنا مهيأين لاستيعاب مثل هذا الرعب دونما تعرّض لصدمات معنوية عميقة. ذلك أمر يتغير بسببه البشر.

أضف إلى ذلك الطريقة التي استجاب بها الديمقراطيون والمؤسسة الليبرالية بصفة عامة لهذه الصدمة وهذا الغضب. فلم يسمحوا للأمريكيين الفلسطينيين بالحديث في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أغسطس. وتفككت مجموعة (نساء مسلمات من أجل هاريس) فور إنكار فرصة الحديث في المؤتمر. ونشرت جماعات أخرى -من قبيل (اتحاد عمال السيارات) الذي كان قد أيّد هاريس بالفعل- اعتراضات قوية. واتهم كبار الديمقراطيين من أمثال نانسي بيلوسي المظاهرات الشعبية بوصمة «الارتباط بروسيا». كما اتهمت منابر الإعلام الليبرالي الطلبة في شتى الجامعات بمعاداة السامية، ثم تعرّضت مظاهراتهم ومخيماتهم لاقتحام من الشرطة التي قامت باعتقالهم.

وفي كل من استمرار القتل والتطهير العرقي، ورفض القيام بأي شيء حيال ذلك اللهم إلا التعبير في أفضل الحالات عن الحزن من الوضع المؤسف الذي آلت إليه الأمور، ثمة رسالة شخصية موجهة إلى ذوي الخلفية العربية مفادها أن: أمثالكم من الناس لا قيمة لهم. وهذه رسالة تمتد حتى تصل إلى آخرين في الجنوب العالمي، أو من يرون أنفسهم في الفلسطينيين، مقهورين ومصنفين عرقيا مثلهم، ومن يشعرون على تباين خلفياتهم أنهم منفيون من الحزب الديمقراطي وعدم مبالاته بمخاوفهم.

ليس عليك إلا أن تلهم الناس بكل هذه المشاعر، مشاعر الألم والمحو والاحتقار، لتراهم وهم يصوتون تصويتا يعبّر عن هذه المشاعر. وسيكون هذا التعبير متعدد الأوجه، ففيه الغضب والعدمية والانفصال والمقامرة على الفرصة الأخيرة. قد يبدو ترامب ورقة مغامرة، ولكن حتى الورقة المغامرة لها نصيب من فرص النجاح، والتوصل بعيد الاحتمال إلى نتيجة إيجابية ولو أنها لا تزال مستحيلة. بسبب هؤلاء الناس؟ إذن، دمروا هؤلاء الناس. لقد أطلعونا على حقيقتهم، فهيا بنا نريهم حقيقتنا.

أعرف أنني أتكلم هنا بأفكار غيري. لكن هذه الأفكار والسلوكيات مفهومة في ضوء الخيارات التي تطرحها. ولقد رأيت في انتخابات المملكة المتحدة أيضا ذلك الإصرار من الناخبين على أن يتوقف الناخبون عن التفاهات، ويركزوا على حقيقة أن الخيار الآخر قد يكون أسوأ. ولكن في ظل التيه والقلق الناجمَين عن رؤية الفظائع تلو الفظائع كل يوم، ما من حساب عقلاني لما قد يكون «الأسوأ» في المستقبل، إنما هو اليأس فقط من إنهاء ما لا يحتمل في الحاضر.

لقد كان لدى الديمقراطيين اعتقاد أحمق بأن بوسعهم أن يفرضوا على ناخبيهم الأوفياء أقصى الضغط ويتوقعون منهم التصويت لصالحهم، وتأكد ذلك الاعتقاد لأنهم رأوا في خصمهم فزاعة معينة، فهو صارخ العنصرية والعدمية ومصاب برهاب الإسلام ومعاد للديمقراطية. لكن الناخبين الذين فقدهم الحزب فهموا أن الديمقراطيين ضمنا يماثلونه في ذلك كله.

وها هنا تظهر القدرة على حقيقتها، فهي في ظاهرها رفض منطقي لهاريس من جانب ناخبين غاضبين بسبب غزة. فالتصويت في المقام الأكبر ممارسة للإرادة الحرة، وهي الإرادة الحرة الوحيدة لدى الأفراد في النظام الانتخابي الخاضع لسيطرة المشاهير والمتبرعين الأثرياء والإعلام لدى كلا الحزبين. (قال مذيع في شبكة إم إس إن بي سي إنه حتى المطربة الشهيرة «الملكة لطيفة» دعمت هاريس «مع أنها لم تدعم أحدا من قبل» وهذا برهان على سلامة حملة ترشحها من أي عيب). وإذا ما سلبت قوة الناخبين فإنهم ينتهزون الفرصة لاستردادها بالطريقة الوحيدة التي يملكونها وهي أن يظهروا أن لديهم خيار رفض الوضع القائم. وفي حين أن الناخبين الذين تحولوا إلى ترامب سوف يتصدرون العناوين، فقد يكون هناك من توجهوا إلى حزب ثالث، أو من لزموا البيوت ببساطة. لقد خان الديمقراطيون عهدهم مع كثير من ناخبيهم، ثم صدمهم أن الناخبين لم يلتزموا من جانبهم بالعهد.

ستسمعون من الليبراليين في الأيام القادمة الكثير عن أن الوقت قد حان «للإنصات للناخبين»، وكأنما لم يكن الناخبون يجهرون بالحديث منذ شهور. ولو استمع الناس أخيرا، فإنني أراهن أنهم بدلا من الانخراط في مطالب وقف إطلاق النار وحظر الأسلحة، سيظلون يركزون فقط على كل أنواع التفسيرات الثانوية. فهل ترامب ساحر خبيث سحر الناس وجعلهم يعتقدون أنه سيحقق رغباتهم؟ وهل هؤلاء الناس ساذجون أم طائفيون أم مخطئون تماما؟

إن الفراغ الأخلاقي الذي سمح للديمقراطيين في نهاية المطاف باستمرار المذابح في غزة هو نفسه الذي يمنعهم من رؤية الناخبين بوصفهم كائنات أخلاقية. وموقف السياسة الواقعية الذي يوازن بين حياة الفلسطينيين وبين الولاء لإسرائيل هو الموقف نفسه الذي لا يستطيع أن يتصور الناخبين الذين لا يتصرفون بهذه الطريقة الباردة غير المهتمة إلا بالمصلحة الذاتية.

والشعور الثابت بالاستثنائية هو الشعور نفسه الذي لا يسمح لهم بفهم شعور الضعف والهشاشة والخوف الذي أحدثه العام الماضي. والمذهولون من فوز ترامب والذين يشعرون بالقلق من عصر الرعب الذي يوشك على دخوله لن يدركوا أبدا أن الكثيرين يرون أن هذا العالم قائم بالفعل، لكنهم لا يعيشون فيه.

مقالات مشابهة

  • لماذا صمت داعمو هاريس في هوليود بعد فوز ترامب؟
  • السويداء السورية.. حادثة عبد الباقي تثير مخاوف الاغتيالات الهادئة
  • أكثر من مفاجأة كانت تنتظر هاني فرحات ودنيا جمعة في ظهورهما الأول
  • حمير مسلوخة تثير الرعب بالقليوبية.. ومصدر أمني يكشف مفاجأة
  • انخفاض أسهم سامسونج وسط مخاوف تأثير الرسوم الجمركية الأميركية في عهد ترامب
  • مقال في الغارديان: عدم تغيير المسار بشأن غزة كان خطأ فادحا من هاريس
  • تجاهلت هاريس غضب الناخبين بسبب غزة فدفع الديمقراطيون الثمن غاليا
  • محادثة هاتفية مثيرة بين الرئيس الإندونيسي وترامب .. فيديو
  • أخطاء هاريس الكبرى
  • بوليتيكو: العرب في ديربورن يشعرون بالرضا عن هزيمة هاريس